المحرر موضوع: التشكيلي اللبناني سعيد زيدان: الفنّ سلاحٌ جبار اذا أحسن استخدامه  (زيارة 485 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم السيد علي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 737
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التشكيلي اللبناني سعيد زيدان:
الفنّ سلاحٌ جبار اذا أحسن استخدامه
 
حاوره/ كاظم السيد علي
الفنّان التشكيلي سعيد زيدان من مواليد ١٩٨٣بلدة جويّا الجنوبية- لبنان . يقال عنه انه "عالمٌ من الفنون فهو فنان تحويلي ومعاصر" لأنه نحّات ورسّام. لديه الكثير من الأعمال التي تأسر القلوب من لوحات ومجسمات وجداريات .في محترفه ومتحفه الخاص يجمع الفنان الكثير من الروائع الفنية والقطع النادرة .يعمل ليكون حاضراً في النشاطات الثقافية والفنية كما ويتعاون مع جمعيات ومؤسسات دائماً في سبيل إعلاء وتعزيز الحركة الفنية والثقافية. لتسليط الضوء على مشواره هذا كان لنا معه هذاالحوار :
*كيف كانت البداية ياسعيد ؟
-عشت طفولتي في بلدتي (جويّا الجنوبية) ذات الطبيعة الخلاّبة .متنقلاً بين الروابي والمروج الخضراء. وتعلّمت في مدرستها حتى المرحلة المتوسطة .ومنذ نعومة أظافري كان لدى حبّاً جمّاً للألوان وللريشة وبدأ ذلك يظهر جلياً في المرحلة الابتدائية حيث حزت على مراتب أولى و جوائز قيمة على صعيد لبنان.
*هاجسك الاول والاخير في عالم التشكيل  ؟
-شبّيت وعشقت الفن التشكيلي من رسمٍ ونحت . وبدأت برسم لوحات زيتية عكست فيها نظرتي للطبيعة وللحضارة ولأيام خلت .مزجت فيها بين الأصالة والمعاصرة وبين الماضي ودفء الحاضر ..في لوحاتٍ ومنحوتات وجداريات .عبّرت فيها عن الإنسان ورحلة حياته .عن الحب والحرب والسلام .عن الأرض والوطن الأم .عن صراعات بين الخير والشرّ .عن جمالية وطنه لبنان وتحدياته ومقاومته المحتلين على مدى العصور.
* وهل رافقك النحت مع الرسم ؟
-نعم وبدأت بالنحت أيضاً فغصت بعالمٍ عثرت فيه على ذاتي. ولمسَت عشقي وتوحدي بالطبيعة ومن هنا انطلقت لابحث بكل عملٍ على اجابات تشغل فكري حول الذات الإنسانية وحول الموت والحياة والماضي والحاضر والمستقبل .وعلاقة الرجل والمرأة والأمومة وحبّ الله.
*بمن تأثرت من الفنانين ؟
-عملت  بفترة بداياتي بمحترف كبار الفنانين .ومنهم الفنان موسى طيبا وفي متحفه . وكان لي حضورا مميزا وهالة إبداعية فنال إعجابه وثقته بفنه وابداعه. فتأثرت به وتعلمت منه الكثير من المدارس الفنية . حتى ربطتني صداقة مميزة استمرت حتى وفاته .
*الى جانب الرسم والنحت أبدعت وعُرفت ببلدتك وخارجها بإبداعك بترميم البيوت القديمة. فماذا يعني لك هذا ؟
- لا حساسي المرهف ,اخذت بخطواتي متنقلاً بين حارات بلدتي وبين بيوتها وأبنيتها القديمة التي تحمل اسرار الماضي .وبين طبيعة خلاّبة وماضٍ يعيش بين حجارة بيوتها كانت الحجارة تنطق بعيني .وتُنبىء بولادة الجمال من حجارة أنهكها الزمن والإهمال .فكان عملي الرائع بالترميم بمثابة إعادة الروح لتلك المنازل القديمة وتاريخ الأجداد. في "جويّا " وحاراتها بصماتي واضحة على جدرانها وحبه لبلدته ووطنه تراه جلياً بكل مكان وكل زمان .
