المحرر موضوع: مسيحيو العراق ليسوا غرباء بل أصلاء !!  (زيارة 664 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مسيحيو العراق ليسوا غرباء بل أصلاء !!
أوشـــانا نيســان
في غياب المنطق والعقل في التعامل مع الاختلافات العرقية، الدينية والمذهبية في بلدان الشرق الاوسط عموما وفي أقليم كوردستان على وجه الخصوص،يعود منطق التيارات الاسلامية المتشددة في أقليم كوردستان العراقي بالظهور، ويطل براسه من جديد في سبيل رفض التعايش الاخوي بين جميع الشعوب والمكونات العرقية العراقية الاصيلة وعلى رأسها أبناء شعبنا الاشوري الكلداني السرياني"المسيحي". حيث بدأ منطق الرفض يشتد ويحتدم ضد العالم المسيحي عموما والمسيحيين وهم في عقر دار أبائهم وأجدادهم مهد المسيحية، والعالم يقترب من أعياد الميلاد المجيد وأفراح راس السنة الميلادية الجديدة. حيث نجحت حفنة من الانتهازيين والساعيين وراء المادة والاضواء من جديد، في عرض سلعة مهينة لجميع الاديان السماوية وتحديدا الدين المسيحي المسالم، من خلال عرض أحذية تحمل صورة الصليب رغم أعتباره أكبر رمز مقدس من رموز الديانة المسيحية شرق المعمورة وغربها.

صحيح أن ذلك المحل التجاري في ميغا مول وفي محافظة أربيل قد أغلق مشكورا، بأمر مباشر من قبل محافظ أربيل السيد فرست صوفي بالامس، والقرار حسب قوله جاء أحتراما للاديان السماوية، ولكن المتابع يعرف أن المحل الذي عرض نفس السلعة المهينة والمصنوعة تركيا للاستخفاف برمز الدين المسيحي بتاريخ 25 مارس عام 2016، أغلق أيضا ولربما أحرقت البضاعة ولكن هل أكتفى الاجراء؟ فالمطلوب من القيادات السياسية الكوردية بجميع مشاربها السياسية في أقليم كوردستان العراق، أن تحافظ على جوهر شعار التعايش السلمي والديني والقومي الذي ينعم به أقليم كوردستان قولا وعملا، فيما لو أنتظرت أي دعم أوالمساندة من قبل ديمقراطيات العالم. والحل الجذري لوقف نهج هذه التيارات الاصولية والتحركات الظلامية لا يكمن في الحرق أو غلق المحل فقط، بل يجب تحويل القضية الى طاولة السلطات القضائية النزيهة في الاقليم من أجل فرض أقسى العقوبات والاجراءات الرادعة على المخالف بما فيها رفع سقف التعويضات والسجن لسنوات. لعل الاجراء هذا يكون كفيلا في ردع كل من يسول له نفسه أرتكاب هكذا أفعال مماثلة وشنيعة.
 
حيث يعرف القاصي والداني، أن المقصود بعرض الاحذية التي تحمل رموز على هيئة الصليب، هو الاساءة للرموز الدينية المقدسة وخرقا لحقوق الانسان والشعوب المسيحية وأستهتارعلني بالمقدسات الدينية وبالتالي خرقا للمواثيق الدولية الخاصة بحرية الاديان وفي طليعتها: 
- المادة (18) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948
" لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في اظهار دينه أو معتقده بالتعبّد واقامة الشعائروالممارسة والتعليم بمفرده أو مع الجماعة، وأمام الملآ أو على حدة".
صحيح أن البيانات الخاصة بحقوق الانسان على الصعيد الاسلامي جاءت متأخرة كما يكتب سفير الضمير العالمي السيد محمد عيد دياب، وخاصة على الصعيد الرسمي. فقد جاءت أول محاولة لآصدار بيان عن حقوق الانسان من المنظور الاسلامي من قبل رابطة العالم الاسلامي في العام 1979 بأصدار "أعلان حقوق الانسان وواجباته في الاسلام"، ثم صدر" البيان الاسلامي العالمي لحقوق الانسان" عن المجلس الاسلامي في لندن سنة 1980 وتلاه في العام 1981 صدور" البيان العالمي عن حقوق الانسان في الاسلام" عن المجلس الاسلامي الدولي للعالم، وهي منظمة غير دولية تعمل في أوروبا ومركزها باريس، وقد أعد البيان أربعون شخصية دينية وحقوقية أسلامية. ولكن أختلاف الظروف وتسارع التطورات العلمية والتقنية التي حصلت وتحصل كل دقيقة ضمن العولمة، يجب أن تعجل من وتيرة التطور في بلدان الشرق الاوسط أيضا، بهدف الالتحاق بركب الدول المتقدمة في الغرب.
 
 

لماذا الان وفي الاقليم؟؟
يبدوا أن الدول المجاورة للعراق عموما والاقليم على وجه الخصوص، سوف لن تسكت ولن تهدأ والاقليم يتعافى والاستقرار يتحقق وثقة المواطنين بحكومتهم تتعزز. فالمسيحيون( الارمن والاشورين) في تركيا والاقليم بأعتبارهم الحلقة الاضعف، مثلما كانوا ضحايا الامبراطورية العثمانية خلال الابادة الجماعية أبان الحرب العالمية الاولى 1915، كذلك حولتهم الحكومة التركية اليوم رغم مرور أكثر من 100 عام على الابادة الجماعية، الى ضحايا لاعتراف الكونغرس الامريكي والعالم الغربي بجريمة الابادة الجماعية للارمن والاشورين "سيفو عام 1915". لسبب بسيط مفاده، أن المسيحية بأعتبارها القاسم الديني المشترك بين العديد من شعوب الشرق الاوسط والاستعمار الغربي، عليه تحولت المسيحية الى تهمة ويجب معاقبة مؤمنيها في بلدان الشرق الاسلامي!!
وما يلاحظه المتابع من التطورات والتصعيد العسكري الخطير للجيش التركي وسياساته في كل من ليبيا وسوريا وسواحل قبرص واليوم في الاقليم، هو جزء مما يدور سرا في كواليس السياسة الدولية من مؤامرات وتحالفات ضد الشعوب المظلومة وعلى رأسها الشعبين الكوردي والاشوري. لذلك تقتضي الضرورة على قيادات الشعبين، أن يستيقظا ويعيا جيدا، عن خلفات كل ما يدور من المخططات الاجرامية لتدميراللحمة الوطنية من خلال أحداث شرخ في النسيج الوطني والمذهبي في الاقليم. وأن زمن السياسة الاستعمارية البغيضة "سياسة فرق تسد" قد أنتهى، وعلينا أن نفتح صفحة جديدة على أساس الثقة المتبادلة والحوار الصريح قبل فوات الاوان.