طريدُ الّليلِ... "البحر البسيط"
مرَّ النّهار عليكَ اليوم تنتحبُ
بدار محبوبكَ الخالى وقدْ ذهبَا
تبْكى طلولاً فنتْ أصداؤها وهوتْ
ترجو لقاءً وما تستقرئ الحُجُبا
أوردتَ قلبك وهماً تالفًا جُرح
واتخذتْ بيتًا كنسْجِ العنكبوتِ هبا
وما حبيبك إلّا عازفٌ صدِئَ
أو ساخرٌ راحلٌ يستحقرالطَلَبا
وما فؤادك إلّا صارخٌ ذُبِحَ
وبالليالى يسيلُ الذلَّ منسكِبا
تأتى إلى الليل تصلى النارَ والحطبَ
فكيف ترقدُ فى جمْرٍ شَكا وشَبا
وضعتَ قلبكَ فى فرْش اللّظى سَكناً
وصار قلبك ناراً يحتسى الشُهُبا
فراشكَ الجمرُ والجدران تشتعلُ
والليل آل سِهامًا ترشقُ اللهَبا
حاربتَ ليلَكَ بالدّمعِ الثخينِ جرَى
فماتَ فى أرَقٍ واسْتكْتبَ الكُتبا
عاركتَ ليلَك وانفكَّ النّهار أسيً
والبدْر أظلم مثل النّجم مُصطَحِبا
يا مُقبلاً برزايا الحبِّ تحملها
وتثقلُ الليلَ ذاك المرَّحيث أبىَ
تأبى النُّعاسَ على ترنيمة القمرِ
وتسحقُ القلبَ بحبٍّ أضرمَ الشُّهبا
وتلعن الليلَ فى آياته وتشى
مُستبطئًا سيره والليل قدْ حُسبا
أنظرْ إلى القمر المدرار بالسنا
يزجُّ ظلماءَ نفْسٍ أظلمتْ رُحبا
أنظرْ يُراسلكَ الأنوارَ مِنْ فمه
أنْسٌ غشىَ هجرَ عشْقٍ ضاع واقتضبا
أنظرْ جماله عرْس القلب قدْ حضرَ
حلَّ الجمالُ يقدُّ السُّقم فانشطبا
أنظرْ إلى النِّجم فى أنواره يهبُ
فخذْ سناه ودعْ دجْن الهوى رُغُبا
خذه الدليل يضئ الدرب مِنْ غسقٍ
إجعلْ سناه يزيلُ الهمّ واللعِبا
هيّا عرائس فى عمْرِ الزّهور ِحلتْ
وقدْ علتْ زينةَ المحبوبَ لا كذِبا
أنظرْ إلى سكنِ الليلِ الأليفِ ضحىً
إلهك الآنس الدانى فسِرْ أدبا
ناجى إلهك دعْ ما يعتريك ضحىً
واعلى المناجاةَ واهبطْ هجرَه قُلُبا
ناجى هآلا يواسي كلّ مغترب
ولا تناجى افولا قد مضى وذهبا
ناجى ودوداً عسي يحبوك عن كثبٍ
ودعْ حبيبًا بغيضاً كارهاً رُحُبا
أو نمْ بظلِّ هدوء الليل مضطجعًا
واستقبلَ الصبحَ أمسى الهمّ مُنْشطِبا
القصيدة بقلمى : ابراهيم امين مؤمن
5-9-2019
الأخ ابراهيم أمين مؤمن
في البدء احييك على محتوى قصيدتك الرائع وما فيها من خزين لغوي جميل، ويطيب لي ان أعبِرَعن تمنياتي لك بالموفقية وانت من القلائل الذين يطرقونَ باب الشعر العمودي بوزنه وقافيته رغم مدياته المقيدة لحرية الشاعر للتعبير واختيار الكلمات الأكثر تعبيراً وبلاغة ، ولكوني لا استسيغ الشعر إلاّ قديمَهُ، بألحانه واوزانه وقافيته الرنانه، ، وددت ان اكتب اليك شخصياً ونناقش الأمر بيننا، لما بدى لي ترنح الوزن في بعض ابيات قصيدتكم، فقد اكون مخطاً في تقطيع الأبيات ووزنها،ولتعذر الوسيلة المباشرة بيننا طرحته من خلال المنبر،عسى ان تنيرني بما قد فاتني شخصياً في هذا المجال، وهنا اود الأشارة الى ما بدى لي فيها عِلّة اختلال الوزن :
اولاً : الشطر في الأبيات 14- 19 - 23
ثانياً : العجز في الأبيات : 3 -12-21 -22 -23
لربما تكون بعض الكلمات فيها خطأ املائي ادى الى اخلال الوزن مثلاَ
الشطر في البيت 23 الذي تقول فيه
ناجى ودوداً عسي يحبوك عن كَثَبٍ ...... فلو تم تبيل كلمة يحبوك ب يُحِبُ لاستقام الوزن ،كما ان ودوداً تطلق للمفرد المذكر بذلك يكون من الأنسب استعمال يحب بدلاً من يحبوك للجمع، حينها يكون العجز كما يلي
ناجي ودوداً عسى يحب عن كثبٍ _ مستفعلن - فاعلن - مُتَفعِلن - فَعِلن
تقبل فائق احترامي
صديقكم/ ايشو شليمون
ملبورن استراليا
[/size]
===================
اخى العزيز .. شرف لى وجودك وتعليقك على نصى المتواضع .
ارى انكَ تعجّلت فى تعليقك على النص .
القصيدة من البحر البسيط ، والبحر صدره مثل عجزه تفعيلاته ثاببته الا وهى ..
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن .......مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
تحليل التفعيلات ...
1-التفعيلة الاولى ..مستفعلن
مستفعلن الاولى فى الصدر والعجز يجوز فيها حذف الساكن الثانى فقط لتصبح متفعلن.
2-التفعيلة الثانية..فاعلن
فاعلن هذه فى الصدر والعجز يجوز فيها ايضا حذف الساكن الثانى لتصبح
فعلن.
3- التفعيلة الثالثة ..مستفعلن
مستفعلن ثابتة فى الصدر والعجز ولا يجوز المساس بها تماماً
4- التفعيلة الرابعة ..فعلن.
وهى ثابتة ايضا فى الصدر والعجز ، ثلاث حروف متحركة والرابع اما ساكن او متحرك يُشبع.
======================
ارجو المتابعة ان كان هناك التباس علىّ او عليكَ فى القصيدة