المحرر موضوع: وداعا للسلاح  (زيارة 1630 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
وداعا للسلاح
« في: 06:40 10/02/2020 »
وداعا للسلاح

 “وداعا للسلاح  “هي رائعة الروائي الامريكي آرنست همنغواي  التي تتحدث عن الملازم  الامريكي الشاب ( فردريك هنري ) الذي تطوع  للعمل في مجال الإسعاف والإنقاذ لحساب احدى المستشفيات الميدانية في شمال ايطاليا خلال  الحرب العالمية الاولى  ..
 تُصوّر لنا الرواية أجواء الحرب والقسوة والقتل التي أحبطت  الملازم الشاب ، لكنها عجزت عن  قتل روح العشق والحب ورغبة الإنسان في الحياة وسط ذلك الدمار....
وسط تلك الاجواء ،  قرر الملازم فريدرك  ان يعلن ايقاف الحرب من جانب شخصي واحد ، فقذف بسلاحه الى الجحيم وفرّمن الجيش ..ثم استطاع  بمشقّة ، الفرار من محكمة الاعدامات بحق الهاربين من الجيش ..
لأول وهلة ، قد يبدو الامر غريبا اذا ما حاولنا ان نشبّه وضعنا ، نحن المسيحيون ، بوضع تلك الامم التي قاتلت بعضها البعض... اعتقد اننا ، على نحو ما ،  مثلهم... إلا ان  الوسائل والامكانيات والظروف تختلف...
ففي وسط الدمار والقتل والتهجير التي طالت شعبنا المسيحي ،  والخوف المسيطر على عوائلهم الى الان والذي يمنعهم من العودة الى بلداتهم وبيوتهم ، الخوف الذي له مبرراته الملموسة على ارض الواقع...  والمصير المبهم لمستقبلهم في العراق ، نكون قد وضعنا انفسنا في حالة حرب غير مُعلنة  مع بعضنا البعض باصرارنا على  رفض اي مقترح يوحدنا " سياسيــــــا " ومهاجمة من يحاول اقتراحه ...
نبرع في اختراع الذرائع كي نرفض بشدة  ، ثم نلقي اللوم على الكنائس ... ربما لانها  ( الكنائس ) الحلقة الاضعف ولا تستطيع الرد علينا ...
نحن طائفيون حد النخاع ، شئنا ذلك ام أبينا ،  فمثقفينا حريصون على انتقاء الكلمات التي يصفون بها انفسهم ، إذ لا تعجبهم  إلا  و " نا "  تزيّن مؤخراتها... طائفتنا ... كنيستنا ... قوميتنا...
المسيحية  هي التي فرقّتنا ( هكذا قالوا ) ... ورجال الدين الخائفون على كراسيهم ( هكذا ادّعوا )  ، هم السبب في مصائبنا ..
ثم ،  وفي حالة اشبه ما تكون باللاوعي ، نشن حربا على رجال الدين لانهم لا يعملون على توحيدنا......
يا رجال الدين ، وحدونا .... لكن اياكم اياكم ان " تتنازلوا " للكنائس الاخرى على حسابنا  !!! .. خاصة بعد ان أخذت كنيستنا  بُعدها القومي،  وغدت بحلّتها القومية ، اكسير حياتنا ، وان عودة المسيح ثانية لن يثنينا ....قوموا بالمحاولة وفي جعبة افكاركم  " غُلب البدوي " ، ، وسنكون  بالمرصاد لافشالها ان لم يكن  طرحها يتناغم  ومقاساتنا ....فحذار .
ان  " مكرالبدوي  " في هذه الحالة مطلوب  ... نعم ،  قد نُدين  الفكر البدوي من حين الى آخر  ، لكن ذلك لا يعني انه غير متأصل فينا... ادواته ضرورية  لتنفيذ كلّ او بعض من مآربنا ..
البدوي يعرف جيدا كيف  يدافع عن مكره ...  فالصحراء  لا تعينه كثيرا على المناورة  ،  لذا وجب عليه ان  ينا ور بالمتيسّر ، وأولها  الغدر ... ويستمر البدوي في دفاعه فيقول  : وهل لُقّب  القائد رومل بثعلب الصحراء عبثا  ... ها  قد جعلتُ " مكري " مقدسا بعد ان وصفتُ الهي بـ " خير الماكرين " ...
