يا له من " مضخّم " الامور صاحب المقال هذا ، عن اي قتال يتحدّث ؟ ... ألم يسمع بأن الاختلاف حالة صحية ...انها مجرد خلافات بسيطة تحدث في " احسن العوائل " ... وماذا لو اخذت خلافاتنا عشرين سنة اخرى ؟ ...نحن متأكدون من اننا سنتغلب على مثل هذه الخلافات في نهاية المطاف ..نستطيع ان نقسم ونؤكد بأن كل خلافاتنا ستنتهي حال انتهاء وجودنا في العراق ... فكفاك تضخيما للامور .
كان من الأفضل لك ان تقراء رواية تشبه حالتك اكثر، مثلا: كان هناك شخص اختفى في غابة، ومنذ ذلك اليوم لم يتمكن احد بان يجد الغابة.
فتضخيمك المضحك للامور لا يؤثر سوى عليك، انت شخص غير صالح بان تتعامل مع الانترت، انت غير قادر إطلاقا على التفريق بين عالم افتراضي وبين الواقع.
انت الان مطلوب منك لا بان تعطي لي جواب، وإنما ان تعطي للقارئ فقط إثبات يتكون من جملة واحدة، بان تظهر للقارئ
أين هذا الاقتتال من أجل القومية بين ابناء شعبنا؟ بشرط طبعا ان تظهر ذلك في أرض الواقع، خارج الانترت المتكون من بضعة اشخاص كتبوا سابقا
فقط ومجرد مقالات ومداخلات في مواقع مثل عنكاوا.
بالطبع انت ستتلعثم، وأما لن ترد أو أنك ستتهرب تحت اية ذريعة ما والسبب ان هذا الاقتتال موجود فقط داخل راسك انت لوحدك. هو جزء من خيالك والذي سببه ادمانك على الانترت فقط لا غير.
يا رجل الحقيقة هي كالتالي:
الاغلبية العظمى من أبناء شعبنا ليسوا مهتمين باي شئ قومي.وانظر كم انا واثق من هذه
الحقيقة،
إذ انني أعرض عليك بان تسأل كل القراء هنا فيما اذا كان هناك شخص واحد يستطيع أن يدعي العكس.اها، انا نسيت، الان عرفت قصدك، افضل حل لقضيتنا ان نقنع كل ابناء شعبنا بانهم في اقتتال .
عندما تصر هذه الاحزاب على تفضيل مصالحها الشخصية والاستهتار بمصير المسيحيين ... لا يسعني الا ان ألعنها
في انك شخص لا يسعك ولا تستطيع سوى أن تلعن، هو شئ لا أحد يشك فيه، فالاكتفاء باللعن هي ممارسة لا تحتاج إلى أي مجهود يذكر، لا مجهود فكري ولا مجهود عملي.
وطبعا ان ما تقوم به هو تفكير شرق اوسطي بامتياز، فالكل هنا يفكر بنفس الطريقة، ان يلعن الاخر فقط، ألم يقم الحزب الشيوعي العراقي الذي هو مدرسة للعراقيين مثلا بالاكتفاء بلعن الراسمالية لثلاثين سنة، هل فكر مثلا بطريقة أخرى؟
تصور ان العالم كله يفكر بطريقتك المثيرة للسخرية، فكيف سيكون العالم؟ دعني اصوره لك قليلا:
اذا وجد العالم منتجات لشركة لا تعجبه كمثال، فيجب ان يقول العالم كله، نحن لا يسعنا ولا نملك ولا نستطيع أن نفعل سوى أن نلعن هذه الشركة.
بالطبع هذه المسخرة ستنتهي عندما يقول أحدهم للعالم ما يلي: ما رأيكم بان تفتحوا شركة أخرى وتنتجوا بأنفسكم؟ هكذا سؤال إذا أخذه شخص يمتلك عقل سليم بجدية فإنه سيفكر بطريقة أخرى، طريقة تختلف عن تلك الشرق الاوسطية.
ومن هنا ما رأيك أن تذهب وتؤوسس حزب جديد أو تجمع او مرجعية؟ أليس هذا أفضل من أن تبقى شخص لا يسعه سوى اللعن؟ يا ايها المعلم، يا مثقف، يا مدرسة؟انا شخصيا لم أشارك في أية انتخابات وكتبت لعدة مرات ضرورة مقاطعة الانتخابات، لم اعطي صوتي لأي حزب يذكر.
