الرئيس الكولومبي يشيد بصحيفة (الزمان) في لقائه مع شعبان
خوان سانتوس يشيد بـ (الزمان)
شعبان يلتقي الرئيس الكولومبي
النضور (المغرب) – الزمان
على هامش المهرجان السينمائي الدولي الذي يقيمه مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلام التقى الدكتور عبد الحسين شعبان الرئيس الكولومبي الســــابق خوان مانويل سانتوس الحائز على جائزة نوبل لعام 2016 لجهوده في تحقيق المصالحة الوطنية في بلاده بعد حرب أهلية ونزاع مسلح دام 52 عاماً.
وكان قد تقرر منح جائزة مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلام في الدورة الثامنة للمهرجان السينمائي المنعقد في مدينة الناضور الشمالية المغربية، وسط حضور متميّز رسمي وشعبي شاركت فيه النخب الفكرية والثقافية حيث نظّم احتفال مهيب لتسليم الجائزة حضره الرئيس سانتوس، وبهذه المناسبة ألقى مدير المركز ورئيس المهرجان عبد السلام بو طيب كلمة بالمناسبة أشاد فيها بمناقب الرئيس الكولومبي واستحقاقه لهذه الجائزة الرفيعة المستوى، مقدّراً حضوره من بوغوتا عاصمة كولومبيا في أمريكا اللاتينية لتسلّم الجائزة ، ثم تبعه السفيرة أمينة بو عياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، بكلمة تناولت فيها سجل الرئيس في ميدان حقوق الإنسان وحرصه على تحقيق المصالحة الوطنية ، كما عرضت تجربة المغرب في هذا الإطار، ولأنها لم تتمكن من الحضور ألقاها نيابة عنها أحد الأساتذة. ثم جاء دور الدكتور عبد الحسين شعبان نائب رئيس جامعة اللّاعنف، فألقى كلمة باسم اللجنة العلمية التي يترأسها في مركز الذاكرة تناول فيها شجاعة الرئيس سانتوس وجرأته في الإقدام على موضوع المصالحة الوطنية في إطار مشروع العدالة الانتقالية، خصوصاً نجاحه في وضع حل ناجع للحرب الأهلية التي استمرت لعقود من الزمان وأدّت إلى تجريف نحو ثلث البلاد وقتل ما يزيد على 200 ألف مواطن كولومبي وتعطيل التنمية ومنع خطط الإصلاح، ناهيك عن سيادة العنف والإرهاب.
وتطرّق شعبان إلى ما نشره في صحيفة الزمان العراقية الواسعة الانتشار والتي تصدر في لندن وبغداد، بخصوص نيل الرئيس خوان سانتوس لجائزة نوبل الطريق الصحيحة التي اختارها رغم وعورتها، لكنها الأقرب والأسلم والأمن إلى الحقيقة، وطريق الحقيقة يختلف باختلاف سالكيه حسب ابن عربي.
اشادة بـ (الزمان)
وأشاد الرئيس الكولومبي بما نشرته (الزمان) وذلك على هامش لقائه مع الدكتور عبد الحسين شعبان . وقدّر شعبان أن بلادنا العربية والإسلامية تعاني من التعصّب والتطرّف والعنف والإرهاب، ناهيك عن التهميش والإقصاء وعدم الاعتراف بالآخر، الأمر الذي يحتاج إلى دراسة التجربة الكولومبية، لا بهدف الاقتباس أو الاستنساخ، بل بهدف الإفادة منها كتجربة إنسانية ، مثلما تجارب بعض دول أمريكا اللاتينية وتجربة جنوب أفريقيا وتجارب بلدان أوروبا الشرقية في ميدان العدالة الانتقالية التي تمت في الغالب بلا ثأر أو انتقام أو كيدية، وهو ما نحتاجه لبلداننا العربية والإسلامية للانتقال الديمقراطي الحقيقي بحيث تكون الثورة الحقيقة في صندوق الاقتراع كما جاء في كلمته بحق الرئيس سانتوس، لا بالعنف والإلغاء وإنكار التنوّع والتعدّدية والحق في الاختلاف. وكان الرئيس سانتوس قد اطلع على ترجمة ما نشرته الزمان وأبدى إعجابه .
وحين ألقى كلمته للشكر على الاحتفال المهيب لم ينسَ أن يشيد بدور مركز الذاكرة وبالتجربة المغربية في ميدان العدالة الانتقالية التي اطلع عليها، وهي التجربة التي شقت طريقها بين التجارب الدولية لسلاستها وانسياقها ورياديتها منذ عقد التسعينات.
