المحرر موضوع: السلبين المريمي وحمامة الفنان لوثر ايشو ادم  (زيارة 2022 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السلبين المريمي وحمامة الفنان لوثر ايشو ادم

بولص آدم

  في ذكرى رحيل الفنان لوثر ايشو آدم (1955-2011) وذلك في الثامن عشر من حزيران، اناشد كل السيدات والسادة الذين عرفوه في حياته او ممن لديهم اعمال اصلية له او صور لها او اية وثائق فنية اخرى ، ان يتفضلوا مشكورين بأرسال نسخ الكترونية منها وذلك لنضيف ما ليس لدينا، فالكارثة والخسارة الفادحة لحقت بتراثه الفني وارشيفه الشخصي بعد احتلال نينوى، النسبة الغالبة من اعماله هي في حكم المفقود حاليا.


  عبر الفنان لوثر ايشو آدم أصدق تعبير عن ذلك الشيء الجديد الذي ربما كان يجيش في صدور الكثير من معاصريه، ولكنهم لم يستطيعوا الإفصاح بالكيفية التي افصح هو بها ،  فالتجلي المحسوس للفكرة  الذي هو الجمال عند هيغل، لم يكن عند لوثر غير تلمس ذلك المحسوس الذي كانت الطبيعة مصدره الأول والأثر كان ذلك المحسوس، الأثر كلمتي الذهبية للنظر في انعطافات لوثر الفنية والأثر عنده لم يفترق منذ بداياته الأولى عن مفهومه لدى التأثيريين وهم الأنطباعيين، واذا كان أثر شروق الشمس عند كلود مونيه، السحر الذي يستخدمه الساحر في إشباع العين من الطبيعة، فالطبيعة ساعدت لوثر في الأرتقاء والتسجيل الحسي للمظاهر. وتجاوز النمطية ومنذ معرضه الأول، كان ذلك همه مبكرا وبوصلة وعيه الفني.  لم يكن في مدينة الموصل وربما العراق مُعتادا عليه، أن يقدم فنان شاب نفسه عن طريق تخطيطات والوان مائية و كلاهما معا قبل حوالي الثلاثة عقود، ففي دفتر زوار معرضه ذاك ، ثبت الفنان الراحل نجيب يونس، اشادة بقابليته البصرية وجرأته اللونية، ذهب الفنان لوثر الى أشكاله مؤسسا على بدائيتها التي استلهمها لتكون معينا ماديا لخطابه الفني .. نعرف فلسفيا بأن المادة لتكون مادة، ينبغي توفر شكل لها، فالمادة بلاشكل محض وهم، من اجل ان يكون في العمل الفني رؤية، فمن الضروري توفر اشكال تجسدها. النرجس البري  الذي راقبه في اوقات النهار المختلفة في ريف مانديان ، عندما عين معلما في قرية هناك.. ورغم ترديده دوما بأنه لايسعى الى أسلوبية واحدة ، الا  أنه من الواضح تماما رغبته الشديدة بأن يكون له بصمة بصرية تفاعلية عميقة وشديدة الحساسية، تحت اشراف صارم وحس نقدي ذاتي مركز، لطرح كل لمسة دخيلة تتلبس بالنشاز، مهما كان لونها او حجمها او موقعها خارج اللوحة، ولم يعد يمسح شيئا او يتردد حول موتيف معين، ففي عقد الثمانينات استمكن كليا من السيطرة النوعية على المعالجة التقنية، وعندما تطلب مشروعه الفني الشخصي، ضخ التعبير عن انفعال دفين  وتوزيع متنه التشكيلي على اكبر عدد ممكن من اللوحات ، اشبه مايكون بتقديم نص أدبي بمقاطع، فأنه سلك ذلك المسلك وامتلك جرأة التنفيذ الحر دون ان يتشتت فقد وثق بنفسه وأدرك مايفعل وعند نسخة اللوحة التي تختم تلك العائلة من لوحات الشكل الراهن ، يكون ضخ التعبير قد استوفى غاية الأشتغال.
    في أربعينية اخي الفنان الراحل لوثر ايشو آدم ، تحدث المبدع الراحل ( د.سعدي المالح) عن اختيار الفنان لوثر للون الأسود لفولدر معرض له في عنكاوا لم يتحقق، كان التحضير له قد اكتمل، لأن الموت كان على الأبواب. قبل ايام من رحيله، أرسل الراحل الى اصدقاءه التشكيليين في الموصل رسالة من عدة كلمات ذيلها بكونها رسالته الأخيرة.. هناك منقولات شفاهية واخرى مدونة حول رؤى استشرف مستقبله بها ورسم نهايته كجسد على قماشة اللوحة مستخدما اشكالا في معالجات خاصة، هل من مزيد حول تنبؤه بموته في اعماله حقا؟ سؤال مهم بالتأكيد ويتطلب ( تلقي جمالي ) يوفر لنا محاورة مع لوحاته.
    تفحص الفنان لوثر عن كثب بعين التشكيلي وبالحس الفني، الطبيعة وطبيعة الأنسان بنصفيه الملاك والذئب معا واندمجت كل تلك الكينونات مع العناصر الدالة ورمزياتها، وقف ازائها متأسفا في شبابه مع اندلاع حرب الثمانينيات فمتأسفا ومتألماً في حصار التسعينيات، وما ان طلت الألفية الثالثة حتى داهمته الأحزان الشديدة وتشرنقت الخيبات وما حدث وترافق من تحولات خطيرة، تهديدات في حياته داخل الموصل وحتى رحيله مكرها ليلجأ الى بخديدا في العام 2006 حالة لخصتها بعنوان يلامس حيواتنا ( ضراوة الحياة اللآمتوقعة) الفصل الدامي للأنهيار، بتاريخ 06.08.2006 تلقيت رسالته القصيرة التالية:
(أخي الحبيب بولص
احاول جاهدا أن أكون على مستوى آمالكم وعباراتكم الندية من خلال هذه الرحلة التي نقوم بها مكرهين عبر الحياة. أمنياتي بكل الصحة والسعادة
