المحرر موضوع: إنتفاضة جيل الحداثة وطنية بإمتياز  (زيارة 546 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الدكتور علي الخالدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 486
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إنتفاضة جيل الحداثة وطنية بإمتياز 
دكتور/ علي الخالدي
 أثبتت وقائع إنتفاضة جيل الحداثة العراقية لشعوب العالم، أن ساحة التحرير، وما حولها، حولوها إلى عصب حيوي لإنتفاضة وطنية بإمتياز، خاصة بعد أن هالهم وجماهير شعبهم، ما وصل اليه  العراق من مآسي وويلات. بسبب تمسك النخبة السياسية للأحزاب الإسلامية بالسلطة. وبسبب تعنتهم وتكبرهم على الحماهير الشعبية!!، فقدت الدولة العراقية هيبتها والوطن سيادته. أما تماديهم بعدم سماع صوت المنتفضين، بضرورة القيام بإصلاحات جذرية في طبيعة البنية السياسية للنظام، فإنه دلل على عدم وجود نية حقيقية لبناء عراق ديمقراطي مدني متحرر، خالي من الطائفية، تسوده العدالة الإجتماعية. عراق من طراز جديد. على أنقاض بنية حكمهم المحاصصاتي المقيت، الذي قَيدوا به الوطن. عراق يلبي تحقيق أحلام نساءه ورجاله، من كافة مكوناته العرقية، وبشكل يتماهى مع مقاييس وضعها المنتفضون  بإسترجاع كل ما سرق من الشعب من روح وطنية وثراث حضاري، وما صودر من الوطن بمعية العامل الخارجي ودول الجوار من سيادة وطنية 
فعلى الرغم من التأكيد المتواصل للمنتفضين بأن حراكهم سلمي، و يجري عبر طرق سلمية، وهم(جيل الحداثة) لا يحملوا اية ضغينة ضدهم، لأنهم لا يملكو لا سلاح ولا سلطة غير العلم العراقي يوشحوا به صدورهم وحراكهم السلمي. وإن إنتفاضتهم ستبقى سلمية، ولن يغادروا ساحات التظاهر حتى يضمنوا تحقيق ما إنتفضوا من أجله. 
فحراك جيل الحداثة، الذي وقفت الجماهير الشعبية خلفه، ومن مختلف مكوناتها العرقية يتواصل سلميا، ويتصاعد تدريجيا، محققا إستقالة الحكومة وقانون إنتخابات جديد رغم بعده عن مقاييس المنتفظين. ولكثرة عيوبة سيسمح بدخول الأحزاب الطائفية من الشباك إلى مواقع القرار، والعودة للسلطة، بعد خروجها من الباب منها
لهذا شنت وتشن الأحزاب الحاكمة عبر ميليشياتها المنفلته والطرف الثالث حملة تجاهل عدائية بحق المنتفضين، مستعملة شتى وسائل الإرهاب والقمع والتنكيل، بما في ذلك إستعمال الرصاص الحي. لإجهاض حراكهم السلمي، بغية إبقاء صيغة مبدأهم السياسي في الحكم (مبداْ المحاصصة)، لمواصلة سرقة الشعب والوطن، مما سبب تراجع حياة الجماهير الشعبية اليومية، وإزدادت فقرا، بالتوازي مع تعاضم وتراكم ثرواتهم المنقولة وغير المنقولة في الداخل والخارج. مع عدم تناسيهم تحقيق أجندات دول تشترك وإياهم بنهج مذهبي واحد،  ومع هذا يصر جيل الحداثة المنتفض سلميا، على مواصلة، منذ ألأول من أكتوبر العام الماضي حراكه السلمي في ساحات التظاهر، لإرغام المتربعين على مقاليد السلطة، تفليش بنية حكمهم، والإتيان برئيس حكومة وطني ضمن مواصفات المنتفظين سلميا. يعمل على تبديل ما زرعته الأحزاب الإسلامية الحاكمة من مريديهم ومحسوبيهم في سائر مفاصل الدولة العراقية الإدارية والأمنية، بعناصر وطنية كفوءة علميا. وإلغاء كافة المخططات التي وضعها العامل الخارجي ودول الجوار القريبة والبعيدة، التي أريد لعراق ما بعد 2003 السير ضمنها. كي يلتصق بها الفشل الذريع ، طيلة 16 عاما ولوقتنا هذا. ولم يكتفوا بذلك بل حولوا الديمقراطية الهشة التي لم تتذوق الجماهير الشعبية طعمها الحقيقي منذ عقودا إلى حائط  يتكئوا عليه دعائيا 
 قد يكون العامل الخارجي ﻷم يُدرك، أو كان متعمدا، بإناطة تطبيقها (الديمقراطية الهشة)، لأيدي لا تحسن زراعتها، ولا تعترف بمزياها، إذ لم تقدم على إرواءها، بل عمدت الى قطع أغصانها بالتدريج فجفت، ولما لم ينفع معها التقليم، لتمسك الجماهير الشعبية بها (رغم هشاشتها) فإقتلعتها من جذورها، مستقويتا بميليشياتها المنفلته التي سلحتها بأحدث الأسلحة، فاقت ما تسلح به الجيش العراقي، الذي غُلب على أمره أسوة بشعبه. واليوم تحاول الاحزاب والكتل الحاكمة، ركب موجة الإنتفاضة، هادفة التغطية على محاسبة من سرق اموال الشعب ومن عرقل تقدم العراق علميا وحضاريا، بنكوص التعليم والمعرفة ، وإقتصاديا بتشويه خبرته الزراعية والصناعية، حتى يكون غذاءه من وراء الحدود و مستورد بالدولار من الدول الجارة، حتى منها ما سعى ليكون مستوى تصديره للعراق 20 مليارد دولار

ان جيل الحداثة بإنتفاضته السلمية، في الوقت الذي يتمسك بسلمية إنتفاضته يصر على مواصلتها، منطلقا من مصالح الشعب والوطن العليا، القاضية بإبعاده عن ويلات النزاعات الدولية والإقليمية، مع الدعوة لتسويتها بالطرق السلمية والدبلوماسية، وعبر احترام القوانين والأعراف الدولية، ويحذر جميع مكوناته المجتمعية من مغبة الإنزلاق والإنسياق نحو مبررات واهية لتقسيم العراق على مبداء بايدن الذي عُكس في جلسة البرلمان الأخيرة