المحرر موضوع: في تقرير جديد للمنظمة الخيرية "عون الكنيسة المحتاجة": يُمكن أن تتلاشى الكنيسة في سوريا والعراق إذا استعادت الدولة الإسلامية تنظيمها  (زيارة 1828 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في تقرير جديد للمنظمة الخيرية "عون الكنيسة المحتاجة": يُمكن أن تتلاشى الكنيسة في سوريا والعراق إذا استعادت الدولة الإسلامية تنظيمها


وكالة أخبار كروكس -  تشارلز كولينز
عنكاوا كوم – ترجمة رشوان عصام الدقاق

ليستر – المملكة المتحدة: ذكرَ تقرير جديد أن وضع المسيحيين يتحسن الآن في المناطق التي مزقتها الصراعات في الشرق الأوسط، ولكن الوضع غير مستقر مما قد يُؤدي الى اختفاء الكنيسة من أماكن مثل سوريا والعراق إذا شنّتْ الجماعات الاسلامية حملة اضطهاد في المنطقة مرة أخرى.
صدرَ مؤخراً عن الجمعية الخيرية "عون الكنيسة المحتاجة" التقرير السنوي المسمى "الإضطهاد والنسيان" الذي تم إطلاقه يوم الأربعاء الماضي في برلمان المملكة المتحدة في لندن.

وجدَ التقرير أن اضطهاد المسيحيين في دول الشرق الأوسط الأساسية مثل سوريا والعراق قد انخفض بشكل كبير من عام 2017 الى عام 2019 بعد فترة الإبادة الجماعية في وقت سابق من هذا العقد. لكن التقرير حذرَّ من أن الوضع هش ومن الممكن أن تتلاشى الكنيسة إذا قام الإسلاميون المتطرفون بشن هجوم آخر على المجتمعات الضعيفة.

وجاء في التقرير أنه كان هناك في العراق 1.5 مليون مسيحي قبل عام 2003، ولكن بحلول عام 2019 انخفض عددهم الى أقل من 150 ألف نسمة، وربما قد يكون أقل من 120 ألف نسمة، أي بنسبة انخفاض تصل الى 90% خلال جيل واحد. أما في سوريا المجاورة، فقد انخفضت أعداد المسيحيين بمقدار الثلثين منذ بدء الصراع في عام 2011. ومع ذلك، تحسنت الظروف ببطء الى حد كبير بعد تفكيك تنظيم الدولة الإسلامية في هذه البلدان.

وفي رِحلة قامت بها الجمعية الخيرية "عون الكنيسة المحتاجة" الى سوريا لكشف الحقائق، قالت في بيان لها في شهر شباط الماضي: أن الفقر المدقع في أجزاء كبيرة من البلاد قد حلَّ محل الاضطهاد وهو يُعتبر المشكلة الرئيسة التي تواجه المسيحيين.
وهذا هو التقرير الأول "الاضطهاد والنسيان" منذ عام 2017 حيث لا تظهر فيه سوريا بين البلدان المختارة للنظر في أوضاع المسيحيين فيها بشكل خاص. ومع ذلك، يشعر المسؤولون في الجمعية الخيرية بالقلق من أن التوغل التركي الأخير في المنطقة الكردية من سوريا، التي تُمثل الموطن لمجتمع مسيحي كبير، قد يكون كارثياً.

قال فيون شاينر، أحد المسؤولين في الجمعية، إن الأزمة الحالية تُشكل تهديداً واضحاً لأن مُقاتلي داعش المعتقلين قد يُطلق سراحهم في أثناء فوضى القتال. ومن المعروف أن الميليشيات الكردية تحتجز الآلاف من مُقاتلي جماعة الدولة الإسلامية، وليس واضحاً ما سيحدث مع تقدم الجيش التركي. وأضاف شاينر، أن إطلاق سراح مُقاتلي الدولة الإسلامية يُشكل تهديداً للوجود المسيحي في المنطقة.

وقال شاينر لوكالة أخبار كروكس، أعتبرت أعمال داعش خلال الحرب الأهلية السورية إبادة جماعية على نطاق واسع. وهي ليست فقط الأعمال الوحشية المباشرة – الإغتصاب والقتل والتعذيب وغيرها – ولكن الزيادة الكبيرة في الهجرة والتي ستزداد أكثر إذا تمكن مُقاتلي الدولة الإسلامية من إعادة تجميع صفوفهم. وربما يعني ذلك حرفياً نهاية المسيحية في العراق. وقد عمِلت داعش على محو أي علامة للمسيحية في المنطقة. وليس هناك شك من أنهم سيفعلون الشيء نفسه مرة أخرى.
وعلى الرغم من أن منظمة "عون الكنيسة المحتاجة" تدرك الأخطار في المنطقة، إلا أنها ما زالت تُبشّر بالأخبار السارة الرئيسية ، وهي انخفاض العنف الإسلامي بشكل حاد في العراق وسوريا وإمكانية عودة من يرغب من المسيحيين الى ديارهم في كلا البلدين.
وأشار التقرير أيضاً أنه بحلول شهر حزيران الماضي عادت 9130 عائلة مسيحية الى نينوى، أي ما يُعادل 46% من إجمالي السكان في عام 2014.
وأضاف شاينر لوكالة كروكس، لقد كانت هزيمة داعش بمثابة انتصار للمسيحيين في المنطقة وأدت الى انخفاض كبير في الاضطهاد. لكنه حذرَّ من ناحية أخرى من آثار الإبادة الجماعية - مثل الهجرة والأزمات الأمنية والفقر المدقع والانتعاش البطيء – التي تركت المسيحيين في موقف محفوف بالمخاطر.