ولكني لست شخص انصب نفسي آلهة لاجبر البشر ومنهم الاحزاب كيف عليهم أن يفكروا وماذا عليهم أن يفعلوا. لا يستطيع اي شخص في هذا العالم بان يرسم للبشر كيف عليهم أن يعيشوا، من كم غرفة يجب أن يكون بيتهم، كم طفل عليهم أن يملكوا، وكيف عليهم أن ياكلوا، وكيف يجب أن يتحدثوا، وماذا عليهم أن يؤوسسوا، واية لعبة عليهم أن يلعبوا، واي حزب ان يشكلوا، وآية افكار ان يملكوا...
ولكني أصبحت شبه متأكد بان كل الذين يتحدثون عن تشكيل تجمع مسيحي او مرجعية مسيحية هم يقصدون ان تؤوسسها الاحزاب الحالية مثل زوعا، بان تقوم أحزاب مثل زوعا بتبني افكار جديدة وبان تتبعها.
كل الذين يتحدثون عن تأسيس تجمع مسيحي لا يقصدون بان يذهبوا هم للعراق ويشاركوا في تاسيسها ويعملوا فيها. هناك بطرك اكبر كنيسة قال بأنه سيدعم هكذا تجمع، ماذا تريدون اكثر من ذلك؟ لماذا لا تتحركون؟
والدليل ان لا أحد طيلة هذه الفترة من استطاع ان يؤوسس اي شئ جديد. والدليل ان من امثالك يتحججون بان اياديهم مكبلة، والدليل بان أشخاص مثلك لا يمتلكون ايمان يصل لحبة خردل بان تقوم بنفسك باي شئ.
هذا الكلام لا يشملك انت لوحدك وإنما الآخرين أيضا. هؤلاء كلهم أثبتوا انه ليس هناك بديل عن الاحزاب الحالية.
وهؤلاء كان اذن من الأفضل لهم ان يصمتوا بدلا من الثرثرة، لأنهم هكذا اضروا سلبيا على الإيمان بان يكون هناك فعلا بديل اخر بدلا من الاحزاب الحالية.
السؤال الذي قد يطرحه القارئ هو : هل هناك اسباب أخرى عن عدم قيام احد باي تأسيس لأي تجمع ماعدا قضية عدم امتلاك الأشخاص الإيمان الضروري للاستعداد لاية تضحية؟جوابي: بالطبع هناك اسباب أخرى، وأهم هذه الأسباب هي الأفكار المتخلفة الموجودة في هذا الشريط مثلا، وهناك عدة أشرطة تشبهها.
هذه الأفكار المتخلفة هي كالتالي : هي تضع شروط
قبل القيام باي عمل، تضع شروط قبل القيام بتاسيس اي تجمع.
ما هي هذه الشروط؟
هذه الشروط تقول: قبل أن نستطيع أن نفكر بتاسيس اي تجمع، فيجب على
كل وجميع أبناء شعبنا ان يملكوا نفس التفكير، ان لا يكون بين اي أشخاص منهم اية اختلافات تذكر، فإذا كان عدد أبناء شعبنا ثلاثة مليون، فيجب على ثلاثة مليون شخص ان يكون كما تقول هذه الشروط. وعندما ينهض هؤلاء الثلاثة مليون شخص فعليهم اولا ان يقبلوا بعضهم البعض كدليل على عدم وجود خلافات بينهم وبان يقدموا الورود لبعضهم البعض. وهذه الشروط يجب أن يتم تطبيقها باستمرار، فإذا حدث تجمع ولم يمتلك بضعة أشخاص من هؤلاء الثلاثة مليون شخص نفس الأفكار، فهنا سينهار كل شئ.
طيب ولكن هذه الأفكار هي متخلفة.....هذه الشروط هي تعجيزية....هذه الشروط لا يمكن حتى للانبياء تطبيقها.
هناك عالم يسمونه بالعالم المتحضر، لماذا يسمونه هكذا، بماذا يختلف عن العالم الاخر؟
الجواب: هناك اختلاف واحد فقط لا غير، في العالم المتحضر هناك نضوج، بمعنى هناك امكانية للاتفاق على عدة نقاط بالرغم من وجود اختلافات فكرية. وليس هناك أي فرق اخر يذكر.
