المحرر موضوع: صار الله بشراً حتى نصير نحن الله  (زيارة 401 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
صار الله بشراً حتى نصير نحن الله
القديس / أثناسيوس الكبير ( 295م – 373 )
إعداد / وردا إسحاق قلّو
حلّ كلمة الله اللاجسدي وغير مائت في بلادنا ، رغم أنه لم يكن بعيداً عنها من قبل ، لم يترك أيّ جزء من الخليقة خالياً من حضوره ، بل ملأ الكل ، فهو باقٍ لدى أبيه ، لكنه يجعل ذاته بيننا من أجل إنقاذنا بإظهار محبته....
وإذ أخذته الشفقة على جنسنا ، متحنناً على ضعفنا ، ومتنازلاً إلى فسادنا ، غير راضٍ أبداً أن يسود الموت علينا ، حتى لا يهلك ما أنشأه ، ولا يضيع سدّى عمل أبيه ، أتخذ جسداً لا يختلف عن جسدنا ....
إن من يتحدث عن الخصائص البشرية للكلمة ، يعرف أيضاً ما يختص بألوهيته ....
وعندما يتحدث أحد من دموعه ، يعرف أن الرب يظهر بدموعه خاصيته البشرية ، وبإقامة لعازر خاصيته الإلهية . ويعرف أن الرب قاسى الجوع والعطش ، وفي الوقت ذاته أشبع بطريقة إلهية خمس آلاف نفس بخمسة أرغفة ويعرف أن جسده البشري مكث في القبر وأقيم بكونه جسد الله ...
صار الكلمة بشراً حتى نصير نحن الله ، وبجسده صار منظوراً ، حتى تكون لدينا فكرة عن الآب غير المنظور ، تحمل إهانات الناس حتى يكون لنا نصيب في الخلود . لم يلحقه أي ضرر ، بكونه كلمة الله غير الزائل وغير الفاني . لكنه هكذا أنقذ من الخطر الناس المعذّبين الذين من أجلهم تحمّلَ كل هذا .
( مدخل إلى آباء الكنيسة جزء 3 )