وأشار تقرير "الاضطهاد والنسيان" لعام 2019 أنه على الرغم من تقلص حجم العنف ضد المسيحيين الى حد كبير، فإن الأدلة تُشير الى أن مُقاتلي الدولة الإسلامية المنسحبين قد تركوا وراءهم تراثاً من العداء المتزايد ضد المسيحيين بين قطاعات المجتمع المحلي.
يُشير التقرير أيضاً الى وصف قادة الكنيسة كيف أشعل المقاتلين وأدخلوا عقلية الخلافة التي تصف المسيحيين بأنهم غرباء غير مُرحب بهم على الرغم من أن وجودهم في المنطقة يسبق ظهور الإسلام.

وبشكل عام، فشِلَ النصر العسكري على داعش في وقف تدفق المسيحيين الفارين من سوريا. وتُظهر مقابلات الجمعية الخيرية مع اللاجئين المسيحيين في لبنان والاردن أن لدى المؤمنين القليل من الرغبة في العودة الى أوطانهم. وعلى الرغم من أن المسلمين المعتدلين أشاروا الى رغبة المسيحيين في البقاء، إلا أن تقارير الجمعية تُلقي الضوء على تهميش متزايد للمسيحيين في المجتمع مع الزيادة في التمييز في أماكن العمل والأماكن العامة.

في عام 2018، قدمت الجمعية الخيرية "عون الكنيسة المحتاجة 15 مليون دولار لدعم الكنيسة في سوريا والعراق، بما في ذلك بناء الكنائس والمساعدات الطارئة وتدريب الكهنة وتوفير الأناجيل للسكان المحليين.
وقال شاينر، ينصب تركيز الجمعية في العراق على المناطق التي لا تُغطيها وكالات الإغاثة الأخرى، على سبيل المثال إعادة بناء الكنائس والمؤسسات الكنسية والأديرة والمدارس ورياض الأطفال والمستشفيات ومراكز الأبرشيات.
استحدثت الجمعية الخيرية البابوية أيضاً لجنة إعادة إعمار نينوى التي تعمل جنباً الى جنب مع الكنائس السورية الكاثوليكية والأرثودكسية، وكنائس الكلدان الكاثوليك التي تحاول إقناع اللاجئين بالاستقرار في سهول نينوى.

وأضاف شاينر، إن التطوّر الإيجابي الآخر هو زيادة الاهتمام الدولي بالاضطهاد المسيحي، وكان تقرير المراجعة الشاملة لمطران تورو بمثابة نعمة في المملكة المتحدة، كما هيأت إدارة ترامب أموالاً للتعمير في المنطقة، وكذلك فعلت هنكاريا في حملتها للمساعدة.
وكان قد طلبت وزارة الخارجية البريطانية من الأسقف الأنكليكاني فليب مونستيفن من تورو كتابة تقرير شامل عن اضطهاد المسيحيين في جميع أنحاء العالم، وصدر ذلك التقرير في صيف هذا العام.
وسلطت الجمعية الخيرية الضوء على حقيقة أن لكل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوربي مبعوثاً رسمياً في مؤسسة الحرية الدينية الدولية، إذ يُمثل ذلك إشارة الى استيقاظ قادة العالم حول مشكلة الاضطهاد المسيحي.
ويقول التقرير أيضاً، أنه يمكن للمجتمع الدولي الحفاظ على المسيحية في الشرق الأوسط إذا أمكن ضمان الأمن، وهناك الكثير مما يُشير الى أن المسيحية يمكن أن تبقى في نينوى وفي أربيل.

ومن نواحٍ كثيرة، يشعر المسيحيون في الشرق الأوسط أنهم على مفترق الطرق فيما إذا كان المجتمع الدولي سيحشد الإمكانات بما يكفي لتأمين مستقبلهم، وهناك بالتأكيد أملاً كبيراً في ذلك. وتهديد عودة داعش هو بالضبط تهديداً كبيراً، وبعون ألله لن يحدث ذلك. وإذا استمرت العائلات بالعودة، فسيصبح بإمكان المسيحيين بدء عملية إعادة البناء البطيئة.

في 18 من شهر أيار لعام 2018 ظهرت هذه الصورة للعلم السوري مرفوعاً في أعلى كنيسة القديسة مريم الرومانية الأرثودكسية في منتجع زبداني الجبلي في ريف دمشق في سوريا. وفي تقرير "الإضطهاد والنسيان" لعام 2019 الذي أصدرته الجمعية الخيرية البابوية "عون الكنيسة المحتاجة" يُحذر التقرير من احتمال اختفاء المسيحية من الشرق الأوسط.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية