المحرر موضوع: قَـيِّـموهم وأكـرموهم اليوم وهم أحـياء يُـرزقـون الفـنان داني أسمرو أحـدهم  (زيارة 2854 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الشماس الأنجيلي قيس سيبي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 234
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
قَـيِّـموهم وأكـرموهم اليوم وهم أحـياء يُـرزقـون
 الفـنان داني أسمرو أحـدهم

جـرت العادة عـبر التأريخ تعـظيم الـورع والـفـنان والعالِم والمعـلم والسياسي والعسكـري والقائـد ووو ..... بعـد وفاتهم وإنـتـقالهم إلى الحـياة الأخـرى .
 
(1) فـنلاحـظ عـند تجوالنا بـبعـض المدن الأوروبـية تمثالاً في زاوية من شارع وآخـر وسط ساحة صغـيرة أم كـبـيرة ، وعـندما نتسأل أحـد سكان المنطقة عـنه أو نقرأ قـصته نرى أن أسباباً متـنـوعة كانت وراء ذلك النصب . فإما كان شخـصاً أنجـز عـملاً متميزاً أو كانت أماً أو أرملة ضحّـتْ من أجـل تـربـية أولادها أو أبـدعَـتْ في العـمل من أجل أسرتها أو شرطياً أنـقـذ عائلة من حـريق ... كل ذلك جعل أهـل المنـطقة يُـقـيموا له ذلك الـنـصب لـيـبقى تـذكاراً لأجـيالٍ مقـبلة.

(2) طلبتُ من زميلٍ أن يُجـري الـيـوم لقاءات مع أساتـذتـنا المتميزين وتـقـديمهم بالصورة التي يستحـقـونها ما داموا عـلى قـيد الحياة ، وعـدم الإنـتظار إلى ما بعـد إنـتـقالهم إلى العالم السماوي ( بعـد عـمر طويل ) حـيث تـنبري الأقلام لتمجـيـدهم بالكـتابة عـنهم بعـد أن ربّـوا أجـيالاً .
دعـوهم ينـتـعـشون اليوم ويتمتعـوا بمشاعـر الغـبطة لِما أنـتجـوه وعـملوه وما قـدموه لمجـتمعهم وليس بعـد أن يغادرونا ، حـيث لا يشعـرون بلـذة الفخـر فـيُحـرَمون من التمتع بعـبارات المدح في تعـظيمهم وإحـياء ذكـراهم أو رؤية شارع أو مشروع بأسمائهم ، وهم الأولى في تلك الغبطة والفخر.
 
(3) واليوم أتكـلم عـن فـنان شاب ( ولا أستخـدم تعابـير أخـرى كي أحـتـفـظ بحـداثـته وشبابه ) ، والذي لم أحـظَ بالـلـقاء به ولا بمكالمته ، بل ولا تـربطـني معه أية علاقة ومن أي نـوع كانت ، عـدا إنـتمائنا إلى بلـدتنا الكلدانية العـظيمة والعـريقة ، والتي ظلـت تعـيش فـينا بعـد أن عشنا فـيها ، إنها ألـقـوش الحـبـيـبة .
نعـم إنه الـفـنان المتمـيز داني أسمرو الذي لا تـُخـفى أعـماله وإِنجازاته عـلى أحـد ، ولا تغـيـب بصماته الحـية عـن تأريخ ألـقـوش الحـديث ، واهمها بناء القوش القديمة-الجديدة . فـفي فـترة قـياسية قـصيرة قام بإنجاز ما يعجـز عـن وصفه عـلى أرض الواقع تطبـيقاً أمام الملأ ، مسترخـصاً كل اِمكانياته وجهـوده ووقـته مِن أجل إنجاز هـذا الصرح مستـقـطباً أنظار الغـرباء قـبل أهل الـدار والأقـرباء ، وخلال وقـت قـياسي وخـيالي متجاوزاً العراقيل بدبلوماسية وسلاسة نادرة .
وأتساءل :
لماذا لا نـراهم بالصورة التي سيراهم بها أبناؤنا بعـد عشرات من السنين ؟
لماذا نحـرمهم من لـذة الإنتعاش والإفـتخار بما أنجـزوه مجَـسَّـداً أمامهم ؟
لماذا نحـرمهم من اِخـتيار الصورة والموقـف للنصب الذي يمجدهم ؟
لماذا لا يخـتارون بأنفسهم الموقـف واللـقـطة المناسبة التي تمثل إنجازاتهم ؟
لماذا نحـرمهم من زيارة نصبهم مع أفـراد عـوائلهم ليفـرحـوا بما أبدعـوا به خلال حـياتهم ؟
لماذا لا يقـفـون أمام تلك اللحـظة ويلـتـقـطون صورةً أمام أنـفسهم لـيفـتخـروا للحظات من حـياتهم وهم مستحـقـوها ؟
لماذا نحـرمهم من مجـدٍ لعـملٍ أنجـزوه وغـيروا فـيه تأريخ وصورة مدينـتهم التي عـشقـوها إلى التضحية بدمائهم ؟
لماذا نـنـتـظر عشرات السنين لـنـقـول عـنهم : (( كان رجلاً عـظيماً وعـمل أكـثر من المطلوب )) ... بعـد تركه عالمنا المادي ؟
لماذا نبخل عـليهم مشاهـدة أبناء شعـبهم يقـفـون أمام رمزِ إنجازاتهم بإفـتخار ؟
لماذا ولماذا ولماذا ؟؟؟
ألا يمكـنـنا الـتعـلـّـم من الشعـوب الأخـرى عـندما يصنعـون تمثالاً من الشمع لعـظمائهم وهم عـلى قـيد الحـياة ، ويحـفـظونها بأرقى المتاحـف ؟
ألم نـشاهـد تماثيل الفـنانين والسياسيـين وغـيرهم في المتاحـف وهم أحـياءٌ يُـرزقـون ؟
ألم نـتعـلم من تخـليد شخصيات بعـد رحـيلهم؟ ونعـلل التأخـير لأسباب سياسية وأمنية أو غـيرها؟
ألا نـتمنى لو كان الـذين عَـظّمناهم بعـد رحـيلهم أن يكونوا شهدوا إكـرامنا لهم ولعـملهم المتميز ولو للحـظة ؟
 

