دينونة الرب يهوه ستُنفّذ في الاشرار . . . الجزء الاول.
:
يذكر الكتاب المقدس، عن تخلّي امة اسرائيل عن العبادة الحقة ليهوه الله منقذهم. قال في سفر (عاموس ٤:١٢ لِذٰلِكَ هٰكَذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. وَمِنْ أَجْلِ أَنِّي أَصْنَعُ بِكَ هٰذَا، فَٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلٰهِكَ يَا إِسْرَائِيلُ ). فهل سيضع الرب يهوه حدّا للشر والآلام المنتشرة في الأَرضِ ؟ يبرز هذا السؤال في وقتنا هذا أَكثر من أَيّ وقت مضى. فأينما نظرنا ، نرى أَدلة على الوحشية التي يعامل بها الإِنسان أَخاه الإِنسان. وكم نتوق إِلى عالم خال من العنف ، الإِرهاب ، والفساد، .. الخ. لكن من المفرح أن الآب يهوه سينهي هذا الشر، ونحن على ثقة تامة إِنه سيفعل ذلك . فصفاته تؤكد لنا انه سيزيل الأَشرار . فهو مثلاً إِله بارّ وعادل . تخبرنا كلمته في (المزمور ٥:٣٣ هُوَ يُحِبُّ ٱلْبِرَّ وَٱلْعَدْلَ. مِنْ لُطْفِ يَهْوَهَ ٱلْحُبِّيِّ ٱمْتَلَأَتِ ٱلْأَرْضُ) . ويقول مزمور آخر عن يهوه الله في (مزمور ٥:١١ يقول: يَهْوَهُ يَفْحَصُ ٱلْبَارَّ وَٱلشِّرِّيرَ ، وَمُحِبُّ ٱلْعُنْفِ تُبْغِضُهُ نَفْسُهُ). فيهوه الله، الإِله الكليّ القدرة الذي يحبّ البرّ والعدل ، لن يتحمل إِلى الأَبد أَمراً يبغضه . هنالك ايضا سبب آخر يقوّي ثقتنا بأن يهوه الله سيزيل الشر. فسجل تعاملاته السابقة مع الأَشرار يؤكد ذلك. وهذا ما يبرزه سفر عاموس في الكتاب المقدس ، اذ يحتوي أَمثلة بارزة عن تعاملات يهوه مع الأَشرار. وفي هذه المقالة سنتابع مناقشتنا لنبوة عاموس ، وستشدِّد هذه المناقشة على ثلاثة أُمورٍ عن دينونة الله:
أَولاً ، إِنها دائما دينونة مُستحَقة .
ثانياً ، إِنها دينونة حتمية لا مفرّ منها .
ثالثاً ، إِنها دينونة إِنتقائية ، لأن يهوه ينفِّذ الدينونة في الأَشرار، لكنه يرحم التائبين والذين لديهم ميل صائب . إقرأ:( روما ٩: ١٧-٢٦).
الدينونة الالهية مستحقة دائما.
في أَيام عاموس ، كانت أُمة إِسرائيل قد إِنقسمت إِلى مملكتَين : مملكة يهوذا الجنوبية ذات السبطَين ومملكة إِسرائيل الشمالية ذات العشرة أَسباط. وقد فوَّض الرب يهوه إِلى عاموس أَن يكون نبيّاً . فأرسله من بلدته في يهوذا إِلى إِسرائيل ليعلن الدينونة الإِلهية. لم يبدأ عاموس عمله بإعلان دينونة يهوه الله ضد المملكة الشمالية العاصية ، بل بإعلان الدينونة الإِلهية المضادة على ستّ أُمم محيطة بإسرائيل :[ أَرام ، فِلِسطية ، صور، آَدوم ، عمون ، وموآب] . فهل كانت هذه الأُمم تستحق فعلا دينونة الله المضادة ؟ بالتأكيد ! وأحد الأَسباب هو عداؤها الشديد نحو شعب الرب يهوه. مثلاً، دان الرب يهوه الأَراميين «لأنهم داسوا جلعاد» . يذكر( عاموس ٣:١«هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ: ‹«بِسَبَبِ عِصْيَانِ دِمَشْقَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بَلْ أَرْبَعًا ، لَا أَرْجِعُ عَنْ حُكْمِي ، لِأَنَّهُمْ دَرَسُوا جِلْعَادَ بِنَوَارِجَ مِنْ حَدِيدٍ). فقد انتزع الأَراميون مقاطعات من جلعاد منطقة في إِسرائيل تقع شرق نهر الأُردن وأنزلوا إصابات بليغة بشعب الله في تلك المنطقة. ولكن ماذا عن فِلِسطية وصور؟ كان الفِلِسطيون مذنبين. بأسر الإِسرائيليين وبيعهم للأدوميين. كما وقع بعض الإِسرائيليين بين أَيدي تجار العبيد الصوريين . (عاموس ١: ٦-٩ : «هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ : ‹«بِسَبَبِ عِصْيَانِ غَزَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بَلْ أَرْبَعًا ، لَا أَرْجِعُ عَنْ حُكْمِي ، لِأَنَّهُمْ سَبَوْا سَبْيًا كَامِلًا لِيُسَلِّمُوهُمْ إِلَى أَدُومَ . . . «هٰكَذَا قَالَ يَهْوَهُ : ‹بِسَبَبِ عِصْيَانِ صُورَثَلَاثَ مَرَّاتٍ بَلْ أَرْبَعًا ، لَا أَرْجِعُ عَنْ حُكْمِي ، لِأَنَّهُمْ أَسْلَمُوا سَبْيًا كَامِلًا إِلَى أَدُومَ ، وَلَمْ يَذْكُرُوا عَهْدَ ٱلْإِخْوَةِ ). تخيّل ان شعب الله بيع للعبودية!. فلا عجب اذًا ان يُنزِل الرب يهوه الويلات بـِ (أرام، فِلِسطية، وصور)! كان هنالك قاسم مشترَك يجمع بين أدوم وعمون وموآب وكذلك بين هذه الأُمم وأمة إِسرائيل. فقد كانت صلة قرابة تربط بينها وبين إِسرائيل. فالأَدوميون متحدِّرون من عيسو، شقيق يعقوب التوأم ، المتحدِّر من إِبراهيم . لذلك كانوا إِلى حدّ ما إِخوة للإِسرائيليين. أما العمونيون والموآبيون فكانوا متحدِّرين من لوط، إِبن أَخيِ إِبراهيم. فهل عامل الأَدوميون والعمونيون والموآبيون أَقرباءهم الإِسرائيليين بطريقة حبية ؟ كلا ، على الإِطلاق ! فقد ضرب آدوم [ أَخاه ] بالسيف بقسوة ، وعامل العمونيون الأسرى الإِسرائيليين بوحشية. كما يخبرنا الكتاب المقدس في سفر (عاموس ١: ١٢،١١ قَلَبْتُ أَرْضَكُمْ كَمَا قَلَبْتُ سَدُومَ وَعَمُورَةَ. وَصِرْتُمْ كَحَطَبَةٍ مُنْتَشَلَةٍ مِنَ ٱلنَّارِ، وَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ يَهْوَهُ. ١٢ «لِذٰلِكَ هٰكَذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. وَمِنْ أَجْلِ أَنِّي أَصْنَعُ بِكَ هٰذَا، فَٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلٰهِكَ يَا إِسْرَائِيلُ).
الى اللقاء في الجزء الثاني بمشيئة الرب يهوه.