المحرر موضوع: رامن اوشانا غادرتنا من غير وداع  (زيارة 2750 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
رامن اوشانا غادرتنا من غير وداع

من غير وداع يا رامن رحلت وتركتنا ونحن غير مصدقين. كل من سمع الخبر جفل وقال لا..لانه لا يمكن ان نتخيل الحياة في شيكاغو بلا رامن . كنا نراه في المناسبات القومية والاجتماعية والسياسية والرياضية او نسمعه وهو وراء المذياع يطلب من المستمعين ان يحضروا احدى هذه المناسبات المار ذكرها. رامن  كان يتنقل بين  الإذاعات  الآشورية يوم السبت ليتلي  دعوته الى المستمعين لحضور مناسبة معينة وهنا اذكر جيدا انه كثير لاستعمال لكلمة "شوتوبخ عم اخذاذي " اي نشترك سوية . وهذه كانت دلالة انه كان شخصاً اجتماعياً الى ابعد الحدود.
رامن كان فخر الآشوريين وسفيرهم  الى قلوب الآخرين . أحب أمته بلا حد ولا قياس وبكل قدرته وفوق طاقته ومن غير تعصب فقد كان القدوة الحسنة لكل قومي مخلص " اومتنايا دخيا" .
عاش طفولته وفتوته في بغداد وحينذاك شغف في الرياضة والموسيقى  والعراق وحمل هذا الشغف الى شيكاغو التي وصلها عام ١٩٦٩ ليزاول لعب كرة القدم  وينضم الى الفرق الموسيقية  مع المطربين الكبار الذين أنجبتهم شيكاغو. درس وتعلم مهنة الحدادة واللحيم وبذلك ضمن مصدر رزقه لينطلق الى عالم الخدمة " تشمشتا " لقوميته الآشورية . انطلق من مبدأ المحبة والوحدة بين أبناء الامة الآشورية بمختلف تسمياتها وظل أميناً لهذا المبدأ . اما التعب والمشقة فلم يكن يعرف تعريفها لأجل إنجاز الممكن لامته الآشورية.
ساعات اليوم عنده كانت تتعدى ال٢٤ ساعة والّا كيف أنجز كل الذي انجزه من عظيم وكثير الاعمال خلال ال ٦٨  سنة التي عاشها بيننا وكان طموحاً دوماً لإنجاز المزيد لكن الموت الغدار غافله وانتشله منا. وفرضية اخرى اريد ان اذكرها عن هذا الشخص العجائبي ان معدل ترحاله و سياقته للسيارة هي اكثر من اي شخص آخر لكثرة مشاويره فقد كان مثل الداينمو في حركة دائمة وشخصياً لقيته عدة مرات في عدة أماكن ليس بالصدفة بل حسب نظرية الاحتمالات لأنه كان في كل مكان يتنقل لأنجاز المهمات الكثيرة التي كان يأخذها طواعية على عاتقه.
في احدى  هذه التقاطعات رأيته وكنت في ذالك الحين انوي شراء بطاقة لحضور مناسبة مرور مائه عام على تأسيس الشوتابوتا في شيكاغو . رامن رفض ان ادفع ثمنها لان ارادها ان تكون على حسابه، لكني امام اصرار من طرفه اقنعته ان هذا لا يمكن ان يكون . سبب سردي هذه الحكاية ان رامن كان يقدر عالياً اي خدمة يقدمها شخص لامته الآشورية وكوني كاتب قومي هذا كان كاف عنده ليجازيني عليها حباً بقوميته. لقد كان يتحمل كل المسؤولية  ولا يبالي بتبعاتها ولا مصروفها ، بل العكس كنا نراه بشوشاً ومبتسماً دوماً .
رامن أحب الرياضة وخاصة كرة القدم وبجهوده وصل فريق Winged Bull الى اعلى المستويات حاصداً الكؤوس على نطاق ولاية إلينوي والولايات الأمريكية وهكذا ايضاً في الملاكمة فقد أوصل الملاكمين الآشوريين الى الشهرة والمرتبات العالية. في ساحات كرة القدم  وأيام الكونفشن جمع الفرق من شيكاغو و ديترويت  ومدن كاليفورنيا وكندا . شباب بعضهم لا يعرفون الآثورية لكن البسمة على وجه رامن كانت تزيل الحواجز لتنطق القلوب بلغتها المشتركة ولذا لم تكن اللغة تشكل عائقاً حين كان رامن موجودا يربط القلوب ببعضها. هذا العام وقع عليه الاختيار ليكون مدير الغرب الأوسط للبرعايوثا وبذا تكون خسارة البرعايوثا له صعبة جداً.
ومن عظيم إنجازاته ان جلب الى شيكاغو غالبية اللاعبين الدوليين الآشوريين والعراقيين من اجل تكريمهم ويفرح بهم جمهورهم ، ولعل جلب عمو بابا الى شيكاغو --على نفقته حسب علمي -- في زمن الحصار ومنع سفر العراقيين فكان عملاً جباراً وخاصة ان عمو كان محتاجاً اليها في مرضه وصحته المعلولة. رامن كان له علاقة جيدة مع المسؤولين الحكوميين في إلينوي وكأنوا في مناسبات رأس السنة الآشورية يحضرونها والفضل بلا شك كان يعود الى رامن  صديقهم الآشوري.