 لوثر- نينوى)
  من توقع او حتى صدق رحيل كائن محب لعالمنا اكثر مما استحقه العالم بنوعه الجاحد، فنان طالب بأنقاذ فني لمحنة وطنه المدمى! يتشبث بالحياة ويصر على الرهان عليها رغم الخراب والكارثة الشاملة.. راهن على جمال زهور النباتات الشوكية ايضا وجعل من الشوك موضوعا عبر من خلاله عن مايريد، وهو عقد صداقة تشكيلية مع النرجس العطري في اربيل والموصل  والنباتات الشجرية والحشائشية وﺍﻟﻬﺎﺌﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺌﻴﺔ، لم يغفل ويتجاهل القصب كما هو الحال مع تأملية للورقة اليانعة على غصن شجيرة الرمان، المئات من الوحدات البصرية ابتكرها وهو يذوب مع ذوبان تلك الكائنات التي رافق ورحل معها مُذابا مع رمادها ومتوحدا مع أزليتها،  خلال التصحر الذي داهم بلارحمة وشفقة واحرقه بأشعال النار الأخيرة في قلبه.. فالموت كان هناك ، السكتة التي وضعت خاتمة لعذاباته ولأحلامه الفنية معا وهو في قمة عطائه كريشة وفي ذروة دماره كشريان وعصب.. لقد فكر برسم (لوحة الحمامة) شهرا ونفذ اللوحة في نصف ساعة فقط ! الحماس الشديد اللآزم لهكذا خَلق فني لابُد وأن يرافقه متعة ايضا، متعة مختلفة  لتبرير طاقة الأندفاع الأبداعي لهذه الحالة.. اثبتت لنا الأدلة الكثيرة في لوحاته المتعاقبة فيما أشبه بهذيان منظم على يد فنان متمرس محترف، على أنه ثبت علامات غروبه الأبدي في اعماله، لوثر لم يشترك مع بيكاسو في الموت نتيجة عجز القلب فقط، بل كان هناك اشتراك في التمرد الأسلوبي والرسم كمصير، حياة الفنان لوثر انتهت لتكون حصارا داخل حصار وعزلة داخل عزلات وموت ضمن ميتات ، يقول بيكاسو(  إن المصور يصور كما لو كانت هناك حاجة ملحة تدفعه إلى أن يتخفف من احساساته ورؤاه ).
الفرضية: الحمامة التي تغادر هي الفنان نفسه.
السؤال : هل أن الحمامة في اللوحة هي الوداع ؟
العتبة الفلسفية في تحليلي للوحة (الحمامة ) :
لم يكن بمقدوري ربط الأفكار بما يخص استحضار اللآمرئي دون تحاشي (لحظة الأكتمال المسبق) فأذا كان ذلك غير محبذ لدى السيميائيين فليس محبذا عندي كمتلقي لمرئيات الفنان لوثر في لوحاته وليس لدي اية نية وانا استحضر اللآمرئي بأن اعتمد على منهج أُخضع له اعمال الفنان لوثر الفنية، انا لاأنكر أهمية المنهج احيانا ولكن عندما يكون المجتمع الذي سحق الفنان لوثر وقتله رمزيا قد تحول ليكون اكثر من ان يكون مجتمعا كما جرى توصيفه ثقافيا، لذا كان من الضروري جدا التزام مرونة وعمق وسعة افق في فهم العمل الفني، نريد أن نفهم لاأن نطلق أحكاما وندعي ان ذلك ضرورة ختامية قربانا لمصداقية المنهج. مقتنع بلا شك وادرك جدليا بأفتراق غادامر عن الكانتيين وخلافه معهم حول هذه العلة، ولكي اكون اقرب مايمكنني من قناعة لوثر التامة بأهمية أصل الأشياء .. يقول أرنست كاسيرر في بحوثه الهامة وبمجملها عن فلسفة الأشكال الرمزية  ( بدل الأنخراط في البحث عن الشروط العامة التي تمكن الأنسان من التعرف على العالم، فانه يبدو من الواجب حصر الأشكال الأساسية التي يفهم من خلالها الأنسان هذا العالم ..) فلسفة الأشكال الرمزية هي المفتاح للقفل الذي بين يدي، وتلك ليست سوى بداية استغرقت مني سنوات اربع قادتني نحو افق ارحب وفهم ادق، فالفنان لوثر استغرقه خلق اشكاله الرمزية المركب والأحادي منها اكثر من زمن تهيئة نفسي للتقرب منها، ( اربعة عقود) زمن الرسم بالرمزيات عند الفنان لوثر، فلا البيت في لوحاته هي بيوت مجردة ولا النباتات والمخلوقات الغامضة هي محض يقين مجرد، هي موضوع لم ينتهي برحيل الفنان وتدمير ارثه الفني في بخديدا والموصل! اللوحة عند لوثر هي امتداد مفتوح له مديات حياة فن نقي وصادق، اللوحة لديه عشرات من السطوح في مكابدات اطلق عليها (لعبة) الم يعبر غادامر بشكل دقيق وحاذق حول اهمية ان الأمر بمجمله عند الفنان في كل الفنون هو (لعبة) ! اللعبة الوحيدة في حياة الفنان لوثر القاسية كانت لعبة لاتؤذي أحدا لأنها اللعبة التي تُلعبُ بجمال والجمال لانهائي . اخترت لتحليل لوحة الحمامة، معبرا خاصا ( تعددية تأويلية الى جوار تأويل يعبر عن رأي لي كمتلقي) اذ لولاي( لولانا كمتلقين لما كان هناك فن بالشكل الذي يطرح صنفه كفن) ، ينطلق هانز غادامر من كون المتلقي (متلقي عارف) وليس(متلقي عابر) .. لذلك نرى استفاضة مفهومية لدى دارسيه من نقاد ومؤرخي الفن ( بيتشمان ، أيمدال وبويم ) في تحليلاتهم المهمة في اختصاصهم كمؤرخي فن ومنظرين للمعاصرمنه وثلاثتهم حصرا  لم يغفلوا ذكر (دلثاي وغادامر) كأساتذة روحيين لهم.
ايكونوغراف لوحة الحمامة
 
