المحرر موضوع: لماذا يخفي الله نفسه عنـــــا ....؟؟  (زيارة 879 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 714
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا يخفي الله نفسه عنـــــا ....؟؟
   
      المحامي : يعكوب ابونا
                               يقول النبي هوشع : “هلك شعبي من عدم المعرفة ".   

   لماذا يخفي الله نفسه ؟؟ سوال يطرحه المشككون بوجود الله فيدعون الى حضوره  ، هم « الذين فيهم إله هذا الدهر ( الشيطان ) قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيىء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح، الذى هو صورة الله» (2كورنثوس 4: 4).
 قد يكون لهؤلاء بعض المعرفة في اللاهوت من خلال قرائتهم للكتاب المقدس بسطحيه والقراءة السطحية تحرم لذة التمتع بالمعرفة الحقه .. لان الله بحكمته لا يتعامل معنا وفق معارفنا الفكرية المحددة لرغباتنا واحتياجاتنا واهواؤنا ، لان افكار الله غير محدد واوقاته غيراوقاتنا وزمنه غير زمننا، لذلك بيننا وبين الله ما نترجاء وبين ما يحققه لنا من مسعى حميد نناله برجاء صالح ..
   من بداهة القول عندما نطلب حضور الله علينا ان نتعرف على الله اولا ، لانه لايمكن ان تدعو شخصا الى بيتك بدون ان تكون لك معرفه شخصية مسبقه به ،كذلك بدون التعرف على الله لا يمكن ان ندعوه  ، فكيف نحمل المسؤولية لمن لا نعرفه ولسنا مصادقين له ؟؟
 لكي نعرف الله علينا ان نطلبه ؟ يقول " اقتربوا الى الله فيقترب اليكم "يعقوب 4 : 8 " من يقبل الي لا اخرجه خارجا " يوحنا 6 : 37 "  ، ارميا 29 : 13 " وتطلبونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلبكم ".. وانجيل متي في 7: 7  يقول " أٍسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم ".. ويوحنا 17 : 3 وهذه هي الحياة الابدية: ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته ".. .
  كيف نطلب الله ونساله ؟؟ ان نؤمن به ايمانا حقيقيا مطلقا ،في رسالة افسس 2 :8-9  " لانكم بالنعمة مخلصون بالايمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من اعمال كيلا يفتخر احد " و عبرانيين 11 : 6 " ولكن بدون ايمان لايمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود وانه يجاري الذين يطلبونه " .. وعبرانيين 11 : 1 " واما الايمان فهو الثقة بما يرجى والايقان بامور لا ترى " ..
 
 الكتاب المقدس يعطينا الكثيرمن الايات التي تعلن لنا وجود الله مزمور19 : 1-4 "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه،". وفي رسالة كولوسي "1: 16«فإنه فيه خُلق الكل ما فى السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشاً أم سيادات ام رياسات ام سلاطين الكل به ( يسوع المسيح ) وله قد خلق ..".
                «ما أعظم أعمالك يارب، كلها بحكمة صنعت» (مزمور 104: 24).     


