المحرر موضوع: لستُ من المتأملين خيرا في دور مؤسستنا الدينيه ولكـــن .. / شوكت توسا  (زيارة 2407 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لستُ من المتأملين خيرا في دور مؤسستنا الدينيه ولكن !! شوكت توسا
   الحديث عن حاضر دور كنيستنا في حفظ موروثنا وتراثنا, فهو في حال المتراجع فيما لو قورن بالسطوه التي كانت تمتلكهاكنيستنا على مختلف مناحي حياة الانسان سابقا , وهو أمرٌ عداانه يذكرنا بمراحل تراجع دور الكنيسه الاوربيه , فهو يدعوناالى الاخذ بنظرالاعتبار اسباب قوة ماضي هذاالدور والتي لا تعزى او تنّسب حصراالى قوة الايمان بقدر ما هي نتاج تفاعلات سمات البحث عن فرض السلطه وثقافة انسانه المتدنيه, قوه كان ممكنا استثمارها  لبناء مجتمع متكاتف ومتكافئ ضامن لحقوق  الانسان ونابذ للظلم  والاستبداد جريا على ما جاء في رسالة المسيح , لكن الذي حصل يظطر اي متابع الى مقارنة تفاصيل صورة ذلك الماضي  ووضع الانسان فيه  بواقعنا الحافل بالمستجدات والحريات, شخصيا أول ماسيخطر على بالي في عصرنا هذا هو حاجة  الكنيسه الى تحديث طرائق تفكير مدبريها من اجل تاسيس علاقه تتلاءم مع ثقافات عصرنا التي تفرز اصنافا لا تحصى من دعاة الايمان والعلمانيه واللادينيه , نعم السواد منهم يتحدثون بين صادق ومتشدق بأهمية الاصلاح , ولكن بعملية فرز وتقييم بسيطه  نجد ان قسما  ناشطا من هذا السواد, اما بتاثيردوافع ذاتيه او بحجة  قدسية المؤسسه يصنع لنفسه ولمواجهة الحقيقه  كابحا او تبريرا لمجاملة  شخوص القائمين على هذه المؤسسه  تحت ذريعة القدسيه والدرغا,غير آبها ً لخطورة التسترعلى ظاهرة تخوّف رجال الدين من ان  يكون الاصلاح   بمثابة ولوج نفق  لا ينفرج الا في فقدان مقومات وادوات فرض سلطتهم , تلك السلطه التي كان مؤدى سوء استخدامها التفريط  بالكثير مما يشكل مصدر اعتزاز وفخرليس فقط للمؤمن , انما للعلماني  الذي نطالبه ونحملّه مسؤولية  تأدية الدور الذي لا تستطيع الكنيسه تأديته اوبالاحرى لا تود .
 لابد والبعض منا قد عايش او ربما سمع عن ندية ردات فعل رجالات الدين  أزاء من يسدي رأيه بالاصلاح الجذري, لنأخذ اقرب ما لدينا من امثله  تخبرنا عن ردة فعل رجالات كنيستنا اليوم حين يطرح العلماني رايه حول كيفية اشراكه  في بناء الجسر الحقيقي بين الكنيسه ومؤمنيها المدنيين, او حين ينتقد ظاهرة التستر على الفاسدين والمنحرفين داخل المؤسسه الدينيه, أويطالب عن حرص وحسن نيه بتحاشي زج الكنيسه  في دهاليز يصعب على رجالاتها  ضبط اصول التعاطي  فيها,لن أبالغ لو قلت  بان هذا الناقد المسكين  يكون قد ابتلى بفكره وقلمه  ليصبح  بمثابة المنافس اللدود  والساعي الى سلب الكنيسه قدسيتها  وليس العكس !
 من المفروض ان يكون توجيه النقد لمواقف وممارسات رجالات الكنيسه من اجل الاصلاح هو شأن طبيعي ومقبول في عصرنا هذا , لان القصد  بالتاكيد لن يكون تحميلهم أوزار وتبعات كل ما حصل لشعبنا , و لكن من منطلق الإدعاء برفعة الكنيسه وحجم تأثيرها وتشعبات تدخلّها  فهي تكفي لتكون حافزا لنقدها,ناهيك عن  عدم منطقية انكار وجود عوامل قويه اخرى فرضت نفسها  وفعلت فعلها الهدام  ويبقى نقدها ايضا واجبا يؤديه كل مؤمن  بحق الانسان, أنا مع القائل بأن أختزال صفة  العجاف في سنوات حقبة  بطريرك دون غيره تفتقر الى الانصاف والمنطقيه ,لانها بالاساس  ليست ست او ستين سنه ولا هي مقتصره علينا ( كمسيحيين) فقط انما عراقيه شامله شاءت أقدارنا كحال اي اقليه ان نكون( ككلدواشوريين سريان  او كمسيحيين) الطرف الضعيف المستديم عقود وقرون  نعاني فيها رغما عنا سواء عوّلنا ام لم نعول على دور الكنيسه في  جغرافيه تحكمها العقليات القبليه و الطائفيه المتخلفه والقوميه الشوفينيه .
  نعم تخوف رجالات مؤسسة الكنيسه وعزوفهم عن مراعاة متطلبات الحداثه  واجراء الاصلاحات هو بمثابة المساهمه ربما عن دون قصد  في خلق العديد من المشاكل مع غياب  وتهميش متعمد للعقليه المتمدنه التي تعتقد بحاجة الشعوب  الى ثورة فكريه  تفرضها متطلبات دورة الحياة, ثوره إصلاحيه كهذه لا يمكن ان يقودها او يناصرها جوقة المستفيدين والمتملقين , أنما تصنعها رغبة الذات البشريه المؤمنه بحق العيش بحريه في جنة هذه الارض , اما استخدام سلاح إشغالنا  بتهيئة الذات للفوز بالجنه الموعوده , فانا اقول بان الذي لا يعرف كيف يصنع الجنه( يوتوبيا) لشعبه المؤمن على هذه الارض فهوغير مؤهل ايمانيا وفكريا للتحدث عن جنة الآخره , وهنا يثار السؤال ,هل كنيستنا اليوم بعقلية رجالاتها  قادره على  بث ثقافة بناء الجنه على الارض ام ان الحديث ينتهي عند ذكر جنة وجحيم الاخره كروادع ليس الا؟
  مع جل أحترامنا للكنيسه ولرجالاتها ولمؤمنيها,فهي في حال  العاجز عن القيام  بدور يضاهي ما كانت تقوم به الكنيسة قبل قرون , خاصة ونحن نتحدث في زمن مختلف عن تلك الازمنه  التي لم يكن  فيها من يعرف القراءه والكتابه الا ابناء الاكابر والاقطاع المقربين من الكنيسه,بينما اليوم طفلنا وهو دون السنه  يحبو ماسكا الموبايل بيده والآي باد في حضنه .
الشعب والوطن من وراء القصد