المحرر موضوع: عادل عبدالمهدي.. بدأ بالحرس القومي وانتهى بالحرس الثوري  (زيارة 1374 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31585
    • مشاهدة الملف الشخصي
عادل عبدالمهدي.. بدأ بالحرس القومي وانتهى بالحرس الثوري
المجلس الأعلى صنيعة إيرانية الذي انتمى إليه عادل عبدالمهدي فكان موضوع التخادم هو من يدفعه الى تبديل قناعاته واختياراته بسرعة فائقة وإلا فما الذي يجمع بين عادل وعزيز الحكيم الذي يطلق عليه أتباعه زوراً (عزيز العراق).

ميدل ايست أونلاين/ عنكاوا كوم

أكثر الدول خطورة واجراماً هي دولة الولي الفقيه
بقلم: فالح مهدي
يا عادل لقد بدأت حياتك برفع السلاح بوجهه أعظم تجربة في التاريخ العراقي المعاصر، فقد كنت عضواً في الحرس القومي في عام 1963، وانهيت حياتك بموالاتك للحرس الثوري الصفوي الايراني، فساهمت بقتل 120 أو اكثر من شباب بعمر الورد كانوا يبحثون عن وطن، بعد ان ادركوا ان الصفويين في إيران أتوا على كل شيء.  وأتذكر عندما سألتك عن تلك التجربة قلت ان حزب البعث حزب فاشي شوفيني. بيد أنك وبدلا من ان تتعظ اتجهت الى اقصى اليسار فأصبحت ماوياً (التجربة الصينية) ومن ثم عدت الى اقصى اليمن، فأصبحت قيادياً في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية!

والمجلس الاعلى صنيعة إيرانية يا عادل، لقد ذهبت في اول زيارة لك لإيران الى الخميني وعدت محبطاً، انما موضوع التخادم هو من يدفعك الى تبديل قناعاتك واختياراتك، وإلا يا عادل ما الذي يجمعك بعزيز الحكيم الذي يطلق عليه أتباعه (عزيز العراق)، هذا الرجل الذي سعى الى اذلال وتمزيق العراق فكان يحلم بإنشاء اقليم في جنوب ووسط العراق، أي في قلب العراق منذ السومريين ولحد اللحظة الراهنة. واسمح لي ان اقول لك ولا تعتبر ما اقوله لك تجاوزا وقلة ادب، انني عندما شاهدت ذلك الرجل البعيد عن العزة والكرامة لأول مرة عبر شاشات التلفزيون، خطر في ذهني شخصية الأبله بطل رواية الكبير دستويفسكي التي تحمل نفس الاسم.

لم تكتف بذلك بل اصبحت بعد رحيل ذلك الكائن خادماً لابنه عمار. قبل بضع سنين وفي بيت صديق عزيز في احدى ضواحي باريس، دعيت للعشاء وكان من ضمن المدعوين صديق كان مستشاراً لك، فتكلم عندما حانت لحظة الحديث عنك فقال (ذهبت معه الى البصرة وكنا في سيارته نحن الاثنين، ولا يوجد ثالث بيننا فقلت له وصل بك الامر لان تكون في خدمة هذا الزعطوط؟).

وكما أعلمنا فقد التزمت الصمت. وهنا وفي هذه النقطة بالذات أجد ان عادل كان وفياً لنفسه، ففي اللحظات التي تسبب لك إحراجا لا تجيب. انه التخادم الذي صنع شخصيتك وبناءك النفسي. فلولاه لما دخلت المجلس الاعلى، واصبحت تابعاً لهذا الزعطوط عمار الحكيم، ولولاه لما اصبحت رئيساً للوزراء، فقد قبلت ايران بك التي تعمل بنفس المبدأ.

حتى ان استقالتك من منصبك كنائب لرئيس الجمهورية (وهو منصب طفيلي حيث تستلم مبالغ هائلة دون اي عمل تقدمه) لم يكن تعففاً منك، بل جرحت كرامتك عندما اصبح خضير الخزاعي نائباً مثلك! وانت على حق، فالخزاعي تافه وبعيد عن عالم المعرفة والثقافة. انما لو تأملنا فسنجد ان نسبة تتجاوز التسعين بالمئة من الاسلاميين بعيدون عن عالم المعرفة والثقافة.

