المحرر موضوع: أزمة اللاعقائدية في الحركة القومية الآشورية  (زيارة 32063 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أزمة اللاعقائدية في الحركة القومية الآشورية

02/أيلول/2019

إيماناً منا بوجوب طرح القضية الآشورية من جانبيها الداخلي والخارجي، وكما هي بدون ترقيع ومسح جوخ كما درجت العادة من قبل الكثيرين (سواء من أجل الجلوس في المقاعد الأمامية أو خوفا من الشتائم)، نتطرّق في الأسطر التالية إلى مشكلة المشاكل في الحركة القومية الآشورية ولو بتقصير نظرا لضيق الوقت، حيث نعالج أزمة العقائدية المخربطة لدى المؤسسات السياسية الآشورية (1) والتي يجب التعامل معها بحذر وجدية على أن تعترف المؤسسات السياسية الآشورية بأمراضها وتعمل على معالجة نفسها قبل دمارها نهائيا.

أفكار مبعثرة ضمن المؤسسة السياسية الآشورية الواحدة
إن القضية الآشورية هي الحفاظ على الهوية الآشورية وتأسيس كيان جغرافي قومي آشوري، وهي لا تخضع للظرف ولا للواقع بل للحقيقة المختصرة في جملة بسيطة لا فعلَ فيها: نحن آشوريون، أرضنا آشور، وآشور محتلة. وليس من الممكن مناقشتها بل مناقشة آلية العمل في سبيلها، وفقا للواقع والظرف. وحين نتحدث عن "القضية الآشورية" فنحن نتناول بين أيدينا مسألة إنسانية متجسدة بشهادة مئات الآلاف من النساء والرجال والأطفال من اجل هدف فرض نفسه أمام تخلـّـف محيط الآشوريين، وفي كل سنة تحيي المؤسسات السياسية الآشورية يومَ الشهيد الآشوري لـتتذكر بحزن، الشهداء بدون التطرق إلى القضية التي استشهدوا من أجلها، علما أن هذا اليوم يجب أن يكون يوم فرح وتبادل التهاني تحضيراً لشهادة أخرى ربما غداً أو بعده في سبيل نفس القضية. وإنّ هذه الآفة (تجاهل القضية) تتكرر منذ عقود حتى في الممارسة السياسية والتوجّه الفكري والتصريحات لدرجة أنه بات لكل مؤسسة فكر قومي مختلف عن الأخرى، فحتى اليوم لم تتفق المؤسسات السياسية الآشورية على وجود "قضية" ولا على خارطة ولا هوية، علماً أن هؤلاء الثلاثة موجودون ولا يتم ذكرهم إلا بسرعة خاطفة في حفلات التبرّع والحملات الإنتخابية للعضوية في برلمانات الدول التي تشرف رسمياً على قتل وتهجير الشعب الآشوري.

بحسب قاموس ستانفورد للفلسفة، إن "الفكر القومي" (الناشوناليزم - ܐܘܡܬܢܝܘܬܐ) هو اهتمام مجموعة قومية بهويتها ومصيرها، وهذا ما لا نلاحظه اليوم في أي مؤسسة سياسية آشورية خصوصا في آشور المحتلة (وباقي مناطق العراق)، وهنا لا بدّ من التطرق إلى أساس المشكلة حيث لا يمكننا تجاهل تأثير التيارات الفكرية الإقليمية التي أحاطت بالحركة القومية الآشورية وتغلغلت في المؤسسات السياسية الآشورية عن طريق أعضاء أو "أعضاء سابقين" من التيارات الكردويـّـة أو العروبية أو الشيوعية أو القومية السورية أثتاء ولادة تلك المؤسسات بعد عقود على أفول نجم القضية الآشورية إثر ابادة عام 1933 على يد العراق وشعبه، وهذه الولادة (الغير طبيعية) للمؤسسات الآشورية أتت خلال الفترة التي كان الشعب الآشوري خلالها محتاجاً لمن يحمل راية قضيته قبل قضية الديموقراطية في سوريا والعراق (مع كامل الإحترام للبلدين) وقبل قضية "تعليم السوريانية"، بينما في الحقيقة أتت تلك المؤسسات كمجاميع رومانسية اجتماعية ثقافية تتداخل وتتضارب فيها تلك الأفكار "الغير آشورية" لا بل منها المعادية للآشورية، إلى جانب بعض آخر بنكهة آشورية خجولة.