مشهد نباتي متشابك بايقاع لوني ( تدرج من الأسود الى الفضي المتوهج ) يبدو وكأنه مقطع مُكَبّر من مستعمرة نباتية كثيفة او انه تصغير لكثافة غابة نحو كثافة اصغر كأن تكون كثافة دغل. أختيار المشهد يبدو عفويا ، لكن وجود حمامة في اللوحة تختلف كجنس عن الخلفية وتتحد معها في اللون ، يؤدي منطقيا الى مناسبة الحجوم والخروج بنتيجة أن المشهد يطابق واقعيا احتمالات الطبيعة، قد ينتهي المتلقي العابر عند جماليات ماتقدم ويعبر ( متلقي عابر) غير ان المتلقي العارف، ستثيره عملية قام بها الفنان لوثر وهي سحب وتجريد الشبكة النباتية من ألوانها الأخرى والأبقاء على الألوان في الزهور الثلاث ( واحدة كبيرة فوق واثنتان أصغر تحت) هذه اللوحة ليست لوحة واقعية اذن ، ثمة لعبة تمتع بها الفنان ليس ترفا ولكنه اعطى للنبات لون الحمامة، واعطاني اول اشارة الى احتمال أن الخطف الروحي الغاض كشعور لامهرب منه عند استيقافنا بالمقابل هو انحياز واضح للون الحمامة وخطفها عين المشاهد خطفا، فالواقعة ممسرحة في مسرحية بلقطة واحدة الحمامة عرفناها مباشرة لحظتئذ فما هو مسمى النبات في لوحة الحمامة ؟ وهل كانت ضرورية هنا؟ خاصة وانه رسم لوحة اخرى تخلو منها بل وفي لوحات أخرى رسمها في نفس الفترة تتواجد تلك النباتات ومقاطع وريقاتها بكثافة، لاحظ ادناه:

