المحرر موضوع: صديقي الشاعر علي الاماره يكتب للتاريخ‬  (زيارة 1751 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف الموسوي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1150
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
صديقي الشاعر علي الاماره يكتب للتاريخ‬



للتاريخ
قصة .. قاعة ادباء البصرة
والقصيدة الأغلى
في عام ١٩٩٣ التقيت الصديق الشاعر خالد مطلك في منتدى الادباء الشباب في بغداد ومسؤول الصفحة الثقافية في جريدة الجمهورية آنذاك .. قال لي اسمعني من شعرك العمودي فاسمعته قصيدة من عشرة ابيات كنت كتبتها في نهاية الثمانينات ألعن فيها الحرب لانها طالت وثقلت اوزارها علينا
وكانت القصيدة من بحر المنسرح يقول بيتاها الاولان :
( مجنونة بالرقى عصبناها
ملعونة باللظى رجمناها
وفوق اكتافنا سواترها
وبين اضلاعنا شظاياها ..)
اعجب خالد جدا بالقصيدة وقال اكمل هذه القصيدة وساعطيها الصفحة الثقافية كاملة لانها تستحق .. قلت له مادمت معجبا بها ساكملها .. وفعلا اكملت القصيدة الى اكثر من ٦٠. بيتا بنفس القوة والنفس .. وسلمتها لخالد بنسختين وبعد ايام جاءت الذكرى الخامسة لانتهاء الحرب وكنت انتظر نشرها في ذلك اليوم .. كنت حينها رئيسا لاتحاد ادباء البصرة .. عدت ليلا من الاتحاد فقيل لي ان صديقك خالد اتصل بك عدة مرات يريدك بامر هام وفي الساعة الثانية صباحا اتصل خالد قائلا اكتب لي القصيدة الآن و اركب وتعال الى بغداد فورا .. وفعلا كتبت القصيدة واخذت سيارة اجرة من كراج البصرة الى جريدة الجمهورية في بغداد مباشرة فوجدت الشاعرين كزار حنتوش وعبد الامير الجرس ينتظراني عند باب الجريدة وبعد السلام عليهما رحمهما الله قالا( يلاّ .. خالد ينتظر .. ) صعدنا مسرعين الى غرفة ثقافية الجمهورية .. فاخد خالد القصيدة وتوجه بها الى غرفة التنضيد واخذني الى رسام جريدة الجمهورية - احمد امين - ليرسم وجهي بورتريت ثم اخذني خالد مع الصورة الى مدير التحرير وقال له اريد منك ان تنشر صورة هذا الشاعر في الصفحة الاولى منوها لقصيدته في الثقافية .. وكانت هذه سابقة في النشر ان تنشر صورة شاعر في الصفحة الاولى لم تتكرر .. بعدها قال خالد هيا ( لنهرب ) من الجريدة .. فذهبنا الى نادي المصورين القريب في الوزيرية .
هناك قلت لخالد كلمني ما الذي جرى قال سُرقت القصيدة بنسختيها فهناك اكثر من ارادة من داخل الجريدة ومن خارجها لا تريد هذه القصيدة ان تنشر .. ثم قال بنوع من التحدي الذي الفناه من خالد ومن مغامراته : الان سلمت القصيدة فقط ليوم غد واذا لم ينشروها ستكون صفحة الغد فارغة .. !
جاء الغد واذا بالقصيدة تاخذ صفحة الثقافية كاملة .. انبهر الجميع بالقصيدة ذلك لان خالد خابرني وانا في البصرة قال بان الاتصالات لا تنقطع من الاعجابات على قوة القصيدة وجرأتها .. وقال لي البعض بأن صدام حسين سيرسل عليك .. وفعلا بعد ثلاثة ايام ارسل علي وكان معي ٨ ادباء ممن نشر معي في ذلك اليوم في صحف اخرى.
جلسنا معه فتكلم وحين انتهى من كلامه حانت لكل منا فرصة للطلب فجاءت فرصتي لأقول له بالنص ( .. نحن ادباء البصرة عددنا كبير وعدد جمهورنا كبير ايضا وليس عندنا قاعة تليق بنا وبمدينتنا العريقة ) قال : كم تكلف القاعة ؟؟ قلت : لا اعرف .. فخاطب احد حمايته وهو صدام كامل قائلا له : تابع موضوع القاعة معه..
انتهى اللقاء فجاءني صدام كامل وقال لي عندما تعود الى البصرة اذهب الى مكتب هندسي ليقيم لك ثمن بناء القاعة واجلب تقريرهم لي .
