المحرر موضوع: تل تمر تحت الوصاية الروسية  (زيارة 1211 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي
أمين العاصي
18 نوفمبر 2019
مع اشتداد الضغط العسكري عليها من قبل فصائل "الجيش السوري الوطني" المدعومة من أنقرة، لم تجد "قوات سورية الديمقراطية" الكردية، والمعروفة اختصاراً بـ"قسد"، أمامها، إلا أن تسلّم بلدة تل تمر في ريف محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، والتي تتميز بحضور سكاني سرياني، إلى النظام والجانب الروسي. وكان "الجيش الوطني السوري" يسعى للسيطرة على هذه المدينة، لأهميتها في الصراع الدائر على الشمال الشرقي السوري، من قبل جميع الأطراف. وكانت اشتباكات ضارية قد دارت على مدى الأيام الماضية بين "قسد"، التي تشكل "وحدات الحماية" الكردية ثقلها الرئيسي، وبين فصائل "الجيش السوري الوطني" المدعوم من الجيش التركي للسيطرة على تل تمر، لم تفض إلى حسمٍ عسكري لصالح أيّ من الطرفين. وتكتسب البلدة الواقعة في ريف الحسكة أهميتها الاستراتيجية من كونها تُعد عُقدة طرق، إذ تمر منها طريق الحسكة - رأس العين. كما تتفرع منها الطريق الدولية "إم 4" الممتدة من حلب إلى مدينتي الحسكة والقامشلي. وتقع البلدة إلى الشمال من مدينة الحسكة بنحو 40 كيلومتراً، وإلى الشرق من مدينة رأس العين بنحو 35 كيلومتراً، كما تبعد أقل من 30 كيلومتراً عن الحدود السورية التركية. ديمغرافياً، تكتسب تل تمر أهميتها من الحضور السكاني السرياني (المسيحي) في المدينة وريفها. وتنتشر قرى آشورية على الطريق الواصلة بين تل تمر ورأس العين، وهي تل طويل، تل جمعة، تل كيفجي وتل قريبط. كما ينتشر السريان على طول الخط الحدودي لمحافظة الحسكة مع تركيا والعراق، وفي مدينة الحسكة، فضلاً عن مدينة تل تمر وقراها.
وكانت مليشيات "قسد" أبرمت اتفاقاً، الشهر الماضي، مع النظام برعاية روسية، سمحت من خلاله لقوات النظام وقوات روسية بالدخول إلى منطقة شرقي الفرات، في محاولة منها لإيقاف العملية العسكرية التركية، حيث كانت تتعرض إلى خطر يمسّ وجودها في المنطقة الغنية بالثروات. واعتُبر الاتفاق العسكري بمثابة هروب من "قسد" إلى الأمام، في محاولة أخيرة لضمان بقائها في المشهد السوري، بعد الضوء الأخضر الأميركي الذي منح إلى الجانب التركي للدخول إلى عمق منطقة شرقي نهر الفرات لتبديد مخاوف الأتراك إزاء محاولات إنشاء إقليم ذي صبغة كردية تعتبره أنقرة مساساً مباشراً بأمنها القومي.