المحرر موضوع: دينونة الرب يهوه ستُنفّذ في الاشرار . . . الجزء الاول.  (زيارة 307 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام الراوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 639
    • مشاهدة الملف الشخصي
دينونة الرب يهوه ستُنفّذ في الاشرار . . .  الجزء الاول.
:

يذكر الكتاب المقدس، عن تخلّي امة اسرائيل عن العبادة الحقة ليهوه الله منقذهم. قال في سفر (عاموس ٤:‏١٢ لِذٰلِكَ هٰكَذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا إِسْرَائِيلُ.‏ وَمِنْ أَجْلِ أَنِّي أَصْنَعُ بِكَ هٰذَا،‏ فَٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلٰهِكَ  يَا إِسْرَائِيلُ ). فهل سيضع الرب يهوه حدّا للشر والآلام المنتشرة في الأَرضِ ؟‏ يبرز هذا السؤال في وقتنا هذا أَكثر من أَيّ وقت مضى.‏ فأينما نظرنا ،‏ نرى أَدلة على الوحشية التي يعامل بها الإِنسان أَخاه الإِنسان.‏  وكم نتوق إِلى عالم خال من العنف ،‏ الإِرهاب ،‏ والفساد، .. الخ.  لكن من المفرح أن الآب يهوه سينهي هذا الشر،‏ ونحن على ثقة تامة إِنه سيفعل ذلك .‏ فصفاته تؤكد لنا انه سيزيل الأَشرار .‏ فهو مثلاً إِله بارّ وعادل .‏ تخبرنا كلمته في (المزمور ٥:٣٣ هُوَ يُحِبُّ ٱلْبِرَّ وَٱلْعَدْلَ.‏  مِنْ لُطْفِ يَهْوَهَ ٱلْحُبِّيِّ ٱمْتَلَأَتِ ٱلْأَرْضُ) .‏ ويقول مزمور آخر عن يهوه الله في (مزمور ٥:١١ يقول: يَهْوَهُ يَفْحَصُ ٱلْبَارَّ وَٱلشِّرِّيرَ ،‏ وَمُحِبُّ ٱلْعُنْفِ تُبْغِضُهُ نَفْسُهُ).‏‏  فيهوه الله،‏ الإِله الكليّ القدرة الذي يحبّ البرّ والعدل ،‏ لن يتحمل إِلى الأَبد أَمراً يبغضه .‏ هنالك ايضا سبب آخر يقوّي ثقتنا بأن يهوه الله سيزيل الشر.‏ فسجل تعاملاته السابقة مع الأَشرار يؤكد ذلك.‏ وهذا ما يبرزه سفر عاموس في الكتاب المقدس ،‏ اذ يحتوي أَمثلة بارزة عن تعاملات يهوه مع الأَشرار.‏ وفي هذه المقالة سنتابع مناقشتنا لنبوة عاموس ،‏ وستشدِّد هذه المناقشة على ثلاثة أُمورٍ عن دينونة الله:
أَولاً ،‏ إِنها دائما دينونة مُستحَقة .‏
ثانياً ،‏ إِنها دينونة حتمية لا مفرّ منها .‏
ثالثاً ،‏ إِنها دينونة إِنتقائية ،‏ لأن يهوه ينفِّذ الدينونة في الأَشرار،‏ لكنه يرحم التائبين والذين لديهم ميل صائب .‏  إقرأ:( روما ٩: ١٧-٢٦)‏.‏

الدينونة الالهية مستحقة دائما.
