المحرر موضوع: ملامح جعل رجل الدين المسيحي درعا للسياسي  (زيارة 836 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ملامح جعل رجل الدين المسيحي درعا للسياسي

بولص آدم

 يحدونا أمل كبير بتغيير جذري في العراق، وان تتحول الديموقراطية الصورية الى ديموقراطية حقة، فيها ضمان لحقوق كل افراد الشعب دون تمييز ولن يتحقق ذلك الا بفصل الدين عن الدولة وان لايكون تدخل متبادل بل عمل مشترك بين الروحي والوطني ومن اجل مصالح الشعب العليا، نقد الفترة السابقة مهم جدا وهو قائم على قدم وساق ويرافق بشكل يومي مجريات الحالة العامة و تطورات الشارع المنتفض و وهناك قراءة صادقة من النسبة الغالبة من مثقفي البلد لوضع النظام السياسي في البلد كل مكونات هذا الشعب تعاني من أزمة داخلية وأخرى أزمة الحالة العراقية المعقدة بشكل أشمل، هناك افكار وبيانات على الورق واحلام مشروعة، كلها تستحق التقدير ان كانت وطنية تصب في التغيير المنشود. اتمنى ان ينخرط الطامحين بلعب دور مهما كان شكله وحجمه في احزاب وتجمعات حديثة سليمة من حيث انتمائها الوطني مئة في المئة وبعيدة ان تتخذ من اي طرف اجنبي سندا وغطاء لها. اما ما اطلق عليه بشكل مؤقت، الكلداني السرياني الآشوري ثم المسيحي ايضا فأنه ونظرا لظروف هذا الشعب المريرة والصعبة فمن حقه ان يفكر لنفسه بنفسه ومن أجل الحفاظ على وجوده، بالأضافة الى ضمان الدولة لحقوقه والدفاع عنه دون المساس اطلاقا بمعتقداته الدينية والقومية.
  تطرح حاليا افكار من باب ( في الأ تحاد قوة ) نؤيد ذلك مبدئيا. لكن ما ان بدأنا بمناقشة هذا الموضوع من جوانب عديدة، اقصد بنحن عدد من المثقفين على عد اصابع اليد، حتى انبرى الأخوة الكلدان بابداء امتعاضهم بالقول الصريح تارة او بالتلميح العادي او التلميح الجارح تارة اخرى، انتهز فرصة هذا المقال لأكرر ثانية محبتنا واحترامنا للكاردينال لويس روفائيل ساكو جزيل الأحترام ولكل البطاركة المشرقيين ولكل ابناء شعبنا الكرام، وقد حاولت من جهتي المتواضعة ان اطرح الرأي بشفافية وتوازن واليوم اطالب بأحترام الرأي الآخر و نقده بأيجابية وعدم اعتبار كل رأي مخالف يطرح بجدية واحترام على انه سلبي، مشروع التجمع المؤمل سيفشل قبل ان يبدأ لو انكم بدأتم بهكذا نهج، بصراحة تامة، المشروع المطروح ورغم انه ليس بجديد حتى من مصدره ايضا، فهو من حيث نواياه سليم ومفيد كما قلت سابقاً ، لاتنزعجوا ان قلت، ان بذور التنظير السياسي واضحة في خطاب البطريركية الكلدانية وتبريرها مقدم ايضا وهي تنطلق من نية لا شك فيها، الحفاظ على ماتبقى لنا وانقاذه في الوطن في اجواء تخوين وكراهية دينية وتغيير ديموغرافي قائم في سهل نينوى وكركوك وجرف الصخر وحزام بغداد والخ، لكن ما حصل ويحصل في سهل نينوى هو في ابشع صوره ويمس بالصميم ماتبقى من كياننا، وعند´الأجتماع كخلية ازمة ايضا فالطموح يبقى نفسه اي تجمع او تحالف، ام انكم ستسعون الى الجمعية العامة للأمم المتحدة مثلا  او طلب حماية دولية فلو استمر الوضع على ماهو عليه فليس من سبيل حماية آخر، لاثقة ولاامل مطروح وجدي آخر، ماذا ننتظر؟ ولو تجاوزنا مسألة التناقض بين التدخل في الشأن العام باقتراح سيؤدي الى تجمع سياسي وتعاليم الكنيسة الكاثوليكية، من جانب انها مبادرات و افكار فحسب ، وقلت قبل ايام بأن الأمور حتى الآن ووفق ما يُطرح ليس فيه ما يدفع الى الرفض الكلي وهو طي المناقشة وابداء الرأي فارجو ان يتم التعامل معه ومعنا بصبر فكل شئ الآن يتعلق بأفكار على الورق. نلاحظ بأن اغلب مؤيدي الفكرة هم من رعايا الكنيسة الكلدانية، لكن ما يتعلق بالتجمع هو مفتوح للكل وهو تجمع مسيحي لاينفع تسميته بأسم لايدل على المنضوين فيه فهم مسيحيين، اما اذا كان مفتوحا لكل الشعب العراقي فذلك شئ آخر، وبما أن الفكرة كلدانية من كنيسة كلدانية ويؤيدها كلدان ، فهل سيتخذ السياسي الكلداني من الكاردينال درعا له في التنافس داخل التجمع او الجبهة الشعبية كما اقترح اليوم أخ كلداني مشكورا آخر؟ اعتقد ومن خلال قراءتي المتواضعة للتجمعات والجبهات الشعبية في البلدان النامية فأن اطراف طامعة داخلها لن تكون فعالة ولن نراها الأفي مراكز الأنتخابات حيث تشتد المنافسة للفوز برئاسات ومواقع خدمة لطرفها او حزبها وليس لخدمة المشروع (  تجمع، تكتل، جبهة شعبية..). كما وسيحاول خط سياسي ان يكون عامل جذب الى الوراء وتعطيل الأنشطة المشتركة ويضع في حساباته ، أن نجاح كل نشاط للتجمع هو نجاح له وحده وبفضله وليس للمجموع في المشروع، وأخيرا سيتم العودة في كل مرة  تحصل فيها أزمة ولن يكون فيها اتفاق ثنائي اوجماعي، كل الى بطريركيته ويتخذ من بطريركه درعا يحميه، اما من يتجنب كنيسته في الشأن السياسي فأنه سيجد ضالته في جهات سياسية اخرى و العروض لتمزيق هذه الأمة في العلن والخفاء كثيرة.. سنراهن على ان الوئام والمحبة ومصلحة شعبكم ستنتصر،  ونحن سنستمر بالنقد البناء، لسنا سلبيين بل قد نختلف احيانا في الرأي فأن لم تتقبل منا ذلك كما نتقبله منك، فأنت لن تتقدم نحو هدفك دون تعثر..