المحرر موضوع: إهمال حقوق الضحايا مستمر من قبل الكنائس، ذكرى اختطاف واستشهاد المطران بولص فرج رحو القادمة ستتعرض إلى النسيان كالعادة  (زيارة 1386 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
إهمال حقوق الضحايا مستمر من قبل الكنائس، ذكرى اختطاف واستشهاد المطران بولص فرج رحو القادمة ستتعرض إلى النسيان كالعادة.


ان إحدى اهم اسباب عدم اهتمام ابناء شعبنا بأية حقوق لهم تتعلق باهمال كبير جدا بقضية التذكير وتخليد حقوق الضحايا من أبناء شعبنا، فالشعب الذي لا يهتم بالتذكير بالضحايا بينه ولا يقوم بالتذكير بحقوق الضحايا بينه هو شعب حتما فاشل وبالتالي سيكون حتما شعب لن يهتم بأية حقوق له تذكر، هذا الإهمال الكبير قامت به الكنائس بالمرتبة الأولى واعمال الكنائس هي بمثابة مدرسة تعلم الرعية حول كيف عليهم أن يتصرفوا. والنتائج لا نراها فقط فيما قلت أعلاه، إذ ان هذه النتائج اضرت الكنائس نفسها، فنحن نرى الان رغبة كبيرة عند عدة كهنة في ترك ارض الوطن والانتقال إلى الخارج، هؤلاء براي لا أحد يستطيع انتقادهم، إذ لماذا عليهم أن يبقوا اذا كانت اية تضحية سيقومون بها سيكون نتيجتها الإهمال بحيث ان لا احد من سيتذكرهم. هذا الفشل الذريع مسؤولة عنه الكنائس.

مدى أهمية التذكير بالضحايا والتذكير بحقوقهم عبارة عن اكبر موضوع في العالم، وقامت بدراسته عدة مراكز ابحاث حول العالم واشترك فيها الالاف من المختصين، وعلى أساس هكذا دراسات ظهرت عدة نظريات سياسية منها نظرية العدالة الانتقالية Transitional justice  وغيرها. ولكن إذا تحدثنا عن هكذا مواضيع مهمة جدا وشرحنا لماذا الاهتمام بها مهمة للغاية تأتي أجوبة سطحية جدا من البطاركة مثل " كفى مزايدات".


انا اليوم ساعيد شرح لماذا الاهتمام بحقوق الضحايا مهم جدا وهذا حتى يكون ذلك محاولة لنشر الوعي بين القراء ليقوموا بمراقبة وتقييم مواقف البطاركة.


لماذا احياء ذكرى الضحايا من اهم الاولوليات؟

1- لان الدفاع عن حقوق الضحايا عبارة عن دفاع عن حقوق كل المجموعة التي تعرضت الى اضطهاد. اذ لا يمكن القول بان هناك من يدافع عن حقوق اي اشخاص او مجموعات في الوقت الذي لا يستذكر الضحايا.

2- الدفاع عن حقوق الضحايا واحياء ذكراهم هي الوحيدة التي تمكن الوقوف ضد الاجرام الذي حدث في الماضي ومنع تكرار حدوثه, الذي تكراره سيؤدي دائما الى وقوع ضحايا جدد.

3- الدفاع عن حقوق الضحايا وتحقيق حقوقهم هي الوحيدة التي تمكن لمعالجة الالام الماضي.

4- الدفاع عن حقوق الضحايا واستذكار ذكراهم   وتحقيق حقوقهم هي الطريقة  الوحيدة التي تفتح الطريق الصحيح نحو تحقيق عدالة صحيحة.

5- المجموعات التي لا تهتم بحقوق الضحايا فان اية دعاوى جنائية التي تقدمها الى اية جهات دولية مثل مجلس الامن او الامم المتحدة فانها لن تفيد ولن يهتم بها احد. لن يهتم احد باشخاص هم بانفسهم غير مهتمين بقضاياهم.

6- لن تاخذ اية لجان تحقيق اية قضية انتهاكات التي وقعت في الماضي القريب بجدية عندما لا تقوم المجموعة التي تملك الضحايا بالاهتمام باحياء ذكرى ضحاياها بنفسها اولا.

7- ان الاهمال في احياء ذكرى الضحايا سيرسل رسالة بان امر وقوع مستمر للضحايا هو شئ غير مهم, ومن هنا فان عملية اية اصلاح مؤوسسي دستوري ستصبح مستحيلة.

8- ان رفع مستوى الوعي الاخلاقي في عدة مجتمعات تطورت كان مرتبط بشكل مباشر باقامة المتاحف والنصب التذكارية للضحايا واحياء لا يتوقف لذكراها. وهذه نجدها بوضوح في بلدان مثل المانيا.

9- لن تهتم اية ادارات حكومية او قانونية باية عمليات المحاسبة والاقصاص ضد المجرمين اذا كان هناك اهمال في احياء ذكرى الضحايا.

10 - رفع مستوى الوعي الاخلاقي هو الطريق نحو تحقيق المصالحة في اي مجتمع, وهذه مستحيلة بدون احياء ذكرى الضحايا.

11- عدم احياء ذكرى الضحايا سيؤدي الى ان تمتنع اية جهات اخرى عن تقديم اي اعتراف علني بالظلم والاظهاد والابادة الجماعية التي حدثت.

