المحرر موضوع: الكاتب والباحث زهير الجزائري* .. مشاهدات وأنطباعات من قلب الأنتفاضة العراقية  (زيارة 2570 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Edison Haidow

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 647
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
متابعة وتصوير / اديسون هيدو

بدعوة من منظمات المجتمع المدني ومؤسسة ( ا بي أف ) السويدية التقى الكاتب والباحث العراقي زهير الجزائري بجمع كبير من أبناء الجالية العراقية المقيمة في مدينة كوتنبيرغ  في أمسية ثقافية وحوار حول ( أنتفاضة تشرين .. المشاركون .. التطور والأهداف ) أقيمت مساء يوم الثلاثاء الرابع عشر من يناير / كانون الثاني 2020  على قاعة البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية في المدينة . بعد عودته من الوطن ومشاركته في جانب من التظاهرات العارمة التي تشهدها العاصمة بغداد والمدن العراقية الأخرى نقلنا فيها الجزائري الى اجواء ساحات التحرير والأعتصام والتظاهر وقدم شرحا تفصيليا عن الايام التي عاشها في الوطن مشاركا أبناء شعبه في الأنتفاضة , ومشاهداته الحية لجانب كبير من أحداثها الحقيقية وتفاصيلها المثيرة , وما تركته زيارته من أنطباعات عميقة في نفسه .

في بداية الامسية رحب الأستاذ عبد العزيز ججو مدير الأمسية بالضيف الكبير الذي أستهل حديثه عن الحركات الاحتجاجية التي حصلت في العراق عبر  فترات مختلفة من تاريخه المعاصر من العهد الملكي مرورا بالعهد الجمهوري بعد ثورة 14 تموز ومن ثم عهد عبد السلام عارف والنظام البعثي وصولاَ الى  المظاهرات العارمة التي تشهدها الساحة اليوم والتي تعم اجزاء مختلفة من العراق ضد النخبةٍ السياسية العراقية الحاكمة والأحزاب الأسلامية المتنفذة , متطرقا  الى طرق تعاملها مع التظاهرات , والمواقف المتشددة التي اختارتها  والأجرائات القاسية التي اتخذتها من حظر التجول وإغلاق الإنترنت وغيرها , وعن أثار الرد العنيف الذي قوبلت به الانتفاضة من قبل القوات الأمنية وجهات مجهولة  أزهقت على أثرها أرواح أكثر من 600 متظاهر، فضلاً عن جرح وإصابة الالاف منهم , الذين خرجوا في تظاهرات سلمية وهم يحملون أعلام العراق أو يلفُّون أنفسهم بها رافعين شعار ( نريد وطن ) و ( نازل اخذ حقي ) وغيرها الكثير من اللافتات التي تطالب بحقوقهم المسلوبة , مطالبين حكومة عادل عبد المهدي بالأستقالة ( التي خضع لها في الأخير ) , ومنددين بها والتي يرونها تزداد خضوعاً يوماً بعد يوم لإيران , وكذلك بالفساد المستشري في كل مفاصل الدولة , وتحقيق إصلاح حقيقي , وكبح جماح الميليشيات , بالأضافة الى تردي خدمات الكهرباء والمياه وتوفير فرص عمل وتحسين البنى التحتية .
 
وقد نقل لنا المحاضر قصصا وحكايات بطولية من ساحات التظاهر والأعتصام  وهو ينظر إلى فعل الثائرين نساء ورجال بعين القداسة والاحترام , متحدثا عن دور المرأة العراقية هناك التي تشارك أبناءها وأخوانها المتظاهرين من خلال رفع حماس المحتجين بالهتاف والأغاني الثورية للوطن , وأسعاف الجرحى وأعداد الطعام للمتظاهرين , وقد حملتها الغيرة والشهامة والبطولة، في مرافقتهم في ميدان التظاهر رافعة  العلم العراقي لتشد عزمهم وهم يتصدرن الصفوف الأولى في الاحتجاجات المتواصلة منذ أسابيع في مواصلة طريق الخلاص من طغمة أهلكت الحرث والنسل ورهنت مستقبل البلاد لأجندات خارجية دولية منها وإقليمية , وعن التنظيم الكبير لشباب وشابات  في عمر الورود لا ينتمون لغير وطنهم ، فاقت حالة الوعي لديهم الكثير ممن يسمون أنفسهم قادة أو أنهم من المتعلمين , يهتفون بالحق، ويستقبلون رصاصات القتل بصدور عارية ، همُّهم واحد وهدفهم واحد ومطالبهم واحدة , معظمهم في أوائل العشرينيات من العمر , من بينهم مئات من خريجي الجامعات الجدد، من الذكور والإناث ، إلى جانب معلمين وكبار سن ، بالإضافة إلى نشطاء المجتمع المدني يقفون مع شعب ينهض بكامل عنفوانه، ويتوحد بكل طوائفه وألوانه، رافضا العملية السياسية البائسة بكل كيانها , قرروا الخروج بعفوية بالغة في مظاهرات تفتقر الى القيادة , ولكن تتميز بمدى تنسيقهم العالي في ادارة تلك التظاهرات , بعد أن جمعهم خيبة الأمل والسخط على النخبةٍ السياسية العراقية الحاكمة والأحزاب الأسلامية التي يرونها مسؤولة عن مظالمهم الكثيرة وعن ما وصل اليه الوطن .

ثم تطرق المحاضر الى دور الاعلام في  التظاهرات معتبرا أن الإعلام العراقي حقق نقلة نوعية في تاريخه بتغطية المظاهرات رغم العوائق الكثيرة التي تجابهه وحملة التخويف الرسمية التي يتعرض لها, متحدثاَ عن دور الموبايل ومواقع التواصل الأجتماعي ( السوشيال ميديا ) كالفيس بوك والأنستكَرام وغيرها من القنوات في كسر الحواجز التي تقيمها السلطات أمام التغطية الإعلامية للحركات الإحتجاجية . والمواجهة بين  جماهير تتوق للاصلاح وحكومة تراقب الامور بحذر , من خلال صياغة الشعارات وتبادل الرسائل والأفلام بهواتفهم النقالة , وجهودهم في حشد التظاهرات على صفحات الفيسبوك التي أوجدت ( قاعدة التغيير من الداخل بواسطة الحراك الشعبي ) كشفت مدى تأثيرها الواضح على أجندة الحكومة .

بعد ذلك فتح باب الحوار والاسئلة من قبل الجمهور الكبير الذي حضر حول مستقبل هذه التظاهرات واسباب خفوتها  وعن تصورات المحاضر عن المسقبل السياسي للعراق وغيرها من المواضيع .

*
زهير الجزائري كاتب وروائي وصحافي عراقي كبير مقيم في لندن، درس الأدب الألماني في جامعة بغداد ، واللغة الإنكليزية في جامعة كامبردج ، له روايات وكتب عدّة ، منها ( المستبد : صناعة قائد صناعة شعب ) ، ( الخائف والمخيف ) و ( حافة القيامة ) و (مدن فاضلة ) و ( حرب العاجز : سيرة عائد .. سيرة بلد ) ( النجف .. الذاكرة والمدينة ) ( اوراق شاهد حرب ) (  انا وهُم ) ( باب الفرج ) ( حافة القيامة ) ( اوراق جبلية ) (  مع الجواهري .. الحدث والذات والقصيدة ) وغيرها من النتاجات الأدبية .