المسيح الثائر الطارد للصوص الهيكل
بولص آدم
شهد فناء الأمم في ساحة الهيكل، ظهور ثائر، طرد من الساحة جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون ، وقلب موائد الصيرفة وباعة الحمام ، ولم يدع احدا يمر عبر الهيكل وهو يحمل متاعا ، واستشهد بسفري اشعياء وارميا معلنا ( مكتوب ان بيتي بيت للصلاة يدعى، اما انتم فقد جعلتموه
مغارة لصوص..) وحسب انجيل لوقا فانه كان يعلم كل يوم في الهيكل. هو الثائر يسوع المسيح ، امير السلام..
في المرحلة اللاحقة لتجربة الجبل، شكَّلَ نواة من التابعين(تلاميذ) ليكونوا على مقربة منه ، سندا يعاونونه في رسالته. الخلفية الثقافية، للاثني عشر لم تكن مرموقة وتنوع التلاميذ في المشارب السياسية، فيهوذا الاسخريوطي وسمعان الغيور هم من شيعة الغيورين المؤمنة بالكفاح المسلح ضد الرومان وترى المسيح قائدا قبل ان يكون مصلحا، يذكر سفر الرسل الشجاعة التي تحلى بها التلاميذ ، حتى استشهد لايمانهم اغلبهم وبجهودهم وتضحياتهم كنواة لمجموعة اكبر، قامت الكنيسة.
كل مراجعة تاريخية لعصر الثائر الشاب يسوع المسيح، وفي بحث جوانب اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، دينية، انتهت الى ان العصر تحت حكم الرومان، كان عصر بذخ ورياء وظهور اجوف، اذ كان الغنى ضرب من الرياء الأجوف فالخير كله كان في شريعة الظواهر والأشكال وكان ضحايا في كل مكان بالوان اجتماعية ونفسية والظلم والبؤس والفقر بلغ درجة لم يكن بالامكان الأنتقال الى عصر آخر دون حدوث انقلاب شامل يتجسد في ثورة.. الثائر يسوع المسيح قلب شعر وجذب اليه كل الشعور، ولاسيما شعور المظلومين ، تمرد على النظام والتقاليد ونادى بالفضيلة، في زمن التدين الزائف، دافع عن المتعبين ومنحهم الأمل في الخلاص، ذلك الثائر النجار الفقير، لم يكن يملك شيئا، لكن رسالة ثورته القائمة على السلام والمحبة والمسامحة والغفران والتشاركية والتواضع ، فاتحة تاريخ جديد حصل على اثره تغير جذري في طريق الخلاص والتحرر فالأنجيل كتاب تحرر كتبه الفداء وصدر بحق ثائرنا الأعظم تحت الأستبداد، حكم الأعدام صلبا وصلب وفي اليوم الثالث قام من بين الأموات ، فبدأ تاريخ آخر، دعوة ملكوت يدوم ولايُعرف له انتهاء.