كلنا سمعنا بما حدث بعد محاولة توحيد " عيد الميلاد " ... اسرع البعض من الغيارى المؤمنين بـ " يوم الاجداد المقدس " الى رفض هذه الهرطقة وسموا من وافق عليها  بـ " قليبايي " ... اجابهم الموحّدون   بـ " جماعة 7up “... لا استبعد ان يكون من بين هؤلاء الاخوة اليوم من يهاجم الكنيسة التي فرّقتهم ، وتعاليمها التي ضيّعتهم !!
لكن ، ليس من العدل ان نلوم اولئك الاخوة  فقط ، فإن من بين الذين أيّدوا ، وبفرح عارم ، توحيد يوم عيد الميلاد كان بسبب ان " الصفقة "  كانت في  صالحهم !! ... نعم ، اصفها بـ " الصفقة " وبكل ما تعني الكلمة من فجاجة ...فنحن سياسيون قبل ان نكون مؤمنين ، ولا بأس ان نسمي ما نفعله بالسياسة الايمانية ... الرئيس ترامب هو الوحيد الذي قذف بمصطلح " الصفقة " بوجه كل اولئك السياسيين المنافقين الذين صدعوا رؤوسنا بالمباديء وبالدبلوماسية كاذبين ...  عشرون سنة والارهاب الاسلامي يقضّ مضاجعهم  وهم يخافون من تسميته بأسمه ... جلس ترامب في السعودية ، وبحضور كبير من الدول الاسلامية يطالبهم بمعالجة " الايدولوجية " التي تفرّخ الارهاب الاسلامي ...طالبهم قبل ان يوقّعوا على صفقته !!
نعم ، فرح البعض بتوحيد عيد الميلاد  لأن " غُلب البدوي " تهلّل في قلوبهم ... خاصة بعد إبقاء عيد القامة على وضعه !!! لقد عرف اولئك المؤمنون بأن المسيح الرب سيغضب علينا إن لم نكن دقيقين جدا  في تحديد يوم قيامته !!!... المسألة خارجة عن ايدينا ... المسيح نفسه يرفض ... مسيحنا الآن لا يشبه  ذاك المسيح الذي  انتهر نفاق اليهود عندما ارادوا جعل يوم السبت أعظم من الانسان ومن ابن الانسان .... بماذا نختلف عنهم ؟
" والله لا يوجد أطيب من قلبي " .. كالببغاوات نردد ذلك ...و يردده حتى بعض السّيئين منا ...
نقول ذلك لاننا نرفض ان نغوص في اعماقنا كي نتعرّف جيدا على ذواتنا ...
اني مذهبي معتدل ... لا بل اني قومي معتدل ... تماما كالاسلامي المعتدل الذي يقدمه الاخواني وابتسامته البشوشة على وجهه !!!
نحن نتقاتل بدون اسلحة ...يكفينا الحرص على الاسلوب الدبلوماسي ( من النوع الغربي الجيد )  كي نخدع فيه  انفسنا...
يا له من " مضخّم " الامور صاحب المقال هذا ، عن اي قتال يتحدّث ؟ ... ألم يسمع بأن الاختلاف حالة صحية ...انها  مجرد خلافات بسيطة تحدث في " احسن العوائل " ... وماذا لو اخذت خلافاتنا عشرين سنة اخرى ؟ ...نحن متأكدون من اننا سنتغلب على مثل هذه الخلافات في نهاية المطاف ..نستطيع ان نقسم  ونؤكد بأن كل خلافاتنا ستنتهي حال انتهاء وجودنا في العراق ... فكفاك تضخيما للامور .
اعلن عن القاء سلاح الطائفية بكل اشكالها الى الجحيم ، وداع غير مأسوف عليه لمثل هكذا سلاح ....سأعيش هاربا من هذا الوباء... لكن ليس مع نفسي ... اشكر الله على هذا التصالح الرائع مع نفسي ...
اني بلا مذهب ، وبلا قومية سياسية..... مذهبي هو كل المذاهب ، وقوميتي هي كل القوميات ....
تكفيني ترنيمة  :   Christ is sufficient
على هذا الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=f-gKA60jGjY