  في أَيام عاموس ،‏ كانت أُمة إِسرائيل قد إِنقسمت إِلى مملكتَين :‏ مملكة يهوذا الجنوبية ذات السبطَين ومملكة إِسرائيل الشمالية ذات العشرة أَسباط.‏ وقد فوَّض الرب يهوه إِلى عاموس أَن يكون نبيّاً .‏ فأرسله من بلدته في يهوذا إِلى إِسرائيل ليعلن الدينونة الإِلهية.‏ لم يبدأ عاموس عمله بإعلان دينونة يهوه الله ضد المملكة الشمالية العاصية ،‏ بل بإعلان الدينونة الإِلهية المضادة على ستّ أُمم محيطة بإسرائيل :‏[ أَرام ،‏ فِلِسطية ،‏ صور،‏ آَدوم ،‏ عمون ،‏ وموآب] .‏ فهل كانت هذه الأُمم تستحق فعلا دينونة الله المضادة ؟‏ بالتأكيد !‏ وأحد الأَسباب هو عداؤها الشديد نحو شعب الرب يهوه.‏ مثلاً،‏ دان الرب يهوه الأَراميين «لأنهم داسوا جلعاد» .‏ ‏ يذكر( عاموس ٣:١«هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ:‏ ‹«بِسَبَبِ عِصْيَانِ دِمَشْقَ  ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بَلْ أَرْبَعًا ،‏ لَا أَرْجِعُ عَنْ حُكْمِي ،‏ لِأَنَّهُمْ دَرَسُوا جِلْعَادَ  بِنَوَارِجَ مِنْ حَدِيدٍ).‏  فقد انتزع الأَراميون مقاطعات من جلعاد ‏ منطقة في إِسرائيل تقع شرق نهر الأُردن‏ وأنزلوا إصابات بليغة بشعب الله في تلك المنطقة.‏ ولكن ماذا عن فِلِسطية وصور؟‏ كان الفِلِسطيون مذنبين. بأسر الإِسرائيليين وبيعهم للأدوميين.‏ كما وقع بعض الإِسرائيليين بين أَيدي تجار العبيد الصوريين .‏ (عاموس ١: ٦-٩ : «هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ :‏ ‹«بِسَبَبِ عِصْيَانِ غَزَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بَلْ أَرْبَعًا ،‏ لَا أَرْجِعُ عَنْ حُكْمِي ،‏ لِأَنَّهُمْ سَبَوْا سَبْيًا كَامِلًا  لِيُسَلِّمُوهُمْ إِلَى أَدُومَ .‏‏ . . «هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ :‏ ‹بِسَبَبِ عِصْيَانِ صُورَثَلَاثَ مَرَّاتٍ بَلْ أَرْبَعًا ،‏ لَا أَرْجِعُ عَنْ حُكْمِي ،‏ لِأَنَّهُمْ أَسْلَمُوا سَبْيًا كَامِلًا إِلَى أَدُومَ ،‏ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَهْدَ ٱلْإِخْوَةِ ).‏ ‏ تخيّل ان شعب الله بيع للعبودية!‏.  فلا عجب اذًا ان يُنزِل الرب يهوه الويلات بـِ (أرام،‏ فِلِسطية،‏ وصور)!‏ كان هنالك قاسم مشترَك يجمع بين أدوم وعمون وموآب وكذلك بين هذه الأُمم وأمة إِسرائيل.‏ فقد كانت صلة قرابة تربط بينها وبين إِسرائيل.‏ فالأَدوميون متحدِّرون من عيسو،‏ شقيق يعقوب التوأم ،‏ المتحدِّر من إِبراهيم .‏ لذلك كانوا إِلى حدّ ما إِخوة للإِسرائيليين.‏ أما العمونيون والموآبيون فكانوا متحدِّرين من  لوط،‏ إِبن أَخيِ إِبراهيم.‏ فهل عامل الأَدوميون والعمونيون والموآبيون أَقرباءهم الإِسرائيليين بطريقة حبية ؟‏ كلا ،‏ على الإِطلاق !‏ فقد ضرب آدوم [ أَخاه ] بالسيف بقسوة ،‏ وعامل العمونيون الأسرى الإِسرائيليين بوحشية.‏ كما يخبرنا الكتاب المقدس في سفر (عاموس ١: ١٢،١١ قَلَبْتُ أَرْضَكُمْ كَمَا قَلَبْتُ سَدُومَ وَعَمُورَةَ.‏ وَصِرْتُمْ كَحَطَبَةٍ مُنْتَشَلَةٍ مِنَ ٱلنَّارِ،‏ وَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ يَهْوَهُ. ١٢ ‏«لِذٰلِكَ هٰكَذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا إِسْرَائِيلُ.‏ وَمِنْ أَجْلِ أَنِّي أَصْنَعُ بِكَ هٰذَا،‏ فَٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلٰهِكَ يَا إِسْرَائِيلُ).‏
الى اللقاء في الجزء الثاني بمشيئة الرب يهوه.