المحرر موضوع: مخاوف كردية من حرب محتملة بين البيشمركة والحشد.. الانفجار قد ينتج كارثة  (زيارة 1756 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي


بغداد اليوم

تصاعدت حدة التصريحات الإعلامية والتهديدات والاتهامات المتبادلة بين لواء 30 في الحشد الشعبي “لواء الشبك” الذي يقوده وعد القدو، وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وسط مخاوف يبديها مواطنون قريبون من مناطق انتشار اللواء في سهل نينوى، وأماكن تواجد قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي من ترجمة الصراع بين الطرفين إلى حرب فعلية، خاصة أن المسافة بينهما لاتبعد سوى بضع كيلومترات.

وتمسك قوات اللواء الشبكي بأرض سهل نينوى، التي يعتبرها الكرد ضمن المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، وفيما يتهم الحزب الديمقراطي لواء 30 بانتهاك حقوق الانسان، فأن اللواء يعتبر تلك الاتهامات بأنها رد فعل على “إيقافه” لعمليات “تهريب نفط كان يقوم بها الحزب الكردي”.

“سعي للانتقام”

سعد القدو المتحدث باسم لواء 30 “حشد الشبك”، يقول في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن “لواءه أوقف مصالح وأطماع الأحزاب الكردية، وتحديدا الحزب الديمقراطي الذي كان يريد فرض سيطرته وهيمنته على سهل نينوى بشتى الطرق، كما أوقف تهريب النفط والسرقات التي كانت تجري بهذه المنطقة، ولذلك يتم محاربته بكل الوسائل، ومن خلال تحريك الجيوش الإعلامية ضده ودفع قساوسة مسيحيين يقيمون في كردستان لتقديم شكاوى وتقارير ضدنا”.

وأضاف القدو، ان “الحديث عن قوات درع سهل نينوى هو خرق للدستور الذي حدد بأن قوات البيشمركة بأنها حرس للإقليم ومهامها داخل محافظاته فقط، وهو حديث إعلامي ولاينتمي أبناء الشبك لتلك القوات ولن نسمح بعودتها إلى مناطقنا مهما كان الثمن”.

ويؤكد، أن “لواء 30 ليس لديه أي صراع مع طرف سياسي، وهو قوة مهمتها حماية مناطق الشبك وكافة المكونات الأخرى، وقدمنا تضحيات عديدة لأجل ذلك”، مشيرا إلى أن “الجانب الآخر هو الذي يريد اشعال الفتن وإراقة الدماء عبر السياسة التي يتبعها والمعروفة للجميع”، مشددا بالقول: “الحزب الديمقراطي يسعى للانتقام منا بشتى الوسائل”.

رد كردي

وفي المقابل، يصف عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني عماد باجلان، الاتهامات التي وجهها سعد القدو لحزبه بشأن تهريب النفط بأنها “باطلة وكاذبة ولاصحة لها”، مؤكدا على أن “المنطق ينفي هذه الاتهامات نفيا قاطعا”.

وأشار باجلان في حديثه لـ(بغداد اليوم)، إن “مصفى القيارة الذي تتم فيه عمليات التهريب، كان خاضعا لسيطرة الجيش العراقي ولا يوجد أي مصفى خاضع لسيطرة البيشمركة، ونحن من أوقف عمليات التهريب التي كانت تتم من القيارة باتجاه مخمور ومن ثم باتجاه مناطق سهل نينوى”، متهما لواء 30 بـ”تهريب النفط والحديد وغيرها من المواد إلى سوريا”.

ويضيف عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، أن “هذا اللواء عبارة عن لواء اقتصادي مهمته جمع الاتاوات وفرض أموال (ضرائب) على التجار والمسافرين على طريق أربيل – موصل”، لافتا إلى أن “حزبه ليس لديه مشكلة مع الحشد الشعبي، ويجل ويحترم قادته في العراق وعلى رأسهم فالح الفياض وأبو مهدي المهندس، ومشكلتنا مع قيادة لواء 30 المتمثلة بآل القدو الذين ارتكبوا مختلف الجرائم وانتهاك حقوق الانسان”.

وتابع، أن “سهل نينوى هو جزء من المناطق المتنازع عليها ضمن المادة 140 وهي مادة دستورية، فنحن لانتدخل في مناطق ليست تابعة لنا”، مشيرا إلى أن “هنالك مفاوضات لإعادة البيشمركة الى هذه المناطق ضمن عملية الحوار الدائرة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان”.

