المحرر موضوع: أشّــــــــــــــــــور وبلاد أشـــــــــــــــــــــــور..... الجزء الثالث  (زيارة 3419 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام الراوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 639
    • مشاهدة الملف الشخصي
يتبع... التاريخ الدنيوي لمملكة أشّـــــور:
لا يذكر السجل هل حدث ذلك بعد بناء برج بابل وبلبلة الأَلسنة التي أَدىَ إِليها (إقرأ سفر التكوين إصحاح 11: 1 - 9 ‏)‏  ‏ رغم إِن الإصحاح  نفسه من التكوين يأتي قبلا على ذكر (ألسنةألسنة) مختلفة .‏ (إقرأ سفر التكوين 10:  والعدد 5 و 20 و 21 )‏. ومع ذلك ثبت إِن نينوى عاصمة أَشور إِنبثقت من بابل ،‏ وهذا ينسجم مع التاريخ الدنيوي.‏ ويُذكر لاحقاً إِن العشائر التي تحدرت
من إِسماعيل بن ابراهيم وصلت حتى أَشور أَثناء ترحالها.‏ يخبرنا سفر التكوين إصحاح 25: 17، 18 يقول :  (وَهٰذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ :‏ مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً .‏ ثُمَّ لَفَظَ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ وَمَاتَ وَٱنْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ . 18 وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ  قُرْبَ شُورَ،‏ ٱلَّتِي أَمَامَ مِصْرَ،‏ إِلَى أَشُّورَ.‏ أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ ).‏ وكانت الفترة ما بين سنة ( 1100 - 900 ق م) تقريباً. (‏بعد حكم تغلث فلاسر الاول)‏ فترة إِنحطاط بالنسبة إِلى أَشور.‏ وقد أَشار البعض إِلى إِن ذلك كان ظرفاً مؤاتياً لتوسيع حدود أُمة اسرائيل أَثناء حكم داود سنة ( 1077 ـــ 1038 ق م ).‏ إِمتلاكها نفوذًا أَوسع في ظل حكم سليمان  سنة (1037 ـــ 998 ق م) ‏.‏ غير إِن نجاح هذا التوسع كان دون شك يعود إِلى دعم (يَهُوهَ الله) بالدرجة الأُولى لا إِلى ضعف الأَشوريين.‏ إِقرأ صموئيل الثاني ( 8:  10. وملوك الأول 4: 21- 24) .
أَشو نصّربال الثاني وشلمانصر الثالث:
بدأ الغزو الأَشوري يدنو من إِسرائيل أَثناء حكم أَشور ناصربال الثاني،‏ الذي إِشتهر بحملاته الحربية العديمة الرحمة ووحشيته التي جرى التحدث عنها آنفاً.‏ وتُظهر النقوش إِنه عبر الفرات واجتاح شمال سورية وفرض الجزية على المدن الفينيقية.‏ وكان خلفه شلمنأسر الثالث أَول ملك يدون في سجلاته إِنه إِصطدم مباشرة بمملكة إِسرائيل الشمالية .‏ فالسجلات الأَشورية تُظهر إِن شلمنأسر تقدم إِلى ( قَرقر ) على نهر العاصي حيث حارب كما يزعم ملوكا متحالفين توصف معركة قرقر (‏قرب حماة في وادي نهر العاصي)‏ ،‏ التي شُنت في السنة السادسة لحكم شلمنأسر تُظهر النقوش شلمنأسر إِنه في السنة الثامنة عشرة من حكمه ،‏ أَو بعد اثنتي عشرة سنة من معركة قرقر‏،‏ حارب ( حزائيل ملك دمشق ).‏ غير إِن نتيجة المعركة لم تكن حاسمة.‏ وعلى المسلة السوداء لشلمنأسر في نمرود يدرَج إِسم [ياهو] ( ‏نحو 904 ـــ 877 ق م). بين الملوك الذين دفعوا الجزية له كما يصوَّر في نقش بارز مبعوث [ ياهو] على الأَرجح وهو يقدم الجزية للملك الآشوري انظر ( شَلْمَنَّاسَر‏ ) رقم 1 .‏
