في البداية لا بد ان نشكر غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو على مبادرته القيمة ودعوته لجميع أبناء شعبنا من الكلدان والآشوريين والسريان والأرمن وجميع المسيحين العراقيين لتوحيد جهودهم وتشكيل قيادة من النخبة السياسية المسيحية لخدمة بلدنا العزيز العراق. ان توجهات وافكار غبطته دائما تمنحنا الثقة بالتطلع إلى مستقبل أفضل لجميع اطياف ومكونات ابناء شعبنا العراقي .
الخطوة أولى في تحقيق مشروع الحزب المسيحي العراقي يمكن ان تتحق من خلال قيام مؤسسة مجتمع مدني تمثل النخبة المسيحية من غير السياسين.حيث إن تأسيس حزب سياسي مسيحي سيحتاج الى ارضية جديدة وخصبة بعيدة كل البعد عن الاحزاب والقيادات المسيحية الحالية التي أصبحت مرفوضة من العراقيين لدورها في ترسيخ الفساد والمحاصصة والتخلف كباقي الاحزاب العراقية. اضافة إلى ذلك فإن المسيحين وخاصة الكلدان ليس لهم نخبة سياسية ملحوظة ولكن حتما يمتلكون كوادر و نخبة متميزة في مجالات الاقتصاد والعلوم والتربية والتخطيط والعمران وسن القوانين وما إلى ذلك.
ومن هذا المنطلق قد يكون من الأسهل علينا البدء بتشكيل نواة لتجمع وطني مسيحي علماني يمثل النخبة من المسيحين العراقيين الوطنين الذين لم يدخلوا المعترك السياسي ولكن يمتلكون القدرة والخبرة في القيادة وإدارة الأعمال . هذا التجمع الذي سيجمع مختصين وخبراء في جميع المجالات وتتمركز أهدافه حول بناء وطن جديد على أسس المساواة ، يمكن ان يساهم في تقديم خدمة متميزة لابناء شعبنا العراقي . وسيكون من حق أعضاءه الدخول والمشاركة في الانتخابات بصورة فردية (حسب قانون الانتخابات الجديد) وتبوء مناصب مهمة في الدولة كتكنوقراط قادرين على وضع برامج على أسس علمية للنهوض بالبلد.
تأسيس هكذا تجمع مسيحي عراقي وطني يمثل النخبة من ابناء شعبنا المسيحي وفي هذا التوقيت بالذات سيلقى صدًا واسعًا من الترحيب والامتنان من جميع ابناء شعبنا العراقي . لان هذا الشعب لا يريد ان يسمع عن تشكيل احزاب سياسية جديدة بل إلى افكار جديدة ، فهناك اكثر من ٢٠٠ حزب مسجل في العراق وهذا قد يعادل مجموع الأحزاب الموجودة في أوروبا وأمريكا مجتمعة!. فالأولوية للشعب العراقي في هذه المرحلة الحرجة هو قيادات وطنية جديدة وجدية قادرة على تقديم حلول علمية وعملية وعلمانية بعيدة كل البعد عن الاحزاب والمرجعيات الحالية.
الرابطة الكلدانية يمكن ان تلعب دورا أساسيا في الدعوة إلى تشكيل هذا التجمع وقيادة الحوار مع مختلف منظمات المجتمع المدني للأخوة السريان والآشوريين والأرمن لاختيار الشخصيات العلمانية المناسبة من النخبة المسيحية العراقية وتشكيل لجنة تأسيسية تدعوا الى قيام مؤتمر تأسيسي يقوم بوضع النظام الداخلي واختيار قيادة التجمع.
بهذه العملية نكون أيضا قد تجاوزنا كل الإشكالات والمعوقات المتعلقة بدور الأحزاب والشخصيات السياسية المسيحية الحالية والتي لا يمكن ان تتزحزح أو تتخلى عن مناصبها حيث تعتبر ذلك خيانة لدورها النضالي وتاريخها المجيد في خدمة ابناء شعبنا!
طبعًا سنتمكن الاستفادة من مئات الخبرات العراقية المسيحية الموجودة في الخارج والتي قد لا تريد ان تتدخل في السياسة ولكن حتما ستكون مستعدة لدعم هذا المشروع الوطني العراقي .
الاسم المقترح لهذا التجمع؛
الجمعية الوطنية للمسيحين العراقيين أو التجمع الوطني المسيحي العراقي
Iraqi Christian National Assembly