المحرر موضوع: و مضى السامري الصالح ... بعد ان صب زيت البركة و خمر الفرح السماوي . الى روح الأب كمال لبيب الرئيس الإقليمي السابق للفرنسييكان في مصر  (زيارة 1471 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كرستينا ڤارتان

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 46
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
و مضى السامري الصالح ... بعد ان صب زيت البركة و خمر الفرح السماوي . 
الى روح الأب كمال لبيب الرئيس الإقليمي السابق للفرنسيسكان في مصر


كرستينا ڤارتان
حاصلة على شهادة التعليم الكاثوليكي المتقدم
سمنير القلب الاقدس - أبرشية ديترويت اللاتينية 
ولاية ميشغان الأميركية

لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ." (رو 14: 8)
هذا المقال هو إستقراء لخبرة متكررة في الرعايا و الكنائس حينما نفقد " كهنة صغار في السن " و مدى تأثير الحدث على المؤمنين.

( كما إن السبب الأساسي لكتابته هو  تقديراً و مشاركة مني لكنيسة مصر لفقدانها أحد رعاتها المتميزين الرئيس الإقليمي السابق للآباء الفرنسيسكان الأب العزيز الراحل كمال لبيب أمير الفرنسيسكاني ، و وفاءاً مني للأيام التي قضيتها في أديرتهم  و لما لمسته منهم من محبة و عطاء  ... و كما انها تحتوي على تأمل روحي في إنجيل مثل السامري الصالح أحببتُ أن أشارك فيه المؤمنين من أسرته الرهبانية و أهله ، أخوته و رعيته و محبيه مع صلاتي ان ينعم في الفردوس السماوي مع القديسين  .
( ملاحظة : هو مقال روحي يحتوي على خبرة شخصية تجاه الفقدان بالموت  و كيف تعاملت مع الحدث ، و قد يكون صوت يعبر عن الكثيرين ممن عرفوا الاب الكاهن و الراهب الفرنسيسكاني  المصري ، لذى إقتضى التنويه . )
 
مقدمة : 
الفقدان المفاجيء  ذلك  الاحساس البشع و بدون مقدمات ، حين تتلقاه ... تُصدم،  وعليك ان تتقبل ... تتقبل فكرة ان هذا الشخص لم يعد موجوداً ، الموضوع ليس سهلاً  ، قد يتطلب أشهراً  بل سنوات ، اجوفاً.. يأخذك  الى مجاهيل و خبايا الحدث و تبدأ بطرح الاسئلة بلا اجابات .
لماذا يا رب ؟ في هذا التوقيت ؟
أين كنت عندما كان مريضاً ؟ لماذا لم تنقذه و قد طلبت منك ؟ صليت لك و قلتُ ان الذي تحبه مريض ، لكنك ( لا حنيت عليه و لا علينا ) !!
انها دوامة من الاستفهام تعصف بالفكر و تعصر الفؤاد .
في ليلة و ضحاها تصبح سجين الذكريات .
ألمٌ يدب في كل أنحاء الجسد ، وجعٌ بين الإيمان و الالم ،و ثمة صراع بين الوعي و اللاوعي ، بين حقيقة الموت و سراب العودة ... تُلقي بنا نحو المجهول . و تقذُفنا في طريق     اللاعودة ... ان من رحل لن يرجع أبداً  .
نقطة سطر جديد يا أيتها الحياة .

معرفتي بالأب الراحل الغالي كمال لبيب :   
قد اكون أنا اقل شخص عَرِفَ الاب كمال لبيب فقد اتيت في رحلة عابرة فقط ، لست من اهل البلد لم يكون لي يوماً  نشاطات بينهم . لم تكن سوى ٣ أسابيع فقط لا غير .
لكنها مشيئة الرب و توقيته . و الرب هو سيد الأحداث و التأريخ . ربما لهذا السبب اكتب هذه السطور لعليّ افرغ فيها بعض من مشاعر الالم و الحزن التي ألمت بي منذ سماع الخبر المشؤوم .
 
