المحرر موضوع: هل باتَ المطارنة والكّهنة تسلية لأقلامنا  (زيارة 1043 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل باتَ المطارنة والكهنة تسلية لأقلامنا
حينما نصل إلى نمط ومنطقة اللامعيارية نفقد حسّ النقد، ذلك النقد البَناء الذي يكون من أجل التصحيح، تصحيح مسار، تصحيح فكرة، رجل دين ارتكب خطأ ما خلال خدمته الرعوية، فأصبح مَعْثَرَةٌ للأخرين، قضية معينة تشغل الرأي العام في المجتمع الحديث الذي بدأت تتآكل فيه القيم والتقاليد رويدًا رويدًا. ومع النقد الحقيقي نكون قد سلطنا الضوء على الوقائع والمشاكل بشكل منهجي رصين يتوافق مع المنطق والعقلانية. ازدادت في الآونة الأخيرة التطاول على المطارنة والقساوسة، بلّ أكثر من ذلك، حتى وصل الأمر من هم في رتبة البطريرك والكاردينال، بأبشع الكلمات وأقذر الألفاظ، فلم يعد هناك معاير اخلاقية تضبط المقال أو النص، وانفلت العِقال عن العقل، فأصبحت الكلمات الجارحة تخرج من الأقلام على عواهنها بدون رقيب ولا محاسب. المطران السارق، القس ابو البنات، الشماس صاحب الأفلام الخلاعية، وأكثر من هذا لا داعي لذكرها، إلى ما هنالك من اتهامات ليس بمقدور صاحب الادعاء أقامة الدليل عليها. أنه عبث مجرّدُ وتجني على الرموز الدينية، ربما يكون موقف شخصي، أو ثأر يريد احدهم اخذه من رجال الكنيسة. لا يوجد توصيف محدد لهذه الحالات الشاذة غير الإساءة من أجل الإساءة. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاءِ. متى : 18-18
من المؤكد إن المرحلة الحالية لا تشبه بأي شكل من الأشكال المراحل السابقة، حتى قبل عشرين سنة أو أكثر، من تجاوز وسب وقدح وذمّ بحقّ رجال الإكليروس، ومن هم في درجة الأسقفية. نعم النقد مطلوب، والتنويه على الأخطاء شيء مهم وضروري، والمناقشة ضرورية لتجديد الخطاب وتحديد الخلل، والكتابة تظل فعل حر، ولكن أيضا  يجب التحلي ببعض أخلاقيات الكتابة ولو في درجاتها الدنيا. صحح لم يعد هناك رقيب على قلم أحد، ولكن أيضا يوجد رقيب مهم وهو ضمير الكاتب، أين هو اليوم في ظل هذه الفوضى الكلامية ؟.
من المؤسف حقاً أن نصل إلى هكذا تجاوزات بحق رجال يخدمون العقيدة. كان ممكن لأي كاتب أن يتعاطى مع الموضوع باحترام واحترافية اكثر دون اللجوء لخطابات جوفاء لا معنى لها، ينتقد ويقيم بشكل رصين دون شتائم، تصل الأم والأخت والأب، واتهامات بالباطل.
هل باتَ البطاركة  والمطارنة والكُهان  تسلية لأقلام بعض الكُتاب وموضوع سخرية وتشهير وتهكم واستهزاء. مثل هذا السؤال يجب أن ينطرح اليوم وبعمق، في خِضّم هذا الأستخفاف بكل القيم والرموز. هل فقدنا بوصلة الكتابة ووصلنا إلى مرحلة اللامعيارية في كل شيء؟.