رأيتُ وحشا آخر. رؤيا ١٣: ١١.
:
أُعطي يوحنا رؤيا شاهد فيها وحشا له قرنان يتكلم كتنين. وماذا يمثل هذا الوحش الغريب؟ بما ان له قرنين، فهو يرمز الى قوة ثنائية. لقد كان يوحنا يرى الدولة العالمية الانكلوأميركية بدور خصوصي. قارنوا:(رؤيا ١٣: ١١-١٥) فهذا الوحش يحث الناس على صنع صورة للوحش ذي الرؤوس السبعة. وقد كتب الرسول يوحنا ان هذه الصورة تظهر، تختفي، ثم تقوم ثانية. وهذا تماما ما حدث لمنظمة وُجدت بتشجيع من بريطانيا والولايات المتحدة ترمي الى توحيد وتمثيل ممالك العالم اجمع. وقد ظهرت هذه المنظمة بعد الحرب العالمية الاولى وعُرفت بعصبة الامم. ثم اختفت مع بداية الحرب العالمية الثانية. وخلال تلك الحرب، اعلن شعب الله انه بحسب النبوة في الرؤيا ستصعد صورة الوحش ثانية. وقد عادت فعلا الى الوجود، ولكن هذه المرة دُعيَت الامم المتحدة. وهذه الحكومات السياسية تؤلف جزءا مهما آخر من عالم الشيطان. وكما لاحظنا سابقا، يجري تمثيلها في الكتاب المقدس بوحوش. قارنوا:(دانيال ٧:١-٨، ١٧، ٢٣). أما ان هذه الحكومات المشبَّهة بوحوش تنال سلطتها من الشيطان فتظهره رؤيا كتبها الرسول يوحنا:(رأيت وحشا طالعا من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون . . . وأعطاه التنين قدرته. رؤيا ١٣:١ و ٢؛ ١٢:٩). والبرهان الاضافي على ان هذه الممالك، او الحكومات، جزء من عالم الشيطان هو ان الشيطان جرَّب يسوع بعرض هذه الممالك عليه. فلو لم يكن الشيطان رئيسها لما استطاع ان يفعل ذلك. يقول:(فَأَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، ٩ وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هٰذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَقُمْتَ بِعَمَلِ عِبَادَةٍ لِي. متى ٤:٨ ، ٩).
الاب يهوه ينقذ الجميع من براثن الوحش العصري باسم الفادي والملك المتوج في السماء يسوع المسيح آمين.