وبما انني اتكلم عن تلك المرحلة الطفيلية، حيث كنت نائباً لرئيس بعيد عن حب العراق، اقول يا عادل وعلى ضوء ما صرحت رسمياً، انك تقوم بتوزيع النثريات الشهرية والتي تبلغ حوالي مليون دولار الى الفقراء!

كيف يمكنك القيام بذلك الفعل الذي لا يتفق مع اخلاق وقوانين الدول المعاصرة؟ انت جزء من دولة او هيكل عظمي اطلق عليه جمهورية العراق، وفيها وزارة للشؤون الاجتماعية ووزارات تهتم بأمر الفقراء. كان الأولى بك ان لا تقبل بمنصب طفيلي، يدر عليك تلك المبالغ الخيالية. ولو افترضنا ان ما تفضلت به صحيح، اي تنفق المليون دولار على الفقراء، انما اخبرني صديق وفيُ لك وهو رجل ثقافة واسعة وشريف في سلوكه، انه اعطى صديقا مشتركا لنا في فرنسا مبلغ 50 ألف دولار هدية منك له. وعندما سألت ذلك الصديق القريب منك قال لي (من اجل ان يقيم ندوة في فرنسا)! ياعادل هذا الرجل يعمل في مؤسسة بحوث فرنسية شهيرة، والمفروض ان تتبرع فرنسا للعراق المنهك وليس العكس؟ ولدي معلومات اخرى كثيرة عن تلك النثريات، انما لن اتوقف كثيراً أمامها.

أنت حر في خياراتك ان صحت تسمية ما تقوم به من قفزات بخيارات. في ذلك اللقاء الذي جمعني بأصدقاء لك ولي قال صديق مشترك عبارة في غاية الاهمية (عادل يعمل من اجل عادل)! هذه العبارة من صديق يعرفك بسنوات قبل معرفتي بك في غاية الأهمية وفي غاية الصدق.

لو خرج ضميرك من غياهب الظلمات، فسترى بأم عينك انك بدأت حياتك السياسية في محاولة لإجهاض اعظم تجربة في تاريخ العراق الذي تعيه الذاكرة، وانهيت حياتك بقتل مستقبل العراق، وما فيه من شرف ونقاء متمثلاً بانتفاضة الشباب.

ليس هناك فروقات كثيرة في بنيوية وايديولوجية الحرس الثوري القومي في عام 1963 والحرس الثوري الايراني يا عادل، فهما يجتمعان في ان هدف الحرس الثوري اقامة وحدة عربية من الخليج الى المحيط وهدف الحرس الثوري الايراني الدفاع عن ايران وابعاد الاخطار المحدقة بها والسعي لقيام امبراطورية تشبه الامبراطورية الساسانية. بنيوية وثقافة كلا الحرسين متشابه ومتقاربة على نحو مثير للعجب.

يا عادل عليك ان تدرك في اعماقك ان العراق محاط بدول كلها عدوة له انما اكثرها خطورة واجراماً هي دولة الولي الفقيه!

وهل لي ان اعلمك يا عادل ان اعداء العراق في الداخل كثرُ انما اشدهم فتكاً مسعود البرزاني الذي تكن له حباً جماً.

في ذلك اللقاء الذي تحدثنا فيه كثيراً عنك، ورد اسم احد الاصدقاء الذي كان في اقصى اليسار في يوم ما انما اصبح مستشاراً للمالكي ودخل في قائمة حيدر العبادي ولم يفز، فقال احدنا لقد تبدل هو ايضاً، فأجاب صديق اخر (لم يتبدل انما لم نعرفه) انا شخصياً مع هذا الجواب .

ثورة الشباب كانت بارقة امل لكل العراق، اذ أدرك هؤلاء الفتيان الشرفاء ان المسيرات المليونية باطلة وكان يراد لها ان تبقيهم مخدرّين، وتوصلوا الى قناعة ان ألد أعداء العراق هي إيران الصفوية. تلك الثورة البريئة أكدت لكل الشرفاء ان الشيعة في العراق هم عراقيون قبل كل شيء.

يا عادل وحتى لا اطيل عليك لأن ما اكتبه لك يمثل حداً فاصلاً بيني وبينك، فدماء الشباب الابطال التي سالت جعلتك تعوم في بحار من الدماء، اضيف الى ما قاله الصديق الاخير تلك العبارة التي تنطبق عليك ايضاً (لم يتبدل لكننا لم نعرفه)، فأقول من الصعب بل من المستحيل ان نشم رائحة الرأس العنف، والسلام.