لأننا اليوم مضطهدون ليس بصفتنا ( آشوريون وكلدان وسريان وفراعنة ) انما بصفتنا كمسيحيين ... إذاً فصراعنا اليوم ليس قومياً انما صراعاً عقائدياً
هذه الأسطر والتي يعيدها البعض في عدة مناسبات، اذا لم يقدم اصحابها اي شرح منطقي لها فإنني للأسف ساعتبرها بأنها مجرد ابيات شعرية بايخة او انشودة مزعجة.
انا لن اقوم بتغيير هذه الأسطر بأن اقدم بديل لها وإنما سأضع أسئلة حولها وغرض اسئلتي هو أن احرك عقل أصحاب هكذا جمل ليقدموا في المرة القادمة شروحات وأسباب منطقية.:
من مقومات القومية الرئيسية هي بدون أدنى شك اللغة الام وأرض الأجداد. فاذا كان أبناء شعبنا المقيمين في الخارج (وهؤلاء يشكلون اكثر من نصف العدد الكلى لابناء شعبنا) غير مهتمين اطلاقا لا باللغة الام ولا بارض الأجداد، فعلى اي اساس تعتقدون بانهم سيهتمون بالوجود المسيحي داخل الوطن؟ ماذا سيكون محفزهم؟ ها؟ هل فكر احد من أصحاب الأنشودة أعلاه بأن يقدم شرح منطقي لها؟ بالطبع كلا.
أبناء شعبنا في الخارج غير مهتمين اطلاقا باي وجود مسيحي في العراق والسبب هو انهم غير مهتمين اطلاقا باي شئ يتعلق بالاجداد، لا بلغة الأجداد ولا بارض الأجداد.
انا اعرف بنفسي بأن اسلوبي أعلاه يمتلك اسلوب قاسي، ولكن غرضي ليس الاستعلاء اطلاقا، انا اقسم بكل مقدس بانني أشعر بحزن كبير جدا عندما أرى ابناء من شعبنا لا يستطيعون ان يقدموا اية شروحات لما يضعونه كفرضية ولا يقدمون اية تبريرات منطقية ولا يمتلكون اي اسلوب اقناع للآخر باستعمال حجج عقلانية. والسبب الاخر أيضا هو أنني من القراء الذين لا يطيقون قراءة أسطر تقف لوحدها في الساحة بدون شرح وبدون حجج منطقية. والأسواء ان هذه الفرضيات يتعاملون معها هكذا كتاب وكأنها بديهيات.
ولكون النقاشات جاءت بسبب الحديث عن اللغة الام ولكي اكون منصفا فإنني أضيف وانتقد الطرف الآخر أيضا وهو الطرف الذي يتحدث كثيرا عن اللغة الام بدون أن يعطي للارض الأجداد ووجودنا في أرض الأجداد والرجوع للعيش في أرض الأجداد اية قيمة. وهؤلاء أيضا لا أجد عندهم وعي يمتلك تفكير عقلاني، بل يكتبون بشكل عشوائي اعتباطي، وهؤلاء أيضا اسألهم :
اذا كان أبناء شعبنا من الموجودين في الخارج غير مهتمين بارض الأجداد والرجوع للعيش في أرض الأجداد ولنمتلك حقوق فيها، فعلى اي اساس سيمتلك هؤلاء محفز ليهتموا باللغة الام؟ أين الشرح والتبرير المنطقي؟ انا شخصيا لو رأيت بأن ارض الوطن أصبحت خالية تماما من كل أبناء شعبنا ولم يبقى فيها أحد، فإنني بعدها لن اضيع وقتي ولا حتى بثانية بان اهتم باللغة الام، فهي ستصبح عندي عديمة القيمة ولن أمتلك ولا حتى محفز لاهتم بها ولن افهم عندها ماذا سيفعل بها شخص يعيش في قارة والآخرين هم في عدة مدن وقرى اخرى في عدة قارات أخرى.
مقومات القومية من لغة الام وأرض الأجداد والخصوصية والوجود المسيحي هي كلها لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، لايمكن وضع مقومات القومية في مجموعة (س) والوجود المسيحي في مجموعة (ص) لنقول بعدها لنتنازل عن س ونهتم فقط ب ص، هي كلها تنتمي إلى نفس المجموعة، تنتمي إلى مجموعة واحدة وليس اثنان، بحيث ضعف الإيمان بالمحافظة على اللغة الام سيعني ضعف بالإيمان بالمحافظة على الوجود المسيحي وضعف بالمطالبة بالحقوق بارض الأجداد والخصوصية.... وهكذا
هي لا يمكن تقسيمها ووضع قسم منها في مجموعة لتنتمي الى مجموعة (س) والأخرى لتنتمي إلى مجموعة (ص). هي ليست مثل شخص يضع أجزاء سيارة ضمن مجموعة تحمل اسم معين والخضروات في مجموعة أخرى تحمل اسم اخر.