رد على رد الاخ ابو افرام ، وظاهرة السيد " ليون برخو "
في البدء اريد ان اؤكد بأني لا احمل ضغينه شخصية للسيد ليون برخو ، كما ان خلافي معه ليس لاسباب دينية او قومية او طائفية ....
كما انه ليس خلافا فكريا ولا نتيجة تقاطع في الاراء...
وكذلك فانه ليس دفاعا من جانبي عن رموز دينية بعد ان افتعل موضوعا ليهاجمها ويشتمها لغاية ارباك الوضع المسيحي المرتبك اصلا .
ويجب ان اوضح أيضا بأن لا شأن لي اذا ترك شخص ما دينه او عقيدته ، حتى لو بدأ يهاجم العقيدة التي تركها ... فكل انسان حر فيما يفعل...
ونشكر الرب على الارث المسيحي والحرية التي وهبها الله لنا فأنار طريق حياتنا بهذا الخصوص ....
القضية مع السيد برخو اعمق من ذلك بكثير....
اورد هنا اقتباسين مما كتبه السيد برخو كي اوضح " الظاهرة الغريبة " التي يريد خلقها هذا الشخص في وسطنا :
في الاقتباس الاول يقول : " خطته الجهنمية المبنية على القضاء على المسلمين تستند إلى آيات واقتباسات عنيفة وغير إنسانية من الكتب المسيحية بعهديها القديم والجديد " ... مقتبس من مقال السيد برخو بعنوان : " ومن ينقذنا من الإرهاب المسيحي المتطرف وإعلامه المنافق؟ " المنشور على صفحة الاقتصادية السعودية بتاريخ 29 تموز 2011
الاقتباس الثاني : " تفاهة الشر موجودة بين الأديان المختلفة وهناك لغة شيطنة لكل دين ضد الأخر " ...مقتبس من الرد 11 الوارد في مقاله بعنوان " نحن لسنا أمام سقوط جدرا برلين ابدا، ولن نكون.. " بتاريخ 30 تشرين الثاني على موقع عنكاوا....
كلنا نعرف ما مدى حاجة الاقطار المنتجة للارهاب على مثل هذا الكلام كي تبرر ارهابها الموجّه الى المسيحيين في المقام الاول ... خاصة اذا كان صادرا عن " مسيحي وشماس " !!!... تصوّروا احساس المتطرف الارهابي ، او من على وشك ان يصبح ، وهو يقرأ ما كتبه السيد ليون ..." شاهد من اهلها " .. وقد نال استحسان " قراءه " من الخليج ...
نعم ، شاهد ، لكنه شاهد زور ... لان العهد الجديد هو كلام المسيح له كل المجد واعماله ، فمن اين جاء بـ " اقتباسات عنيفة وغير انسانية " لقتل المسلمين ؟
هذا الكلام لم يقله غيره ...
فالاسلام نفسه ، ولغرض انجاح المشروع النبوي ، اتهم المسيحيين بالكفر وعبادة ثلاثة الهة وتحريف الكتاب ، لكنه لم يتهم المسيحية بالعنف ( كان قد اتهم اليهود ايضا بتحريف الكتاب وبالقول ان عزير ابن الله !!) ...
اليهود حسبوا ان " المخلّص " سيأتي فارسا يقلّد سيفا لطرد الرومان ، وليس راكبا اتان يحمل غصن زيتون لخلاص النفوس .. لهذا لم يؤمنوا ... ولم يقولوا انه كان عنيفا .
الملحدون لا يؤمنوا بالغيبيات ، والعديد منهم يحمل افكارا انسانية رائعة ... ينتقدون المسيحية ، لكنهم لا يتهمونها بالعنف ...
بعض القوميين اياهم يحمّلون المسيحية ما اصابهم لانه دين السلام الذي لم ينفعهم !!!
حتى الماركسية ـ اعتبرت المسيحية دين سلام و " اشتراكية طوبائية " لا يمكن تحقيقها ...ولم يقولوا انها عقيدة عنيفة...