نعم أنا أتكـلم عـن فـنان شاب بمحـياه ، ومهـني متخـصص بإنجازاته ، نـشط يرسم احلامه في واقعٍ جـميلٍ في وضح النهار ويعـرضه بأمانة عـلى الملأ . لا أعـرفه شخـصياً عـن قـرب ولكـن أرى بأم عـيني أعـماله الموثـقة لحـظة بلحـظة ، وأسمع دقات قـلبه بكل خـطوة وهي تـقـول فـديتكِ يا ألـقـوش بأمانة وإخلاص . ينقـل ويسجل للتأريخ تلك الخطوات الإبداعـية عـلى ذلك الصرح الذي لم يكـن في خـيال أيٍ منّا .

ولعـظمة ما يقـدمه عـلى الساحة الواقعـية من إحـياء التأريخ بثـقة واِيمان وأمان للوصول إلى ما يصبو إليه ، حـتى جعـل الكـثيرين يعـبّـرون عـن إعجابهم بأعـماله والتساؤل عـن :
كـيف ومتى وأين ولماذا ومَن .... ؟ ولا أخـفي عـليكم أنـني في لحـظاتٍ كـنت أحـدهم .
ومهما كانت القـصص والتأويلات ، يـبقى الأهم هو ما تراه وتلمسه العـيـون وليس بما يظنـونه من أفكار إفـتراضية قـد تصيب أو تخـيب ، دون أن تـزيد أو تـنـقـص من إبداعات وتفاني في العـمل ونكـران الـذات لهـذا الألقوشي الشهم .
نعـم داني أسمرو الألقـوشي الأصيل والأمين والمحـب لألقـوش ، وقـف بحـزم وعـناد ثابتين أمام كل الصعـوبات والعـراقـيل المادية والمعـنوية في إنجاز بناء هذه المدينة التأريخـية الـقـديمة – الحـديثة ، ونـقـل صورتها الـقـديمة قـبل إنـدثارها ، ونحـن شهـود لمعالمها في تمثيلها لـواقـعها الـقـديم الذي أصبح بالنسبة لنا جـزءاً من التأريخ ولأولادنا جـزءاً من خـيال يصعـب عـليهم تصوّره . لـقـد جال الشاب داني في أزقة ألـقـوش وإلتقى بكل مَن يمكـنه أن يضيف بأية مساهمة من أجـل نقـل الأمانة إلى الأجـيال القادمة من الهـندسة المعـمارية والتقاليد الإجـتماعـية والعادات الشعـبـية ، او أدوات وأجهـزة فات زمانها وإنـدثر وجودها بسبب تـطـورات التـكـنـولـوجـيا ، فـسـخّـر هـذه وتلك لرسم صورة فـنية جميلة تحكي تأريخ ألـقـوش قـبل عشرات و مئات السنين .

