المحرر موضوع: بيان منظمة سوريون مسيحيون من اجل السلام حول تصريحات رؤساء الكنائس المسيحية  (زيارة 1871 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي

مفكر حر

تعقيبا على البيان الصادر عن رؤساء الكنائس المسيحية في دمشق في الثاني عشر من شهر آب لعام ٢٠١٩ والذي تناول الأوضاع في المنطقة عموما وبما يتعلق بالمسيحيين خصوصا، يرى أعضاء منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام أنه حمل مفاهيم هامة تتعلق بضرورة اشتراك كل مكوّنات الشعب السوري في بلورة رؤية مستقبلية لبلدهم ضمن دولة وطنية تقوم على أسس الديمقراطية وحكم القانون والمساواة في المواطنة واحترام التنوّع علما أن تلك هي المطالب والمرتكزات ذاتها التي استند عليها حراك الشعب السوري في منطلقاته المحقة في عام ٢٠١١، (لمزيد من التفاصيل على هذا الرابط: بيان صادر عن رؤساء الكنائس المسيحية في دمشق ) .. ولكن البيان تجاوز تسمية الامور بمسمياتها الحقيقية على الاخص دور النظم الاستبدادية في الكوارث الانسانية والمآسي التي تعاني منها شعوب المنطقة وعمليات القتل والتدمير والتهجير القسري الذي يعاني منه السوريون ومن ضمنها تهجير المسيحيين، فقد تغاضى المجتمعون عن الاشارة الى أن هذا التهجير بدأ منذ سيطرة النظام القمعي على السلطة في سوريا بسبب تقييد حريات التعبير والحريات السياسية والثقافية وهيمنة الفساد والوساطات والفئوية على مؤسسات الدولة و نبذ وتحييد الكفاءات الوطنية عموما وتهميش دور المسيحيين خصوصا ودفعهم للهجرة.
هذه الهجرة التي تفاقمت خلال السنوات الاخيرة الماضية بسبب انتشار العنف واستخدام النظام للفتنة الطائفية كأداة لتمكين حكمه وما تبع هذه المرحلة من تغيير ثقافي وديمغرافي نابذ لوجود المسيحيين.
كما أن البيان الذي يشيد بما سماه رؤساء الكنائس انتصارا يتناسى أن ضحايا العمليات العسكرية لنظام الاسد من المدنيين والاطفال والنساء تجاوزت مئات الالوف وأن مدنا بكاملها تم تدميرها وتهجير ما يزيد عن نصف الشعب السوري، اضافة الى تواطىء النظام في مواقع ومواقف عديدة مع التنظيمات الارهابية بما يخدم ادعاءاته وتشبثه بالسلطة مما يفقده أي مصداقية في ما يروج له من محاربة الارهاب.


تؤكد منظمة سوريون مسيحيون أن المسيحيين مكون أساسي أصيل في المنطقة وأنهم يشكلون نموذجا للمواطنة الفاعلة ومن واجبات هذه المواطنة الدفاع عن أبناء سوريا جميعهم، من كافة المكونات الدينية والقومية، ضحايا هذا النظام الاستبدادي والمطالبة برفع الظلم والمعاناة عنهم وتحقيق العدالة والقانون والمساواة وهي مفاهيم لا يمكن بناؤها في ظل حكم الاسد. تلك المفاهيم التي كانت رسالة المطران يوحنا إبراهيم والاب فرانسيس والاب باولو وكثير من الاصوات السورية المسيحية التي دافعت عن قيم المواطنة والانسانية.
هذه الاصوات يجب أن تكون قدوة لرؤساء الكنائس في اي مسار وموقف وطني لتحرير المؤسسات الكنسية من التبعية والخضوع للسلطة الذي يحرفها بوضوح عن القيم والتعاليم التي حملها ودافع عنها الآباء والأجداد.