اللعبة الفنية خلف علامة اللوحة( زهرة شوك زرقاء) هي لعبة لايلعبها سوى فنان معذب! فلو فرضنا دلالة معينة وتأويل معين للوصول الى فهم، فنحن سنغلق على انفسنا في قوسين قوس الفتح هو معالجة جمالية حساسة جدا وقوس الغلق هو فكري وجداني بحت قد يكون ( الغربة في عالم أجرد ) زرقة الروح مقارنة بشحوب المتبقي ! .. هل كان لوثر بحاجة الى لوحة تالية تتضمن عنصر ثالث؟ لماذا كان العنصر المضاف في اللوحة التالية حمامة؟ هل شعر فناننا الراحل بأنه لم يقترب بما سيكون بما يكفي وسيكون في نهاية المطاف حمامة؟ السؤال يكبر ولكنه يبقى نفس السؤال.
السلبين المريمي
السلبين المريمي واوراق الأغناثوس والتجريد الى حده الادنى لأنواع أخرى من الشوك المحلي هي الشوكيات التي نرى في اعماله غير ان السلبين المريمي هو مايشكل نسيجا نباتيا متقن الحبك في (لوحة الحمامة) .. عند التوجه الى قواميس الرموز، وجدت بأن للشوك ارتباط بكآبة هي عند المبدع كآبة من النوع الأيجابي عند مقارنتها على الأقل بكآبات حادة أخرى تؤدي احيانا الى الأنتحار ومن باب كونها القوة الدافعة للأبداع،على الأقل عند مقارنتها بكآبات حادة أخرى تؤدي احيانا الى الأنتحار ،المَلَنْخوليا ، لها لوحة معروفة في تاريخ الفن هي ( لوحة المَلَنْخوليا / البريخت دورر) ، وعلى وجه الدقة اضع السبابة على تعريف المعاجم الفلسفية والنفسية للكآبة السوداء وعلى التحديد  تذكر السعادة الماضية و تصور الأحلام التي لا يعقبها التحقيق. تاريخ المبدعين من أمثال هيرمان هيسة وغيره والفنان لوثر وغيره كثر وبقوائم عالمية.. اغلبنا لديه كآبة ولست هنا لكي اضع تحليلا نفسيا لخالق العمل الفني بناء على الكآبة بل على رغبة في الخلاص والأنعتاق! حله الوحيد هو الأنسلاخ والحصول على طاقة ديناميكية تتمثل بالطيران، اما لماذا نطير كحمامات وليس كخفافيش مثلا، ذلك لأننا لم تأتينا الكآبة وترمينا في عزلتنا مع تجسيد تهديدات نتعرض لها الا لسبب أننا أبرياء، فهل هناك ماهو أكثر مايرمز الى البراءة والسلام غير الحمام؟..اترك لوحة الحمامة لبرهة من الوقت وسأدخل اليها عبر السلبين المريمي الذي يحيط على خلفية مظلمة كظلمة الموت الباردة بالأم والرضيع في حضنها في لوحة أخرى رسمها في نفس العام هي
لوحة الأم

