المحرر موضوع: نقد د. جعفر الحكيم، لنصوص الكتاب المقدس وحرث البحر!  (زيارة 715 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

نقد د. جعفر الحكيم، لنصوص الكتاب المقدس وحرث البحر!


بولص آدم


   يعتقد المسيحيون واليهود، أن الكتاب المقدس كتاب ثابت الى الأبد وغير قابل للنقض، النقد الكتابي له ليس جديدا وعلى يد كثيرين ومنهم، توماس باين، فولتير، برتراند رسل، إينشتاين، مارك توين، سام هاريس، مدرسة كوبنهاغن وريتشارد دوكنز..   وبكل الأحوال فإنّ علماء الكتاب المقدس من مسيحيين أو يهود أو ملاحدة، اتفقوا أن النصّ الحالي مثبت إثباتًا جيدا بضؤ الأدلة الداخلية والخارجيّة.
   ليس للدكتور جعفر الحكيم، منهج واضح وصادق بحثيا في نقد نصوص  الكتاب المقدس، هناك تجاهل للأنثربولوجيا في دراسته للماضي النصوي مثلا وهو مهم جدا، هذا أذا انطلق من خارج اللآهوت، أما لو كان دارسا للآ هوت المسيحي بشكل يتجرد فيه عن كل اسقاطات تكوينه وانتمائه وهو ليس كذلك، لكان لنا زاوية نظر أخرى لتحليلاته السطحية التي ينشرها على انها نقد للنص الديني فهو يعنون على سبيل المثال ( لقد قام المسيح، ثم ماذا ؟!!) لايترك فرصة ولو لحظوية لأخذ (دراساته) بجدية فأنا شخصيا أرحب بنقد النص الديني للخروج بلؤلؤة من الصدفة وليس الرمل! او أن يعنون جعفر الحكيم، ما يُطلِقُ جزافا عليه بحث ودراسة  ( حين يزداد صدق الرب (بالكذب) لمجده !! ) حيث يبدأ تلك المقالة القصيرة الفاشلة، في بث التشويه والتقويض والأساءة الى معتقد الآخر، بل يرتكب هذا الحاصل على شهادة دكتوراه ، خطأ علمي فادح، اذ لا يجوز أن نقتطع ولو حرفا من نص ديني خارج سياقه ونحكم عليه، فأضافة علامة استفام وعلامتي تعجب الى النص هو خطأ علمي. هي بحد ذاتها عملية فاشلة في التهويل من أجل التشويه والكذب وهو يبدأ مقالته تلك، كما يأتي:

( فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟!! رومية 7/3
النص المتقدم هو جزء مما ورد في الإصحاح الثالث من رسالة شاؤول( بولس) إلى أهل رومية، والذي تعتبر جزأ من نصوص العهد الجديد، الكتاب المقدس لدى المسيحيين، وهذا النص المشتمل على تبرير وشرعنة واضحة (للكذب) من أجل مجد الرب، يعتبر من النصوص الاشكالية التي وضعت نصوص العهد الجديد أمام ورطة اخلاقية كبيرة !..)..