متي اسو






غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: وداعا للسلاح
« رد #1 في: 08:46 11/02/2020 »
عزيزي استاذ متي اسو
تحية
ذكرتني بهذه الرواية الكبيرة للكاتب الشهير آرنست همنغواي (صاحب قصة الشيخ والبحر التي نالت جائزة نوبل)
على اية حال شتان بين الساعات التي قضاها هذا الجندي في الجبهة الامامية ينتظر طلقة الموت لحد نهاية الحرب، وبين كتابنا او اعلامنا او مثقفينا.حسن عملت اعلنت البراءة من التقسيمات والتسميات ولكن حذار ان تبقى مجهولا او مبهم الهوية ( لا اقصد ان تنتمي الى قومية معينة).

ان هوية الانسان هي الذات التي ماتت قبل الاف السنين لكن لا زالت حية فينا،  لم ولن تسطيع نكراتها ، لانها هي موجودة في DNA فلن تستطيع طمرها.

قبل بضعة سنوات في احدى المحاضرات التي كان يلقيها المطران داود شرف مطران كردستان والموصل حاليا عن هموم الوطن وتوحيد الموقف والاعياد هنا في مدينة ملبورن،  قلت له امام الحاضرين امام " سيدنا نحن بحاجة الى اعلان ثورة او تنظيم مظاهرة ضدكم". فضحك وقال ربما انت صحيح.

نعم نحن ككتاب من مسؤوليتنا كشف الحقائق للابناء جلدتنا بصدق وامانة حتى وان كلفنا زعل البعض منهم.
علينا قول الحق في وجه السياسيين والقوميين ورجال الكنيسة والمؤمنيين المتعصبين مهما كان الثمن
اقترح عليك ان لا ترم السلاح،
 بل تنظم Hashtag عن ايام تقترحها لاقامة عيد القيامة كي نعرف كم هم  عدد المؤيدين لهذه الفكرة،  حينها يتم وضع ضغط على المسؤولين لقبول الواقع.

واذا رفضوا لنحتفل نحن بعيد اسمه الوحدة نختاره نحن العلمانون.