12- بناء ثقافة الديمقراطية هي عبارة عن عملية مستحيلة بدون اهتمام بحقوق الضحايا لان ذلك سيعني بان ليس هناك مكافحة للافلات من المحاسبة.

13- اهمال الضحايا وعدم تذكرهم من قبل المجتمع سيؤدي دائما الى شعور مستمر بالظلم والاهانة.

14- مبادئ حقوق الانسان كلها مبنية على اساس واحد فقط وهوالواجب الاخلاقي في تذكر الضحايا ومواجهة الماضي والاعتراف به.

هذه عبارة عن عدة نقاط ولكنها ليست كلها, فانا ذكرت بعضها لكي اختصر المقالة.

ان عملية احياء ذكرى الضحايا عبارة عن اهم حدث في عدة مجتمعات ويحضى باولوية قصوى, فهناك مئات الالاف الذين يحملون الشموع والورود وصور الضحايا يخرجون في مسيرات في الشوارع, هناك قداديس ضخمة يحضرها مئات الالاف تقام في كل كنائس تلك الشعوب ويتم تخصيصها فقط لاستذكار الضحايا بشكل واضح جدا ومركز جدا. هناك في مجتمعات زيارات للنصب التذكارية والمتاحف التذكارية للضحايا يصاحبها سموفنيات وحضور كبير جدا....الخ ولكن بامكان اي قارئ ان يبحث بنفسه حول كيف يتم احياء ذكرى الضحايا ومدى اهمية الحدث عند عدة مجتمعات.






غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
15- التذكير بحقوق الضحايا يعطي لابناء شعبنا القوة والايمان بالثبوت في ارض الاجداد. لان ابناء شعبنا سيؤمنون بان هناك من سيتذكرهم.

 وفي نفس الوقت فان اهمال التذكير بالضحايا فان ابناء شعبنا سيشعرون بان لا احد يهتم بهم وبان لا احد سيهتم بهم اذا وقعوا هم ضحايا ايضا. اذ ان انتشار عدم المبالاة بحقوقنا من قبل ابناء شعبنا هي نتيجة سببها يعود بان لا احد يهتم بحقوق الضحايا.

16- وهكذا فان مطالبة ابناء شعبنا بالبقاء في ارض الوطن في الوقت الذي لا احد يهتم بالتذكير بالضحايا عبارة عن هراء.

17- الاهتمام بالتذكير بحقوق الضحايا يعني ايضا الاهتمام بقضية ان حقوق كل انسان مهمة, وبان وقوع ضحايا هي ليست قضية مقارنة ارقام بين فئة واخرى, فالضحية ليست مجرد رقم سقط , وانما تخلق ثقافة بان حقوق كل انسان مهمة, فالتذكير بحقوق الضحايا يعني ايضا بان الكل مستمر بتذكيرهم مهما طال الزمن الى ان تتحق حقوق الضحايا. ولكن عندنا هناك تخلف كبير جدا بشأن المطالبة بحقوق الضحايا وتذكرهم, فوقوع ضحية جديدة يعني حاليا وللاسف مجرد بان رقم ما قد ازداد وبان  عدد الضحايا اصبح العدد الحالي زائد واحد.
 

18- التذكير بحقوق الضحايا والاستمرار بتذكرهم بقوة يعني انه ليس هناك افلات من العقاب والتهرب من المسؤولية مهما طال الزمن. فالاهتمام بحقوق الضحايا هو الطريق الوحيد, اعيد هو الطريق الوحيد الذي امكن المجتمعات من تحقيق العدالة .

19-عدم تذكر الضحايا يعني ارسال رسالة الى المجتمع كله بان وقوع ضحايا جدد بين ابناء شعبنا هو شئ لا باس به , وبان ذلك سيلقي عدم مبالاة فقط وبالتالي تتشجع عدة جهات بالاعتداء اكثر, وبالتالي تتشجع جهات حكومية ايضا بعدم التفكير بتحمل مسؤوليتها.

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي

20- عندما يكون هناك جهة لا تقوم بالتذكير بالضحايا ولا تقوم بتخليد ذكراهم ولا تقوم بالتذكير بحقوقهم، فإن هكذا جهة تكون  جهة مشاركة في عملية دعم الاضطهاد، وهذا لان هكذا جهة تقوم هكذا بعملية إنكار حقوق الضحايا. وهي هكذا ترسل رسالة إلى الكل بان هكذا جهة غير مهتمة اطلاقا بأية حقوق وبانها لا ترفض اطلاقا إيقاع ضحايا جدد ضمن المجموعة التي تنتمي إليها هكذا جهة.

21- الشعب الذي لا يتذكر الضحايا ولا يخلد ذكراهم ولا يذكر بحقوقهم هو شعب لن يمتلك يوما ما اي تضامن او تعاضد.

22- الشعب الذي  يتعرض للاضطهاد ولا يستذكر الضحايا هو شعب يستحق الاضطهاد.




غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
المقالة أعلاه كنت قد كتبتها في الأول من الشهر الثاني.

ولكن انا كنت متأكد بأن الإهمال سيستمر في هذه السنة أيضا. وهذا الإهمال هو اما متقصد او ناتج بسبب عدم وجود الحد الأدنى من الوعي.

ليتصور القراء بأن كل القرارات المهمة يتم تقريرها بدون وجود أدنى وعي.