المحرر موضوع: انتفاضة شباب العراق هل هي بداية النهاية للأنظمة الأسلامية الشمولية؟  (زيارة 7767 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نافــع البرواري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 386
    • مشاهدة الملف الشخصي

انتفاضة شباب العراق هل هي بداية النهاية للأنظمة الأسلامية الشمولية؟
نافع البرواري
واخيرا طفح الكيل ،ووصل العراقيّون ، وخاصة الشباب منهم، الى حالة من اليأس والأحباط وفقدان حقوقهم ألأنسانية وابسط شروط الحياة الكريمة
انهم فقدوا كُلِّ شيء آمالهم ، أحلامهم ، كرامتهم ، حريتهم ، والأخطر من كل ذلك انّهم فقدوا وطنهم . حيث سُلب منهم واحتُلَّ من قبل ميليشيات تابعة لدولة اجنبية والتي أصبحت أدواة فقط تُنفِّذ ما يُملى عليها .
اليوم ألأحزاب الأسلامية والسياسيين التابعين لولاية الفقيه في العراق يعيثون فسادا في العراق و باعوا الوطن و سلّموه للدولة ألأسلامية في ايران .
أنّ الدكتاتوريين والسياسيين الفاسدين في كل العالم ، وعبر التاريخ ، قد يقوموا بكل الجرائم المشينة بحق شعوبهم مثل :ألأضطهاد والبطش والسجن والأعتقالات والدوس على كرامة شعوبهم واستعبادهم ،ولكن يبقى لهم خصلة جيدة لايتخلوا عنها وهي انهم لايتنازلون عن وطنهم بل يدافعوا عنه بكل قوة ، ومثال على ذلك نظام حكم الدكتاتور صدام حسين . بينما حزب الدعوة الأسلامي ، سلّم العراق الى ايران .
هناك عشرات الآلاف من قضايا الفساد والسرقات بحق الفاسدين ولم تتخذ الحكومات الأسلامية اجراءات حقيقية لمكافحة الفساد . انهيار في كل شي ْ ، انهيار اقتصادي فيما العراق من الدول الأولى في احتياطي النفط ويصدر حوالي 4 مليون برميل يوميا ، هكذا في التعليم والصحة ، وغلق مئات المعامل الخاصة ....الخ
أمّا ألأحزاب الأسلامية مثل الأخوان المسلمين السنية وحزب الدعوة الأسلامي وحزب الله وغيرها من الأحزاب الدينية فهي ، بالأضافة الى كونها احزاب فاسدة ومتخلفة وقمعية ودكتاتورية وتسلطية وانظة شمولية ، فهي ايضا ليس في قاموسها اصلا مصطلح الديمقراطية او الحرية او العدالة الأجتماعية للمواطنين . ولكن الأسوء وألأقبح من كُل ذلك فهي أحزاب لاتعترف بالوطن لأنها لاتنتمي للوطن بل الى المرجعية والطائفة الدينية . وهذا كان نهج الأخوان المسلمين في مصر وتونس والسودان ، هذه الأحزاب تُفضّل الغريب عن الوطن ان يحكم البلاد طالما هو مسلم ولايقبلون بعلماني مخلص لوطنه ان يحكمهم .
يقول محلل سياسي ان استراتيجية ايران هي السيطرة على الدول الأسلامية ،من موريتانيا الى اندنوسيا ، عنوة !!!
وحسن نصرالله قائد حزب الله في لبنان صرَّح انّه يعمل تحت ظل ولاية الفقية ويتمنى اليوم الذي تلتحق لبنان كولاية تابعة لأيران .
هذا هو بالضبط نهج الحكومات الأسلامية المتعاقبة في العراق منذ تولي حزب الدعوة الشيعي الحكم في العراق ، سواء حكومة المالكي او العبادي او حتى عادل عبدالمهدي الذي اعتبر نفسه مستقل عن الحزب ولكنه وبعد مرور سنة على حكمه لم يلتمس المواطن العراقي اي بادرة تحسن الوضع بل زاد الفساد وزادت الشكوك في حكومته .