الصعوبة عندي تكمن في ان هذا الحدث ( رحيل پادري كمال الى حضن الآب السماوي ) قد فتح ثلاث  جراح في نفس الوقت كنت احاول ان اضمدهما بمرور السنوات ،
الجرح الأول : رحيل والدي المهندس بدر ڤارتان قبل 16 عاماً بجلطة في القلب و هو  في عمر 49 عاماً ( مواليد 1954 ) أمام عيني و بين يدي و لازال شبح تلك اللحظة لا يفارقني .   پادري كمال ، رحيلٌ مفاجيء ، خبرٌ كالصاعقة ، شاب بعمر صغير أيضا 49 عاماً ، بمرض القلب. ( و الوالد كان أهلاوي مثل پادري كمال و ياما اتكلمت معاه في الموضوع  )  .
الجرح الثاني : ان يوم 31/10 هو الذكرى السنوية التاسعة )2010 لمجزرة كاتدرائيةسيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد ( كنيسة معموذيتي ) . و التي استشهد فيها 56 مصلي أثناء القداس الألهي بينهما ، كاهنين شابين هما
الأب الشهيد ثائر عبدال ( 1978 ) استشهد بعمر 31 عاماً
( 5 سنوات كهنوت )
الأب الشهيد وسيم القس بطرس ( 1983 ) استشهد بعمر27 عاماً ( 3 سنوات كهنوت ) .
كهنة شباب صغار  أمامهم الكثير ليحقيقونه   في حياتهم الكهنوتية كما فعلوا في حياتهم العلمانية و الاكليريكية .
الجرح الثالث : أو الذي أصبح جرحاً هو أن اليوم هو ذكرى ( رحلتي  و زيارتي الأولى الى مصر العزيزة على قلبي ) و كانت اخر كلمات پادري كمال العزيز لي ( أنت لازم تجي مصر تاني و نشوفوك و تعيشي معانا هنا و هناخذ صور كتير مع بعض ) . لقد تحولت الكلمات الى جرحٍ  في قلبي سيبقى مدى العمر و كلما جاء اسم ( مصر ) قفزت كلمات پادري كمال الى ذهني من جديد .
   
ثلاث جراح كبيرة  زارد عليهم رحيل ( پادري كمال المفاجيء ) وطأة الألم،  لانه جَمَعَ في شخصه ( الاب الانسان والكاهن المعطاء الذي توفي صغيراً ) . فأضيفَ جرحٌ اخر لم اكن مستعدة له ،  بعد خبرتي الروحية و الانسانية الرائعة ، التي عشتها في مصر  و پادري كمال لبيب كان محوراً رئيسياً فيها . فقد رأيت مصر من خلال الفرنسيسكان  .

صلاة و عدم إستجابة ثم السقوط تحت الصليب :