        فوجود الله ثابت كتابيا، وهناك ايضا نظريات علمية تثبت وجوده ،
  النظرية الأولي : النظرية المنطقية. تعرف بأنه "ذاك المدرك الذي يفوق في العظمة اي شيء آخر". وحيث أن الموجود أعظم من غير الموجود. اذا فأن أعظم كائن مدرك لابد أن يكون موجود. ان كان الله غير موجود فأنه لن يعتبر أنه أعظم كائن مدرك ...
 النظرية الثانية : النظرية التطبيقية  تقوم على المبدأ: ان الكون مبني علي نظام معقد وعجيب متناهي الدقة ، وهذا النظام لايتم الا ان يكون هناك مهندس الهي له . فمثلا ان كان موقع الكرة الأرضية بضعة كيلومترات أقرب أو أبعد من الشمس، فلن تكون هناك حياة على الارض. وان كانت العناصر الجوية مختلفة ولو بمجرد كسور، لمات كل شيء موجود علي الأرض ...
النظرية الثالثة : النظرية الكونية :لكل مسبب، سبب خلفه. الكون وكل مافيه هو مسبب و عليه لابد أن يكون هناك سبب لوجود كل الأشياء. أيضا لا بد أن يكون هناك شيء "غير مسبب" موجود وهذا الشيء هو السبب في وجود جميع الأشياء. هذا الشيء "الغير مسبب" هو الله....
  النظرية الرابعة :النظرية الأخلاقية: أن كل بلد من بلدان العالم خلال التاريخ كان له نظام قانوني معين. وكل منا لديه معرفة بالحق والباطل ويعرف الخير ويميزه عن الشر، القتل، السرقة، الكذب، الغش هذه صفات معروفه لدى جميع الناس. من أين أتت هذه المعرفة التميزية ان لم يكن من الله القدوس ؟
 صرح روبرت جاسترو، العالم بالفيزياء الفلكية، الذي يعتنق مذهب اللاأدرية، بأن "بذرة كل شيء حدث في الكون زرعت في تلك اللحظة الأولى، حيث خرجت كل النجوم، وكل الكواكب وكل المخلوقات الحية في الكون إلى حيز الوجود نتيجةً للأحداث التي أخذت قوة اندفاع في الحركة لحظة الانفجار الكونية. ولمع الكون إلى الوجود،  " ولا نستطيع اكتشاف ما سبب ذلك الذي حدث"  .
  يقول ريتشارد فاينمان، الحائز على جائزة نوبل في الديناميكية الكهربائية الكمية: "إن سبب خضوع الطبيعة لقوانيين الرياضيات يعد لغزًا. فحقيقة وجود القوانين مهما كانت هو نوع من المعجزة". ) .. 
  هؤلاء وغيرهم من العلماء بذات لوقت اكدوا بانهم لم يجدوا تفسيرًا للانفجار المفاجئ للضوء وللمادة ، التي يدعونه بالانفجار العظيم " و لا يعرفون كيف كان الضوء والمادة موجودان قبل الانفجار ؟؟ ومن اوجدهم ؟؟ 
   ولكن ديكارت يقول : ان الانسجام الوظائفي في الكون يرجع الفضل فيه الى الله ..وقال كريسي رئيس مجمع العلوم في نيويورك " اسباب الايمان بالحقيقة الالهية يعرفها العلماء ،وتابى عليهم عقولهم ان يردوها الى المصادفه " . وقال العلامة ، جيمر جينز " المشاهدات الرياضية في الكون تثبت انه لم يوجد مصادفه ". وقال سير ارثر ادنجتون " تفسير الكون بالحركة الالية امر لا يسيغه العلم الحديث ".. وقال كانت " ينبئني ضميري بوجود اله للعالم ".   وقال نيوتن " النظام الذي يتجلى في الكون يدل على وجود الله له ". وقال اينشتين " يشتمل ديني على الاعجاب المتواضع بتلك الروح العليا غير المحددة التي تكشف في سرها عن بعض التفصيلات القليلة التي تستطيع عقولنا المتواضعه ادراكها ، هذا الايمان القلبي العميق والاعتقاد بوجود قوة حكيمة عليا نستطيع ادراكها خلال ذلك الكون الغامض ، يلهمني فكري عن الاله ، وانه خلقه بحكمة وفطنه ولغرض ثابت خاص ". " وقال سبنسر: المجهول هو تلك القوة التي لا تخضع لشيء في العقول, لكنها مبدأ كل معقول , وهي المنبع الذي يفيض عنه كل شيء في الوجود
وقال دارون :تفرعت الأنواع من جرثومة الحياة التي أنشأها الخالق.( المصادر تاريخ الفلسفة الحديثة ,والعالم اينشتن وكتاب الله وأصل الأنواع, وعلم الحياة ) .