اما وفاة رامن ففيها ملخص حياته الأرضية فقد كان يوم الأحد حضر وصَور واقفاً بكاميرته المحاضرة التي القاها الدكتور روبين بيث شموئيل في الشوتابوتا وبعد انتهاء المحاضرة انتقل سريعاً الى المتوا الذي يبعد مسافة  ما يقارب ١٥ ميلاً ليشارك في شارا د مار زيا  وهناك أكمل فرحته الأخيرة مع أبناء امته في المشاركة  بالدبكة الآشورية لا بل قاد الراقصين الفرحين الى حين ان تعب وراح يستريح حيث جلس سرگون ليوي واتكأ برأسه عَلى الكتف  اليمين لسرگون  وظن سركَون انه يستريح قليلاً  حتى احس الجمود في حركته ليحاول إسعافه ومن ثم  تجمع  الحضور حوله  مصلين و مؤججين التيار الهوائي  حوله منتظرين قدوم فريق الإسعاف ولكن يبدو ان رامن في تلك اللحظات كان قد اسلم روحه الى باريها وهو وسط شعبه الآشوري الذين خدمهم طيلة حياته. اسلم روحه وهو يعيش كلماته " شوتبوخ عم اخذاذي !!" . 
في برنامج خاص قدمه الإعلامي يوسب رشو . تكلم صديقه الحميم السيد سلام نيسكو بالعربية وبعض السورث والذي هو حالياً مدرب Winged Bull وذكر أنهما وبعد انتهاء الأمسية في الشوتابوتا طلب رامن منه ان يذهبا سوية الى المتوا حيث كانت احتفالية شارا د مار زيا وأضاف انه حاول ان يثني رامن من الذهاب الى المتوا وبدل من ذلك الذهاب البيت والنوم ليرتاح لأنه في الصباح التالي كانا على موعد للسفر الى انديانا وهي ولاية جنوب إلينوي لأنجاز مقاولة في الحدادة واللحيم كان رامن قد تعاقد عليها، لكن رامن قال انه سوف يذهب الى الشارا لوقت قصير جداً.
رامن اوشانا وحسب رؤيه كل أصدقائه والذين عرفوه لا يمكن تعويضه باي شخص آخر لان طاقته كانت عجيبة وهو كان يضاعفها ليوظفها في خدمة أبناء جلدته وخاصة في الظروف التي مروا بها من هجرة وتهجير والنوائب التي حلت عليهم .
حضرت التأبين الذي أقيم يوم الثلاثاء قبل يوم جنازته في كنيسة مار أندريوس وحين وصولي الى الكنيسة رأيت الشرطة حاضرة لضبط المرور بسب كثرة الوافدين لتقديم احترامهم للشخص الذي خدمهم طيلة عمره. انتظرت في طابور طويل كي اقدم تعزيتي لعائلته  المفجوعة برحيله.
جلب انتباهي في هذه المناسبة الحزينة ابتسامة وفرح على وجه أخيه سام وهو يستقبل المعزين و يشكرهم بكل يما يملك من كلمات لحضورهم وأقول هنا فرح الذي داخله حزن عميق ، لكن الاحترام الذي أبداه أبناء وبنات شيكاغو بمختلف طوائفهم ومرتباتهم عزى قلب سام الحزين وعرف كم من اثر طيب ترك أخيه رامن في قلوب أبناء امته الآشورية في اليوم التالي كانت الجنازة والدفنة ولقمة الموتى وفي ذلك اليوم نال رامن جزاءه المستحق " طينتا دمنتا " من أبناء امته في كثرة الحضور والاحترام الذي ابدوه للشخص الذي فقدوه وتأثروا بخدماته الجزيلة. اما جزاء الرب اليه فهو الملكوت السماوي مع الابرار والقديسين الى أبد الآبدين .
كل الذين عرفوا رامن اوشانا ولم يشاركوه في وداع ارضي أخير لا بد ان قالوا مع أنفسهم وأسفاه لقد فاتنا توديعه والكل كان يريد ان يكون معه في في آخر ايامه ليحمل ذكراه العطرة،  وشخصياً هذا الامر المؤسف سوف يلازمني بقية حياتي اني فوت فرصتين ثمينتين في لقاء أخير معه احدهما قبل شهر في كريستل بالاس قاعة الأحتفالات التي كان يديرها مع اصدقاء العمر هاني بابا ونينوس لازار، والآخرى في نفس يوم رحيله حيث فاتني حضور امسية اللغة التي صورها كاملة وهو مسلوب الراحة واقفاً على رجليه .
رحل رامن وحسرة لقاءه تبقى لظى في قلبي ... الرحمة الأبدية له يا رب.
                                                                   حنا شمعون / شيكاغو



غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20793
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
رابي ميقرا حنا شمعون
شلأما امتنايا آشورايا قابل
انا بصراحة اشكرك جداً على كتابة هذه السيرة الطيبة لصديقنا واخينا المرحوم رامن الله يرحمه انا شخصيا اعرفه من فترة طويلة وكنا نسكن في منطقة واحدة منذ كنا شباب كان انسان طيب القلب محب الخير للجميع وكان رائع ومجتهد في الطموح في معرفة كل شي وهذه الصورة التي جمعتنا مع البعض ظمن فريق منطقتنا
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاها محاسيل .

                         ظافر شَنو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل Sankhiro Malki

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 6
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي الشماس المحترم Odisho Youkanna,
 شكرا لقراءتك الموضوع، وانت ادرى بالفقيد الذي عايشته في بغداد شيكاغو. بالحقيقة ان وفاته هي خسارة كبيرة لأنه كان ينبض بالطاقة ودائماً كانت له طموحات يريد تحقيقها.
الصورة جميلة جداً وهي نموذج المنتخب العراقي في ذلك الحين فيها نماذج من الوجوه العراقية الذين كانت تجمعهم حب لعب الطوبة ومعها الألفة والتنافس. حينذاك لم يكن في فريقكم سني وشعي. ولذا كان رامن متعلقاً بالعراق ولذا ايضاً كتبت انا:."شغف في الرياضة والموسيقى والعراق".

الاخ ظافر شانو المحترم،
شكراً لمرورك وطلب الرحمة لفقيدنا رامن اوشانا.لك والأخوة المتابعين اقول اني كتبت كلمات معزية لوفاته وفيها ذكر اسماء عائلته في زاوية التعازي.وختمتها بالطلب الصلاة من أجله لان هذا كل ما يريده منا الآن.

مع الشكر والتقدير ،
    حنا شمعون

غير متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4732
    • مشاهدة الملف الشخصي
                               ܞ
ܐܠܗܐ ܡܢܚ ܠܗ ܗܘܝܐ ܕܘܟܬܐ ܓܘ ܢܘܗܪܐ ܘܦܪܕܝܣܐ ܐܠܗܐ ܡܪܡܠܐ ܐܗܐ ܚܫܐ ܡܢ ܠܒܘܬܘܟܘܢ ܘܝܗܒܐܠܘܟܘܢ ܡܤܝܒܪܢܘܬܐ ܐܡܝܢ ܀
 ܩܫܘ ܐܒܪܗܡ ܢܪܘܝܐ :

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
رابي قشو ابراهيم نيروا المحترم،
بسيما رابا لخبرانوخ . الاها محاسي لميثانوخ.

الى اخوتي القراء ارفق الصورة التي كان المرحوم رامن يحبها كثيراً لأنها دلالة حبه لأمته الآشورية من خلال كرة القدم.
مع الشكر لكل من قرأ المقالة واتطلع على خدمات وتضحيات رامن لأبناء جلدته التي سوف تخلده كقدوة حسنة.