تحياتي
يوحنا

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: وداعا للسلاح
« رد #2 في: 19:15 11/02/2020 »
الاخ يوحنا بيداويد المحترم
تحية طيبة
ارجو ان يفهمني الجميع ...
اني لا انكر قوميتي ولا اطالب احدا ان ينكر قوميته ، سواء أكان على حق في ادعائه القومي ام لا ....
اني لا اطالب العربي بالتخلّى عن قوميته ، لكن عندما يتّخد من قوميته " حزبا سياسيا شوفينيا " ، لا يسعني الا ان ألعن هذا الحزب .
كذلك الحال بالنسبة للقوميين المسيحيين ، لا احد يطالبهم بالتخلّي عن قومياتهم..... لكن عندما تصبح ( هذه القوميات ) أحزابا سياسية غرضها الوحيد هو تحقيق مصالح فئوية ... ثم تتقاتل اعلاميا فيما بينها  لمدة عشرين سنة  من اجل  " الاحتواء و فرض  التسمية على " المسيحيين جميعا " ،  دون الالتفات الى مصير المسيحيين في العراق الذين أصبحوا في حالة من التشرذم طيلة هذه الفترة بسببهم  ( اذكّرك بما قاله المرحوم الطالباني ، اذهبوا ووحدوا انفسكم ثم تعالوا ... بالمناسبة هذه الحقيقة تعرفها كل الاحزاب العراقية  )... عندما تصر هذه الاحزاب على تفضيل مصالحها الشخصية  والاستهتار بمصير المسيحيين ... لا يسعني الا ان ألعنها وأتبرأ من مثل هكذا انتماء ( طائفي او قومي ) ، والذي من شأنه الابقاء على هذا الشرخ والمضي في توسيعه استهتارا ....
نعم ، اهرب منه  كالهروب من مرض خبيث.... 
للاسف الشديد ، اصبح  التغنّي بالطائفة او بالقومية  اليوم وقودا لزيادة هذا الشرخ دون ذرة من الوعي ...هذا ما آلت اليه الامور بسببهم .
مرة اخرى اقول ، كيف استطاع اسلاميون وماركسيون ، وفي زمن قصير ، من اتخاذ قائمة سياسية " موحدة " ، ويعجز القوميون المسيحيون من ذلك ؟... لا بل انهم يحاربون وبكل قوة ، وبذرائع مهلهلة تليق بهم ، اية محاولة لايجاد مثل هذا التجمّع السياسي الموحد للمسيحيين ...
عندما يُقتل الكردي او العربي الذي تحوّل الى المسيبحية ، لا يكون ذلك بسبب " اعتناقه " الاشورية او الكلدانية او السريانية .... ورغم ان الاستهداف موجّه بوضوح كوضوح الشمس  ضد اتباع المسيحية ، بغض النظر إن كان المستهدَف مؤمنا او ملحدا او من عبدة الشسيطان ، إلا ان " القزم القومي " يصرّ على ان الاستهداف " قوميا " !!!!
نحن نعيش وسط  كذب صلف وممنهج ...
مارسوا شعائركم القومية في محافلكم ، في نواديكم ، في كنائسكم ، مارسوا فيها طائفيتكم ايضا ... لان الوضع  ميؤوس منه .... لكن بالله عليكم ، أجلّوا مشاريعكم الطائفية والقومية السيباسية لمدة سنتين فقط .... أخذتم عشرين سنة ، أليس باستطاعتكم  اخذ اجازة ( راحة لكم ولنا ) لسنتين فقط ؟ .. انكم تجرمون بحق المسيحيين جميعا ...
اخي يوحنا بيداويد ، الكلام ليس موّجها الى شخصك ... لكنه موجّه الى كل من أعمته الطائفية والقومية السياسية عن رؤية ما يحدث للمسيحيين عامة ، والضرر الذي يُحدثه بادعاءاته الطائفية والقومية على هذا النحو ...
لا زلتُ مصرا على ان العبأ يقع على المثقفين ...
من على هذا الموقع ، رأيتُ سجالات عن الطائفة ( كالفرقة الناجية ) التي تنفرد بصحة  " تحديد يوم القيامة " ...شارك فيها الكثير الكثير من المؤمنين ... لم يشارك فيها رجل دين واحد ... لم يشارك فيها مثقّف واحد من الطائفة ليخبرهم عن سخافة الموضوع ...ليخبرهم بأن المسيحيين بحاجة الى يوم يحتفل به الكل ... نعم الكل ، هذا هو جوهر المسيحية .
هناك امر آخر لا افهمه ... كيف لماركسي ، المتباهي بماركسيته ، ان يصّر بالحاح على التحزّب " القومي " ، رافضا اي تجمّع مسيحي " علماني " ، حتى لو لم  يحمل اسما مسيحيا ؟؟؟
هل تغيّر مفهوم " الاممية " في القاموس الماركسي لتصبح " قومية " ؟؟
وكما قال احدهم : " دودنا من خلّنا وليس من خل الآخرين "

متي اسو



غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: وداعا للسلاح
« رد #3 في: 22:43 11/02/2020 »
اقتباس
يا له من " مضخّم " الامور صاحب المقال هذا ، عن اي قتال يتحدّث ؟ ... ألم يسمع بأن الاختلاف حالة صحية ...انها  مجرد خلافات بسيطة تحدث في " احسن العوائل " ... وماذا لو اخذت خلافاتنا عشرين سنة اخرى ؟ ...نحن متأكدون من اننا سنتغلب على مثل هذه الخلافات في نهاية المطاف ..نستطيع ان نقسم  ونؤكد بأن كل خلافاتنا ستنتهي حال انتهاء وجودنا في العراق ... فكفاك تضخيما للامور .
كان من الأفضل لك ان تقراء رواية تشبه حالتك اكثر، مثلا: كان هناك شخص اختفى في غابة، ومنذ ذلك اليوم لم يتمكن احد بان يجد الغابة.

فتضخيمك المضحك للامور لا يؤثر سوى عليك، انت شخص غير صالح بان تتعامل مع الانترت، انت غير قادر إطلاقا على التفريق بين عالم افتراضي وبين الواقع.

انت الان مطلوب منك لا بان تعطي لي جواب، وإنما ان تعطي للقارئ فقط إثبات يتكون من جملة واحدة، بان تظهر للقارئ أين هذا الاقتتال من أجل القومية بين ابناء شعبنا؟ بشرط طبعا ان تظهر ذلك في أرض الواقع، خارج الانترت المتكون من بضعة اشخاص كتبوا سابقا فقط ومجرد مقالات ومداخلات في مواقع مثل عنكاوا.