س*لأية مدرسة فنية تنتمي وتعشها ؟
- أنتمي للمدرسة الفنيّة الحديثة. والفنّ التكعيبي والتجريدي والسّريالي والواقعي. الذي شكل موضوعاً انسانياً نابعا من ابداعاتي الفنية ويظهر ذلك بأعمالي من خلال الأشكال والرموز التي توصل رسالتي وموضوع لوحتي للمتلقي وللمشاهد. واخترت هذه المدرسة الفنية لأنها تعبر عن ذاتي وتعكس نظرتي للأشياء التي حولي وللحياة والموت وللإنسانية بشكل عام .واحببت الفن التجريدي لأنه فن يعتمد بالأداء على الأشكال ونماذج مجردة . تنأى عن مشابهة المشخصات والمرئيات. يتميز به الفنان بالمقدرة على رسم الشكل الذي يتخيله من الواقع او من الخيال ,في شكل جديد تماما قد يتشابه او لا يتشابه الشكل النهائي .ورؤيتي من الزاوية الهندسية حيث يتحول المنظور إلى مجرد مثلث ومربع ودائرة وخط وتظهر عندها اللوحة التجريدية. لتعبر عن جوهر الأشياء وتعكس نظرتي الخاصة لها.
*في حسابك في التواصل الاجتماعي قرأت "جمعية جماليات سعيد زيدان" ماذا عن هذه الجمعية وما الغاية منها ؟ 
-في سنة ٢٠١٧ أسست هذه الجمعية وافتتحت وكان من ضمن أهدافها :العمل على إنجاز مشاريع ذات طابع فنّي وأدبي وثقافي .السعي لإقامة نشاطات ولقاءات ومعارض وأمسيات شعرية تكون بمثابة نقطة التقاء بين أهل الفنّ ومحبيه .وبين الريشة والكلمة. وخلق جو ملائم ودعم جميع الأنشطة التي تحمل أهدافاً إنسانية  ودعم أنشطة المبتدئين وتبادل الرؤى والأفكار والخبرات والتجارب معهم.
*طيب وماذا عن مشاركاتك الفنية ؟
-شاركت في الكثير من النشاطات وسمبوزيومات وصالونات أدبية ومنتديات ثقافية وشارك بالعشرات من المعارض على الأراضي اللبنانية وخارجها مثل تركيا وسوريا ومصر والعراق وفيينا وأميركا .ونلت العديد من الجوائز العالمية وعلى الكثير من المراتب على صعيد لبنان وخارجها.
*واخيرا ماذا عن طموحاتك ؟
-من طموحاتي إيصال رسالتي الإبداعية و الإنسانية ونشرها وإيصالها الى كل متذوقٍ للفن الإنساني والى كل إنسانٍ يجد نفسه داخل لوحة تحاكي واقع حياة .فالفنّ سلاحٌ جبار اذا أحسن استخدامه وللأسف نحن في زمن اختلاط الأوراق . فالفن بحثٌ طويل يبدأ منذ الطفولة ويعيش في خلايا الجسد عند الفنان وذلك يحتاج دأبا وصبراً وعملاً طويلاً للوصول إلى الغاية وإلى الهوية وإلى الهدف الأسمى وهو إيصال الكلمة والفكر والرسالة الإنسانية من الماضي الى الحاضر من خلال الريشة والإزميل . اضافة اطمح لأنشاء متحف يضمّ فيه باكورة أعمالي الفنية من رسومات ومنحوتات وجداريات ويكون المكان الذي يحكي قصة تاريخ ووطن وأرض وشعب وأمة ويحكي ويستعرض مراحل مختلفة من الواقع بطريقة فريدة من نوعها وبطريقة تحاكي فكر يتحدث العمل عن انتصار الحق على الباطل .