فما الذي جعل السيد برخو يشذّ عن الجميع ويغازل الارهاب ، بل ويؤلبه على المسيحيين بكذبة وافتراء لا تُغتفران ؟؟؟
لو قالها في مجلس ، لقلنا ان الرجل " شارب حاجة او كان هاي " ونحاول ان نبرّر له ...
هل كانت زلّة لسان ؟ .. كيف ؟ ... هي مكتوبة وموثّقه ويخاطب فيها منبع الارهاب ...
هل ان الرجل من دين آخر لم يقرأ الكتاب المقدّس فأراد كاذبا وصم المسيحيبة تنفيسا لكرهه لها ؟ كلا ، الرجل يدعي انه شماس ....
في الاقتباس الثاني ( تفاهة الشر موجودة بين الأديان المختلفة وهناك لغة شيطنة لكل دين ضد الأخر ) ... هل يتفضّل السيد برخو ليخبرنا ما الذي وجده في الدين المسيحي لشيطنة الاديان الاخرى ، وحتى لشيطنة الاشرار من الناس ؟؟...,. هل وجد في الآية التي تقول " فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين " ما يدعم فكرته الخبيثة في محاولة غير موفّقة لوضع كل الاديان في سلة واحدة زورا ....
محاولة " المساواة " هذه هي طريقة اخرى لتبرير الارهاب ...كأنه يقول لهم : " لستم الوحيدين " .
هناك اديان لا تحتاج الى احد كي يشيطنها ... لان اتباعها يقومون بالمهمة المقدسة خير قيام ، ويُغضبهم اذا شاركهم احد في ذلك .
يخطيء من يتصوّر بأن القنواة المسيحية تعمل على الهجوم على الاسلام . ظهرت هذه القنواة بعد ان كشّر الارهاب الاسلامي عن انيابه لقتل المسيحيين ، والغاية الاولى للقنواة المسيحية هي افهام وتوعية الاخوة المسلمين ما خفي عنهم ليواجهوا الارهاب بأنفسهم ، فمقدم البرنامج يأتي بآية مع ذكر السورة ، ثم تفاسيرها وأسباب نزولها من المصادر الاسلامية كالطبري وابن كثير .... او يأتي بحديث صحيح مأخوذ من المراجع الاسلامية المعتمدة مثل البخاري و صحيح مسلم ... ثم عرض فيديوهات لشيوخ المسلمين وهم يعلّقون على تلك الآيات او الاحاديث ، كل ذلك لفضح الارهاب ومن يقف خلفه ليكون واضحا لدى الاخوة المسلمين .... فهل الاشارة الى الايات والاحاديث مع " التفاسير الاسلامية " لها مع تأييد الشيوخ في خطبهم تعتبر هجوما ؟... يا سبحان الله... هل كشف المستور في دين الله ( من كتبهم ) هو شيطنة وتجديف ؟... كل هذا حصل بعد ان كشّرت الدولارات النفطية الخليجية عن انيابها لقتل وترويع اناس مسالمين كالمسيحيين والاخوة الايزيديين والصابئة ..
ولا يسعنا الا ان نسأله : " ما الغرض " يا شماس ؟
لو كنتَ انسانا صادقا في انسانيتك ، لتركتَ الدين الذي تدعي انه يدعو الى العنف جهارا... عوض ان تكون شماسا فيه .
اقسم ، لو ان ايماني المسيحي يمنعتي من محبة المختلف معي دينيا بسبب دينه ، لتركتّ هذا الاله الحاقد على البشر الذي يدعي انه خلقهم ....
اني اعاتب القلة من الاخوان الذين اغوتهم انتهازيته بالغزل الحاذق في امور القومية ...
اخواني ، المسألة ليست اختلافا في الفكر والرأي ... انها الحتميّة التي تفرضها الانسانية علينا في تعاملنا مع من فقد مصداقيته ..., فكيف الوثوق بشاهد زور على اهله ؟
متي اسو