بالطبع انت ستتلعثم، وأما لن ترد أو أنك ستتهرب تحت اية ذريعة ما والسبب ان هذا الاقتتال موجود فقط داخل راسك انت لوحدك. هو جزء من خيالك والذي سببه ادمانك على الانترت فقط لا غير.

يا رجل الحقيقة هي كالتالي: الاغلبية العظمى من أبناء شعبنا ليسوا مهتمين باي شئ قومي.

وانظر كم انا واثق من هذه الحقيقة، إذ انني أعرض عليك بان تسأل كل القراء هنا فيما اذا كان هناك شخص واحد يستطيع أن يدعي العكس.

اها، انا نسيت، الان عرفت قصدك، افضل حل لقضيتنا ان نقنع كل ابناء شعبنا بانهم في اقتتال .

اقتباس
عندما تصر هذه الاحزاب على تفضيل مصالحها الشخصية  والاستهتار بمصير المسيحيين ... لا يسعني الا ان ألعنها

في انك شخص لا يسعك ولا تستطيع سوى أن تلعن، هو شئ لا أحد يشك فيه، فالاكتفاء باللعن هي ممارسة لا تحتاج إلى أي مجهود يذكر، لا مجهود فكري ولا مجهود عملي.

وطبعا ان ما تقوم به هو تفكير شرق اوسطي بامتياز، فالكل هنا يفكر بنفس الطريقة، ان يلعن الاخر فقط، ألم يقم الحزب الشيوعي العراقي الذي هو مدرسة للعراقيين مثلا بالاكتفاء بلعن الراسمالية لثلاثين سنة، هل فكر مثلا بطريقة أخرى؟

تصور ان العالم كله يفكر بطريقتك المثيرة للسخرية، فكيف سيكون العالم؟ دعني اصوره لك قليلا:

اذا وجد العالم منتجات لشركة لا تعجبه كمثال، فيجب ان يقول العالم كله، نحن لا يسعنا ولا نملك ولا نستطيع أن نفعل سوى أن نلعن هذه الشركة.

بالطبع هذه المسخرة ستنتهي عندما يقول أحدهم للعالم ما يلي: ما رأيكم بان تفتحوا شركة أخرى وتنتجوا بأنفسكم؟ هكذا سؤال  إذا أخذه شخص يمتلك عقل سليم بجدية فإنه سيفكر بطريقة أخرى، طريقة تختلف عن تلك الشرق الاوسطية.

ومن هنا ما رأيك أن تذهب وتؤوسس حزب جديد أو تجمع او مرجعية؟ أليس هذا أفضل من أن تبقى شخص لا يسعه سوى اللعن؟ يا ايها المعلم، يا مثقف، يا  مدرسة؟

انا شخصيا لم أشارك في أية انتخابات وكتبت لعدة مرات ضرورة مقاطعة الانتخابات، لم اعطي صوتي لأي حزب يذكر.

ولكني لست شخص انصب نفسي آلهة لاجبر البشر ومنهم الاحزاب كيف عليهم أن يفكروا وماذا عليهم أن يفعلوا. لا يستطيع اي شخص في هذا العالم بان يرسم للبشر كيف عليهم أن يعيشوا، من كم غرفة يجب أن يكون بيتهم، كم طفل عليهم أن يملكوا، وكيف عليهم أن ياكلوا، وكيف يجب أن يتحدثوا، وماذا عليهم أن يؤوسسوا، واية لعبة عليهم أن يلعبوا، واي حزب ان يشكلوا، وآية افكار ان يملكوا...


ولكني أصبحت شبه متأكد بان كل الذين يتحدثون عن تشكيل تجمع مسيحي او مرجعية مسيحية هم يقصدون ان تؤوسسها الاحزاب الحالية مثل زوعا، بان تقوم أحزاب مثل زوعا بتبني افكار جديدة وبان تتبعها. كل الذين يتحدثون عن تأسيس تجمع مسيحي لا يقصدون بان يذهبوا هم للعراق ويشاركوا في تاسيسها ويعملوا فيها. هناك بطرك اكبر كنيسة قال بأنه سيدعم هكذا تجمع، ماذا تريدون اكثر من ذلك؟ لماذا لا تتحركون؟

والدليل ان لا أحد طيلة هذه الفترة من استطاع ان يؤوسس اي شئ جديد. والدليل ان من امثالك يتحججون بان اياديهم مكبلة، والدليل بان أشخاص مثلك لا يمتلكون ايمان يصل لحبة خردل بان تقوم بنفسك باي شئ.

