المحرر موضوع: مواقف وطنية يسطرها شباب مسيحيون في ساحة التحرير تضامنا مع المتظاهرين  (زيارة 3601 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37779
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مواقف وطنية يسطرها شباب مسيحيون في ساحة التحرير تضامنا مع المتظاهرين

عنكاوا كوم/بغداد/ب ك

دأب الشاب يحيى مع رفاقه على اداء عمل تطوعي برفقة شباب وشابات في ساحة التحرير (وسط بغداد) لإيصال المساعدات الى المتظاهرين المحتجين ضد سياسة السلطة والاحزاب الحاكمة في العراق.

وياخذ يحيى وارتان المسؤول عن كروب "تجمع مسيحيي العراق" على عاتقه جمع التبرعات من اشخاص يساهمون طوعا في التضامن وتقديم الدعم للمتظاهرين، ويقول في حديث خص به "عنكاوا كوم"، "منذ انطلاق التظاهرات يوم 25 اكتوبر أعلنتُ عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن الاستعداد لاستلام التبرعات لشراء الحاجات الضرورية للمتظاهرين".

ويضيف وارتان "بعد اتساع حجم التبرعات والحاجة للمساعدات، التحق بنا عدد من شبيبة الكنائس للمساعدة في شراء المستلزمات وايصالها وتوزيعها على المتظاهرين حتى وصل عدد فريقنا الى العشرات بضمنهم موظفين وناشطين وطبيبة صيدلانية اسمها ريم وكل واحد يعمل بهدف تقديم العون والتضامن".

ورغم حالات الاختناق التي تسببها الغازات المسيلة للدموع واصوات القنابل الصوتية، يدخل اعضاء الفريق الى ساحة التحرير وبناية المطعم التركي بشكل شبه يومي لتوزيع الطعام والماء والادوية والمستلزمات الصحية والبطانيات وهم يرتدون تي شيرتات بيضاء كتب عليها "تجمع شباب مسيحيي العراق".

أستقبال اعضاء الفريق من قبل المتظاهرين كان مشجعا لهم بحسب قول "وارتان" واعطى دافعا لهم بالاستمرار بعملهم للتعبير عن تضامن شبيبة الفريق مع المتظاهرين وايصال رسالة بأن المسيحيين العراقيين متواجدون في كل الاوقات، ويستدرك وارتان بكلامه "نحن نعيش سويه في خيمة اسمها العراق ونمد يد العون ورسالتنا الى المسيحيين هي، لا تتركوا الوطن رغم ايماننا بأن قرار الهجرة هو اختيار شخصي حر، ونرفض تماما ان يطلق علينا تسمية اقلية فلسنا بالعدد بل جذورنا التاريخية تشهد لنا".

بعد المسافة ما بين موقع تجمع الفريق في شارع السعدون وساحة التحرير تجعل الشباب المتطوعين ينقلون المواد من خلال ما يسمى شعبيا بـ "التوك تك" وهي وسيلة نقل اشتهر اصحابها بشجاعتهم بالدخول الى ساحة التظاهر لاسعاف الجرحى ونقلهم الى المستشفيات.

ويقول ديلان قيس ويوسف جلال لـ"عنكاوا كوم" وهما اصغر شابين في فريق التجمع المسيحي، انهم "يحملون احيانا صنادق الادوية على اكتافهم ويسيران لمسافة لحين الوصول لميدان التحرير".

ويفتخر ديلان ذي 18 عاما والذي يسكن في منطقة الدورة بمساعدة المتظاهرين بشكل طوعي قائلا عبارته "من المعيب علينا ان نجلس في بيوتنا وهناك ثورة في الشارع".

حجم التبرعات التي يجمعها الفريق في تزايد مستمر، فإحدى المتطوعات جمعت وحدها اكثر من 8 ملايين دينار من متبرعين عراقيين وحولتها الى مواد واجهزة طبية واقنعة وحاجات ضرورية يطلبها المتظاهرون.

وتقول (ص.ص) وهي موظفة حكومية أنها توصل بنفسها المستلزمات المطلوبة الى بعض الفرق الطبية المتواجدة في التحرير والى المتظاهرين في المطعم التركي وساحة التحري، مشيرة الى انها تعرضت لمواقف صعبة خلال رمي القذائف الصوتية والدخانية من قبل قوات الامن ومازالت تحاول الاستمرار في تقديم المساعدة للمتظاهرين رغم تحفظ اهلها خوفا على سلامتها.

وفي خضم التظاهرات العارمة، يرى استاذ العلاقات الدولية في جامعة دجلة الدكتور محمد مرعي في حديث لـ "عنكاوا كوم" أن بامكان الطبقة الحاكمة تحقيق مطالب المتظاهرين لانهم يمثلون الشعب ويعبرون عن ضميرهم الوطني بعد ان حرموا من حقوقهم منذ زمن طويل.

ويؤكد الدكتور مرعي أن صحوة الشعب بتظاهراته السلمية الواسعة استطاع سحب البساط من تحت اقدام السياسيين الفاسدين وادرك تماما كل المخططات الخارجية، لافتا أن الحكومة تراهن على عامل الوقت للاطالة باجراءاتها التي لا يرضى بها المتظاهرون ولا تلبي مطالبهم لتوصلهم الى خيبة الامل، وربما تعويلها على التغيرات المناخية التي تعتقد بأنها قد تقلل من حماس وتواجد المتظاهرين.

ويضيف "يتوجب على المواطنين المؤازرة لديمومة التظاهرات لحين تحقيق الاهداف والحقوق المشروعة للشعب التي سرقت منذ سنوات طويلة".

 
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية