المحرر موضوع: هل سيسقط جدار إيران من قبضة الثوار الشباب العراقي؟  (زيارة 1339 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التظاهرات العراقية لا تزال محط اهتمام الصحف العربية والغربية والرأي العام الإقليمي والدولي، المتظاهرون يطمحون الى تمزيق اسطورة الطائفية والى تصفية الفساد ومظاهر الإسلام السياسي الداعشي الموالي لإيران الذي لم يعد قادراً على شراء الصمت الشبابي، والى الاحتجاجات المروعة الكبيرة داخل إيران  وفي لبنان. القيادة الايرانية تواجه أكبر تهديد لبقائها منذ 4 عقود، فهل ستتوقف إيران عن دعم حلفاءها بالمنطقة؟ وهل تتخلى لأرخص امبراطورية بالتاريخ بسبب العقوبات والعزلة العالمية وانهيار اقتصادها والى جعل صادراتها النفطية تساوي صفراً؟ بواسطة مقاتلين اغلبهم ليسوا إيرانيين وكثير منهم عرب، أصبح لدى إيران امبراطورية تسيطر على اربعة عواصم عربية: بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء. وهي لم تحتاج منها حشد جيوش جرارة او ان تدفع بأبنائها الى أتون القتال. امبراطورية جاءت بالأفغاني والباكستاني ليقاتل في سوريا بقيادة حزب الله اللبناني، وتحت اشراف من بعيد فيلق القدس، بشكل يضمن إراقة أقل دم إيراني ممكن، ويمثل حزب الله النموذج الأمثل لهذا النمط، ويجاهر الحزب، بل يفتخر بانه يتبع الولي الفقيه. المسألة إلزامية وشرعية للولي. الميليشيات التي أنشأت كحزب الله في العراق المنضوية تحت لواء الحشد وميليشيا لواء فاطميون في سوريا تندرج تحت نفس الفئة، وعلى  عكس انصار الله فان الحوثيين لا يمكن وضعهم اتباع دينيون لإيران، رغم انهم في المظلة الشيعية التي تقودها إيران. الحوثيون ينتمون الى المذهب الجارودية وهو الأقرب في الشيعة الزيدية لمذهب الاثني عشري، وفي سوريا العلوية النخبة الحاكمة هي تختلف دينياً كثيراً عن المذهب الجعفري ولكنها في النهاية تعتبر جزءً من الحلف الشيعي، ولكنها لا يعني هذا تبعيتها الدينية والسياسية لإيران. (لواء فاطميون؛ ميليشيا شيعية أفغانية أسسها أبو حامد عام 2014 وقتل في درعا عام 2015، يقدر تعداد اللواء 3 آلاف، او الى اكثر من ذلك وهذا ما صرح به نائب قائد اللواء سيد حسن حسيني المعروف -سيد حكيم- وهناك جماعات مسلحة تابعة للحرس الثوري كلواء زينب يون وغيرهم. للشيعة 4 اجنحة رئيسية وكل جناح به المدارس الفكرية والفقهية منها: الإمامة؛ العلوية؛ الزيدية؛ والاسماعلية؛ ويقول الشهرستاني في منهج كتابه الملل والنحل، ان الشيعة 22 فرقة وان اخطرهم الرافضة (أي أصحاب الخميني). ان الثورة الخمينية منذ ولادتها لم تحسن قط معاملة الأقلية العربية -الشيعة على حد سواء- في إيران. الأقلية العربية من الجانب الشرقي من نهر شط العرب الذي يسكنه ما يقارب 5  مليون في مقاطعة خوزستان -عربستان- الغنية بالنفط. وبالعودة الى الماضي نجد برغم من نجاح الثورة الخمينية، ورغم كل ما يتمتع به من شخصية كاريزمية. وقد غير الاتجاه المعارض لولاية الفقيه في زمن الخميني اية الله شريعة مداري، وتوسعت الفجوة بينهما فابعد مداري عن الحياة السياسية بعد اتهامه بالمشاركة في مؤامرة قلب نظام الحكم عام 1983 ووضعه قيد الإقامة الجبرية في منزله حتى وفاته عام 1986. نظرية ولاية الفقيه بعد مجي علي خامنئي اتسعت دائرة الخلاف فقهياً وسياسياً حولها الى خلاف على شخص القائد الجديد خامنئي نفسه