المحرر موضوع: من حمام المنقوشة في أيمن الموصل التي إستخدمها داعش للقتل، منظمة UPP الإيطالية تجمع مكوّنات نينوى في حوار جلسة حوار الأديان  (زيارة 636 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي
إيزيدي 24 – جميل الجميل

تحت شعار “تنوّعنا يعزّز وجودنا” أقامت منظمة “جسر إلى – UPP الإيطالية” ضمن مشروعها مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى جلسة حوار الأديان في أيمن الموصل – حمام المنقوشة بمشاركة رجال دين وشباب من كافة مكونات نينوى عصر هذا اليوم الجمعة المصادف 31 كانون الثاني 2020 .

بدأت الجلسة بالترحيب بالضيوف ومن ثمّ عزف السلام الجمهوري والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء العراق وبعدها كلمة لمنظمة UPP الإيطالية ومشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى مع كلمة ترحيبية ألقاها مساعد مدير المشروع، ومن ثمّ كلمة للاب رائد عادل مسؤول كنائس الموصل حيث عبّر عن فرحته بجلوس جنب الشيخ رامي العبادي من المكون السني وحبّه للموصل وأهالي الموصل وبعد ذلك كلمة للقوال نصر حاجي من المكون الايزيدي أشار فيها بأنّه ولأوّل مرّة يتواجد في هكذا مكان بالموصل ليتحدث عن السلام والإنسانية بين الأديان وكلمة الشيخ علاء الاغا الموصلي من الحوزة العلمية من المكون الشيعي الذي اثنى على جهود المنظمة والداعمين لهكذا جلسات وفرحته بتواجده باأمن الموصل ومن ثمّ كلمة الشيخ رامي العبادي من المجمع الاعلى للتصوف حيث اثنى على جهود المنظمة بمثل هكذا جلسات وأنها أول جلسة تجمعه مع مكونات نينوى بالمنطقة القديمة.
حيث إنطلقت الجلسة الحوارية عن الأديان التي أدارتها رفل فاضل إحدى ناشطات مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى – مركز الموصل، وتطرّقت الجلسة حول الكثير من التفاصيل التي تخصّ إنسانية الأديان ومشتركات السلام في الأديان التي يجب تسليط الضوء عليها وبث خطابات دينية تساعد المجتمعات على تجاوز خطابات الكراهية والعنفحيث أكّد الأب رائد على أنّ الكنيسة تذبل جهودها لتعيد السلام واللحمة للمدينة بين مكوناتها وتشجع النازحين على العودة ، ومن جانبه الشيخ رامي العبادي ذكر بأن رجال الدين والاوقاف اليوم يقيمون حملات لدعم الشباب العاطلين عن العمل وتزويج الشباب ، وأنّ خطبة الجمعة الان موحدة وهناك عقوبات على خطباء الجوامع في حال عدم الالتزام بخطبة الجمعة وان خطبة الجمعة اليوم كانت عن دور المرأة بالمجتمع وأهميتها ، وأوضح الشيخ علاء الاغا بأنّ الحوزة العلمية تبذل الجهود لإعادة العلاقات بين المكونات كسابقها بالإضافة إلى أنّهم يحثون على التعايش السلمي بين الاديان ونبذ التطرف العنيف كما أنّهم يسعون لفتح الباب من جديد امام العوائل التي انتمى أحد أفرادها لتنظيم لداعش والتي تسكن الآن في المخيمات وأنّ عزلتهم عن المدينة ليست حلّا، ومن جانبه القوّال نصر حاجي أكّد بأنّ الوقف الايزيدي له الدور الكبير بتعزيز السلام وأنّ رجال الدين الايزيديين يعملون على عدّة قضايا مجتمعية بالإضافة إلى أنّهم في تعاملهم يفرّقون بين الذين تعاونوا مع داعش وكانوا السبب بقتل وسبي الإيزيديين وتهجيرهم وبين المسلمين الذي حاصرهم داعش وقتل ابنائهم وهجرهم ، وهناك تثقيف حول موضوع أن الاسلام ليس داعش إنما داعش هو إرهاب جاء بحجة الاسلام ليفعل ذلك بالمدينة ويقتل ويهجر، وبعد ذلك فتح باب النقاش بين الحاضرين وبين رجال الدين ومن ثم أختتم النشاط بصورة جماعية.

قال عمر السالم مساعد مدير مشروع مدّ الجسور لـــ إيزيدي 24 ” من قبلة التعايش السلمي المدينة القديمة وفي المنطقة التي تحتضن كنيسة الساعة والجامع النوري الكبير والكنيسيت اليهودي، شباب وبنات مشروع مد الجسور يزيلون غبار الحرب وكل الارهاصات التي مرت بها تلك المدينة في حقبة سيطرة الجماعات الارهابية . واليوم أعيد للمدينة رونقها ، وتجمعت الوان الطيف التي تزين لوحة نينوى المشرقة . وأنّ المسيحيون والايزيديون والمسلمون سنة وشيعة والكاكائيون نساءً ورجالاً وأجتمعوا اليوم مستثمرين اليوم العالمي للاديان ليقولوا ان جرحنا واحد وحلمنا . كان حواراَ بمنتهى العقلانية والموضوعية والعاطفية خالي من كل المنغصات والاتهامات التي كانت تطرح سابقا في محافل مثل هذه .
فيما أشار آرام الياس لـــ إيزيدي 24 ” أنا كشاب مسيحي وكوني أحد أعضاء فريق مد الجسور في محافظة نينوى الجلسة اليوم في مؤسسة بيتنا وحوار الاديان كان عظيم جداً من ناحية الحضور ومن ناحية الاجواء شفت بيه توافق فكري بين الشباب من كل المكونات شعرت بأنّ العراق بخير ويفيض بروح المحبة والجمال”.