لم يتجراء ولا شخص واحد في العالم المتحضر بان يطلب من البشر بان يتازلوا عن كل ما يؤمنون به من افكار، وبان يمتلكوا كلهم فكرة واحدة وهذا لكي تصبح حياتهم افضل او لكي يحققوا أهداف معينة.
ولهذا السبب مثلا انا كنت اضحك عندما اسمع شعار الوحدة، وكنت بدلا من ذلك ادعوا البطاركة بان يقيموا قداديس مشتركة وامسيات تراتيل مشتركة. هدفي كان يمتلك أفق اوسع، فهذه الخطوة كانت ستنشر النضوج بين ابناء شعبنا، بان يمتلكوا مشاركة بين بعضهم البعض في مجالات أخرى متعددة بالرغم من وجود اختلافات في طريقة الإيمان او في الأفكار، وهكذا نضوج في المشاركة كان سيفتح المجال لإيجاد نضوج في الاحزاب لتتفق على نقاط محددة بالرغم من وجود اختلافات ووجود منافسة. وهذا النضوج كنت استطيع ان اطرح له من خلال البطاركة لكون الكنائس من تملك التاثير على أبناء شعبنا، ولكون الكنائس من تعيق منذ مئات سنين هكذا مشاركة ونضوج. ولكون الكنائس من تمثل القدوة لابناء شعبنا. ولكن انت كنت قد قمت بتحوير مداخلاتي لكونك عشت في بيئة تعتبر الشخص الذي يستقطع مداخلات ويشوهها بأنه لوتي وكلاوجي، وبان اللوتي والكلاوجي هو شخص شديد الذكاء.
ما هي الرسالة التي تنشرها مواضيع مثل موضوعك؟اولا: ان لا يقوموا أبناء شعبنا باي عمل يذكر، وبان لا يؤوسوا اي تجمع مفيد إلى أن تتحقق الشروط وهي بان يمتلك ثلاثة مليون شخص نفس الفكر، وبان لا يمتلك احد منهم اية خلافات مع الاخر وبان يقدموا كل يوم ورود لبعضهم البعض وبان لا ينضجوا ابدا.ثانيا: وهكذا خلافات فكرية بين البعض، على أبناء شعبنا ان يسمونها اقتتال بين ابناء شعبنا. وبان لا يعتبروا هذا الوصف تضخيم وإنما حقيقة واقعة.ثالثا: ونتيجة من ما تقدم في اولا وثانيا، فلا يبقى أمام شعبنا اي طريق اخر سوى الاكتفاء باللعن، ومن يلعن اكثر واشد يتم اعتباره اكثر الأشخاص ثقافة وأكثر الأشخاص طيبة.رابعا: ان يتم اعتبار النقاط اولا وثانيا وثالثا خارطة طريق التي ستخرج بابناء شعبنا من النفق المظلم.واخيرا: بالطبع أمامي طريقين، اما ان اقبل بخارطة الطريق هذه التي ترسمها وأما ستعتبرني حاقد ومرتزق... أما ان اقبل بان على ثلاثة مليون شخص ان يملكوا كلهم نفس الأفكار وبان لا يمتلك احد منهم اية خلافات مع الاخر، بمعنى اما ان اقبل اولا بتحقيق ما هو مستحيل على الكرة الأرضية جمعاء قبل البدء بتاسيس اي شئ اخر او انك سيحق لك بان تصبح عصبي اكثر وبان تعتبرني حاقد وموتور حقد ومرتزق ياخذ 1000 دولار على كل مداخلة يكتبها.
انا اقول لك بان افكارك وثقافتك القديمة هذه قد ولى زمنها. انا لا اشتريها بفلس. انا شخص علمي واقعي لااطلب المستحيل، بل النضوج، واذا كتبت عتاب عن ابناء شعبنا فاني ساقول : الخلافات موجودة بين البشر ليس لعشرين سنة وانما منذ بدء الخليقة وسيكون هناك خلافات الى يوم القيامة، الانسان عليه ان يتعلم العيش معها وليس بان يلعن كل شئ، وبان يتعلم ان يجد مشاركة مع الاخرين بالرغم من وجود خلافات، فهكذا يصبح الانسان عظيما،
عندما ينضج.
انت شخص للاسف لا تملك نضوج وتريد فرض عدم نضوجك على الاخرين.