بالإضافة الى دور الفنان داني اسمرو الفني الرفيع في اِقامة اَلقوش القديمة مجدداً ، فلهذا الشاب نشاطات رائعة في مجالات متنوعة لا مجال للكتابة عنها واعطائها استحقاقها: مثل الأعلام الغناء والموسيقى والشعر وغيرها . فقط اذكر واحدة منها وهي شغفه وحبه  في التوجيه الثقافي والاجتماعي بل وحتى الديني من خلال اِدارة مناقشات وحوارات اِن كان مع اَبناء جلدته من القوش او مع أصحاب الآراء والتخصص ، يقوم بمعالجة السلبيات التي يرصدها بحكمة تنمّ عن عمق التفكير والحب الصادق لتنقية مجتمعه الالقوشي من اية دخائل بعيدة عن نقاء وواقع وتأريخ حبيبتنا القوش  وتشدهم مع بعضهم بمحبة واَخاء ، وهذا يعكس بعداً آخر لشخصيته الفذّة.

نعم بكل تواضع أطلب من المسؤولين في ألـقـوش ومن الفـنانين و كل من له علاقة في إتخاذ الـقـرار وتـشجـيعه بهـذا المجال ، أن يـبادروا إلى وضع تصميم لـنصب تـذكاري مناسب يثبت للتأريخ ، ما أنجـزه هـذا الفـنان الشاب ويخـتاروا منطقة مناسبة في وسط مدينة ألـقـوش الـقـديمة – الجـديدة لتكـون موقعاً لتمثالٍ شخصي للفـنان المبدع داني أسمرو ، يُـمجّـد عـمله ، لـيـبقى رمزاً لما قـدمه وأبـدع فـيه لخـدمة تأريخ هذه القـرية ، لتحكي للأجـيال القادمة عـن صورة حـياتـنا وحـياة أجـدادنا السابقة ، للمستـقـبل الذي نجهـل الكـثير عـنه والذي قـد يُغِـير معالمه قـريـباً الظرف السياسي والديموغـرافي والديني والإجـتماعي والثقافي .
إنّ تسوية منطقة واسعة لاِقامة مهرجانات ثقافـية وفنية وسياسية ايضا في موقع قـريب من الصرح يتم اضافـته الى الموقع الاصلي ، سيكـون أمراً رائعاً .
كما يمكـن بناء منـشآت خـدمية وإقـتـصادية مثل متحـفٍ ومحلاتِ بـيع الهـدايا المحـلية والتأريخـية ومطاعمٍ وغيرها لتسخير وارداتها لإحـياء وإدامة هذا المشروع .
مع ذلك يمكـن ــ لمَن يرغـب ــ بالمساهمة والتبرع عـنـد لجـنة رسمية مشرفة ومعـروفة .
كل هـذه وغـيرها من الخـطوات هي دافع ومحـفـز يكـفي لـبث الحـماس وإِقامة هـكـذا تمثال مناسب تكـريماً لِما قـدمه هذا البطل الشاب .
واطلب من المثقفين وبصورة خاصة الالقوشيين من الذين يعرفون الفنان داني اسمرو عن قرب ، ان يُغْنوا هذا الطلب بآرائهم ومقترحاتهم ليكون نموذجاً لمجتمعنا يُحتذى به لشخصيات القوشية أخرى في المستقبل.
أتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى المعـنيـين من أصحاب الشهامة بأمانة ، لتأخـذ مجـراها ولـتـذليل الصعـوبات والحـصول عـلى الموافـقات للإسراع في دراسة وتـنـفـيذ هذا الطلب .