“لن تحدث حرب”

ويؤكد عماد باجلان، أن “الحديث عن صراع دموي بين البيشمركة والحشد الشعبي لن يحصل على أرض الواقع، ولكن يجب إيقاف آل القدو وتغييرهم”، متهما إياهم بـ”بالاساءة للكرد ولكافة المكونات التي تسكن في إقليم كردستان”، واصفا الحديث عن “أطماع الحزب الديمقراطي في سهل نينوى” بـ”الدعاية السياسية الرخيصة”.

من جانبه، يتهم رئيس “تيار أحرار الشبك” حسين حجي، لواء 30 بـ”التسبب في المشاكل مع الحزب الديمقراطي بعد إحراق بعض افراده لعلم إقليم كردستان عقب أحداث 16 تشرين الأول 2017، إضافة إلى خلق حالة من التوتر مع المكونات الأخرى في سهل نينوى خاصة العرب والمسيحيين”،  بحسب قوله.

ويقول حجي لـ(بغداد اليوم)، إن “مناطق سهل نينوى كانت قبل عام 2014 تحت سيطرة البيشمركة والجيش العراقي، وكلاهما يتبع لوزارة الدفاع الاتحادية وكان التنسيق والتفاهم بينهما عال جدا”، موضحا انه “بعد سقوط المحافظة بيد تنظيم داعش وما تلاها من عمليات التحرير التي تمت على يد الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والبيشمركة، جاء لواء 30، الذي لم يشارك في عملية تحرير سهل نينوى، ومسك الملف الأمني في المنطقة التي يقسمها ساتر يفصلها عن مناطق تواجد البيشمركة”.

وأضاف، ان “المشاكل حدثت بعد إزالة الساتر وإنسحاب البيشمركة من سهل نينوى عقب أحداث 16 أكتوبر، حيث قام بعض أفراد لواء 30 بإحراق علم كردستان”.

“تداخل قومي”

وأشار رئيس “تيار أحرار الشبك” إلى أن “الشبك هم جزء من القومية الكردية، وهم يتحدثون اللغة الكردية بلجهة سكان منطقة هورامان بمحافظة السليمانية، وهذا دليل على أن الشبك هم من الكرد”، مبينا أن “المتحالفين مع البيشمركة والحزب الديمقراطي من أبناء الشبك هم تيار لايستهان به، ولذلك فأن استمرار هذا الخصام يؤثر على المكون الشبكي”.

ويتابع، أن “الحرب الباردة  بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران  خلقت نوعا من عدم الاستقرار والتوتر في مناطق سهل نينوى نتيجة ميول البعض وتقليده للمراجع الإيرانية”، متهما قيادة لواء30 بـ”أنها كانت السبب في خلق حالة من التوتر بين الشبك والمكونات الأخرى كالكرد والعرب والمسيحيين المتواجدين في سهل نينوى”.

ويرى أن “استبدال تلك القيادات باشخاص اكفاء من داخل اللواء سيسهم في إنهاء التوتر وتجنيب السهل مزيدا من الصراع”.

“جهات معادية قد تدخل على الخط”

ومن جانبه، يحذر الناشط ماجد الشبكي من استغلال تنظيم داعش للصراع القائم بين “حشد الشبك” والحزب الديمقراطي الكردستاني، داعيا بغداد إلى تشكيل لجنة خاصة لدراسة الوضع في سهل نينوى وتجيب المنطقة صراعا خطيرا “قد يأكل الأخضر واليابس”.

ويقول الشبكي لـ(بغداد اليوم)، إن “تنظيم داعش قد يستغل هذا الصراع، كما ان هناك جهات معادية أخرى قد تقوم بحركة عدائية لإشعال الفتنة بين الأطراف المتصارعة”، مضيفا أن “على الحكومة العراقية متمثلة برئيس الوزراء أو البرلمان تشكيل لجنة خاصة لدراسة الوضع في سهل نينوى وإزالة التوتر الحاصل بين الحزب الديمقراطي ولواء 30”.

ويؤكد، ان “الصراع بات يؤثر على حياة الناس، وسط مخاوف من تطوره إلى صراع أخطر قد يأكل الأخضر واليابس”، فيما يقول المواطن صادق الشبكي، الذي يعمل كسائق ساحنة على طريق أربيل موصل، إن “رزق عائلته متوقف على عمله هذا، وأي صراع بين البيشمركة ولواء 30 سيؤدي إلى إغلاق الطريق وتوقف عمله”.