اسمحوا لي أن أُعبر بلا رتوش عن مشاعري و مشاعر الكثيرين ممن صدمهم الخبر المشؤوم ، و أولائك الذين كنت اقرأ كتاباتهم و أشاهد الصور التي تجمعهم مع پادري كمال ، من خلال السوشل ميديا اصدقاء ، و اصدقاء الأصدقاء ( لقد تحولت كل صور البروفايل في الفيسبوك الى پادري كمال لبيب ).  لهذا فسوف أتحدث عن نفسي و عنهم علي أستطيع وصف بعضاً من مشاعرهم .
 فالكتمان مؤلم و التظاهر اننا متماسكين بطريقة كذابة تؤثر نفسياً و جسدياً على الشخص .  عندما فقد الرب يسوع المسيح له المجد صديقه لعازر ( الرب يسوع المجبكى على صديقه لعازر الميت ) ، أعلم إننا جميعاً ابناء كنيسة ، و ان أبناء  القيامة ، عليهم ان يتقبلوا حقيقة الموت  ، فربنا يسوع المسبح  المجد لأسمه القدوس مات من أجلنا على الصليب . لكننا بشر . و حتى أمنا العذراء مريم التي كانت تعلم ( ان سيجوز في قلبها سيف الحزن ) تألمت لموت ابنها . فمن نحن أمام عظمة أمنا العذرا مريم والدة الله ؟؟؟!!! او حتى موقف الرب يسوع من موت صديقه لعازر ؟؟!  أوليس الإنجيل قدوة لنا ؟؟!!
 و هنا يصطدم  الإيمان بالواقع المؤلم ، ألم فقدان إنسان عزيز علينا ، تتوقف معه كل المعطيات الروحية ،
 و كأننا لم نحضر لقاء صلاة يوماً ،
و لا  قمنا برياضة روحية مطلقاً ،
و لا عَلمنا في مدارس الاحد و التعليم المسيحي أحداً   
لم نرنم في اي جوق كنسيي للرب أبداً
و كأن كل دروس اللاهوت التي تلقيناها في المعاهد باتت حبرٌ على ورق
و كل الوعظات التي سمعناها في الكنائس تتبخر في برهة لحظة سماع الخبر 
نحن لا نرى  الا حقيقة واحدة الان ان الموت أفقدنا إنسان عزيز علينا بل اننا لا نستوعبها البتة  . ذلك الغالي الذي تشاركنا معه  و اختصرنا فيه ( خدمتنا و عملنا الرسولي ) لانه كان جزءاً لا يتجزاً من كل خطوة قمنا فيها في الكنيسة .
و تتحول في تلك اللحظة المشؤومة جميع الأنشطة الرسولية الى ( مقبرة !!! ) .
أما الصور و اللحظات التي كانت تجمعنا ،فتصبح أشواكاً تغرز في أرواحنا .
لقد فقدنا كاهناً له بصمة .
 من أولائك الذين لا يتكررون في العمر الا مرة ،
 مِن مَن خلعوا عنهم ثوب البيروقراطية .
 و شمروا سواعد الاسكيم الرهباني ،
و شرعوا للعمل الرسولي .
و العطاء عندهم أسلوب حياة و ليس وليد اللحظة
مِن من اعطوا للعلمانين الفرصة تلو الفرصة حتى باتت الكنيسة مسكنهم الأبوي . 
من الكهنة الذين لا يجلسون خلف المكاتب
لا يكلون لا يملون .
بإختصار رعاياهم كأنها اوركيسترا تعزف لحن التناغم بين الأنشطة و الخدمات الرسولية متحدين  يداً بيد ، شعب الكنيسة و العلمانين مع الكاهن .

أين انت يارب ؟؟!! أو لماذا يحدث يا رب ؟؟؟ هو السؤال الجوهري .
أ لم  أصلي لك يوم الاحد و تناولت القربان المقدس على نيته لتنقذوه ؟
هذا كان لسان حالي ، و أنا أشاهد مقطعاً صغيراً للجناز  بالتابوت الأبيض الذي ضمه و ( عقلي لا يريد تصدق ما أراه )  و اعدت مشاهدته ( يجي 100 مرة ) !!!! 

حكمة المرشد الروحي و النهوض من تحت الصليب :
بعد سماعي للخبر المشؤوم ، كنت في حالة روحية يرثى لها ... فما كان مني الا ان حاولت الذهاب فوراً الى مرشدي الروحي ( سيادة المطران فرنسيس قلابات راعي أبرشية مار توما الرسول للكلدان الكاثوليك شرقي أميركا ) . الذي قال لي مباشرةً انه سيصلي من أجله و طلب مني ان احمله فوراً في صلاتي امام ( الرب يسوع في القربان المقدس ) ، لكني أجبته بالرفض : ( لا لن اذهب للصلاة!!! يا سيدنا   . فقد كنت أصلي لپادري كمال منذ ساعة طالبتاً من الرب ان يشفيه لكنه ( أخذه من بيننا و بالأحرى كان أصلاً قد توفي  ) !!!!
فقال لي سيادة المطران : حسناً أهدئي أنت الان تحت الصدمة و مجروحة ، و أعلم أنك شخصية حساسة ، و عاطفية ( الارتباط بالأماكن و ذكرياتها ) ، الكلام معك الان كأني اضغط أكثر فأكثر على الجرح .
تعالي لي الأسبوع القادم تكوني قد هدأت و نستطيع أن نعالج الموضوع بطريقة روحية . في البداية لم أوافق ، لكني واثقة برأي سيدنا فرنسيس في الإرشاد فأطعته و خرجت . 
( و كان في كلامه حكمة حقيقية و معالجة مستترة و مداواة مؤقتة ، لان الوقت كان كفيلاً لكي أجلس مع الرب ثانية و أحاول أن أستفهم منه بصورة أفضل . لهذا أحب أن انوه لإخوتي و اخواتي العلمانيين - إختر مرشدك الروحي بصورة دقيقة و صحيحة فالأرشاد الروحي ليس كلاماً مرسلاً  بل فيه جزء من يختص بعلم النفس،  لا يتمكن من تقديمه الا مرشداً يعلم علم اليقين ( مفاتيح شخصيتك ) ، لكي يرشدك بصورة صحيحة . و من ثم تجني الثمار الروحية .