حزب الدعوة تابع الى المرجعية الشيعية لولاية الفقيه في قم ، فهم يعتبرون العراق ولاية ايرانية ولا يخجلون من ذلك . وهذه الظاهرة يعرفها كُل من يتابع زيارة السياسيين والعسكريين ورجال الدين الأيرانيين للعراق . فالمرشد الأعلى في ايران هو المرجعية لهذا الحزب وقاسم سليماني هو القائد العام للقوات المسلحة في العراق والسفير الأيراني هو الحاكم الفعلي للعراق ، وكُلِّ حاكم عراقي يجب ان يأخذ بركة ولي الفقيه في ايران ليقوم بمهامه في العراق ويأخذ الأرشادات منه . وكُلِّ من يقول عكس هذا فهو يعيش في وهم وساذج سياسيا ولا يعرف بما يجري في العراق .
ايران نفسها تُعلن ، ليلا ونهارا ،اهمية توسُّعها في االدول العربية والأسلامية ، سواء على شكل تصريحات للمسؤولين ألأيرانيين او من خلال الأعلام اوخطب يوم الجمعة للملالي . وهل ننسى تصريحات احد قادتهم بان اربعة عواصم عربية(بغداد –دمشق- بيروت- صنعاء) اصبحت تابعة لأيران .
نعم المسؤولين في العراق ليسوا فقط اذرع وادواة لتنفيذ اوامر ولاية الفقيه في ايران ، بل هم تحت حكم المحتل الأيراني وخاصة بعد ان سيطرت الميليشيات التابعة لأيران على المراكز الحساسة في الحكومة ومؤسسات الدولة ، وهاهو عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء يحيل مشاهير الضباط العسكريين العراقيين المشهورين بوطنيتهم ، امثال عبدالوهاب الساعدي قائد عمليات مكافحة الأرهاب ،الى مناصب اخرى لأستكمال السيطرة الكاملة على الجيش ليكون قادة الميليشيات هم القوة المنفذه لأوامر ايران وليسيطروا على المناصب الحساسة لدولة العراق وقمع المواطنين والزج بالعراق في حروب بالنيابة وليكون شبابنا وقودا للنار .
السياسة الأيرانية هي سياسة هيمنة قومية فارسية وإعادة امجاد الفرس ، ويستغلون الدين كغطاء ليس الاّ ، والدليل ان ايران اشتركت مع امريكا (ألكافرة) في احتلال العراق البلد ذو الأغلبية ألأسلامية . والذي يقرأ التاريخ الفارسي سيكتشف حقيقة أنَّ الفرس كانوا يستحقرون العرب ويستغلوهم لقتل حتى اخوتهم في الدم ، وكان الفرس ، كما اليوم ، يستخدمون العرب للدفاع عن حدودهم الغربية ضد الأمبراطورية البيزنطية ، فكان عرب الحيرة ادواة للفرس لضرب اخوتهم عرب الغساسنة في الشام . وما اشبه اليوم بالبارحة عندما يصبح العراق ولبنان وسوريا واليمن مرتعا للميليشيات العربية الشيعية لتكون أدواة تابعة لأيران يستخدموها لمحاربة حتى اخوتهم العرب السنة في سورية واليمن وغيرها من الدول العربية ، واستخدام العراق منطلق للتحرش ومحاربة امريكا واسرائيل ، وبالمقابل يتلقى العراقيين ضربات تلوى الضربات من اسرائيل وامريكا فيما الأيرانيون يبررون انفسهم من هذه العمليات التخريبية .
نعم العراق محتل من قبل ايران واصبح العراق امتدادا استراتيجيا لأيران في مناطق اخرى للدول العربية كسوريا ولبنان . وهناك خطة ايرانية بالتعاون مع عملائها في العراق لأجراء تغييرات ديموغرافية في المحافظات العراقية وتشريد السنة وتهجيرهم بطرق شيطانية مدروسة كما فعلت في سوريا وتفعله في لبنان واليمن .
عملاء إيران افسدوا في الأرض العراقية وقاموا بسرقات مليارات من الدولارات من اموال العراقيين وقتلوا وسحقوا المواطنين البسطاء ألأبرياء
مضت ايام على انتفاضة شبابنا في العراق الذين خرجوا للمطالبة بابسط شروط الحياة ولكنهم واجهوا بصدورهم العارية رصاص القناصين الذين كانوا يلبسون بدلات سوداء تدل على سواد قلوبهم ومتلثمين لانهم مرعوبين وخائفين من كشف وجوههم لأنهم يعرفون مصيرهم المشؤوم .
