مقتبس من ما جاء في مقال الأخ بدر اليعقوبي
لكن ما نراه اليوم في المؤسسة الكنسية قد فاق الخيال الانساني من حب السلطة والسعي وراءها باستخدام شتى انواع الحيل الدبلوماسية والمحسوبية والسياسية، والضغط على المرشحين المحتملين للانسحاب من السباق الانتخابي من خلال طرق ملتوية، بغض النظر عن المؤهلات الدراسية والاجتماعية والتكوينية والصحية، التي يحملها المرشحون للمناصب الادراية فيها.
حيث نرى أن دستور الكنيسة مخالفٌ تماما لجميع دساتير العالم المعمول بها، وخاصة فيما يتعلق بمدة الرئاسة الكنسية كـ ( منصب البطريرك أو الباباوية أو المطرنية ) وحتى المناصب الاخرى الخدمية التي من المستحيل تغييرها لسنوات عديدة كـ ( المسؤول المالي .. الخ )، حيث إن دستور المؤسسة الكنسية تنقصه المواد الخاصة بمدة الرئاسة الكنسية، وفق ما ذكر اعلاه.
وعليه يجب على الشعب الذي هو " نواة هذه المؤسسة " أن يعيد النظر بمواد الدستور الكنسي ويقوم بتعديلات بشأن هذه المواد الخاصة بالرئاسة ، لكي نضمن نظاما دستوريا صحيا على المجتمع الكنسي.
الأخ بدر اليعقوبي
أن ما جاء في المقتبس أعلاه من مقالكم، وكما قال
الأخ الفاضل "عبدالأحد سليمان" في تعليقه أعلاه (
(هو بمثابة دعوة للفوضى وفكرة غير مدروسة تشبه المطالبة بتغيير رجال السلك العسكري وقيادات الجيش كل أربع سنوات بأشخاص تنقصهم الخبرة في حماية بلدهم)). وكما أن حضرتك أخفقت كثيرا في تعريف الكنسية التي شبهتها دون وجه حق بالمؤسسة كما هي المؤسسات المدنية أو العسكرية التي يغلب عليها الطابع السياسي، بينما الكنسية هي " هي جسد السيد المسيح " وكما وصفها
الأخ الأستاذ الباحث " نذار عناي " وقد شرح هذه النقطة بأسهاب وبمنطق يمكن أن تتمعن في الأمثلة والمقارنات المهمة التي أتى بها حضرته في معرض تعليقه أعلاه .
أذن: الكنيسة ليست محط دراسات - علمية - ولا هي عرضة للمقارنات السياسية لكي يتلاعب بها الاخرون، الكنيسة التي بناها السيد المسيح على الصخرة، لا يمكن لا للرياح الصفراء ولا للعواصف البشرية أن تهزها، ومن الخطأ تسميتها بالمؤسسة التي هي من وضع البشر، بينما الكنيسة تأسست ووضعت بوحي الاهي وأرسى أسسها القويمة الرسل الأطهار والروح القدوس.
وأذا كنت حضرتك في مقالك هذا تقصد – الأكليروس الذين هم من البشر مثلي ومثلك – وتشير الى أخطاء البعض منهم في مسيرة خدمتهم، فهذا أمر طبيعي، حيث وعلى مر الأزمان كان دائما هناك أخطاء يسببها البعض من الأكليروس، ولمعالجة هذه الأخطاء أو الأنحرافات، يوجد لدى الكنيسة محاكم وتحكمها قوانين كنسية - تنظم العلاقة بين الأكليروس وتحدد واجباتهم وصلاحياتهم وحدودها - ويمكن الأحتكام أليها عند الضرورة، ومن خلالها يتم محاسبة المقصرين وكل من يسيء الى الكنيسة أو الى رسالتها الأيمانية السامية، وخير مثال حي الان هي المحاكمات التي تجري في الكنيسة الكاثوليكية، والتي طالت أعلى المراتب وفي مختلف البلدان بالرغم من أن وقت حدوث البعض منها كان قبل عشرات السنين، ولكن القانون ياخذ مجراه ولا يحدده زمان أو مكان معينين.
شكرا وتقبل أحترامي
كوركيس أوراها منصور