وأضافت رفل فاضل لـــ إيزيدي 24 ” إنّ هذه الجلسة الأولى التي تحصل في محافظة نينوى وخاصة في موضوع حوار الأديان، وكانت من الجلسات المهمة في محافظة نينوى ونتمنى أن تكون بادرة إنطلاق لتأسيس جلسات حوار بين الأديان ، لأنّ الحوار يساهم في تعزيز التفاهم والتماسك بين المكونات”.

وأكّدت ليديا الشيخ لـــ إيزيدي 24 “خلال مشاركتي في يوم العالمي للأديان . افتخر بوجود هذه الكمية التعددية من الأديان المتواجدة في نينوى .. وانا كـ أيزيدية شعرت بالطمأنينة وحرية بالتحاور والتعبير وطرح لأي سؤال كان يخطر في بالي بسبب كمية تقبل الاخر الحاصلة بين المكونات وكمية الاستماع والاصغاء بين الاديان .. كما أنّني لاحظت فرق كبير خلال هذه الجلسة عن الجلسات السابقة وهذا يدل على تقدم وتطور المجتمع ومدى تقبلهم للاخر مهما كان مكونه وعقيدته “.
ومن جانبه محمود حسن منسّق مركز برطلة للمشروع عبّر لـــ إيزيدي 24 ” شعور جميل أن ترى مدينة الموصل تعود لتقف فاتحة ذراعيها تحتضن ابنائها من كافة المكونات ان نتواجد اليوم وبهذا العدد في ايمن الموصل هي نعمة يجب ان نشكر الله عليها. الموصل تزهوا لأول مرة من بعد ٢٠٠٣”.
فيما أوضح لؤي الياس لـــ إيزيدي 24 “رأينا من خلال هذه الجلسة الحوارية إن باقي المكونات تشاطرنا أحزاننا في قضيتنا و خاصة ملف المختطفات الأيزيديات و ينبذون أي نوع من خطابات الكراهية تجاه باقي الاديان و المكوناتو باننا جزء أصيل من محافظة نينوى المعروفة بفسيفسائها الجميل المتنوع.”.
وقالت مريم يوسف لـــ إيزيدي 24 ” الموصل مدينة التآخي والعيش المشترك وكلنا نتذكر لحظات كنا نعيشها في هذه المدينة في اسواقها وساحاتها ومهرجاناتها كلنا نشتاق الى كنائسها في الميدان والساعة لقد عشنا كثيرا مع اخواننا المسلمين جنب الى جنب حيث كان يشترك الجميع في صياغة نسيج هذه المدينة العريقة كلنا نتذكر قنطرة الجومرد والسرجخانة ورأس الجادة وسوق الشعيريين وحاوي الكنيسة والجوسق نتذكر أيام الجامعة في حي الثقافة حيث قضينا احلى الأيام لقد مان الجميع يعيشون سوية في حرم الجامعة والأقسام الداخلية ولم نسمع يوما بان هذا مسيحي وهذا مسلم ولم يخطر ببالنا ان نؤشر على أصدقائنا ان ذاك مسلم وذاك مسيحي
اليوم في هذا المكان الذي التقينا فيه جنبا الى جنب مع اخواننا في الجامع أو الكنيسة تذكرنا اللقاءات التي كنا نلتقي بها في المناسبات والأعياد ولم يخطر ببالنا ان ننظر الى هذا أو ذاك على أساس الدين والعرق لقد انتابني شعور غريب عندما يتحدث الأخ المسلم عن جرس الكنيسة الذي كان يرن وعندما يتحدث رجل دين مسيحين عن اذان عندما كان يرفع انه التناغم الحقيقي والعيش المشترك لسنين واجيال طويلة ليأتي هذا الداعشي ويفرق بيننا ليمزق هذا النسيج لهذه المدينة العريقة ولكن هيهات فقد دحر هذا الداعشي وعادت الموصل مرة أخرى وعاد المسلم ليعاتق الايزيدي والمسيحي لانهم ادركوا ان الحياة عبارة عن علاقات ومصالح مشتركة وماضي يربط كل مكونات الموصل “.

جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى هو مشروع تأسس مطلع كانون الثاني عام 2018 ضمن مشاريع منظمة UPP الإيطالية، وإرتأت المنظمة أن تعمل على هذا الجانب كون محافظة نينوى كانت تحتاج إلى هكذا أنشطة لتعزيز روح التسامح بين مكونات نينوى، إستمرّ لمدّة أشهر في مناطق سهل نينوى وبعد أن لاقى نجاحاً وتعزيزا للتغييرات الإيجابية شمل محافظة نينوى ككل وإنطلق مطلع تموز عام 2018 وشمل إنشاء مراكز الشباب في كلّ من مدينة الموصل وناحيتي بعشيقة وبرطلة وقضاء الحمدانية، حيث تضمّن المشروع عدّة فعاليات وأنشطة ضخمة لتعزيز التقارب والتشابك المجتمعي بين كافة مكونات نينوى وحملات ومبادرات تهدف للسلام ، وأيضا شمل إعادة بناء وإعمار وتأهيل سبعة مدارس وتأثيثها بالكامل وبرامج تعليم السلام في المدارس للعديد من الطلاب، والمشروع تموّله الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى (UPPالإيطالية).