نعم واجه الشباب خراطيم المياه الساخنة !!! والغازات المسيّلة للدموع بشكل مفرط . ولم يحمل الشباب سوى اعلام وطنهم في يدهم اليمنى وقناني المياه في يدهم اليسرى . ولكن الرعب والخوف والهمجية والأرتباك كان واضحا في الطرف الآخر الذي يعرف أنّ هذه الأنتفاضة السلمية هي اقوى سلاح من كل اسلحة الغدر والدمار والقتل لدى المدججين بسلاح الموت ، حتى صرّح احد الشيوخ المعممين في ايران بأنّ الأنتفاضة هي ضد ثورة الحسين!!!
تخيّلوا ان انتفاضة الشباب العفوية والعابرة للطائفية ، والمطاليب المشروعة بتوفير لقمة العيش وايجاد فرص العمل، وتعيين الخريجين العاطلين عن العمل ، أصبحت بنظر هؤلاء "الفاسدين" هي ثورة ضد الحسين . نعم استطاعت ايران أن تجيّيش ملايين الساذجين والبسطاء والجهلاء من اخوتنا الشيعة بعد غسيل ادمغتهم وتخدير عقولهم لتصبح مراسيم كربلاء ذكرى لأضفاء الحقد والكراهية بين الأخوة. فاصبحت ذكرى استشهاد الحسين مناسبة لنبش الماضي واشعال الفتن الطائفية التي كان ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء المدنيين سواء من الشيعة والسنة .
ولكن خلاص يكفي !!! الجيل الحالي من الشباب عرف اللعبة القذرة لهؤلاء الفاسدين والمجرمين ، وخرج في تظاهرات ولأول مرة ، ولم يستعين لا بالمرجعيات الدينية المتاجرة بدمائهم ولا بالأحزاب الأسلامية الفاسدة ولا بالكتل السياسية العلمانية الحالية، لأنّ كُل من سكت من المتورطين في الحكومات المتعاقبة ،عن ماجرى في العراق من الفساد وتدمير البنية التحتية للعراق ، فهو مشترك بالجرائم بحق الشعب . هذه الكتل والأحزاب الفاسدة هم سُرّاق وقتلة بنوا الدولة وسنوا القوانين على مصالحهم الحزبية . هناك اليوم اكثر من مليون اسرة عراقية تحت خط الفقر ، ملايين من الأطفال اليتامة ، وانتشار الأمية وانهيار التعليم والفن والخدمات الصحية وانتشار امراض السرطان وتسمم المياه وخاصة في البصرة .هذا العراق الذي يجري فيه نهرين عظيمين لايحصل الكثيرون من العراقيين على المياه الصحية .
حكومات حزب الدعوة ألأسلامية المتعاقبة جعلوا من العراق يتربع على المرتبة 168 من أصل 180 دولة على مؤشر الدول الفاسدة .
كانت تظاهرات الشباب في البداية هي مطاليب متواضعة شرعتها قوانين الدولة العراقية ، ولكن هذه المظاهرات السلمية اصطدمت بجحافل من المرتزقة والقتلة الذين امطروا شباب بعمر الزهور بوابل من الرصاص الحي وحتى استخدام القناصين فسقط اكثر من 104 شخص والاف الجرحى من المتظاهرين في بغداد والمحافظات.
هكذا تحولت المظاهرات بعد ذلك الى مطاليب محاكمة المجرمين الذين نفذوا هذه الجرائم ورفع المتظاهرون سقف مطاليبهم ضد كُلِّ هؤلاء الذين تعاقبوا على الحكومة منذ سقوط النظام 2003 الى يومنا هذا . ولا حل بتغيير الحكومة بل يجب ان يطالب العراقيين بتغيير النظام
ما جرى ، هو بداية انتفاضة الشعب العراقي مهما كانت وسائل القمع ، لأنَّ التاريخ يُعلِّمنا أن الشعوب المحبة للحرية والحياة هي المنتصرة في النهاية ، مهما كان قمع المحتل ومهما كان الحاكم ظالما، .وكما يقول الشاعر التونسي الكبير ، ابو قاسم الشابي :
" اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر
اليوم الشباب في اغلب الدول العربية يثورون ضد الأنظمة الشمولية ، كما ثار الشعب الأيراني في المظاهرات الخضراء سنة 2009م ، ضد الَد أعداء الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الأجتماعية ، ضد الدكتاتوريين والأحزاب الأسلامية الأصولية التي تحاول ارجاع عجلة التاريخ الى الوراء والذين يريدون من شعوبهم ان يعيشوا في عقلية القرون المظلمة . في حين ان شباب اليوم يعيشون في عصر الحداثة ،عصر العولمة والأنترنت ووسائل الأتصال الأجتماعي . لايمكن أن تستطيع تلك الأحزاب الظلامية السيطرة على الشعب الهادرالذي كسر حاجز الخوف وليس لديه ما يخسره . ولايمكن لهؤلاء الفاسدين والمجرمين ان يستعبدوا شعوبهم ، لأنّ الشعوب انفتحت على عالم اخر ، عالم يؤمن بحقوق الأنسان بل يؤمن بحقوق الحيوان، وأنَّ العالم أصبح قرية صغيرة . الشعوب العربية اصبح لديها الوعي عندما يروا مجتمعات تحررت وتعيش في سلام وحرية وديمقراطية ، فهيهات ان تستطيع وسائل القمع لهذه الأحزاب الفاسدة ان تكمّ افواه هؤلاء الشباب ، ومن المستحيل ان يعزلوهم من سلاحهم الأمضى والأقوى من رصاص البندقية الا هو سلاح "الكلمة".