الشماس الأنجيلي
قيس سيبي
سان هوزيه ـ كاليفورنيا









متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5238
    • مشاهدة الملف الشخصي
لا شـك ، إن فـكـرة المقال إيجابـية رائعة
ليس فـيها رائحة مصلحة شخـصية ولا إنـتـماء إلى جهة مؤسّـساتية من أية نـوعـية
وإنما هي تـكـريم لشخـصية بـرزتْ بإقـتـدار عـلى الساحة المحـلـية ... ألـقـوش

لكـني أعـلق وأقـول :
إن الثـقافة الغـربـية تخـتـلـف عـن الثـقافة الشرقـية من حـيـث الإعـتـزاز بالـذات الشـخـصية ... فالشـرقي ( بصورة عامة ) يتـمـيـز بـبـعـض الأنانية ، وهـذا نلاحـظه في مَن يحـتـل أي موقع من المواقع الرئاسـية .
من خـبرتي في الحـياة العـسكـرية والمدنـية والكـنسية .... خـرجـتُ بنـتيجة مفادها أن القائـد الشـرقي في أي حـقـل يـتـمـيـز :
(1) لا يـقـبـل الفـكـرة الناجـحة المـقـتـرَحة من أي كان ، إلاّ إذا كانـت نابعة منه ، من شـخـصه ومن عـقـله ... طمعاً بكـلمة ( عـفـرم ) أو تـكـريم ، وذلك أنانية منه و بُـخـلا بغـيـره.
(2) المسـؤول الشـرقي يريـد الإستـحـواذ عـلى الإمتيازات لصالحـه مهما إمـتـدّ المدى المتاح أمامه  . فـيصـعـب عـلى  رئيس الحـزب مثلاً أن يسـلـم كـرسي الرئاسة لغـيره حـتى عـنـد فـشله في الإنـتـخابات ، وهـكـذا الوزير والرئيس الكـنسي وشيخ العـشيرة .
(3) وعـليه .... فـفـكـرة تـخـلـيـد شخـصية تـعـيش بـيـنـنا الـيـوم كإستـحـقاقات لمنجـزاتها ، يسـتـصـعـبها الأحـياء الباقـون معها !!! إنهم يـريـدونها لأنـفـسهم رغـم أنهم لا يستـحـقـونها ...
(4) ومع ذلك ، نـتـمنى أن يـنـبـري أشخاص من أي حـقـل في ألـقـوش أن يناقـشـوا فـكـرة المقـتـرح هـذا ، بعـقـلية عـلمية وقـلـب منـفـتـح ، عـسى أن يصـلـوا إلى الـقـبـول بتـنـفـيـذها ... إكـراماً للـذي يستـحـقـها ...... إنها لـنا جـميعا كألـقـوشـيـيـن .
 

غير متصل الشماس الأنجيلي قيس سيبي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 234
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

شكرا اخي العزيز مايكل على التعليق.
 لكن لو كان كل من طرح فكرة إقامة نصب او تمثال لشخصٍ معين يستحق (او ينتظر) اقامة تمثال له لتوصلنا الى متسلسلة لا تنتهي، ولكن الذي يطرح فكرة كهذه يجب ان يكون ناكراً للذات لأنه يرفع غيره وليس نفسه، فلا ينتظر طبطبة على كتفه ولا براءة اختراع.
فمثلاً من اقترح إقامة نصب تذكاري للمرحوم توما توماس لم يكن الّا شخصا متواضعا قام منبهراً امام شخصية المرحوم توماس فرفعه الى الأعلى , خاصة هو شاهد على تلك الشخصية اليوم . ولو طُرحت الفكرة بعد عشرات السنين ربما القياسات السياسية والثقافية والإدارية ستختلف فقد لا يقيِّمون شخصية توما توماس بما نراها اليوم فكان كل ما قام به سيصبح عدة كتب ومقالات قد لا ترى من يصفّحها.
اما: إنهم يـريـدونها لأنـفـسهم رغـم أنهم لا يستـحـقـونها .. فلها نسبة من الصحة, فالانسان يبحث عن الخلود منذ آلاف السنين بل منذ أيام آبائنا آدم وحواء ، وهذا يعني انها غريزة في تكوين الأنسان ( وفي الأخير حصلنا عليها مدفوعة الثمن - بدم مخلصنا يسوع المسيح - بقيامتنا من الأموات بعد انتقالنا الى العالم الآخر)، ولكن للأرضيات ، فلو تميز اليوم شخصٌ ما على اقرانه بخطوات واسعة، فان ذلك التعظيم سيكون استحقاقه ، وهي ليست منصباً شاغرا يتقدم اليه من يرغب ويملأ الاستمارات المطلوبة بل هو اسمى من ذلك بكثير، فالذين يرون تميّزه يرفعونه الى العلا.

متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5238
    • مشاهدة الملف الشخصي
إن إعلان ثـورة عـلى تـرسبات الماضي الموروثة والمحـفـوظة في أذهانـنا ، أمر صعـب