المحرر موضوع: إجتماعُ فيزبادن 2020 - أملٌ آشوري متجددٌ بعد خيبات  (زيارة 3448 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إجتماعُ فيزبادن 2020
أملٌ آشوري متجددٌ بعد خيبات


11/كانون الثاني/2020
المقالة تعبــّـر عن الراي الشخصي لكاتبها


سبعة عشر سنة تمرّ على سقوط دولة العراق بأيدي إيران وأميركا، عانى خلالها الشعب العراقي ما عاناه وبرضى أغلبيته التي وافقت على دستور الأسلمة والتكريد بموجب استفتائها عام 2005، والتي انتخبت اللصوص لأربعة دورات على صدى نداءات الأئمة بحيث تحوّل العراق إلى مصرفٍ إيراني وشماله مكتب سمسرة لشركات النفط الأميركية والأوروبية والإسرائيلية والتنظيمات الإرهابية ولا من يسأل.

وضمن هذا، كان الآشوريون يعقدون آمالهم على التغيير بعد 2003 داعمين أملهم بوعود مؤسساتهم السياسية التي اتضح في النهاية أن بعضها ليس سوى جمعيات خيرية ومكاتب توظيف لناخبيها، مما تسبب في خيبة الكثيرين بغياب أي موقف آشوري مشرّف حتى اليوم ولو بالكلام تجاه ما أصاب الشعب الآشوري بحيث هاجر ما نسبته 90%.

وخلال السبعة عشر عام الأخيرة دخل الشعب الآشوري في مشاحنات لا تنتهي (فتنة آشور سورو [مار باوَي سابقا]) الحزبية، ومهزلة "القوميات الكنسية" داخل الأمة الآشورية، ألخ..)، وأضاع وقتاً ثميناً فيما كان حكام العراق وبشكل خاص أميركا التي تعيش فيها أكبر جالية آشورية، تقرر مصير الشعب العراقي بين أسطر الدستور العراقي القذر الذي شارك بكتابته "المناضلون في أرض الوطن"، وفيما المؤسسات الآشورية في أميركا أسيرة شعاراتهم ولا تزال، بحيث لم تتحرك يوما حسب إمكانياتها في ظل الحرية، إلا ضمن الخطوط التي يرسمها لهم بعض السماسرة الذين بسببهم لم تفهم حكومات المهجر الآشوري حتى اليوم ماذا يريد الآشوريون.

لقد حاول المهجر الآشوري التخلص مرارا من هذا الواقع حيث جرت محاولات "تحرر" عديدة إنما فشلت كونها أتت متأخرة بعد خيبة الشعب الآشوري من مؤسساته السياسية وحركته القومية بشكل عام، ورغم ذلك تمت الدعوة لعدة اجتماعات أو مؤتمرات رفض "المناضلون" حضورها ومنهم من اشترط قبل سنة، عقدها تحت السيطرة الكردية وهكذا لم يعقد أي مؤتمر آشوري بعد دعوة داعش إلى العراق.

بعيدا عن فشل المؤسسات السياسية (سواء في المهجر أو تحت الإحتلال الكردو-إسلامي)، قامت مجموعة من الناشطين الآشوريين المستقلين والنخب المثقفة التي لا علاقة لها بكل ما ذكرناه من خلافات، بطرح فكرة منذ العام 2015 ألا وهي "البرلمان الآشوري في المنفى" واستمرّ التحضير للمشروع حتى انعقاد الإجتماع الموسّع الأوّل لهذه المجموعة في العاصمة الأرمينية يريفان في أيلول/2019 حيث انبثقت عنه لجنة متابعة للتحضير لاجتماعات اخرى قد تخرج بتأكيدٍ على فكرة "البرلمان الآشوري" أو أي هيئة آشورية جامعة تحت أي مسمّى آخر وهيكلية معينة (حسب فهمنا للمسألة) وهذا ما ستدور حوله النقاشات التي ستجري في الإجتماع القادم في مدينة فيزبادن الألمانية بين 07 و 09 شباط/2020 والذي سيحضره ناشطون ومؤسسات آشورية من أنحاء العالم.

سبقَ أن لاقى اجتماع أرمينيا أصداءً لا بأس بها في المجتمع الآشوري بسبب خروجه ببيان "آشوري" واضح غير تجاري، على أمل أن يستكمل ذلك بتبني "دستور" أو برنامج قومي "آشوري" يحافظ على ثوابت القضية الآشورية (الهوية والأرض) وفي نفس الوقت يتيح المجال للتعامل فيما بعد مع حالة المهجر/الوطن (الربط بين الإثنين) بكافة متطلباتها، ليكون أساساً قويا في ترميم الحركة القومية الآشورية بدءاً من المهجر حيث يتواجد 90% من أبناء الأمة الآشورية.

لذلك فإن مسؤولية كبيرة تقف على منظمي هذه الإجتماعات بنقاشاتها السياسية والتنظيمية والتي من المفترَض أن يتمتع المشاركون فيها بأهلية ثقافية وفكر عقائدي وتاريخ نضالي ناشط وذلك تجنباً لتضييع الوقت بالكميـّـة عوضاً عن النوعية (مع احترامنا للجميع) كون هذه الإجتماعات هي باعتقادنا الأمل الأخير للشعب الآشوري، وبالتالي فإن تبنيها للقضية الآشورية سيستوجب مساندتها من قبل الشعب بالذات، خصوصا القسم الغيور على مصير الأمة الآشورية التي تسير على طريق الزوال في مقبرة المهجر.

آشور كيواركيس
رئيس حركة آشور الوطنية