عنكاوا دوت كوم - كيو بوست - العراق – أحمد الدليميلا تزال ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران تفرض سيطرتها على المناطق والقرى التابعة لسهل نينوى في محافظة الموصل العراقية؛ حيث تمارس انتهاكات واسعة النطاق بحق المدنيين العزل؛ من بينها فرض إتاوات على المحلات التجارية وشاحنات نقل البضائع، وكذلك طالت ميسوري الحال، فضلًا عن تنفيذ اعتقالات تعسفية بحق أبناء تلك المناطق؛ بهدف تهجيرهم ومساومة أُسرهم على مبالغ مالية كبيرة.
واتهم الخبير العسكري العراقي مؤيد سالم الجحيشي، في حديث خاص مع “كيوبوست”، لواءَي 30 و50 حشد شعبي، اللذين يقودهما وعد القدو وريان الكلداني، بارتكاب جرائم خطف للمواطنين في سهل نينوى؛ إذ يفرضان على عائلاتهم دفع عشرات الآلاف أو يزيد من الدولارات مقابل إطلاق سراحهم. ورغم دفع العائلات للفديات؛ فإن عديدًا من الأشخاص لا يزالون معتقلين لدى ميليشيات هذين الواءَين النافذَين في سجون سرية، وبعضهم قد قُتل بالتصفية الجسدية، حسب الجحيشي.
اقرأ أيضًا: خبراء يتحدثون إلى “كيوبوست” عن سيناريوهات المواجهة الإيرانية- الأمريكية بالعراق
وقال الجحيشي: “إن فصائل هذه الميليشيات ارتكبت عشرات عمليات القتل والتهجير ولا تزال تلك التجاوزات مستمرة؛ ومنها الاستيلاء على الدور السكنية وقطع الأراضي بقوة السلاح بحق ممتلكات العائلات المسيحية التي أجبرتها الميليشيات على النزوح مجددًا”.
وأضاف الخبير العسكري العراقي أن لواءَي 30 و50 يسيطران بشكل كامل على سهل نينوى ويمنعان المحافظ وقيادة العمليات العسكرية والشرطة من دخولها بأوامر إيرانية.
الخبير العسكري العراقي مؤيد سالم الجحيشي
وأوضح الجحيشي أن انتهاكات تلك الميليشيات لا تتوقف عن الاعتقالات والسطو المسلح؛ إذ تفرض إتاوات على التجار وأصحاب المعامل الصناعية ومعامل الحنطة، وتقوم بإجبارهم على دفع مبالغ شهرية، ومَن يمتنع عن الدفع يكون مصيره إما التصفية وإما الاختطاف.
وتابع الخبير العسكري العراقي بأن مسؤولين في الحكومة العراقية اعترفوا بحدوث انتهاكات ضد أهالي سهل نينوى تقوم بها ميليشيا الحشد الشعبي؛ لكنها (الحكومة العراقية) لا تقوى على كبح جماحها وإخراجها من تلك المناطق؛ خشية المواجهة، لأنها باتت أقوى من الدولة وأجهزتها الأمنية.
وحسب قول الجحيشي فإن ميليشيا لواء 50 الذي يقوده ريان الكلداني، استولت على جميع منازل المسيحيين النازحين؛ خصوصًا في الجانب الأيسر من مدينة الموصل وسهل نينوى، والذين أجبرتهم العمليات العسكرية المصحوبة بالقصف المتواصل وقت عمليات التحرير على النزوح إلى مناطق أكثر أمنًا والذين لم يعُد كثير منهم؛ خوفًا من عمليات الانتقام.
واستغرب الخبير العسكري العراقي صمت السلطات الحكومية على انتهاكات هذه الميليشيات الإجرامية في الموصل دون حساب.