ليتولد صراع جديد سياسي، وكان كافياً منذ البداية بسبب شخصية الخميني الكاريزمية. عام 2000 زادت المعارضة لولاية الفقيه. في 2003 تم الافراج عن اية الله حسين منتظري بعد ان كان رهن الإقامة الجبرية منذ 1997 بسبب انتقاده العلني للخميني ونظرية ولاية الفقيه. يلاحظ على هذه التركيبة المعقدة لمؤسسات الحكم في إيران ان هذه النظرية القت بظلالها ليس على النظام الخاص الإيراني فحسب، بل على حركة مؤسساته ايضاً. الولي الفقيه (القائد) يحتل مكانة محورية في النظام فيبقى في السلطة مدى الحياة. هذا التعقيد بالنظام مَثلّت وخَلقت مجالات كثيرة للنقاش لأبعادها واشكالياتها السياسية. واضحت ولاية الفقيه قنطرة لرجال الدين لاحتكار السلطة وفرض شرعيتها من تفويض إلهي. ولتجسيد الحالة أصبح للحضور الإيراني العداء والعزلة أكبر في الصراعات الإقليمية التي تكتنف المنطقة عموماً. ومما لا شك فيه عن دورها الفاعل في العراق وفي كل المفاصل والمؤسسات. أميركا تدرك ان ايران تقوم بتسليح جماعات مختلفة داخل العراق وتمويلهم يتم من سرقة النفط العراقي، وتدرك ايضاً ان إيران المستفيدة الأول مما حدث في العراق. ولمدة 16 سنة والطبقة السياسية الفاسدة وميليشياتها الموالية لها جعلت العراق خندقاً فاسداً لإيران، وليس هذا فحسب، بل أصبحت ولاية الفقيه الحاكمة بتفويض إلهي على شيعة عرب العراق وشعبه بنفس الوقت. حتى اخذ خطباء الجمعة في إيران وفي مدينة مشهد يقولون: (العراق مالي منا وسوريا مالي منا؛ أي العراق لنا وسوريا لنا). انتفاضة وثورة الشباب السلمية اليوم غالبيتهم من شيعة عراقية ومن 11 محافظة من بغداد وجنوب العراق الثائرة منذ الأول من أكتوبر/2019 وقد استشهد أكثر من 460 شخص و20 ألف جريح فضلاً عن اعتقالات اكثر من ألفين شخص بحسب مفوضية حقوق الانسان. الثوار الشباب الواعي والمثقفون عازمون ومصممون على النصر وبسواعد كل القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ونقابات الأطباء والمعلمين والمهندسين ونقابات العمال وطلاب الكليات والسلطة تجاهلت الرسائل التي تلقفتها من قادة العشائر صاحبة النفوذ الكبير. ثورة الشعب العراقي نموذجاً مثالياً للثورة السلمية عبر التاريخ. وفي سياق متصل ان منافذ العراق الحدودية مع ايران سجلت دخولاً غير مسبوق لمسلحي فيلق القدس الإيراني تزامناً مع حرق قنصلية طهران  بالنجف ولثلاث مرات وحصار مرقد محمد باقر الحكيم المزجج بالمسلحين. والرئاسات الثلاثة (الجمهورية والحكومة والنواب) مع كل القمع والترويع لا يتجرؤون  وبنكوص ان يصرحوا مَنْ هو الطرف الثالث الذي يدعون فيه، ولم يوضحوا هوية هذا الطرف والجهة. ثم مسألة أخرى استوقفت المتابعين للغليان العراقي وهي اتساع الهوّة بين موقفي الولائية في قم والمرجعية بالنجف. ناهيك عن تقرير استخباراتي أعدته شركة (آي سي آي) الإسرائيلية ان نفقاً جرى حفره بعرض 5م وطوله غير معروف في قاعدة الامام علي في البو كمال السورية وعلى الحدود مع العراق، وكانت شبكة فوكس نيوز الأميركية أول من كشف عن النفق والقاعدة وانها ستأوي آلاف الصواريخ والأسلحة والجنود. المنطقة ابتلت بلاءً بالغاً من داعش دولة الخلافة وداعش دولة الفقيه الولائية، بهذا البلاء ثاروا الغيارى على الفاسدين ثورتهم السلمية ولإسقاط جدار طهران من اجل الوطن والعيش الكريم.
        الباحث/ ســــمير عســـــكر