إن هذه التداخلات الفكرية قد تفاعلت لتولد فكرا ركيكاً ساهم إلى حدّ بعيد في ضرب القضية الآشورية من الداخل وذلك قائم على عاملين فكريين أساسيين :

أولاً : "الواقعية" في العمل القومي، علماً أنه ليست هناك حركة قومية "واقعية" في تاريخ البشرية بل كل قضايا الشعوب تقوم على "الأحلام" المبنية على الحقيقة المغيّـبة، والتي لا تتحقق إلا بمقاومة الواقع ويسمّى ذلك "نضال". فبالنسبة للقضية الآشورية، الواقع اليوم هو أن أرضنا تسمّى دستوريا "أرض الأكراد" ولكن الحقيقة هي أنها "آشور".

ثانياً: إباحة الآشورية لمن هبّ ودبّ بحيث تعتبر بعض المؤسسات السياسية الآشورية بأن الآشورية رخيصة مفتوحة لمن يشاء فبالنسبة لهؤلاء كل العراقيين آشوريين وكل العراق هو أرض الآشوريين فلماذا المطالبة بإقليم أسوة بالدخلاء ؟ وكل المسيحيين بين زاغروس وسيناء هم من "شعبنا" لمجرّد أنهم "كانوا" ينتمون لثقافة "كنسيـّـة" سوريانية ... مما يعدم الإنتماء القومي الآشوري كميزة بحد ذاتها،  وهنا تبرز أهم أمراض سوء فهم القومية وعناصر الإنتماء القومي، لدى المؤسسات السياسية الآشورية.

ولهذه التداخلات الفكرية ضمن المؤسسة الواحدة، تأثيرات واضحة نعيشها ويعرفها الكثيرون من الحزبيين أنفسهم في أكبر وأعرق المؤسسات السياسية التي تحمل الإسم الآشوري والتي سنسميها بأسمائها؛ فإن أغلب مسؤولي وأعضاء "المنظمة الآشورية الديموقراطية" يتبنون فكر الحزب القومي السوري (2) ربما بدون أن يدروا ومنهم من ترك المنظمة وأعلن انتماءه للحزب علنا، والحركة الديموقراطية الآشورية في العراق، يترأسها اليوم يونادم كنـّـا الذي كان "عضواً نشيطاً" في حزب البرزاني قبل انضمامه للحركة (3) بالإضافة إلى الكثير من القياديين الشيوعيين فيها (ليس هناك "شيوعي سابق" كون الشيوعية مدرسة، كما القومية السورية).

كل هذا قد تترجم إلى سياسات وليدة لتلك المدارس في صفوف الطبقة السياسية الآشورية التي لم ينتج منها سوى تقصير وفشل مستترَين تحت شعار "الواقع تحت النار" و"النضال في أرض الوطن" الذين خدَعا الكثيرين من القوميين الآشوريين علما أن النضال طوال عقود كان بدون عنوان قومي مصيري وكذلك عبارة "أرض الوطن" المبهمَة، ناهيك عن أن أكبر المؤسسات الآشورية العاملة في العراق وأكثرها بريقاً، قد تبنــّـت "تدمير القضية الآشورية" بصراحة في برنامجها السياسي وذلك بتبنيها مساندة "تحرير كر*ستان" حرفيا، علما أننا لم نشهد في تاريخ الحركات السياسية في العالم، مؤسسة تتبنــّـى مساندة قضية شعب آخر حين تكون معادية لقضية شعبها.

رغم كل هذا الوضوح وهذه الوقاحة، لم يلاحظ الشعب الآشوري حقيقة مؤسساته السياسية وفراغها العقائدي إلا في ساعة الجدّ وذلك بسبب سكره الطويل بالشعارات العاطفية التي اتينا على ذكرها، فإن سقوط العراق بأيدي إيران وأميركا عام 2003 كان أفضل مثال على ما نقول وأسوأ تجربة للشعب الآشوري من ناحية الخيبة بحيث تبنت المؤسسات السياسية الآشورية التي ناهضت البعث العراقي، نفس سياسة البعث بعد سقوطه، وذلك في محاولتها لمحو الهوية الآشورية بمنع استعمال الإسم الآشوري في كافة ادبياتها واللجوء إلى تسمية كوميدية، واعتماد الهوية المسيحية في التعاطي مع خارج البيت الآشوري وتغيير هوية الثقافة الآشورية إلى الثقافة "السوريانية ܣܘܪܝܝܬܐ" (ثقافة كنيسة سوريا ܡܪܕܘܬܐ ܕܥܕܬܐ ܕܣܘܪܝܐ) التي حاول بعث العراق فرضها على الآشوريين في عهده، وحتى الآن لا يزال الشعب الآشوري يتوجّه إلى مؤسساته في العراق بسؤال مكرّر: لماذا ناهضتم البعث العراقي طلما تكمِلون اليوم مسيرته ؟

