المحرر موضوع: التشكيلية ليلى بوزيدي : أميل إلى الواقعية، لكن ليست المستنسخة من مشهد جامد، أنا أرى الواقع بمنظار فني ثاقب  (زيارة 1138 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم السيد علي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 737
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التشكيلية ليلى بوزيدي :
أميل إلى الواقعية، لكن ليست المستنسخة من مشهد جامد، أنا أرى الواقع بمنظار فني ثاقب
   
حاورها / كاظم السيد علي
تعد الفنانة الجزائرية  ليلى بوزيدى من الفنانات اللواتي استطاعن تأكيد حضورهن  في المشهد التشكيلي الجزائري من خلال ما قدمته من اعمال تشكيلية متميزة ورؤية ابداعية واضحة نحو منهج تعبيري لواقع الحياة المعيشية والعادات والتقاليد العريقة ، فضلا على  مشاركتها في عدة معارض وطنية منها محلية و دولية اضافة لأقامتها معرضين في العاصمة الجزائرية . اذ حصلت على عدة جوائز وتكريمات...عبر هذا الحوار نسلط الضوء على تجربته التشكيلية  :
 * كيف كانت البدايات ومتى اكتشفت موهبتك في الرسم ؟
- ماذا يعني أن يسأل الفنان عن البدايات ؟ يبدو الأمر وكأنه صدفة !! ظهور فنان معلنا ولادته في رواق فني، يعد اللقاء الأول بين المبدع والمتلقي، غبر منجز جمالي لا يخلو من المضامين والمعاني التي يختزنها عقل فنان، يحيا في لحظات حياته متأملا أدق التفاصيل في كون مفتوح .قالوا أن الفن موهبة، أنا أقول أن الفن إرادة تنضج في كيان إنسان يرسم لذاته خارطة وجود، وبدايتي كانت تتويجا لنضج إرادتي، في أن أكون . فكنت فنانة تشكيلية تفكر وتتأمل وتملك القدرة التقنية في تحويل افكارها إلى مشهد بصري.
  *وكيف تطورت موهبتك  تشكيليا  ؟
-ظهور الفنان لم يكن صدفة، هو أحاسيس ومعارف وقدرات تقنية، تؤهله في انتزاع لقب فنان يقطع خطواته في مسارات التطور دون توقف، ربما يبحث في البدء عن خياراته الفنية، ولأي مذهب فني ينتمي، لكنه في النهاية عقل منفتح، متطلع، يرى حركة التطور الذي يشهده العالم وهو ينتقل إلى العصر الاتصالي، لا يقف الفنان عند نقطة انطلاقه، فهو يطور أدواته وأفكاره وتقنياته، تماشيا مع حركة التطور الإنساني، انطلاقا من بيئته، فأنا بنت الجزائر التي تطل على ضفة العالم الأخرى.
*وما قصة لوحاتك دائما ؟
-حسنا .. الفنان ابن بيئته، فأنا الأمازيغية، التي تستند على قاعدة من التاريخ الإنساني الضاربة جذوره في عمق الأرض، أحيا في ظل طقوس وتقاليد وخصائص عرقية، أثرت في تشكل الإحساس الفني لدي، فتراني أنهل من هذه البيئة موضوعاتي الجمالية، فأقدم المرأة بخصائص قوتها وعنفوانها، المرأة المتحركة فوق أرض، تعقدت تضاريسها، جبال وصخور وسهول وأودية، وحافات مياه شديدة الانحدار، بيئة دعتها إلى بعث القوة في ذاتها، والارتقاء بقدرتها في تحمل كل الصعاب، ومجابهة التحديات .
* ايهما تفضل اكثر عندك اللون ام الفكرة ؟
اللون و الفكرة .. كلاهما يكملان البعض، فما قيمة اللون لو لم تضف جماليته عمق الفكرة، وهل تحيا الفكرة دون إيقاعات لونية، تجعل لها شكلا بصريا .. في البدء كانت الفكرة وكان اللون مجسدا لها ، في بيئتنا الأمازيغية الثرية أجدني كل يوم اتلذ ذ سحر اللون في الصخور في قمم الجبال، في انعكاسات الضوء في جريان الأودية، جماليات تحيي في ذاتي الفكرة تلو الفكرة.