في العام الأخير من حياته، يعيد لوثر رسم الأم مرة ثانية في زيتية (لوحة الأم 2010) ، القوة الدافعة لتلك الرغبة في تجسيد أمه بهذا الظهور الأيكونوغرفي، هي مأساة كنيسة النجاة، اشتغل على صورة داخلية ظلت تنتظر طوال عمره .. امه حملت أخيه الرضيع (خننيا) يتبعها لوثر وبطرس وميلانية ( اطفالها) لتهرب في لحظة هلع ورعب تحت قصف طائرات الجيش العراقي لقرية (ديري) شرق مدينة العمادية بكيلومترين وذلك في العام 1961. ذلك الأخ ( خنَنيا) سبقني في الولادة ولكنه توفي بين أحضان أمه في الكهف الكبير قبالة حرائق ديري بردا وجوعا ورعبا! هذه اللوحة على قدر اهميتها في لحظة ظهورها وتطابقها مع هلع ورعب له نفس الثقل في لحظة الهرب تلك وأنتهاءً بالتماهي مع حالة أي (أم )كانت في كنيسة النجاة في قداس ذلك الأحد الدامي..ثقل السنوات عند قياس المسافة اللآمرئية بين السهم المنطلق من سلطة الوحشية الى حضن البراءة الأزلي، المبدع هو ثمرة اصالة ومعاناة مدفوعة الثمن من حياته ، لوثر لايستكين الى ما يخصه فقط ، بل يسعى جاهدا لتبني الم اكبر خارج جغرافيته وخصوصيته ، فهو يجد نفسه متوحدا في الام بعيدة نوعا ما عنه كتوحده بالأقرب سعيا لعالم سعيد للجميع ، رغم ما يلاقيه من جحود الآخرين في المحاكمة المادية لأهتمامات الواقع في الشخصي والأفتراضي والعام ، للوثر طريقته في فهم الأختلاف والتلاقي في خصوصية ابداعه، لحضور الأمل في حياة البشر، لطالما هناك توازن شخصي متبادل يعكس روح السلم، متساوون في اللحمة الأنسانية وكلهم ولدتهم امهات عانين بمختلف العصور اهوال ومواجع وكوارث شتى ، مثل أمه الشابة النحيفة الهاربة متطلعة الى نجاة بدل شهقة اخيرة قبل موت يطارد منذ بدء الخليقة .. نجد لوثر في معرضه الأخير، ابتداءا بلوحة الأم مرورا بلوحة الطفل آدم وانتهاءا بلوحة الحمامة .. يضع خلاصة الألم والأمل بين ايدينا بعد ان أزاح الستار الأسود عن كل لوحة على التوالي في افتتاح معرضه الأخير في قره قوش في الثاني من يناير 2011. وسجل بدمه الأبداعي الحار ، وثيقة ادانة رفعت من انسانيته وحالته الأبداعيه من الوان الأرض وظلال الطبيعة البشرية ، نصوصا بصرية تدين القوى الظلامية ايا كانت وفي كل عصر ورقعة وسعيه عبر فكرة وعاطفة واحساس ان يوفر ولو جماليا فرصة لحضور الأمل في حياة البشر... الشوك في (لوحة الأم) هو نفس السلبين المريمي في (لوحة الحمامة).
  مشهد الشوك يتكرر ولذلك كان الراحل بحاجة الى لوحة أضافية ودون شخوص، تدور حول رمز برئ كبراءة روحه التي تمرغت في توق الخلاص، حمامة واحدة فقط .. خلاصة الرؤية عن (الخلاص) لحظة  تأمل الحمامة المغادرة! اتوقف عند هذه النقطة واستمر برغبة أكبر في الفهم !
15.06.2011
poles_adam@yahoo.com


غير متصل كوركيس أوراها منصور

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1091
  • الجنس: ذكر
  • الوحدة عنوان القوة
    • مشاهدة الملف الشخصي
بسم الثالوث الأقدس
أنا هو الطريق والحق والحياة .. من امن بي وأن مات فسيحيا