صوت الرب ناعمٌ يدخل في الأعماق :
( كما مثل الابنان في الإنجيل ذهب الابن الذي قال لأبيه لن أذهب للحقل و ندم بعدها و مضى يعمل مشيئة أبيه ) هكذا حصل .
 ذهبت بعد ثلاثة أيام الى كنيسة المركز الكاثوليكي الشرقي ECRC ، و كنت قد هدأت قليلاً و صليت ( مثل ما قال لي اسقفي و مرشدي الروحي )  ، و طلبت من الرب يسوع في القربان المقدس ( أن يجيبني على كل الاسئلة الماضية ) لكن هذه المرة تحول السؤال من : لماذا أخذت پادري كمال عندك ؟
الى :لماذا أرسلتني يا رب الى مصر ؟ فأنا بعيدة اعيش في الولايات المتحدة ، من جنسية اخرى ؟ عراقية .
لماذا اقتطعت 3 أسابيع في حياتي و عرفتني عليه ؟
لماذا حولت  ذكرياتي في مصر من بيضاء الى سوداء ؟ ( خصوصاً في كاتدرائية سانتا كاترينا التي ( جُنِزَ ) منها   . لماذا هناك أشخاص يظهرون في حياتنا لمدة قصيرة و يكونون محورها لفترة ثم يختفون في برهة ؟

و كانت اجابة الرب ( بعد الصلاة و التأمل بيسوع المتجسد في القربان المقدس ) ، واضحة لا لَبْس فيها ( لأنها أدخلت في لحظة السلام الداخلي هادراً مستنيراً الى قلبي الحزين ، و بوصف اخر كما تقول الترنيمة الشهيرة توكلنا على الله ( صوت الرب ناعم يدخل في الأعماق ... طعم الرب لذيذٌ أشهى من العسل ) .
الجواب هو : مرور پادري كمال لبيب أمير الفرنسيسكاني كان يشبه مرور ( السامري الصالح ) في إنجيل لوقا البشير الإصحاح العاشر . ( ضمد جراحاً بدون ان يعلم إني عانيت منها أنا شخصياً ) في الغربة ، سكب زيت البركة من مصر و سقى خمر الفرح السماوي ، الإقامة في دير سان چوزيف كان لها وقع كبير في نفسي ( و تأثيراً في بعد على نشاطي الرسولي في اميركا)  ، حضور القداس اليومي ، الاندماج مع العمل الرسولي الكنسي و بالذات كورال سان جوزيف أشهر كورال في الشرق الأوسط ، الاجواء في كنيسة سان چوزيف و الناس الطيبة ، اللقمة الهنية المغمسة بحب العطاء .
و هذا بالضبط ما عشته مع فرنسيسكان مصر - اقليم العائلة المقدسة ، و بدون ان يعلموا اني عشت هذه الخبرة الروحية العميقة و الان اقولها لأول مرة)

ربما يكون هذا هو دور بعض الكهنة في حياة المؤمنين و الكنيسة و خصوصاً أولائك الذين ينتقلون الى حضن الآب السماوي و هم بأعمار صغيرة . ان يكونوا كما السامري الصالح يظهر بشكل مكثف في المشهد ثم يختفي ليبقى يسوع يكمل باقي الإصحاح الانجيلي .

