سيادة المطران لويس ساكو الجزيل الاحترام
بالحقيقة لا اعلم كيف ابدأبالكتابة , فالحزن والالم يحزان في نفسي على هذه الامة العظيمة التي يشهد لها التاريخ بابداعات رجالها ,وقوة ابطالها , إن كانت اشورية او كلدانية او سريانية , فجميع ابنائها كانوا عظاما دوخوا الدنيا , وكل شخص يفتخر بالانتماء اليها ,مهما اختلفت التسميات وتعددت الصفاة فنحن شعب واحد ننطق بلغة واحدة ولنا عادات متشابهة ندين بدين المسيح ونؤمن باله واحد خالق الكل , فلماذا يا ترى هذا التفرق ؟ ويا ليتنا نعود الى انفسنا ونرجع عدة شهور الى الوراء, لنرى ونشاهد ما حل في هذه الامة من جراء التحزب والتشتت , فقد حصدنا في معركة الانتخابات الخيبة والفشل , ولم تستطع جميع قوائمنا الانتخابية على شتى مذاهبها وافكارها وخلفياتها السياسية ان تدفع سوى عضو واحد الى قبة البرلمان العراقي . وهذا للاسف منتهى الخذلان لشعب مسيحي تعداده اكثر من 1.5 مليون نسمة في الوطن والمهجر , وسبب كل ذلك الانانية الفردية التي تحصنت خلف المنفعة الشخصية . ولم تبالي بمصلحة الشعب المسيحي الذي تعداده 1.5 مليون ,كفئه حاضرة في المجتمع العراقي ,كانت دوما في طليعة العاملين بمحبة واخلاص في خدمة الوطن منذ تاسيس الدولة العراقية في بداية العشرينات من القرن الماضي , وللاسف ان احزابنا التي كثرت وتعددت لم تستطع ان تفعل شيئا لنا فضاعت واضاعتنا معها بحيث لم نعد ندري اين نضع اقدامنا في مسيرة العراق الديمقراطي الجديد .
يا سيادة الحبر الجليل انت قرعت ناقوس الخطر وناديت القوم لبتحدوا قبل فوات الاوان ففي اتحادنا قوة لبعضنا ومتانة لاساسنا المسيحي , وليبقى الاشوري اشوريا وهو البطل , والكلداني كلدانيا وهو العبقري والسرياني سريانيا وهو الاصيل فجميعهم تفخر امتنا بهم , فلا ضرر من ذلك مطلقا بل بالعكس فسيكونوا قوة يحسب لهم ,ففي تماسكهم واتحادهم يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا . والواحد منهم فخر للاخر , وقبل ان يفلت هذا الخيط من ايدينا على كنائسنا وشيبنا وشبابنا ان يعملوا في ورشة واحدة هدفها مصلحة ومصير شعبنا المسيحي بكل اطيافه المتعددة , فالوقت الان هو وقت العمل وليس وقت كلام لا ينفع ولا يجدي .
نحن اهل العراق الاصليين من عهد سومر واكد ونينوى وبابل ,ولنا حقوق كاملة في الوطن العراقي , اسوة بسائر العراقيين , وعلينا ان ننهض لاقرارها وتثبيتها , قبل ان تفلت الفرصة منا , والكنائس جميعها تستطيع ان تفعل اكثر مما تفعله الاحزاب التي تفكر دائما بمصلحتها , وتضع مكاسبها قبل اي شئ اخر , كما نراه الان يحصل في بلدنا ........, لا بد ان تنهض احزاب مسيحية , كما هو الحال في كثير من الدول المتقدمة , لكن هذه الاحزاب التي تضم اعضاء من قوميات مختلفة , عليها ان تضع مصلحة الوطن فوق كل شئ , والتنافس بين اعضائها يكون على قاعدة الكفائة والتفاني في خدمة الجميع .
ونحن كمسيحيين يمكننا ان نؤسس حزبا , يجمعنا بكل اقلياتنا , ولا ضرورة ان ننحي منحى قوميا او طائفيا , يكون هدفه توحيد المسيحيين وابرازهم كطبقة فاعلة في المجتمع العراقي , فنحن لسنا اقلية كما يشار الينا , فنسبتنا حوالي 7% من نسبة سكان العراق , اضافة الى اننا اهل البلاد الاصليين , تمتد جذورنا في اعماق التاريخ , ويجب ان نتذكر ان امامنا فرصة صغيرة , نستطيع استغلالها قبل الانتخابات العراقية القادمة , واذا اتحدنا فبامكاننا ان نحتل مقاعد كثيرة تتناسب وحجمنا في البرلمان العراقي المقبل , لا ان نتكل على هذه الفئة او تلك لتمن علينا بمقد نيابي او اكثر , يكون مرهونا بتوجهات وتطلعات تلك الفئة السياسية , لا بارادتنا الحرة .
وشكرا لكل من يعمل من اجل وحدتنا وعزنا وفي حقل المسيحية الواسع + ~
فريد قطا -- كندا-- تورنتو