       ناتي الى الاجابة على السؤال ، لماذا لايظهر الله ؟؟.
   في الواقع ان ظهورات الله كثيرة ومتعدده ولم يخفي الله نفسه عن البشر مطلقا :
1- ظهورات المسيح قبل التجسد: "ظهر وتكلم مع أبرام. (تكوين 1:17). وتكلم مع موسى ويعقوب وغيرهم من الأنبياء الذين تلقوا الإعلان الإلهي بهذه الطريقة.
2- الأحلام والرؤى: فقال الرب لموسى وهرون اسمعا كلامي. إن كان منكم نبيّ للرّب، فبالرّؤيا أستعلن له. في الحلم أكلمه" (عدد 6:12). وما يزال حتى اليوم يعلن نفسه للبشر من خلال الأحلام والرؤى التي غيرت حياة كثيرين من خلال إيمانهم بالمسيح.
3- الأنبياء: "إن السيد الرب لا يصنع أمرا إلا وهو يعلن سرّه لعبيده الأنبياء" (عاموس 7:3). هم مملوئين ومسوقين من روح الله ليقدّموا رسائل الله إلى الشعب، و الإعلان الإلهي عن تجسد المسيح
4- الأسفار المقدسة: "صرّ الشهادة اختم الشريعة بتلاميذي" (أشعياء 16:8). كلّ هذه الطرق الإلهية للإعلان والّرسائل المعلنة والإختبارات، دوّنت في كتاب موحى به من الله، وهو إعلان الله الأخير لشعبه ، فهو لا يترك نفسه بلا شاهد (أعمال 14 : 17 ) ..
5 - إعلان الله بيسوع المسيح: "الله بعدما كلّم الأباء بالأنبياء قديما، بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه... (عبرانيين 1:1). يسوع المسيح هو الله المتجسد، الكلمة الأزلي الذي صار جسدا فمن خلاله قدم الله نفسه لنا  "..يوحنا 1 : 14 "  " قال فيلبس للرب يسوع: أرنا الآب وكفانا. "..هذه هي رغبة البشر أن يعرفوا الله. قال له يسوع انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يافيلبس ، الذي راني فقد راى الاب فكيف تقول انت ارنا الاب ، ألست تؤمن اني انا في الاب والاب في ّ ".يوحنا 14 : 8- 10 "
  فالرد على طالبي حضور الله  يوميا لكي يصدقوا وجوده ، فهذا محض افتراء على الله لانه ان ظهر اليوم سوف يطلبون ظهور بعد مائة عام  اقل او اكثر ليثبت لهم وجوده .وهذا مستحيل ان يحدث لان الله ظهر كما بينا انفا وكان اخر ظهوره متجسدا اذ راوه الالاف وعمل معهم وصنع لهم العجائب وصلب ومات وقام ، بعد قيامة الرب يسوع المسيح وصعوده الى السماء اعطى لنا النعمة والكلمة والروح القدس ، فهو ظاهر بكل من يؤمن به ، فلا حاجة لظهوره الشخصي ، لانه لا يمكن ان يظهرلغيرمستحقيه ..وان ظهرسيكون للعالم اجمع بدون استثناء الكل سوف يروه وهذا يكون بمجيئه الثاني .ونهاية العالم ... 
 ومن ناحية اخرى اذا افترضنا ان اراد الله الظهور، فانه بامكانه الظهورطبعا . ولكنه ان فعل ذلك لن يكون هناك احتياج للايمان الذاتي ..لان "فقال له يسوع الأنك رأيتني ياتوما أمنت؟ طوبي للذين امنوا ولم يروا" (يوحنا 20 : 29 ) ..فالمطلوب  النمو الروحي لانه ثمرة الثقة بيسوع المسيح لان " البار بالايمان يحيا غلاطية 3 : 11 "  فحياة الايمان من الائتمان الله اكثر واكثر ، وذلك بالاقتراب من الله بالصلاة ، وقراءة الكلمة الكتاب المقدس ، واطاعة الله والثقة به ،وندع الروح القدس ان تسيطروتعمل في حياتنا اليومية اعمال 1 : 8 "   اميــــــــــــــــــــــــــــــــن ..
يعكوب ابونا ........................... 2 / 10 /2019