روّاد أزمة الفكر القومي الآشوري
كما ذكرنا سابقاً، لم تأتِ القضية الآشورية من لا شيء، وكما قدّم الآشوريون شهداءً كذلك تبلوَرت الحركة القومية الآشورية بأفكار شخصيات مثقفة مثل نعوم فائق وفريدون أوراها وبنيامين أرسانس وآشور يوسف وفريد نزها وغيرهم الكثيرين، ولكن لو نظرنا بعمق في انطلاقة الفكر القومي الآشوري لوجدنا بأنه قد تأثر بمغالطات تاريخية وعاطفية كانت بحاجة لدراسة قبل طرحها، فلو أخذنا على سبيل المثال نعوم فائق (توفي عام 1930) الذي تأثرت بفكره عدة مؤسسات آشورية وحتى الدكتور أنطون سعاده مؤسس الحزب القومي السوري، نراه (أي نعوم فائق) قد خلط بين "سورياني" و"آشوري" و"آرامي"، كما نادى بما يسمّى "بيت نهرين" كوطن قومي مترامي الأطراف خالطا القوميات ببعضها لمجرّد أن لغتها الطقسية كانت السوريانية في يوم من الأيام أو كون هناك في لبنان حجرٌ كــُـتب عليه بالآشورية قبل 3000 عام، وقد ساهم طرح نعوم فائق في طرح الوفد الآشوري إلى مؤتمر باريس عام 1919 والذي ضمت خارطته نصف العراق ونصف سوريا ونصف تركيا وجزءاً من إيران بعد إبادة ثلثي الشعب الآشوري وتشرّده في مخيمات اللجوء، مما تسبب في عدم أخذ الآشوريين على محمل الجدّ من قبل القوى العظمى وتم تجاهل مطلبهم، ثم لحقه فريد نزها (توفي عام 1971) الذي تبنــّـى الفكر القومي السوري وحوّل مجلته "الجامعة السوريانية" إلى لسان حال الحزب وكان يدعو من خلالها الشعب الآشوري إلى الإنضمام للحزب المذكور (4)، والجدير ذكره بأن مجلته كان يتم تهريبها إلى سوريا عن طريق لبنان (كون الحزب كان ملاحـَـقاً آنذاك) وقد انتشرت أعدادها في القامشلي وأثرت عاطفياً في الكثير من الآشوريين خصوصا من أبناء الطائفة السوريانية الذين أعجبتهم فكرة "سوريا هي السوريان والسوريان هم سوريا" التي نادى بها فريد نزها لجذب طائفته إلى حزبه، وهذا قبل سنوات قليلة من ولادة "المنظمة الآشورية الديموقراطية" التي لم تتبنّ أي مطلب أرض لشعبها ولا حتى وسعت مجال عملها إلى العراق حين كان الشباب الآشوري ينضمّ بالآلاف إلى الحركة الكردية المعادية لقضيتهم، ويموتون مجبَرين بغياب المؤسسات الآشورية في العراق منذ بدء الفوضى البرزانية عام 1961 ويتم استغلال ذلك باعتبارهم "شهداء كر*ستان"، حيث كان المقاتلون الآشوريون يشكلون 15% من ميليشيات البرزاني (5).

السلوك الخاطئ في التعاطي مع المشكلة
إزاء كل ما وَرَدَ، لا تزال المؤسسات السياسية الآشورية عنيدة في طريقة تفكيرها العوجاء رغم خسارتها لقاعدتها الشعبية سواء في آشور المحتلة أو باقي مناطق العراق، أو سوريا والمهجر، فمنذ إبادة 1933 حتى اليوم لم يصل أي سياسي "آشوري" إلى المنابر الرسمية في العراق ولم يعقد أي مؤتمر يبحث آلية العمل من أجل القضية الآشورية بل كل المؤتمرات تم عقدها من أجل مسائل آنية أو لمساندة المؤسسة الفلانية والسياسي الفلاني ... إذاً إن الشعب الآشوري فعلا يواجه أزمة فكرية ناهيك عن الكارثة الديموغرافية والتشتت في المهاجر. ورغم ذلك لا تزال أكبر المؤسسات السياسية الآشورية على نرجسيتها وتعاليها الفارغ باعتبار أنها صاحبة "نضال" وتعتبر الفكر القومي الآشوري "غير واقعي" أو "متطرّف"، ولا تزال خطاباتها "قـِـطرية" تحاول نشرها في المهجر الآشوري الذي ليس مضطرا لحفظ نص الدستور العراقي ولا التعرّف على أسماء الأئمة والشيوخ العراقيين، ذلك المهجر الذي لا تعتبره تلك المؤسسات سوى مصرفٍ أو خزان أصوات انتخابية لا يحق له الإنتقاد بل فقط التبرّع والتصويت، علما أن الأمة الآشورية باتت اليوم بأكملها في المهجر بعيدا آلاف الأميال عن ذريعة "الواقع" التي لا تزال تلاحقها.

