تركيا تستعد لغزو شمال شرق سوريا و"قسد" تدعو العرب والأكراد والسريان الآشوريين لرص الصفوف
القامشلي - عنكاوا كوم (خاص)يستعد الجيش التركي وفصائل مسلحة إسلامية تدعمها أنقرة لاحتلال شمال شرق سوريا إثر انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة والتي كانت تشكل المانع الأخير للطموح التركي في العمق السوري.
وانسحب الجيش الأميركي ليل الأحد - الإثنين بكامل عتاده وأسلحته من قاعدة تل أرقم في مدينة رأس العين المتاخمة للحدود التركية شمال غرب محافظة الحسكة السورية؛ وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان البيت الأبيض، ليل أمس الأحد، أن القوات الأمريكية لن تدعم العملية التركية ولن تشارك فيها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن، يوم السبت الماضي، أن بلاده ستنفذ عملية جوية وبرية بشرق الفرات في سوريا "لإرساء السلام هناك"، مؤكداً أنها "باتت قريبة إلى حد يمكن القول إنها ستحدث اليوم أو يوم غد".
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الفصيل السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يحارب تركيا منذ عقود، صباح اليوم الاثنين، "رغم الجهود المبذولة من قبلنا لتجنب أي تصعيد عسكري مع تركيا والمرونة التي أبديناها من أجل المضي قدماً لإنشاء آلية أمن الحدود وقيامنا بكل ما يقع على عاتقنا من التزامات في هذا الشأن إلا أن القوات الأمريكية لم تفي بالتزاماتها وسحبت قواتها من المناطق الحدودية مع تركيا، وتركيا تقوم الآن بالتحضير لعملية غزو لشمال وشرق سوريا".
وأضافت "قسد" في بيانها "إن هذه العملية العسكرية التركية في شمال وشرق سوريا سيكون لها الأثر السلبي الكبير على حربنا على تنظيم داعش وستدمر كل ما تم تحقيقه من حالة الاستقرار خلال السنوات الماضية".
وتابعت "إننا في قوات سوريا الديمقراطية لن نتردد لحظة واحدة في الدفاع عن أنفسنا، وندعو شعبنا بجميع أطيافه من عرب وكرد وسريان آشوريين لرص صفوفه والوقوف مع قواته المشروعة للدفاع عن وطننا تجاه هذا العدوان التركي".
ومنذ إعلان "أردوغان" القيام بعملية داخل العمق السوري قبل يومين، يتخوف أهالي محافظة الحسكة أن تدفعهم العملية العسكرية المرتقبة إلى دفعهم باتجاه النزوح.
وقال مصدر لـ "عنكاوا كوم" إن الجيش التركي لن يقوم بتوغل عسكري في الأراضي السورية المتاخمة لتركيا مع بعض الاستثناءات مثل مدينة منبج بريف حلب وتل أبيض بريف محافظة الرقة ورأس العين بريف الحسكة.
وتوقع المصدر أيضاً أن يقوم الجيش التركي بقصف عنيف لمقرات الحزب الكردي القريبة من الحدود التركية.
وأكد أن هدف تركيا هو قطع أوصال الدولة الكردية الوليدة.
وأضاف أنه منذ العام 2014، تخضع قوات حماية الشعب و"قسد" التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي للإدارة الأمريكية التي أعلنت أكثر من مرة أنها تدعم الحزب الكردي عسكرياً ولكنها لا تدعمه سياسياً، وقامت واشنطن بالتنسيق مع أنقرة بمنعه من الوصول إلى المفاوضات الأممية لإنهاء الحرب السورية منذ 2011 ومنعته أيضاً من المشاركة في لجنة صياغة الدستور السوري لتذهب كل التضحيات التي قدمها الحزب في مهب الريح عند انتهاء الأزمة السورية.