*  تشكيليون اثرو في اسلوبك ؟
-الفنان عالم فردي  له خصوصيته، يؤسس منهجه الفني، دون اللجوء إلى استنساخ تجربة أحد، أو يعمد إلى تقليدها .. أنا أردت أن أكون أنا . منفتحة لا منغلقة، اعتنيت ببناء شخصيتي الفنية، وأنا أرى شخصية كبار الفنانين في الحركة التشكيلية الجزائرية، وهم يتركون لنا إرثا جماليا لا يستهان به، أمثال الراحلين محمد تمام الذي انفتح على تراث الرسام العراقي العباسي محمود يحيى الواسطي، والرسام الثائر سياخم والفنان محمد خدة، والفنان المعاصر رشيد قريشي الذي احيا الفن الرقمي في الجزائر والعالم العربي.
* ماذا عن مشاركاتك الفنية ؟
ما تعنيه المشاركات في الملتقيات الفنية وطنيا وعربيا وعالميا، هو فتح مساحة التواصل مع المتلقي، ورصد ردود فعله، ومدى تأثره بجماليات العمل الفني ومعناه، الفن لغة تواصل، نريد أن تبلغ بصداها عقل وأحاسيس الآخر الذي تكتمل به معادلة العمل الفني، وهذا ما كنت انتظره في مشاركاتي الفنية عربيا وجزائريا.
*خلال مشاركاتك هذه كيف وجدت الفن التشكيلي العربي المعاصر , ومن يستوقفك اكثر ؟
لست ناقدا فنيا اختص في تقييم معطيات الحركة التشكيلية في الجزائر والوطن العربي، وأنا الفنانة التي تنتظر تشخيصا نقديا فنيا لأعمالها... لكن لا بأس في اختصار ما أرى في واقع الحركة التشكيلية في عالمنا، إذ يتجه معظم التشكيليين إلى تقنيات الفن التجريدي، أو البقاء في فيما أفرزته الإنطباعية، وهذا ما يعني قلة ظهور التجارب الفنية المعاصرة في عالم متغير.
* طيب ..أين تجد مكانك بين التشكيلين  الجزائريين والعرب ؟.
قلت لك في الإجابة على سؤال سبق، أن الفنان عالم فردي، لا يشغل ذاته بترتيب مكانته في قائمة الفنانين التشكيليين، لكنني موجودة في الساحة التشكيلية، جسدت حضوري المتجدد في مختلف الأماكن عربيا ووطنيا، واقتربت أكثر من جمهور متلق لجماليات تشكيلية ضمنتها عمق المعاني .
* هل توضح لنا رؤيتك لواقع الفن التشكيلي الجزائري , ومن يستوقفك من رواده؟
-الحركة التشكيلية الجزائرية عالم يتسع باتساع الجزائر وانفتاحها في ضفتي البحر المتوسط، كما يتسع بالكم النوعي من كبار الفنانين الذين أثروا الحركة التشكيلية العربية والعالمية، واقتنت كبريات المتاحف الأوروبية أعمالهم، ومازالت الحركة النقدية تدرس تجارب الفنان رشيد قريشي الذي وحد بين المعاصرة وأدواتها الحديثة والتراث العربي الإسلامي، وأشير هنا إلى عمله المجسم "طريق الورود" الذي جاب مختلف دول العالم، هذا دون أن ننسى الإرث الكبير الذي تركه لنا الفنان العالمي الراحل محمد راسم رائد مدرسة المنمنمات الجزائرية.
*اراك تميلين إلى المدرستين الواقعية والتعبيرية لماذا ؟
– نعم أميل إلى الواقعية، لكن ليست الواقعية المستنسخة من مشهد جامد، أنا أرى الواقع بمنظار فني ثاقب، أحرص على كشف مضامينه الخفية، التي لا يراه أي أحد، المضامين التي تحمل على متنها المعاني، أما التعبيرية فهي الأقرب إلى تصديق ما أسعى إليه من أجل الرقي بالأحاسيس الذهنية التي تحرك مشاعر المتلقي.