تأمل في مثل السامري الصالح  :
نعلم من خلال الدراسات في اللاهوت الكتابي ان ( إنجيل لوقا ) الطبيب يسمى إنجيل ( الرحمة ) ، و يركز مثل السامري الصالح و هو من أكثر الأمثال قراءة و معرفة من قبل المؤمنين ، و دائماً ما يستخدم من قبل الإكليروس لبيان عمل ( المحبة بالرحمة نحو القريب ) مهما كان و من أين ما كان .
و بنظرة تأملية لهذا المقطع في الإصحاح العاشر نجد النقاط التالية :
1/ بداية المشهد و نهايته تكون بالرب يسوع - هو الالفا و الأوميغا ، البداية و النهاية ، الالف و الياء و الكائن و الذي يكون .
2/ السامري الصالح هو من اخر الشخصيات التي تظهر في المشهد و يقوم بالأفعال التالية :
A- رآه فأشفق عليه
B- دنا منه و ضمد جراحه
C- صب عليها زيتاً و خمراً
D- حمله ، ذهب به الى الفندق ، اعتنى بأمره
E- أخرج دينارين ، و دفعهما الى صاحب الفندق
F- قال ، إعتن به ، أوديه أنا بعد عودتي .

و سؤالي هنا لكل من عرف الاب كمال لبيب :
أوليست هذه كل أفعال پادري كمال بشهاداتهم انتم التي وضعتموها علو السوشل ميديا ؟!

أوليس هذا ما فعله معي حينما أستقبلني بالرئاسة العامة الرهبانية في سان چوزيف ؟ جوابي نعم و بكل تأكيد .

3/ كان طب ذلك الزمان  في الإنجيل يستعمل : الزيت للتخفيف عن الالم و نبيذاً لتطهيرها .
و في القراءة للرموز المسيحية الزيت هو رمز البركة بالروح القدس ، و النبيذ رمز الفرح .
و هذا ما يقدمونه الآباء الرهبان الفرنسيسكان و هنا اخص بادري كمال ( حولوا الالم الى بركات و فرح ) . 
لي و لغيري .
4/ الاعتناء بالأشخاص حتى يعود و هنا يخرج السامري الصالح من المشهد ، لكن افعاله لا تزال موجودة و ظاهرية لكنه مخفتفي .
و هذا هو دور ( الموتى المؤمنين ) ، أحياء ٌ معنا بأفعالهم و كرمهم و محبتهم لكنهم غير ظاهرين للعلن ، فنحن و هم نعيش في عالمين مختلفين ، هم يرونا و يشعرون  بنا ، لكننا لا نراهم و لا نلمسهم لكن نشعر بوجودهم و اعتنائهم. بقدر ( الدينارين ) اللذان تركاهم في حياتنا .
ذكريات جميلة ، لمسة وفاء ، سرعة استجابة ، فرحة بلقاء ، إقامة في مكان . و هكذا .
و هنا سيبرز دور ( پادري كمال لبيب ) هو ذلك السامري الصالح الذي تركنا الى حين لقائنا به في وطن السماء
اختفى پادري كمال عن انظارنا ، لكي نوجه أعينوا نحن الرب يسوع المسيح ( المعلم - رابي ) الذي يختتم هو المشهد بسؤاله
 6 فَأَيَّ هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيباً لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟» 37 فَقَالَ: «الَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ».
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَاصْنَعْ هكَذَا».
و يختتمها الرب بإرسالنا أن نذهب و نصنع كما السامري الصالح الخير الذي قام به في كنائسنا و بيوتنا و الأنشطة الفرنسيسكانية التي يقوموا بعض الرهبان و كان يشرف عليها بنفسه .

في الختام :
مرور پادري كمال كان  قصيراً في هذه الحياة يعني ( زي ما بتقولوا باللهجة المصرية - عدى زي النسمة )  ، لكنه مؤثر  و قدم لنا ككاهن و راهب فرنسيسكاني مثال   ( البشرى السارة )  . انجلينا الحي الذي نعيشه نحن كل يوم . و هو الان يسكن ( منازل أبيه الكثيرة ) . و يزرع في حقل الرب ثلاثون و ستون و مئة . حيث لا دموع بعد اليوم . إن حزنا عليه  يوماً نتذكر ان الرب زرعوه فيما بيننا ( زهرة فواحة ) بكل صفاته الجميلة ، و آن لهذه الوردة أن تُقطف و تعود لحضن الآب السماوي .
المسيح قام حقاً قام ... و نحن شهود على ذلك .

كرستينا ڤارتان
ولاية ميشغان الاميركية 
في ذكرى زيارتي الاولى لمصر الغالية على قلبي
 13/11/2019