الملفان ميخائيل ممو صاحب القول المأثور "سلاحنا لساننا" يتعرض لتخثر شرياني في الدماغ؛ ندعو له الشفاء العاجل والعودة لاتحافنا بروائعه
تعرض الأستاذ والأديب والكاتب الشهير بلغتنا الأم ولسان الضاد، ميخائيل ممو، الى هزة صحية بدأ يتعافى منها ونأمل له الشفاء العاجل والعمر المديد لمعاودة مسيرته في رفد ثقافتنا ولغتنا بنتاجاته وتأليفاته.
والأستاذ ممو قامة شامخة في ثقافتنا وله يعود الفضل في وضع مناهج لتدريس اللغة الأم في السويد وأغلب دول أوروبا الغربية وأمريكا وجورجيا ودول أخرى.
وسلسلة الكتب التي ألفها لتدريس اللغة الأم في السويد والتي تعتمدها وزارة التربية السويدية لها أثر كبير في الحفاظ على لغتنا، وعلى الخصوص اللهجة التي كانت شائعة لدى الأشقاء الأشوريين في أورميا والقريبة جدا من اللغة الفصيحة ومن اللهجة الدارجة لدى الأشقاء الكلدان في ألقوش والأشقاء السريان في بغديدا وبرطلة.
وله يعود الفضل في تثبيت بعض قواعد الصرف والنحو والتأليف في هذه اللهجة الساحرة الوحيدة في صفوف شعبنا والتي بحق تعد لهجة او لغة عصرية قائمة بذاتها أبدع فيها الأشقاء الأشوريين شعرا ونثرا وأدبا وترجمة وتأليفا.
وعلى يديه ومن خلال تدريس سلسلة كتبه تخرج العشرات او ربما المئات من التلاميذ في السويد والدول الإسكندنافية وأوروبا الغربية ودول الاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا.
والأستاذ ممو كثير الرحلات لإلقاء محاضرات وحضور ندوات تعني باللغة الأم ولهجاتها، لأنه بحق يعد خبيرا في هذا المضمار ولغويا من الطراز الأول.
ويمضي أغلب أوقاته في غرفة في بيته القريب من بحيرة فاترن، ثاني أكبر بحيرة في السويد. وتعج الغرفة بالكتب والمخطوطات غير المكتملة التي يشتغل عليها أستاذنا الجليل. في أخر زيارة له قبل يومين كان هناك كدس من الكتب (حوالي عشرة) قال إنه يعكف على تكملتها وطبعها.
صحته حاليا جيدة بعد فترة حرجة وتمضية فترة في المستشفى، ولكنه يقول إنه يرتاح في مكتبته أكثر من أي مكان أخر.
وفي مكتبته، أهداني جزءا من تأليفاته ومنها قصيدة رائعة بلغتنا الساحرة. والقصيدة لها أربع خانات وكل خانة لها شطران – صدر وعجز – وعدة قواف، ووزن (بحر) خاص في الإمكان إطلاق اسم صاحبه عليه.
وللأستاذ ممو علاقات واسعة مع أقسام اللغة السريانية في شتى انحاء العالم، ويستعين بخبرته الكثير من طلبة هذه الأقسام عند كتابتهم اطروحاتهم لنيل شهادات الماجستير او الدكتورة.
وفي التأليف، يبدع أيضا الأستاذ ممو في أدب الأطفال حيث له قصص ثلاث في هذا الجنس الأدبي طبعها في السويد التي قدم إليها في العام 1977.
وفي حقل الإعلام له مساهمات كثيرة فهو صحافي مبدع في العربية ولغتنا الأم وعلى الخصوص اللهجة الدارجة لدى الأشقاء الأشوريين. فله مساهمات في الصحافة العربية ودور رئيسي كمحرر وكاتب في صحافة شعبنا.
ويصل حصاده الأدبي الى 25 كتابا في العربية والسويدية والسريانية.
وحصل الأستاذ ممو على جوائز عديدة من وزارة التربية في السويد التي عمل فيها مدرسا للغتنا لأم حتى تقاعده.
ويعود له الفضل في تنشئة كوكبة من مدرسي لغتنا الجميلة في السويد الذين يقودون المسيرة التي بدأها مستندين الى مؤلفاته وسلسلته التعليمية البديعة من سبع كتب منهجية للمراحل الدراسية المختلفة.
ما سطره الأستاذ ممو في مسيرة حياته الغنية بالعلم والمعرفة لن يكن في إمكاني منحه حقه في هذه العجالة وضمن متن مقال واحد.
واليوم صار الأستاذ ممو علما في سماء شعبنا وقامة شامخة ولهذا صار ملكا لنا كلنا ومن هذا المنطلق ندعوه أن يهتم بصحته ونأمل له الشفاء العاجل والتعافي والعمر المديد.
قامات مثل الأستاذ ممو هي ملك لشعبنا، حال أي كنز يملكه أي شعب يكافح للحفاظ على لغته (هويته وأصالته) وسفينته تقاذفها لأمواج العاتية.
وفي أخر لقاء لي معه، كرر الأستاذ ممو مقولته الشهيرة أكثر من مرة ألا وهي: "لساننا سلاحنا" الوحيد المتبقي لدينا، وإن خسرناه خسرنا أنفسنا.
سلامات أستاذنا الكبير.