عدت الى البصرة ولم اختر اي مكتب هندسي اهلي خوفا على سمعتي بل اخترت المكتب الهندسي لجامعة البصرة وكان مديره د أنيس من كلية الهندسة .. جاءت اللجنة من الجامعة وكشفت مكان القاعة والمواصفات التي اردناها وبعد ايام قدمت تقريرها بأن القاعة تكلف مبلغا قدره اربعة ملايين دينار وكان هذا المبلغ خياليا بالنسبة لنا في عام ١٩٩٣. فقد كان عندي محل كبير في العشار مركز المدينة سعره ٥٠ الف دينار فقط .
اريت تقرير المكتب الهندسي لبعض ادباء البصرة ومنهم الشاعر كاظم الحجاج والشاعر مجيد الموسوي رحمه الله وغيرهما وقلت لهم سنعتذر عن بناء القاعة لان تكلفتها كبيرة فايدوني بذلك وكتبت رسالة لصدام حسين .. اطلب الاعتذار عن بناء القاعة في ذلك الزمن زمن الحصار لانها تكلف مبلغا كبيرا .. وذهبت الى بغداد وسلمت الرسالة الى استعلامات القصر الجمهوري وعدت .. وبعد ١٥ يوما جاءني الرد ( تبنى القاعة فورا ويخصص لها مبلغ اربعة ملايين ) فجاءتنا ٣ شركات كبرى من وزارة الاسكان والتعمير هي شركة الفاو وشركة الفاروق .. وشركة الرشيد التي استقر عليها امر بناء القاعة .
وبدات شركة الرشيد بالتنفيذ وحل عام ١٩٩٤. فصعد السوق صعودا كبيرا فتحملت الشركة هذا الصعود وجاءنا مديرها ليقول لنا بان التكاليف زادت كثيرا على الاربعة ملايين بسبب صعود السوق وطلب منا ان نكتب الى معمل الحديد والصلب ليزودنا بالحديد لاساس البناء فقلنا له انا والشاعر طالب عبد العزيز الذي كان مسؤول الشؤون الادارية والمالية قلنا : نحن لا نتدخل نحن جهة مستفيدة نريد منكم مفاتيح القاعة .. وحين اكتمل بناء القاعة جاء مدير الشركة ليسلمنا المفاتيح قائلا لنا ان القاعة كلفت ١٢ مليون دينار ..!!
كانت القاعة فارهة فيها ٣٠٠. كرسي ومسرح وتكييف مركزي بجهاز ( كرير ) افتتحها محافظ البصرة لطيف محل حمود عام ١٩٩٤. وكانت اول جلسة ادبية فيها هي احتفالية بصدور ديوان ( نار القطرب ) للشاعر حسين عبد اللطيف رحمه الله الذي كان مسؤول الشون الثقافية للاتحاد .. امتلات القاعة بالجمهور في تلك الاحتفالية .
كانت القاعة اكبر قاعات الادباء في العراق ومن كبريات القاعات في البصرة التي تعد على اصابع اليد الواحدة .. وكثيرا ما طلب منا ان تؤجر للاعراس ولكني رفضت لانها قاعة للادب فقط وحتى الاصدقاء رؤساء فرع الاتحاد الذين جاؤوا بعدي لم يؤجروها ايضا ..
القاعة الان متجاوز عليها منذ عام ٢٠٠٣ مع مقر الاتحاد القديم من بعض الاهالي وسنعمل ان شاء الله على اعادتها مع المقر بالتنسيق مع الحكومة المحلية ونطالب بالتعويض للاهالي طبعا ..
بالمناسبة .. لم اكن بعثيا قط وهذا معروف عني .. ولم انتم الى اي حزب في حياتي لاني ارى المبدع انموذجا للامنتمي .. لكنه مع قضايا شعبه ووطنه بالتاكيد .
والجدير بالذكر في ملتقى السياب الثالث الذي اقيم في المركز الثقافي في جامعة البصره في التسعينات رسمت صديقي المبدع علي الاماره حافي القدمين  وعلى راسه تاج اقصد تاج الشعر والابداع.. وهو يتذكرها دوما عندما نلتقي واتذكر رسمت معه الكبير محمد خضير والسياب  والمؤرخ حامد البازي ويوسف الصائغ وهو يرتدي لباس الرياصيين  بعمر السبعين على ضوء قصيده كتبها لشابه اصغر منه بكثير واعجب بها الصديق البيضاني واتفق معي ان يرسلها ليوسف الصائغ ...وفرقتنا احداث التسعينات ////