انتهى زمن المرجعيات بالنسبة لهؤلاء الشباب
انتهى زمن الدكتاتوريين والمتسلطين والقتلة المجرمين
انتهى زمن المحتلين الذين يستعبدون شعوب الدول المحتلة
انتهى زمن الترهيب والترغيب وسقطت جدران الخوف
انتهى زمن الأعلام المأجور والقنواة الفضائية المسخّرة للأنظمة الشمولية ، بسبب وجود وسائل حديثة للتواصل ونقل المعلومات الحيّة وخاصة بوسائل الأتصال الأجتماعي ، فلن تسطيع هذه الأنظمة ان تعزل الشعوب عن العالم الخارجي .
انتهى زمن تظليل الشعوب عبر 1400 سنة من الأكاذيب ، التي جعلت من هؤلاء الطغاة ابطال ومقدّسين ، في حين كان هناك وعبر التاريخ ضحايا ابرياء سقطوا قتلى على يد هؤلاء المجرمين .
إنتهى زمن المأجورين والمتاجرين بدماء شعوبهم ،لأنّ كُل مستور اليوم اصبح تحت الأضواء ، ومن الممكن لهؤلاء ان يكذبوا مرة ومرتين وثلاثة ولكن في النهاية سينكشفوا لامحالة.
وكما يقول احد الخبراء بما يجري في العراق : "جيل الألفين هو الذي قاد وسيقود هذه المظاهرات وهو جيل غير معروف "للمنطقة الخضراء" حيث العقول المتحجِّرة " . نعم العقول المتحجرة في المنطقة الخضراء التي تتداول السلطة والأدوار بينها ، هي عقول منعزلة عن شعبها تعيش في زمن اخر وعصر آخر ولن تستوعب التطورات في العالم ولن يتعلموا الدروس من التاريخ لأنهم صموا اذانهم لكي لايسمعوا وسدّوا عيونهم لكي لايروا وغيّبوا عقولهم لكي لايفهموا ،لأنّ الفساد اعمى بصيرتهم وغلظت قلوبهم وفقدوا ضميرهم وانسانيتهم .
تاريخ 1- 10- 2019 سيكون خالدا في ذاكرة العراقيين، ولن يستطيع احدان يمحوا او يزيلوا اصوات الشباب الذين هتفوا مرددين :" ايران برّا برّا عراق حُرّة حُرَّة."
هذا هو الشعار الذي ارعب الساسة والمعممين في طهران وقم وعملائهم في العراق لأنّه يُذكِّرهم بالثورة الخضراء في ايران عام 2009،والتي قُمعت بنفس الطريقة . وهذا الشعار سيكون كابوسا للذين باعوا ارضهم وخيراتهم للأجنبي . والدليل انهم بعد اسبوع من المظاهرات قاموا هؤلاء العملاء بحملة أعتقالات جماعية داخل الأحياء السكنية للناشطين والمحتجين الذين ليس لهم ذنب سوى انهم طالبوا بابسط حقوقهم. هذا الشعار سيقلق مضجع هؤلاء المجرمين الى يوم الدينونة والحكم عليهم بكونهم مجرمي الحرب وقتلة مواطنيهم المسالمين . وسيأتي اليوم لذي سيتم فيه اعتبار الشهداء الذين سقطوا في ساحة التحرير في بغداد وبقية المحافظات العراقية بأنهم كانوا ايقونة التحرير وابطال شهداء سيخلّدهم التاريخ وتكتب اسمائهم في سجل الشهداء الذين استشهدوا من اجل الكرامة والوطن والحرية والعدالة الأجتماعية