المحرر موضوع: ضبابية التيار الصدري الصادم ، إلى أين ؟  (زيارة 692 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
ضبابية التيار الصدري الصادم ، إلى أين ؟
    التيار الصدري يمرّ بأزمة غير مسبوقة  ، حيث غيّر البوصلة
180 درجة بإنسحابه من الإحتجاجات الشعبية التي عمّت العراق
من شماله إلى جنوبه ، فخاب ضنّ من كان يرى في الصدر الممثل
السياسي والإجتماعي و الخلاصي من الفساد والفاسدين ، ولكن هل
 توقفت الإحتجاجات ؟ كلا ، بل سرعان ما زادت فعوّضت اعداد
التيار الصدري ، لكن المقرب من مقتدى الصدر هدّد على حسابه
المحتجين بأن يعودوا إلى بيوتهم ، وبعكسه فالتيار سيساعد القوات
 الأمنية البطلة حسب زعمه .
   هناك شكوك بين الجمهور الصدري وزعيمه بالمواءمة مع ما
يدعيه في السيادة الوطنية الكاملة وإصلاح العملية السياسية وتحديد
خياراته ، بل هناك تناقض صارخ بما يقوم به مقتدى الصدر في
إكمال دراسته الحوزية في قم وإدعائه بتعريب الزعامة الدينية الشيعية، 
كما أن إنسحاب التيار الصدري من ساحات الإعتصامات سيعطي
الضوء الإخضر للميليشيات المسلحة في تبرير العنف ضد الإعتصامات .
   هذا الموقف الصادم المتغير من الراعي الأبوي للحركات الإحتماعية
في الهلال الشيعي ، يضع أكثر من علامة إستفهام على علاقة الصدر
بالنظام الإيراني وراء الكواليس ، بعد مقتل قاسم سليماني الذي كان بيده
الملف العراقي .
    مما لا شكّ فيه إن التيار الصدري كان له تأثيراً كبيراً على مسار
الإحتجاجات وضغطها على نظام الحكم الفاسد الحالي ، لكن هذا التوقيت
يضع التيار الصدري على المحك ، فإما أن يتراجع وينظم إلى الإنتفاضة
الشعبية العارمة ، وإما سيفقد شعبيته ومصداقيته ، وسيكون هناك خلافات
وإنشقاقات داخل صفوفه لا محال ، سيما أن حركة الإحتجاجات تشكل
تهديداً جدياً للوجود الإيراني وأذرعه في العراق مستقبلاً .
   العراقيون قالوا كلمتهم ، لا هيمنة على دولتهم من الخارج مهما كانت
الإسباب ، فهتفوا ( إيران بره بره ) ومزقوا صور سليماني وخامنئي ،
ولكن التيار الصدري تصادم مع المحتجين وتركهم في منتصف الطريق ،
فهل يليق بالحريص على العراق  وسيادته الوطنية ؟ نشك في ذلك .
                                                 منصور سناطي