الفيل لا ينسى، صحيح علميا
--------------------------------------------------------------------------------
يبدو أن المثل القائل بأن الفيل لا ينسى ليس مجرد كلام، بل هو حقيقة فعلية، وقد انبرى العلم ليدعم هذا القول
ويظهر أيضا أن مثل هذا التميز عند الفيلة يصح أكثر في حالة الإناث الأكبر سنا منها، والتي عادة ما تقود القطيع وتوجهه نحو الأمان
وكشفت دراسة أجريت على فيلة إفريقية برية أن الإناث الأكبر والمسيطرات يبنين بالخبرة ما يشبه الذاكرة الجمعية الاجتماعية مع تقدمهن في السن، وهو ما يجعلهن قادرات على استذكار الوجوه الودودة والصديقة من غيرها
وتكون الإناث المسيطرات مسؤولات في العادة عن إعطاء إشارات حول ما إذا كان الغريب المقبل هو صديق أم عدو، وهو ما يمنح الفرصة لباقي القطيع في ممارسة فعالياته اليومية من إطعام وتغذية وتزاوج وتكاثر وغيرها
وكلما كانت الأنثى المسيطرة أكبر سنا واكثر خبرة، زادت معها قدرتها على تمييز الصديق القديم من العدو، وبالتالي إفساح مجال أكبر للتزاوج والتكاثر في أمان اجتماعي
ولهذا الكشف انعكاسات مهمة في شؤون المحافظة على هذه الحيوانات من الانقراض، فلصوص وقتلة الفيلة من أجل العاج يفضلون استهداف الفيل الأكبر حجما وسنا، وهو ما يهدد حياة ومستقبل القطيع برمته
وتقول رئيسة فريق البحث الدكتورة كارين ماكومب، من جامعة ساسكس في مدينة برايتون البريطانية، إن الفيلة قادرة بالفعل على تجميع وبناء ذاكرة اجتماعية نشطة خلال سنوات حياتها الأولى، كما أنها قادرة على المحافظة عليها لفائدة القطيع
الحفاظ على النوع
وتشير الباحثة البريطانية، في تصريح لبي بي سي اونلاين، إلى أنه بسبب قدرة اثني الفيل الأكبر سنا على بناء شكل من أشكال المعرفة الاجتماعية، يميل باقي القطيع إلى الاعتماد عليها في المحافظة على بقائه
ومن المعروف أن الفيلة تقطع مسافات طويلة بحثا عن الطعام، والنموذج التقليدي لقطيع فيلة يتكون عادة من أنثى الفيل الجدة الأكبر سنا تساندها مجموعة من البنات والحفيدات يتدرجن في تسلسل اجتماعي منتظم
أما ذكر الفيل الإفريقي فعادة ما يترك القطيع في عمر مبكر ويعيش إما وحيدا أو ضمن مجموعة صغيرة من ذكور الفيلة
وفي حال اقتراب إناث الفيلة من أخرى غريبة أو لا تعرفها، أو في حال إحساسها بالخطر، يتجمع أفراد العائلة الواحدة في كتلة متماسكة دفاعا عن صغارهم
وتبين للعلماء أن اثني الفيل الأكبر سنا لها قدرة أفضل على معرفة الدخيل أو الغريب من خلال حاسة الشم أو بالاتصال عن طريق إطلاق الأصوات
وقد قام فريق البحث، الذي تنشره مجلة ساينس العلمية، بدراسة واحد وعشرين قطيعا من الفيلة الإفريقية في كينيا على مدى سبعة أعوام للتوصل إلى هذه النتائج
__________________