المحرر موضوع: عندما يكون حجم المثقف أكبر من حجم تنظيمه!!  (زيارة 762 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عندما يكون حجم المثقف أكبر من حجم تنظيمه!!
أوشــانا نيســان
" بدأت الحكومة العراقية في تقديم ملفات الفساد الى لجنة النزاهة البرلمانية، وأن الحكومة جادة في محاسبة كل المتورطين والمهتمين في قضايا فساد من بينهم وزراء سابقين ومحافظين وشخصيات من هيئات مختلفة ورجال أعمال في البلاد"، هذا ما صّرح به المتحدث الرسمي للمكتب الاعلامي للسيد رئيس الوزراء السيد وليم وردة في تصريح خاص لقناة " العربية الحدث " الاخبارية بتاريخ 23 تشرين الثاني 2019.
بهذه العبارات الهادفة يختصر المتحدث بأسم الحكومة العراقية المهمة الاعلامية التي كلف بها رسميا، من خلال موقعه الحكومي بأعتباره متحدثا بأسمها. هذا الموقع الذي لم تستسيغه مجموعة من رفاق سلاحه القديم.
قبل الولوج في صميم البحث تقتضي الضرورة أن أعترف علنا، أنه لم يحالفني الحظ أن ألتقي السيد وليم وردة شخصيا لآدافع عنه أو عن الايديولوجيا السياسية التي ناضل ويناضل من أجلها. في الوقت الذي أؤكد، أن السبب الرئيسي وراء رفضه من قبل العديد من رفاقه في القيادات الحزبية " التقليدية" ونهج تنظيمهم  في ضرورة تسقيط  دورالنخبة المثقفة من أبناء شعبنا الاشوري المضطهد، يعود الى أصرار القيادات تلك على رفض تغيير نمط تفكيرها، رغم أن التاريخ أثبت أن المثقف أو حتى الحزبي العاجز عن فهم جوهرالتغيير سيظل أكذوبة لا تصمد أمام الواقع.
علما أن منهجية الحكومات العراقية في توزيع المناصب العليا في مؤسسات الدولة العراقية، أنتقائية للغاية وليس وفق منطق " الرجل المناسب في المكان المناسب"، بحيث بات عرفا سائدا في عراق اليوم. وما يجري الان في شوارع العراق وأمام ألابواب الرئيسية للقصر الجمهوري والبرلمان والحكومة في ساحة الخضراء من المظاهرات والاحتجاجات، أن دلّ على شئ فأنه يدل بحق على صحة ما كتبناه بالامس وما ندرجه اليوم.
ولكن وللاسف الشديد فأن أصرار النظام في تهميش البعد الاقلوي من نتائج الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات والاقضية، أجبرت المكونات العرقية العراقية الاصيلة أن تكون حبيسة أرادات الكتل والقوائم الانتخابية الكبيرة، بحيث أصبحت الديمقراطية والعدالة المؤملة شعار المستبد بأمتياز. الامر الذي دفع بالمكونات العراقية غير العربية وغير الكوردية وعلى راسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري،  في الاسراع بالبحث عن البدائل السياسية الاكثر فعّالية من النوع الذي قد تؤجل نهج الاضمحلال والتقوقع والتهميش ولو لفترة أن لم نقل وقفه قدر المستطاع في العراق الجديد.
أشكالية المثقف في الاحزاب السياسية!!
خلال تحرينا عن المسيرة السياسية والثقافية للسيد وليم وردة ، تبين أنه فعلا تقلد العديد من المواقع الريادية أعدها بنفسه في سبيل تجاوز التقليد الحزبي الذي فشل ووضع خارطة الطريق لتحقيق طموحاته كمثقف أشوري وأعلامي عراقي ناجح، بهدف وضع قاطرة قضيتنا القومية- الوطنية على سكتها الصحيحة. بمعنى أخر يمكن القول أنه السيد وردة حاول جاهدا أعادة تشكيل خارطة التنظيمات السياسية التي كان يعمل بضمنها لتتفق طموحاتها وتوجهاتها القومية مع وحدة قضيتنا القومية وعدالتها الوطنية، ولكن يبدوا أن فكره ونهجه كانا أكبرمنهما بكثير.
أما بقدرما يتعلق الامر بجوهرالتهم الموجهة الى الناطق الرسمي للحكومة العراقية وتسويقها جزافا وعلى رأسها، لماذا يستلم هذا المنصب  ويصبح " الاشوري" ناطقا رسميا بأسم رئيس الوزراء الحالي السيد عادل عبدالمهدي، في وقت تتواصل الاحتجاجات والمظاهرات في قلب بغداد والوسط والجنوب منذ الاول من تشرين الثاني الجاري بهدف تغييرهذا النظام ومحاسبة المسؤولين عن الاوضاع السياسية وأستشراء الفساد المالي والاداري في جسد العراق.
في حين تسكت كل هذه المجاميع وعلى رأسها حفنة من المثقفين المحسوبين زورا على النخبة المثقفة مثلما سكتت للعقود ولم تستيقظ ولو مرة في سبيل وقف أن لم نقل لجم مسيرة هذا التيار الذي نجح فعلا في تمزيق وحدة تنظيم سياسي فعّال ونشط أثر تعطيل طاقات وامكانيات رفاقية تاريخية وتحميلهم مسؤولية الخلل الحاصل في الحركة أو بالاحرى مسؤولية تعثر مسيرتنا الحزبية والسياسية داخل وطن الاباء والاجداد خلال 40 سنة الاخيرة.