الحلّ (دعوة إلى الآشورية)
نعترف بأننا لم نعطِ الموضوع حقه من ناحية الشرح والأمثلة، ولكن الأزمة التي تناولناها من بعض جوانبها واضحة للجميع والأسطر اعلاه لم تكن سوى إعلاماً لغير الآشوريين بأن ما يسمعونه ويقرأونه من تصريحات للمؤسسات السياسية الآشورية لا تمثل الفكر الآشوري ولا الراي العام للشعب الآشوري، وإنذاراً للآشوريين بما ينتظرهم بعد تهجير أكثر من 90% منهم على يد التيارات العراقية (الإسلامية والكردية) وتشتيتهم في مقبرة المهجر الآشوري الحر القويّ الكسول، لذلك وبما أن المشكلة هي المؤسسات والشعب على حدّ سواء فلنا دعوة لكلا الطرفين لأن يمارسا آشوريتهما.

المؤسسات السياسية: ندرك جيدا بأنه ليس من المعقول تغيير العقلية السياسية التي اتينا على ذكرها، وما المؤسستان اللتين ذكرناهما سوى أمثلة عن باقي المؤسسات ولكننا سميناهما لأنهما الأكثر تأثيرا والأقدم عمراً، ولكن المطلوب اليوم من كل المؤسسات السياسية الآشورية الجلوس على طاولة "نقاش" وليس بالضرورة من أجل الإتفاق، بل مجرد مناقشة آليات العمل في سبيل "القضية الآشورية" لأن التغني بالوحدة يعتبر ذريعة لتبرير الفشل، والوحدة لن تأتي إلا بالإتفاق على العمل من أجل القضية الآشورية بعد نقاشات تتبلوَر خلالها كافة الأفكار من أجل الوصول إلى حقيقة واحدة.

الشعب الآشوري: له أيضا ذرائعه ومنها الإنقسامات بين مؤسساته السياسية وعبارة "كلهم كاذبون"، بينما لم نرَ القوميين الآشوريين المعترضين على الحالة السياسية الشاذة، يقومون بشيء بأنفسهم بالمقابل، ولطالما كانت ذريعتهم في العراق أو سوريا بأنهم ملاحقون من قبل الأنظمة ولا يستطيعون ممارسة النشاط القومي بحريّة، فما هي ذريعتهم اليوم في المهجر ؟ وما الذي يمنعهم من التجمّع في كل بلد والقيام بمؤسسة تعبــّـر عملياً عما يكتبونه على صفحات التواصل الإجتماعي ؟ وهذا يقف على عاتق الناشطين أوّلا، الذين يجب لومهم على تقصيرهم رغم تمتعهم بالحرية والمال والعلم والعلاقات، وعلى استسلامهم للخيبة من الحركة السياسية (الغير قومية) الآشورية بدون أيّ ردّة فعل عملية. فالناشط الآشوري في المهجر هو اليوم الأمل الوحيد المتبقــّـي لبعث القضية الآشورية من جديد وكما دعونا المؤسسات الآشورية إلى عقد ندوات حوارية، كذلك ندعو الناشطين الآشوريين الأحرار حول العالم إلى عقد اجتماعات موسعة يحضرها ناشطون من مختلف البلدان من اجل اتخاذ موقف في القضية الآشورية ليكونوا طرفاً وشريكا للمؤسسات السياسية حين تتفق فيما بينها، أو ليكونوا هم القادة إلى حين تتفق المؤسسات.


الهوامش:
1- إنّ أغلب المؤسسات السياسية الآشورية حتى اليوم غير عقائدية لذلك لم يتم استعمال عبارة "أحزاب" في المقالة.
2- "الحزب القومي السوري الإجتماعي" هو حزب علماني تأسس في لبنان عام 1932 على يد الدكتور انطون سعادة، وهو ينبذ الحركات القومية داخل جغرافية "سوريا الكبرى" التي يعتبرها البقعة الممتدة بين جبال زاغروس حتى سيناء، وكل حركة قومية ضمن هذه البقعة هي بنظره حركة عنصرية باعتبار أن أبناء "سوريا الكبرى" يشكلون "الأمة السورية" لا غير، وهو يضم مئات الآشوريين الذين لا يعلنون ذلك ولا يمكن لـ"قومي سوري" أن يكون "قومي آشوري" – وسنشرح مقارنة بين الفكرين في بحث آخر.
3- القيادي في حزب البرزاني علي سنجاري، "أوراق من أرشيف كر*ستان"، دار سبيريز للنشر (دهوك)، ص: 65 – الطبعة الأولى
4- كافة اعداد مجلة "الجامعة السوريانية" لسنة 1940
5- Journey Among Brave Men, A. Schmidt, Boston - 1964, P: 71 

آشور كيواركيس
رئيس حركة آشور الوطنية