المحرر موضوع: خبير آثار: العهدة النبوية لمعاملة المسيحيين مخطوط نادر في دير سانت كاترين  (زيارة 4167 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي



علاء المنياوي

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن مخطوط العهدة النبوية محفوظ منه عدة صور بدير سانت كاترين، بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عام 1517م وحملها إلى الأستانة.

وقال ريحان لـ"صدى البلد" إن المخطوط الموجود في الدير هو عهد صحيح تمامًا بعدة أدلة، منها أن عدم ذكر أحد المؤرخين للأصل لا يطعن بصحته، لأنه لا يمكن أن يكون المؤرخون أحصوا كل أثر للنبى.

وحفظ هذا العهد فى الدير إلى أن أخذ منهم فكان يشار إليه فى كل فرمان أو منشور أعطى للرهبان فى العصور الإسلامية المتتالية، وأن دير طور سيناء وهو فى طريق مصر من بلاد العرب ومن مصلحة العرب كما هو من مصلحة الرهبان تأمين الطريق إلى مصر.

وأشار ريحان إلى أن التاريخ يدلّنا على أن النبى حبب إليه النسك والزهد، وكان كثيرًا ما يذهب إلى غار حراء قرب مكة ليتعبد ويذكر الله فيه حتى بعث للناس بشيرًا ونذيرًا، لذلك كان يميل إلى الرهبان والنسّاك ويوصى بهم خيرًا.

وورّث النبى هذا الميل إلى خلفائه من بعده، فلقد خطب أبو بكر الصديق فى جيشه عند إرساله لفتح سوريا فقال "إذا لقيتم العدو فقاتلوه مستبسلين والموت أولى بكم من القهقرى وسترون فى طريقكم رجالًا متوحدين ناسكين فاحتفظوا بهم ولاتمسوا أديارهم بضرر".

ونوه ريحان إلى أن عادة النبى وخلفائه من بعده جرت على إعطاء العهود للمسيحيين ومعاملتهم بروح التسامح من ذلك عهد النبى لأهل أيلة، عهد خالد بن الوليد لأهل القدس، عهد أبى عبيدة لأهل بعلبك،عهد عبد الله بن سعد لعظيم النوبة.

وقال: رهبان طور سيناء سكنوا أرضًا يقدّسها اليهود والمسيحيون والمسلمون والوثنيون على السواء، لذلك من المستبعد أن يخيّب رسولا لله (صلّى الله عليه وسلم) طلب سكانه ولا سيما الرهبان والنسّاك الذين كان من طبعه الميل إليهم مع أنه أعطى العهد لجيرانهم أهل أيلة.

وأكد أن سلاطين المسلمين أقرّوا هذه الامتيازات المبينة فى العهدة النبوية وذكروها فى فرماناتهم ومنشوراتهم لمطارنة الدير، بل ذكروا إنما أعطوهم هذه الامتيازات بناءً على العهد الذى أخذوه عن النبى وأيده الخلفاء الراشدون.

وأضاف: ولا يعقل أن قومًا مستضعفين كرهبان سيناء يقدمون فى وسط بلاد إسلامية على اختلاق عهد عن لسان نبى الإسلام لا أصل له، ويطلبون فيه من السلاطين المسلمين الامتيازات الجمة، بل لو أقدم رهبان سيناء على مثل هذا العمل فلا يعقل أن سلاطين المسلمين من عهد الخلفاء الراشدين إلى هذا العهد يقرّون رهبان سيناء على ما اختلقوه ويمنحوهم من الامتيازات ما فيه خسارة لبيت المال بدون تثبّت أو تحقيق عن الأصل.