أدد نييراي الثالث وحلفاؤه:
إِعتلى ادد نييراري الثالث عرش أَشور بعد شمشي ادد الخامس ،‏ خلف شلمنأسر الثالث .‏ وتذكر النقوش إِنه هاجم دمشق وتلقى الجزية من يهوآش ملك السامرة .‏ وربما في وقت ما نحو آواسط القرن التاسع  قبل الميلاد (‏حوالي 844)‏ ،‏ أُرسل النبي يونان في مهمة إِلى نينوى عاصمة أَشور.‏ فأدى تحذيره من الدمار الوشيك إِلى توبة المدينة بأكملها مع ملكها .‏ ( إقرأ يونان 3: 2).‏ ولعل ملك أَشور آنذاك كان أَدد نيراري الثالث ،‏ إِنما ذلك غير مؤكد.‏ يذكر التاريخ إِن الملوك الذين خلفوا أَدد نيراري الثالث شملوا ( شلمنأسر الرابع وأشور دان الثالث وأشور نيراري الخامس) ،‏ وجميعهم أَبناء ( أَدد نيراري الثالث) .‏ وهذه الفترة كانت فترة إِنحطاط في ما يتعلق بالأَعمال العدوانية التي قامت بها أَشور.‏
 تِغلث فلاسر الثالث :‏
  أَول ملك أَشوري يُذكر بالإِسم في الكتاب المقدس هو تغلث فلاسر الثالث ( بحسب ملوك الثاني  16: 7، 10 :  وَأَرْسَلَ آحَازُ رُسُلًا إِلَى تِغْلَثَ فَلَاسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ قَائِلًا :‏ «أَنَا خَادِمُكَ  وَٱبْنُكَ .‏ اِصْعَدْ وَخَلِّصْنِي  مِنْ قَبْضَةِ مَلِكِ أَرَامَ وَمِنْ قَبْضَةِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَائِمَيْنِ عَلَيَّ » .‏‏ العدد العاشر يقول : ثُمَّ ذَهَبَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ لِلِقَاءِ تِغْلَثَ فَلَاسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ فِي دِمَشْقَ ،‏ وَرَأَى ٱلْمَذْبَحَ  ٱلَّذِي فِي دِمَشْقَ .‏ فَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ إِلَى يُورِيَّا ٱلْكَاهِنِ تَصْمِيمَ ٱلْمَذْبَحِ وَنَمُوذَجَهُ بِحَسَبِ كُلِّ صَنْعَتِهِ .‏)‏ ،‏ كما إِنه يُدعى ( فول ) في: ملوك الثاني 15: 19  يقول : وَجَاءَ فُولٌ مَلِكُ أَشُّورَ إِلَى ٱلْأَرْضِ .‏ فَأَعْطَى  مَنَحِيمُ لِفُولٍ أَلْفَ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ ،‏ وِتَكُونَ يَدَاهُ مَعَهُ لِيُقَوِّيَ ٱلْمَمْلَكَةَ فِي يَدِهِ ‏) .‏ وتأتي أخبار الأول 5: 26  تقول : فَأَثَارَ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ رُوحَ  فُولٍ مَلِكِ أَشُّورَ وَأَيْضًا رُوحَ تِلْغَثَ فِلْنَاسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ،‏ فَسَبَى  ٱلرَّأُوبِينِيِّينَ وَٱلْجَادِيِّينَ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى وَأَحْضَرَهُمْ إِلَى حَلَحَ  وَخَابُورَ وَهَارَا وَنَهْرِ جُوزَانَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ ).‏ على ذكر الاسمَين معا ،‏ الأَمر الذي جعل البعض في الماضي يعتقدون إِنهما ملكان مختلفان .‏ لكن لائحة الملوك البابلية أ تشير الى (فولو)،‏ مما يدل على إِن الإِسمين يطلقان على الشخص نَفْسَهُ.‏ وقد اقترح البعض إِن هذا الملك كان في الأَصل معروفا بإِسم (فول) وأنه إِتخذ الإِسم تغلث فلاسر عند إِعتلائه عرش أَشور .‏
المصادر:
1- الكتاب المقدس.
2- موقع jw.org/ar  باكثر990 لغة.
الى اللقاء بالجزء الرابع بمشيئة الرب يهوه.