الرحمة للفنان الكبير الراحل " لوثر أيشو " والفردوس السماوي الأبدي له .. وهو الذي جسد هذا الفردوس في بعض اعماله الفنية .. يستحق الراحل الكبير " لوثر أيشو " أن يخلد من خلال المحافظة على أرثه وأنتاجه الفني الرائعين، والذي كان يزين متحف بغديدا الكبير الذي يعد اليوم في حكم المجهول أو المنتهي بعد هجوم برابرة القرن الواحد والعشرون - داعش أو تنظيم الدولة الأسلامية - على بلداتنا الامنة في سهل نينوى.

ويمكن تخليد الراحل " لوثر أيشو " من خلال المساعدة في تلبية نداء الأخ العزيز بولص ادم ليتم تجميع ما يمكن تجميعه من أرثه الفني الكبير .. نطلب من رب المجد أن يغمر الراحل الكبير بعظم رحمته .. امين يار رب .

كوركيس أوراها منصور
ساندييكو - كاليفورنيا

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ كوركيس اوراها منصور المحترم
تحية طيبة
 الايطاليون يقولون ( ان ترد متأخرا افضل من عدم الرد) فبينما راجعت موضوعي هذا لأستنساخ الرابط وارساله الى صديق طلبه مني لاحظت تعزيتك برحيل شقيقي وتمنياتك كما تمنينا ان يتم الحفاظ وجمع ارثه الفني، للأسف تم تدمير قسم كبير من اعمال فناننا الراحل من قبل محتلي بخديدا الأرهابيين حيث كان بمعية عائلته الصغيرة لاجئا في وطنه، نعم اثاره الفنية في كنائس ومتحف الشهداء في بخديدا كانت اعمالا مهمة ..
شكرا لك ومحفوظ واحبتك من كل مكروه.
 بولص آدم

غير متصل سالم يوخــنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 503
    • مشاهدة الملف الشخصي
العزيز بولس المحترم

تحية لك

ثمانية سنوات مرت على رحيل الفنان لوثر ايشو و لكنه باق معنا بروحه و فنه و ذكراه العطرة أراه كل يوم من خلال لوحة كان قد رسمها لي خصيصا في سنة 1990 , تلك اللوحة التي حملتها معي دوناً عن جميع مقتنياتي و مكتبتي التي تركتها عند مغادرتي العراق ( لوحة العشاء الأخير ) التي رسمها برؤية تختلف عن رؤى من سبقوه في رسمها وضع فيها لمسته و بصمته التي ميزته عن الآخرين ,  هذه اللوحة لا زالت تزين بيتي و ستبقى من أجمل ما أقتنيت في حياتي .
كثيرة هي أعمال المرحوم لوثر و من الصعوبة أن يتم جمعها لانها في كل بيت من بيوت أصدقائه و معارفه و أقربائه فقد كان كريما في عطاءه و لم يبخل يوما على من كان يطلب منه لوحة و بالمجان مهما غلا ثمنها و حسب علمي أن في بغديدا العشرات من أعماله في الحفظ و الصون .
مبادرتك بجمع ارث لوثر الفني هي مبادرة تشكر عليها و أنا على أتم الأستعداد لتقديم اي نوع من المساعدة من أجل تحقيق ذلك .
فليرحم الرب فقيدنا الغالي و ليسكنه الفردوس مع الأبرار و القديسين و ليلهمكم جميل الصبر و السلوان .


أخوكم  سالم بطرس يوخنا / ملبورن

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شكرا اخي العزيز سالم ويسعدني ان احييك بعد غياب طويل، جميل جدا ماكتبت عزيزي فالراحل الكبير كان صديقا واخا لك و نشكرك على صونك واحتفاظك باللوحة الهدية، وعند كتابة هذه الدراسة في وقتها كان مصير اعماله هناك مجهولا  و للأسف تعرضت مجموعة من اعماله في الموصل ايضا الى التشويه والأتلاف و نشكر كل من يحتفظ باعماله ويصونها واتمنى ان ترسل لي صورة لتلك اللوحة عندك لضمها الى مالدي ، وسلامي للعزيز قيصر واحبتكم هناك ودمتم