   هكذا، حرفيا وبكل وضوح في القول! مدعيا الأعتماد على النص الكتابي، هذا ( البحث والدراسة ) ليس الا نموذجا لأسقاطات العقل الباطن من ترسب مفاهيم خاطئة تربى عليها وضد المسيحية وليس دفاعا عن الحقائق العلمية في نقد النص الديني، فللمسيحية قوة روحانية لا يقوى عليها اي نقد فج بل لا تقوى عليها اي قوة قولية مهما اعتقد صاحبها أو أدعى بأنه ينقد نصا من نصوصها وهو الذي ترك كل المجال الفسيح في الدين الذي هو عليه وكل الكوارث التي نتجت عن شراهة السلطة وغنائمها على يد الأحزاب الأسلامية ولايسد نقصا في نقد العقل الأسلآمي وأتجه نحو نقد الدين المسيحي!!
أم انه في تعرضه المسئ للمسيحية لن يكون عليه تهجم مقابل أو تَكفير؟
االمشكلة المستعصية هي تقويض المجتمع المسيحيي في الشرق بعمليات متواصلة في تكريس الكراهية وغسل العقول..
 نقد النص، هو محاولة حثيثة في بحث أركيولوجي معرفي للوصول الى الأصل/الجذر والأنطلاق من الأصول،  العودة الى الأصول هو المنهج النقدي الذي ساعد ديكارت في تحرير الدين والكنيسة من الأنغلاق، أما باروخ أسبينوزا فقد نقد النص الديني ايضا وخاصة العهد القديم ولم يترك لغيره فرصة من بعده أن يتصدى للنص الديني ذاك، من المنشأ او هوية الكاتب وحتى اسطورية الدلالات في القصص والخ ..التنقيب ودراسة الأديان البدائية وطقوسها ودراسة الطوطمية قد ساعدت عالم الأجتماع دوركهايم الى استنتاج، ان علم الأجتماع قد خرج من شرنقة الدين والطقوس وأن المعرفة المتمثلة بالمقولات المفهومية تتيح دراسة أبسط المسائل التي ووفق الأتجاه القبلي هي، مسلمة لاداعي لدراستها فهي كما هي وفق التفكير الخامل، رغم الأساطير المؤلفة والمتراكمة حولها على مر العصور. وهو ابتسار واضح والغاء لكل الجهود الفكرية في نظريات المعرفة على مر المنعطفات الفلسفية في تاريخ البشرية ، حَرث دوركهايم ساعد العلوم الأجتماعية  وعلم الأجتماع المقارن وعلم الأديان ، اضافة الى تأثير حراثته في الطوطم التي فتحت للتنوير مجالا أرحب للحقبة التي تلته، ولم تكن تهديدا لأي دين أو معتقد! ولو اخذنا محمد أركون في العصر الحديث فانه يؤكد على الأهلية المتنوعة في مجالات علوم جمة وادوات معرفية وانساق ونظم ومعايير ينبغي الألمام العميق بها من أجل نقد النص الديني و في كل ما كتبه الدكتور محمد أركون خلال أربعين سنة مثلا، يندرج تحت عنوان: نقد العقل الإسلامي .. مُزيحا جملة من الأساطير والتفسيرات غير المبنية على المنطق، وهو في (من فيصل التفرقة إلى فصل المقال) يقول : (.. لا شك في أن مؤرخي الفكر والادب قد أرخوا لتلك المفهومات ولكننا لا نزال نفرق بل نرفع جدارات إدارية ومعرفية بين شعب التاريخ والأدب والفلسفة والأديان والعلوم السياسية والسيولوجية والأنثروبولوجية... والجدارات قائمة مرتفعة غليظة في الجامعات العربية التي لا يرجع تاريخ معظمها إلى ما قبل الخمسينات والستينات، والأنثروبولوجيا بصفة خاصة لم تزل غائبة في البرامج وعن الأذهان، ناهيك عن تطبيق إشكالياتها في الدراسات الإسلامية. )
اما النيتشوي أكثر من نيتشة نفسه في نظرته للدين المسيحي، الدكتور الذي يقول بالنقد الأكاديمي وتطبيق نص على نص والنسخ على نسخ  آخر وبأختيارات تستند على قبلية التفكير وليس حيادية التفسير، فأنه يستمر ومنذ سنوات في الحرث في البحر!

 ملاحظة:
  سبق للُأستاذ سليمان عبد الأحد بولص،التصدي النقدي للتشويه الذي ينتج عن العرض المسخي لنصوص الكتاب المقدس وركائز الأيمان المسيحي،على يد د.جعفر الحكيم، وهو جهد يُحسب للأستاذ سليمان.. وفيما يلي آخر (الفتوحات والغزوات) على الأيمان المسيحي ونصوصه المقدسة على يد الدكتور وعلى الرابط أدناه:

http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_users&id=5755&lang=ar&view=articles