هذا الكلام لا يشملك انت لوحدك وإنما الآخرين أيضا. هؤلاء كلهم أثبتوا انه ليس هناك بديل عن الاحزاب الحالية.

وهؤلاء كان اذن من الأفضل لهم ان يصمتوا بدلا من الثرثرة، لأنهم هكذا اضروا سلبيا على الإيمان بان يكون هناك فعلا بديل اخر بدلا من الاحزاب الحالية.

السؤال الذي قد يطرحه القارئ هو : هل هناك اسباب أخرى عن عدم قيام احد باي تأسيس لأي تجمع ماعدا قضية عدم امتلاك الأشخاص الإيمان الضروري للاستعداد لاية تضحية؟

جوابي: بالطبع هناك اسباب أخرى، وأهم هذه الأسباب هي الأفكار المتخلفة الموجودة في هذا الشريط مثلا، وهناك عدة أشرطة تشبهها.

هذه الأفكار المتخلفة هي كالتالي : هي تضع شروط قبل القيام باي عمل، تضع شروط قبل القيام بتاسيس اي تجمع.

ما هي هذه الشروط؟

هذه الشروط تقول: قبل أن نستطيع أن نفكر بتاسيس اي تجمع، فيجب على كل وجميع أبناء شعبنا ان يملكوا نفس التفكير، ان لا يكون بين اي أشخاص منهم اية اختلافات تذكر، فإذا كان عدد أبناء شعبنا ثلاثة مليون، فيجب على ثلاثة مليون شخص ان يكون كما تقول هذه الشروط. وعندما ينهض هؤلاء الثلاثة مليون شخص فعليهم اولا ان يقبلوا بعضهم البعض كدليل على عدم وجود خلافات بينهم وبان يقدموا الورود لبعضهم البعض. وهذه الشروط يجب أن يتم تطبيقها باستمرار، فإذا حدث تجمع ولم يمتلك بضعة أشخاص  من هؤلاء الثلاثة مليون شخص نفس الأفكار، فهنا سينهار كل شئ.

طيب ولكن هذه الأفكار هي متخلفة.....هذه  الشروط هي تعجيزية....هذه الشروط لا يمكن حتى للانبياء تطبيقها.

هناك عالم يسمونه بالعالم المتحضر، لماذا يسمونه هكذا، بماذا يختلف عن العالم الاخر؟

الجواب: هناك اختلاف واحد فقط لا غير، في العالم المتحضر هناك نضوج، بمعنى هناك امكانية للاتفاق على عدة نقاط بالرغم من وجود اختلافات فكرية. وليس هناك أي فرق اخر يذكر.

لم يتجراء ولا شخص واحد في العالم المتحضر بان يطلب من البشر بان يتازلوا عن كل ما يؤمنون به من افكار، وبان يمتلكوا كلهم فكرة واحدة وهذا لكي تصبح حياتهم افضل او لكي يحققوا أهداف معينة.

ولهذا السبب مثلا انا كنت اضحك عندما اسمع شعار الوحدة، وكنت بدلا من ذلك ادعوا البطاركة بان يقيموا قداديس مشتركة وامسيات تراتيل مشتركة. هدفي كان يمتلك أفق اوسع، فهذه الخطوة كانت ستنشر النضوج بين ابناء شعبنا، بان يمتلكوا مشاركة بين بعضهم البعض في مجالات أخرى متعددة بالرغم من وجود اختلافات في طريقة الإيمان او في الأفكار، وهكذا نضوج في المشاركة كان سيفتح المجال لإيجاد نضوج في الاحزاب لتتفق على نقاط محددة بالرغم من وجود اختلافات ووجود منافسة. وهذا النضوج كنت استطيع ان اطرح له من خلال البطاركة لكون الكنائس من تملك التاثير على أبناء شعبنا، ولكون الكنائس من تعيق منذ مئات سنين هكذا مشاركة ونضوج. ولكون الكنائس من تمثل القدوة لابناء شعبنا. ولكن انت كنت قد قمت بتحوير مداخلاتي لكونك عشت في بيئة تعتبر الشخص الذي يستقطع مداخلات ويشوهها بأنه لوتي وكلاوجي، وبان اللوتي والكلاوجي هو شخص شديد الذكاء.

