المحرر موضوع: ناحية برطلة تشهد سوق الميلاد الخيري الثالث من أجل التأكيد على هويتها  (زيارة 948 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي
'

إيزيدي 24 – جميل الجميل

مرّت ناحية برطلة بأوقات عصيبة جدّا قبل مرحلة داعش وبعدها من أحداث ونزاعات على الأراضي والملكية ، كما تعرّض أهلها إلى الكثير من التوتر والقلق وخاصة تجاه المشاكل المتعلقة بهويتها وتغيير ديموغرافيتها من النواحي الإجتماعية والإقتصادية والثقافية، إلّا أنّ أهلها أصبحوا يجاهدون من أجل الحفاظ على هويتها الدينية والثقافية ضمن إجراءات خاصة بالسلم المجتمعي لكن على أساس العدالة الإنتقالية التي تضمن الحقوق وتوضّح واجبات المواطنين وخاصة في مناطق المسيحيين الذين عانوا من مشكلة إثبات الهوية ومن مشاكل عديدة تخصّ إخراجهم من بلدهم الأصلي.

شهدت ناحية برطلة أضخم الأسواق الخيرية هذا العام لتجهيز مستلزمات أعياد الميلاد المجيد ورأس السنة المجيدة.

برعاية راعي أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك المطران مار يوحنا بطرس موشي وبحضور العديد من الكهنة والراهبات ، شهدت قاعة المركز الثقافي لكنيسة مار كوركيس في برطلة إفتتاح سوق الميلاد الخيري الثالث بعد مرحلة التحرير لمستلزمات أعياد الميلاد يوم الأحد المصادف 1 كانون الأول 2019 ويستمرّ السوق لمدّة إسبوع كامل حتى الثامن من كانون الأول في الشهر الجاري.

روّج السوق هذا العام أيضا للمنتوج المحلي العراقي من أجل دعم الصناعة الوطنية في بعض المواد التي تم عرضها للبيع في السوق.

يكون السوق عبارة عن طاولات تعرض كافة المستلزمات الحياتية للمواطن ويتم بيعها في هذا السوق وهناك بعض الطاولات تدعم المحتاجين والمرضى من خلال بيع المستلزمات والمواد للمواطنين، وتأتي فكرة هذا السوق من أجل تعزيز العلاقات الإجتماعية وتنمية الشعور بالآخر ودعمه في كافة جوانب الحياة.

أهالي برطلة إعتبروا هذه الخطوة مهمة جدّا من أجل التأكيد على الهوية الخاصة بأهالي برطلة وإرسال رسائل إطمئنان للنازحين الذين لم يعودوا حتّى هذه اللحظة ، كما أنّه عادة إجتماعية وثقافية من أجل جمع الناس مع بعضهم البعض، بالإضافة إلى أنّ بعض الأشخاص شاركوا في هذا السوق من أجل إرسال دعم مالي للمتظاهرين”.

وبرطلة هي بلدة سريانية كبيرة من مدن سهل نينوى، شرقي الموصل تحتل منزلة مرموقة في تاريخ الكنيسة السريانية، بما انجبته من بطاركة ومفارنة ومطارنة، ورهبان وعلماء وأدباء وشعراء، وخطاطين عززوا مكانتها بين الملأ ورفعوا شأنها عاليا. وهي قديمة العهد ذكرها بعض المؤرخين الثقات ضمن القرى الكائنة بين الموصل وأربيل في عهد الإسكندر المقدوني.

وكان القرن الثالث عشر للميلاد عصرها الذهبي، فقال عنها ياقوت الحموي (المتوفي سنة 1223) “برطلي بفتح الباء وضم الطاء وتشديد اللام وفتحها بالعصر والإمالة، قرية كالمدينة في شرقي دجلة الموصل من أعمال نينوى. كثيرة الخيرات والاسواق والبيع والشراء يبلغ دخلها كل سنة عشرين ألف دينار حمراء. والغالب على اهلها النصرانية ن وبها جامع للمسلمين وأقوام من اهل العبادة والتزهد ولهم بقول وخس جيد يضرب به المثل وشربهم من الآبار.”

هذا كان شانها في القرن الثالث عشر، ولكنها تقلصت بعدئذ شيئا فشيئا بما دأهمها من المصائب والنوائب حتى أصبحت اليوم ربع ما كانت عليه في العصور الخالية. وقد انتقل إلى برطلة في القرن الثامن عشر على الأغلب: سريان سميل بجملتهم وكذلك اهل باصخرا وباشبيتا. وقد احبها مفارنة المشرق فأقام فيها بعضهم ردحا من الزمن، منهم المفريان اغناطيوس لعازر (1164 +) وغريغوريوس يعقوب (1215+) وديونيسيوس صليبا (1271 +) والعلامة يوحنا ابن العبري (1286+) وشقيقه برصوم الصفي الذي توفى فيها سنة 1307 وغريغريوس متى بن حنو البرطلي (1345+) وقورلس يوسف (1470+).