في ردها على مقالي السابق (القوميون... حملة مسعورة لإفشال التضامن المسيحي ) ، كرّرت احدى الاخوات الاتهام الموّجه لآية في التعاليم المسيحية وهي " من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر” ، وتحميلها مسؤولية ما حدث للمسيحيين عبر تاريخهم ...
ان الاتهام هذا ليس من بنات افكارها ، بسبب اننا نسمعه من بعض " القوميين " ، او من المتأثرين بهم ، من مدة طويلة جدا ...يبدو انهم لم يعدموا وسيلة إلا واستخدموها لترويج البروباغندا القومية ولو على حساب " المسيحية "
.
انت لحد الان تذهب يمينا ويسار ولا تملك جمل متسلسلة منطقية لكونك لا تعرف عن ماذا تتحدث والمقارنة التي قمت بها بين الشرق والغرب هي خاطئة. كنيسة المشرق لم تعرف عقيدة الحرب العادلة ولحد الان لا تعرفها بالرغم من وجود فروع منها ضمن الكنيسة الكاثوليكية التي تمتلك مفهوم الحرب العادلة. اكثرية هكذا اختلافات فكرية عقائدية بين الشرق والغرب ناتجة من أن شرح المسيحية في الغرب يستعملون فيه مصطلح "حقوق"، بينما في الشرق يعرفون مصطلح " واجبات"، ففي ان يحب المسيحي اعدائه كان هو بدون قيد او شرط وكان لا يتعلق ولا يتقيد بأية حقوق أخرى فهو كان واجب عند المشرقي.
ولكن هذا الموضوع قد يختلف فيه عدة أشخاص، فهذه ليست مشكلة.
ولكن ما اريد شرحه هو أن أشخاص مثل سوريتا واوشانا وغيرهم كانوا موجودين في المنتدى قبلي بكثير، وكان كل هؤلاء يمتلكون مداخلات لا تتوقف عن التسميات، وهذه اذا كان هناك شخص يعتبرها خسارة، فانها ستكون فقط مضيعة بضعة كيلوبايت تدفع ثمنه الإدارة، واي شخص مثلا غير راغب بهكذا مواضيع يستطيع أن لا يقرائها.
ولكن كل هؤلاء مثل سوريتا واوشانا والآخرين غيرهم لم يحاول اي شخص منهم ان يغير المسيحية او ان يسيئ الي تعاليمها، وبالاخص الفقرة التي تخص احب أعدائك. وانما كان هناك فقط شخصين غريبي الأطوار، وهما الشماس بهنام موسى وموفق نيسكو، اللذان ينشران كراهية وهرطقة كنائس والى اعتبار مسيحيين بيننا بانهم أعداء والى ضرورة ان يتم كرههم. وهذان الشخصان ليس هناك في المنتدى كله اية حالة أخرى تشبههم.
انت تقول للاخرين ضرورة رص الصفوف لمواجهة ما تشير اليه، ولكن عندما يأتي الموضوع إلى هذين الشخصين فأنت تتغير وتتلعثم وتغيير الموضوع وتصبح تتحدث عن كل شئ ما عدا هذين الشخصين، لماذا ذلك؟ لأنهم من نفس طائفتك، فأنت الشخص الطائفي الوحيد في هذا المنتدى. ومنذ عدة أشهر لم يعد هناك مواضيع عن التسميات ماعدا ما كتبه وسام موميكا وبهنام موسى ومواضيعك.
انت كان من المفترض أن تعطي اذان صاغية لموضوع السيد كوهر يوحنان عوديش، فأنت لو ذهبت معه في تأسيس تجمع مسيحي وينضم إليك الآخرين فهذه ستكون البداية الخيرة لهكذا مشروع. ولكنك لا تفعل ذلك وغير مستعد لذلك، لماذا؟ لأن ما ستقوم به من مشاركة سيتطلب تضحيات وانت لا تملك ايمان يصل لحبة خردل لتشارك في تأسيس هكذا تجمع.
بماذا تتحجج انت؟ انت تتحجج بان هناك قوميين يعيقون مشاركتك هذه، ويعيقونك انت وغيرك بان تذهبوا لتؤسسوا هكذا تجمع ومرجعية. انت الان تعتقد بأنك موجود الآن في ساحة معركة ديجتالية حيث تكتب وكأنك قمت بنفسك بعمليات انتحارية لعشرة مرة.
ولكني ساصف لك كم ما تقوم به مثير للسخرية: تصور شخص مؤرخ سيكتب بعد 100 سنة عن أيامنا هذه، هل تعتقد بأنه سيكتب مثلا: لقد كان قد فشل المسيحين في تأسيس مرجعية مسيحية لهم لان خمسة كتاب في المنبر الحر في موقع عنكاوا منعو واعاقوا تأسيس هكذا تجمع؟ هل تعتقد بأنه سيكون هناك مؤرخ يكتب بهكذا شكل مسخرة؟
هل انت بكامل وعيك عندما تقول بأنك لا تستطيع الذهاب للمشاركة لتأسيس هكذا تجمع مسيحي لان هناك فعلا سحرة في المنبر الحر يحركون ايديهم لليمين وللشمال بشكل سحري وبالتالي ينقفل باب منزلك ولا تستطيع الخروج منه؟
ام انك تقصد كل ذلك بشكل اخر وهو ان تحتسي البيرة في البيت وتبقى تكتب من داخل غرفتك لتوجه الآخرين من بعد عن طريق ريموت كونترول؟ إذ ان مداخلاتك تشير في كثير من الأحيان بأنك تكون جالس تشرب البيرة، وهذا لأنها تحوي تصورات غريبة الأطوار وخيال مضحك في هذا العالم الافتراضي وطريقة التعامل معه.
كل أبناء شعبنا ليس لديهم اية مشكلة مع الكنيسة، أغلبية أبناء شعبنا الان في الخارج وهؤلاء كلهم يذهبون للكنيسة ويرسلون أطفالهم للتعليم المسيحي والتناول الخ، ولكن لا أحد من هؤلاء من هو مهتم بكنائس الاجداد وبخصوصية الأجداد والسبب في ذلك ضعف الرابط القومي، فعندما يكون هناك أشخاص يذهبون باستمرار للكنائس في الخارج ولكن غير مهتمين بكنائس الأجداد، فهنا المشكله ليست في عدم وجود رابط مسيحي وإنما في عدم وجود رابط قومي. وانا شخصيا ما كتبته اعتبره بيني وبين نفسي كحقيقة مطلقة، ولكني غير مهتم بها ولا اكتب عنها كثيرا، وهذا لان نشر هكذا وعي لخلق هكذا رابط قومي بين ابناء شعبنا وأرض الأجداد وكنائس الأجداد عبارة عن محاولة مضيعة للوقت لان لا أحد من سيشتري ما أقوله بفلس، ولهذا فقط انا لا أكتب عنها. إذ عدم كتابتي ليست انها خوفا من مداخلات التي هي مجرد ثرثرة هنا.