ما هي الرسالة التي تنشرها مواضيع مثل موضوعك؟

اولا: ان لا يقوموا أبناء شعبنا باي عمل يذكر، وبان لا يؤوسوا اي تجمع مفيد إلى أن تتحقق الشروط وهي بان يمتلك ثلاثة مليون شخص نفس الفكر، وبان لا يمتلك احد منهم اية خلافات مع الاخر وبان يقدموا كل يوم ورود لبعضهم البعض وبان لا ينضجوا ابدا.

ثانيا: وهكذا خلافات فكرية بين البعض، على أبناء شعبنا ان يسمونها اقتتال بين ابناء شعبنا. وبان لا يعتبروا هذا الوصف تضخيم وإنما حقيقة واقعة.

ثالثا: ونتيجة من ما تقدم في اولا وثانيا، فلا يبقى أمام شعبنا اي طريق اخر سوى الاكتفاء باللعن، ومن يلعن اكثر واشد يتم اعتباره اكثر الأشخاص ثقافة وأكثر الأشخاص طيبة.

رابعا: ان يتم اعتبار النقاط اولا وثانيا وثالثا خارطة طريق التي ستخرج بابناء شعبنا من النفق المظلم.

واخيرا: بالطبع أمامي طريقين، اما ان اقبل بخارطة الطريق هذه التي ترسمها وأما ستعتبرني حاقد ومرتزق... أما ان اقبل بان على ثلاثة مليون شخص ان يملكوا كلهم نفس الأفكار وبان لا يمتلك احد منهم اية خلافات مع الاخر، بمعنى اما ان اقبل اولا بتحقيق ما هو مستحيل على الكرة الأرضية جمعاء قبل البدء بتاسيس اي شئ اخر او انك سيحق لك بان تصبح عصبي اكثر وبان تعتبرني حاقد وموتور حقد ومرتزق ياخذ 1000 دولار على كل مداخلة يكتبها.

انا اقول لك بان افكارك وثقافتك  القديمة هذه قد ولى زمنها. انا لا اشتريها بفلس. انا شخص علمي واقعي لااطلب المستحيل، بل النضوج، واذا كتبت عتاب عن ابناء شعبنا فاني ساقول : الخلافات موجودة بين البشر ليس لعشرين سنة وانما منذ بدء الخليقة وسيكون هناك خلافات الى يوم القيامة،  الانسان عليه ان يتعلم العيش معها وليس بان يلعن كل شئ، وبان يتعلم ان يجد  مشاركة مع الاخرين بالرغم من وجود خلافات، فهكذا يصبح الانسان عظيما، عندما ينضج.

انت  شخص للاسف لا تملك نضوج وتريد فرض عدم  نضوجك على الاخرين.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: وداعا للسلاح
« رد #4 في: 03:00 12/02/2020 »
واخيرا تكلّم " القزم القومي " المجهول الاسم والهوية ...
يعتقد بأن اطالة قامته واثبات وجوده لا يتمّان الا بالتعكّز على اكفان الموتي....
من أمثاله يعتّمون على المسيحيين في الداخل، ويعدوهم بما وعد به عرقوب زمانه....
ما تبقّى من المسيحيين هناك لا يتقاتلون ، بل مشغولون مع حالة الاقناع من اجل " انتخابات " قادمة ...
والله  إن كذْب هذا الكائن فريد من نوعه ... ربما لافتقاره على القدرة على التفكير .... هل سمع احد منكم من انني قلتُ على الجميع ان يحلّوا خلافاتهم لتكوين حزب مستقل يجمع الجميع ؟؟؟ قلتُ ان الاسلامي وضع يده بيد الماركسي من اجل قائمة موحدة ، فما بالكم ؟....
يبدو انه لا يجيد غير الشعوذة الرخيصة ...

متي اسو